فوز
29-07-2001, 07:09 PM
الأسرار الصحية للوضوء: ينشط نظام المناعة ضد الأمراض ويجعل الجلد أكثر نضارة وحيوية
د. خلوق نورباقي
ترجمه: أورخان محمد علي
هاكم وصفة حياتية مقدمة إليكم ضمن معجزة من معجزات القرآن.. (يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين وإن كنتم جنبا فاطهروا) المائدة: 6. هذه الوصفة التي نطبقها منذ أربعة عشر قرنا دون أن نفطن إلى أسرارها، الأمر الذي يتوقع معه أن يأتي يوم يتوضأ فيه حتى الملحدون! لقد بدأ العلم قبل سنوات قليلة فقط بمعرفة حكم ونعم الاغتسال الذي ذكره القرآن الكريم، هذا علما بأننا بدأنا نعرف الحكم المدهشة للوضوء في ضوء المعلومات التي قدمتها العلوم البيولوجية منذ عشرين عاما فقط.
ـ تأثير الوضوء على جهاز الدوران
تستند منظومة جهاز الدوران على قاعدتين بيولوجيتين رئيستين:
الأولى قيام القلب بوظيفة إيصال الدم النقي إلى جميع أنحاء الجسم، وإلى جميع الأنسجة، أو بتعبير أدق إلى جميع الخلايا.
أما الثانية فهي وظيفة إيصال الدم المستعمل في الخلايا والفاسد من الناحية البيولوجية من أنحاء الجسم إلى القلب، وهذه الوظيفة الثانية على وجه الخصوص تشكل مسألة مهمة جدا للجسم، لأن الدورة العكسية (أي رجوع الدم إلى القلب) إن فسدت أو أصابها الخلل زاد الضغط الواطئ في الجسم، فيبدأ الجسم بالاقتراب من الشيخوخة بل حتى من الموت.
فما هي أهم مسألة في هذه الدورة الدموية ذات الاتجاهين؟
جواب هذا السؤال معروف منذ سنوات عدة. لكي تعمل الأوعية الدموية بشكل جيد، وبصورة صحيحة يجب أن تبقى محافظة على مرونتها، لأن هذه الأوعية تدق تدريجيا كلما ابتعدت عن القلب لأنها تتشعب في الطريق، وهي تشبه الأنابيب البلاستيكية، ويبدأ التصلب في الأنابيب الدقيقة في أول الأمر، وإذا ما فقدت هذه الأوعية الدموية مرونتها تولد عبء كبير على القلب.
هناك أمور كثيرة في الحياة تؤدي إلى تصلب هذه الأوعية وضيقها، مما يجهد الجسم، ويعجل بالشيخوخة، هذا الأمر أصبح فرعا علميا مستقلا، فسوء التغذية والانفعالات العصبية يؤثران تأثيرا سلبيا في هذه الأوعية الدموية، فهل يا ترى نستطيع تأخير هذه العملية التي تتلف الأوعية الدموية الدقيقة، إن بدت ظواهرها فيها؟
إن تصلب الأوعية، وضيقها لا يبدآن بشكل فجائي، بل يحصلان بشكل تدريجي، وببطء.
والأوعية الدموية البعيدة عن القلب، كالأوعية الدموية الموجودة في الدماغ أو الأرجل أوالأيدي تكون تحت ظروف صعبة، والتصلب والضيق اللذان يبدآن ببطء هنا يستمران مع الزمن ويزدادان.
هناك في حياتنا ما يسبب توسع هذه الأوعية ثم ضيقها، أي يجري على هذه الأوعية نوعا من الرياضة "الجمناستيكة".. وهذا ما يقوم به الماء الذي يحمل حرارة تختلف عن حرارة الجسم، فالماء إذا كان حارا تسبب في توسيع الأوعية الدموية، وإن كان باردا تسبب في ضيقها. ويؤمن الماء بذلك مرونة الأوعية الدموية البعيدة عن القلب خاصة، ويؤمن قوتها وحيويتها، كما يقوم الماء (بسبب فرق درجة الحرارة كذلك) بدفع المواد الغذائية المتراكمة في الأنسجة ـ بسبب بطء الدورة الدموية ـ إلى الدورة الدموية العامة.
إذن، فأمام هذه الحقائق أيستطيع أحد ألا يعد طريقة الوضوء التي حددتها الآية الكريمة بغسل الوجه واليدين والرجلين معجزة علمية؟ إضافة إلى ذلك فهل يمكن لأحد تجاهل السر، والحكمة التي تتضمنها العبارة الواردة في آخر الآية وهي (وليتم نعمته عليكم)(المائدة: 6).
لقد وهبنا الله نعمة الدورة الدموية، إذن فتوضؤوا لكي تتم هذه النعمة، ولكي تكون دورتكم الدموية في أفضل صورة وأصحها.
إن هذه هي النعمة الأولى للوضوء، والشخص المتعود على الوضوء منذ صغره يصون نفسه ضد تصلب الشرايين، مما ينعكس على الدورة الدموية في المخ، وهذا يكون مانعا لحالة الخوف عند تقدم العمر.
ـ تأثير الوضوء على نظام المناعة في الإنسان "الدورة اللمفاوية"
إضافة إلى وجود الدورة الدموية في أجسامنا، هناك دورة أخرى للدم الأبيض، وأوعية هذا الدم أدق من أوعية الدم الأحمر بعشر مرات، فعند حدوث خدوش بسيطة أو جروح نلاحظ خروج سائل لا لون له، هذا السائل هو السائل اللمفاوي الذي يدور في الجسم، ويصل إلى كل نقطة فيه، ويشكل نظاما متكاملا للمناعة، فعند دخول أي جرثومة إلى الجسم أو عند دخول أي جسم غريب أو أي خلية سرطانية (تنشأ الخلايا السرطانية لأسباب لا نعرفها حاليا) يتم القضاء عليها من قبل الخلايا المحاربة الموجودة في هذا السائل اللمفاوي.
ولا يظهر أي مرض جرثومي أو مرض السرطان إلا عند حصول خلل في هذا النظام المناعي للجسم، ويعتمد عمل هذا النظام المناعي بالدرجة الأولى على قيام هذه الأوعية اللمفاوية الدقيقة دقة الشعرة بوظائفها بشكل جيد، وانسيابي، ولا يعرف حتى الآن بوضوح كيف تتوسع هذه الأوعية، وتضيق. ولكن من المعروف أن الحرارة والبرودة تؤثران في نظام هذه الدورة اللمفاوية، فالإصابة بمرض جرثومي غالبا ما يحدث عند تعرض الجسم للبرد، ويفسر هذا بعدم وصول العدد الكافي من الخلايا الدفاعية المقاتلة إلى تلك المنطقة بعد تقلص الأوعية اللمفاوية نتيجة البرد.
لذا فلكي يعمل هذا النظام على الوجه الصحيح فمن الضروري قيام هذه الأوعية اللمفاوية بعملها بشكل جيد، والحركة "الجمناستيكية" التي يوفرها الوضوء لهذه الأوعية تساعد على تنشيط قيامها بوظائفها، مثلها في ذلك مثل تأثير الوضوء على الدورة الدموية.
وكما ذكرت الآية في آخرها: (وليتم نعمته عليكم)(المائدة: 6)، فإن الوضوء الذي ينشط نظام المناعة لدينا ضد جميع الأمراض يعد نعمة من نعم الله تعالى، ولكن إن ظهر أحدهم وقال: >صحيح أن الاعتياد على التوضؤ ينشط النظام اللمفاوي، ولكن هذا قد يكون نتيجة صدفة لا غير<.. إن قال هذا فكيف نجيبه؟
إن كيفية الوضوء هي التي ستتولى الإجابة، إذ إنها دليل قاطع على أن تنشيط الدورة اللمفاوية هدف من أهداف الوضوء.
كيف؟
1 ـ لكي تعمل المنظومة اللمفاوية بشكل منتظم يجب ألا تهمل أي ناحية أو نقطة من نقاط الجسم، وهذا أمر قاطع في الوضوء والغسل.
2 ـ من أهم مراكز تنبيه المنظومة اللمفاوية الأنف، ومنطقة اللوزتين، فمن شروط الوضوء غسل هذين المركزين.
3 ـ إن تنبيه جوانب الرقبة يؤثر تأثيرا كبيرا في المنظومة اللمفاوية، وهذا موجود ضمن الوضوء.
إذن فما من أحد يستطيع الادعاء أن الوضوء لا يهدف ـ من بين أهدافه الكثيرة ـ إلى تنشيط النظام اللمفاوي.
وأود هنا أن أوضح بمثال كيف تتم نعمة الله من زاوية الوضوء الذي يحافظ على حيوية الجسم.
إن الخلايا اللمفاوية تعد من أكثر الخلايا المدافعة قوة، وقابلية على القتال في الجسم، وهذه الخلايا التي تمر من خلال تدريب بيولوجي طويل تبدأ بالدوران في الجسم عشر مرات كل يوم، وتصل إلى كل نقطة من نقاط الجسم، فإن صادفت أي جرثومة أو خلية سرطانية هاجمتها وقتلتها في الحال، أليست هذه نعمة إلهية.
فإن حدث خلل ما في هذه الدورة، وقمت بالتوضؤ حسب عادتك وأزلت بهذا الوضوء هذا الخلل ألا يعد هذا إتماما للنعمة؟
ـ الوضوء والكهربائية الستاتيكية (1) المستقرة في الجسم:
يوجد توازن كهربائي مستقر في الجسم ككل في الحالة الاعتيادية، وهناك علاقة وثيقة بين البنية الأساسية للجسم في حالته الصحية وهذا التوازن الكهربائي.
ولكن نتيجة لبعض الخواص الموجودة في الهواء ونتيجة للملابس البلاستيكية التي نلبسها وللأشياء البلاستيكية التي نستعملها >التي أصبحت من المشكلات الكبيرة<، يتأثر هذا التوازن الكهربائي تأثرا سلبيا، والنتائج التي نعرفها حتى الآن، والتي تتولد من هذا الاختلال في التوازن هي حدوث أمراض مؤلمة، وتجاعيد في الوجه، فعندما ننزل من السيارة أو نجلس على كرسي بلاستيكي، فإن معظمنا يلاحظ هذه الظاهرة، كما أن الهواء يحمل أيضا مثل هذه الخاصية عند حدوث البروق.
لذا فإن العلاج الطبيعي (في بعض نواحيه) ليس إلا علاجا ضد تراكم هذه الكهربائية المستقرة في الجسم، ولكننا عندما نتوضأ مرات عدة في اليوم الواحد، فإننا نتخلص تماما من هذا التأثير الضار.
وهناك أمراض "سيكوسوماتية"(2) عدة تنشأ نتيجة هذه الكهربائية المستقرة، ولن أقف عند هذه الأمراض، بل سأشير إلى مسألة الجمال التي أصبحت مسألة عصرنا، إن أكثر الآثار السلبية الناتجة عن الكهربائية المستقرة، تظهر على العضلات الصغيرة الموجودة تحت الجلد، فالكهربائية المستقرة تجعل هذه العضلات مشدودة على الدوام، وبمرور الوقت تفقد هذه العضلات مرونتها، وتتعطل عن العمل، فالتجاعيد المبكرة التي تظهر في الوجه أولا هي نتيجة هذه العملية، ولا شك في أن هذا ينطبق على سائر أجزاء الجسم، لذا فهذا سبب من أسباب كون الأشخاص المعتادين على الوضوء يملكون وجها نورانيا.
إن الأشخاص المعتادين على الوضوء يملكون جلدا أكثر نضارة وصحة، لذا يكونون أقرب إلى الجمال، وفي هذه الأيام تصرف الملايين على عمليات التجميل، ولكن لو صرفت أضعاف هذا المبلغ لما استطاعت القيام بما يقوم به الوضوء.
> سؤال آخر أيضا: أهناك إشارة خفية إلى الكهربائية المستقرة في الآية؟
>> الجواب: طبعا يوجد، فالقسم المتعلق بالتيمم من الآية أي: (فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه) المائدة: 6]، يشير إلى هذه الحكمة الموجودة في الوضوء من ناحية الكهربائية المستقرة، ذلك لأن التيمم يزيل الكهربائية المستقرة بنسبة كبيرة، وهنا تظهر معجزة القرآن، فطوال مئات الأعوام لم يكن سر التيمم معروفا، ولا يدرك أحد لماذا أصبح بديلا عن الغسل والوضوء.
ولاشك في أن جانب النظافة الموجودة في الوضوء والواضح في الآية الكريمة معجزة قرآنية أخرى أيضا، فإن قال إنسان عصرنا: >إنني معتاد على غسل يدي ووجهي<، فإننا سنذكره بأن النظافة الناتجة عن النصائح لا تكون دائمة ومستمرة مثل مبدأ العبادة أبدا.
لاشك في أن حكم الوضوء ونعمها ليست محصورة في هذه الفوائد، ولكن لكوننا نتناول النواحي العلمية، فقد أشرنا إلى هذا الجانب فقط.<
عن المجتمع الكويتية
ـــــــــــــــــــــ
ـ الكهربائية الستاتيكية "المستقرة" Static electricity.1
2 ـ الأمراض السيكوسوماتية Psychosomatic هي الأمراض الجسدية الناشئة عن اضطرابات عقلية أو عاطفية. (المترجم).
د. خلوق نورباقي
ترجمه: أورخان محمد علي
هاكم وصفة حياتية مقدمة إليكم ضمن معجزة من معجزات القرآن.. (يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين وإن كنتم جنبا فاطهروا) المائدة: 6. هذه الوصفة التي نطبقها منذ أربعة عشر قرنا دون أن نفطن إلى أسرارها، الأمر الذي يتوقع معه أن يأتي يوم يتوضأ فيه حتى الملحدون! لقد بدأ العلم قبل سنوات قليلة فقط بمعرفة حكم ونعم الاغتسال الذي ذكره القرآن الكريم، هذا علما بأننا بدأنا نعرف الحكم المدهشة للوضوء في ضوء المعلومات التي قدمتها العلوم البيولوجية منذ عشرين عاما فقط.
ـ تأثير الوضوء على جهاز الدوران
تستند منظومة جهاز الدوران على قاعدتين بيولوجيتين رئيستين:
الأولى قيام القلب بوظيفة إيصال الدم النقي إلى جميع أنحاء الجسم، وإلى جميع الأنسجة، أو بتعبير أدق إلى جميع الخلايا.
أما الثانية فهي وظيفة إيصال الدم المستعمل في الخلايا والفاسد من الناحية البيولوجية من أنحاء الجسم إلى القلب، وهذه الوظيفة الثانية على وجه الخصوص تشكل مسألة مهمة جدا للجسم، لأن الدورة العكسية (أي رجوع الدم إلى القلب) إن فسدت أو أصابها الخلل زاد الضغط الواطئ في الجسم، فيبدأ الجسم بالاقتراب من الشيخوخة بل حتى من الموت.
فما هي أهم مسألة في هذه الدورة الدموية ذات الاتجاهين؟
جواب هذا السؤال معروف منذ سنوات عدة. لكي تعمل الأوعية الدموية بشكل جيد، وبصورة صحيحة يجب أن تبقى محافظة على مرونتها، لأن هذه الأوعية تدق تدريجيا كلما ابتعدت عن القلب لأنها تتشعب في الطريق، وهي تشبه الأنابيب البلاستيكية، ويبدأ التصلب في الأنابيب الدقيقة في أول الأمر، وإذا ما فقدت هذه الأوعية الدموية مرونتها تولد عبء كبير على القلب.
هناك أمور كثيرة في الحياة تؤدي إلى تصلب هذه الأوعية وضيقها، مما يجهد الجسم، ويعجل بالشيخوخة، هذا الأمر أصبح فرعا علميا مستقلا، فسوء التغذية والانفعالات العصبية يؤثران تأثيرا سلبيا في هذه الأوعية الدموية، فهل يا ترى نستطيع تأخير هذه العملية التي تتلف الأوعية الدموية الدقيقة، إن بدت ظواهرها فيها؟
إن تصلب الأوعية، وضيقها لا يبدآن بشكل فجائي، بل يحصلان بشكل تدريجي، وببطء.
والأوعية الدموية البعيدة عن القلب، كالأوعية الدموية الموجودة في الدماغ أو الأرجل أوالأيدي تكون تحت ظروف صعبة، والتصلب والضيق اللذان يبدآن ببطء هنا يستمران مع الزمن ويزدادان.
هناك في حياتنا ما يسبب توسع هذه الأوعية ثم ضيقها، أي يجري على هذه الأوعية نوعا من الرياضة "الجمناستيكة".. وهذا ما يقوم به الماء الذي يحمل حرارة تختلف عن حرارة الجسم، فالماء إذا كان حارا تسبب في توسيع الأوعية الدموية، وإن كان باردا تسبب في ضيقها. ويؤمن الماء بذلك مرونة الأوعية الدموية البعيدة عن القلب خاصة، ويؤمن قوتها وحيويتها، كما يقوم الماء (بسبب فرق درجة الحرارة كذلك) بدفع المواد الغذائية المتراكمة في الأنسجة ـ بسبب بطء الدورة الدموية ـ إلى الدورة الدموية العامة.
إذن، فأمام هذه الحقائق أيستطيع أحد ألا يعد طريقة الوضوء التي حددتها الآية الكريمة بغسل الوجه واليدين والرجلين معجزة علمية؟ إضافة إلى ذلك فهل يمكن لأحد تجاهل السر، والحكمة التي تتضمنها العبارة الواردة في آخر الآية وهي (وليتم نعمته عليكم)(المائدة: 6).
لقد وهبنا الله نعمة الدورة الدموية، إذن فتوضؤوا لكي تتم هذه النعمة، ولكي تكون دورتكم الدموية في أفضل صورة وأصحها.
إن هذه هي النعمة الأولى للوضوء، والشخص المتعود على الوضوء منذ صغره يصون نفسه ضد تصلب الشرايين، مما ينعكس على الدورة الدموية في المخ، وهذا يكون مانعا لحالة الخوف عند تقدم العمر.
ـ تأثير الوضوء على نظام المناعة في الإنسان "الدورة اللمفاوية"
إضافة إلى وجود الدورة الدموية في أجسامنا، هناك دورة أخرى للدم الأبيض، وأوعية هذا الدم أدق من أوعية الدم الأحمر بعشر مرات، فعند حدوث خدوش بسيطة أو جروح نلاحظ خروج سائل لا لون له، هذا السائل هو السائل اللمفاوي الذي يدور في الجسم، ويصل إلى كل نقطة فيه، ويشكل نظاما متكاملا للمناعة، فعند دخول أي جرثومة إلى الجسم أو عند دخول أي جسم غريب أو أي خلية سرطانية (تنشأ الخلايا السرطانية لأسباب لا نعرفها حاليا) يتم القضاء عليها من قبل الخلايا المحاربة الموجودة في هذا السائل اللمفاوي.
ولا يظهر أي مرض جرثومي أو مرض السرطان إلا عند حصول خلل في هذا النظام المناعي للجسم، ويعتمد عمل هذا النظام المناعي بالدرجة الأولى على قيام هذه الأوعية اللمفاوية الدقيقة دقة الشعرة بوظائفها بشكل جيد، وانسيابي، ولا يعرف حتى الآن بوضوح كيف تتوسع هذه الأوعية، وتضيق. ولكن من المعروف أن الحرارة والبرودة تؤثران في نظام هذه الدورة اللمفاوية، فالإصابة بمرض جرثومي غالبا ما يحدث عند تعرض الجسم للبرد، ويفسر هذا بعدم وصول العدد الكافي من الخلايا الدفاعية المقاتلة إلى تلك المنطقة بعد تقلص الأوعية اللمفاوية نتيجة البرد.
لذا فلكي يعمل هذا النظام على الوجه الصحيح فمن الضروري قيام هذه الأوعية اللمفاوية بعملها بشكل جيد، والحركة "الجمناستيكية" التي يوفرها الوضوء لهذه الأوعية تساعد على تنشيط قيامها بوظائفها، مثلها في ذلك مثل تأثير الوضوء على الدورة الدموية.
وكما ذكرت الآية في آخرها: (وليتم نعمته عليكم)(المائدة: 6)، فإن الوضوء الذي ينشط نظام المناعة لدينا ضد جميع الأمراض يعد نعمة من نعم الله تعالى، ولكن إن ظهر أحدهم وقال: >صحيح أن الاعتياد على التوضؤ ينشط النظام اللمفاوي، ولكن هذا قد يكون نتيجة صدفة لا غير<.. إن قال هذا فكيف نجيبه؟
إن كيفية الوضوء هي التي ستتولى الإجابة، إذ إنها دليل قاطع على أن تنشيط الدورة اللمفاوية هدف من أهداف الوضوء.
كيف؟
1 ـ لكي تعمل المنظومة اللمفاوية بشكل منتظم يجب ألا تهمل أي ناحية أو نقطة من نقاط الجسم، وهذا أمر قاطع في الوضوء والغسل.
2 ـ من أهم مراكز تنبيه المنظومة اللمفاوية الأنف، ومنطقة اللوزتين، فمن شروط الوضوء غسل هذين المركزين.
3 ـ إن تنبيه جوانب الرقبة يؤثر تأثيرا كبيرا في المنظومة اللمفاوية، وهذا موجود ضمن الوضوء.
إذن فما من أحد يستطيع الادعاء أن الوضوء لا يهدف ـ من بين أهدافه الكثيرة ـ إلى تنشيط النظام اللمفاوي.
وأود هنا أن أوضح بمثال كيف تتم نعمة الله من زاوية الوضوء الذي يحافظ على حيوية الجسم.
إن الخلايا اللمفاوية تعد من أكثر الخلايا المدافعة قوة، وقابلية على القتال في الجسم، وهذه الخلايا التي تمر من خلال تدريب بيولوجي طويل تبدأ بالدوران في الجسم عشر مرات كل يوم، وتصل إلى كل نقطة من نقاط الجسم، فإن صادفت أي جرثومة أو خلية سرطانية هاجمتها وقتلتها في الحال، أليست هذه نعمة إلهية.
فإن حدث خلل ما في هذه الدورة، وقمت بالتوضؤ حسب عادتك وأزلت بهذا الوضوء هذا الخلل ألا يعد هذا إتماما للنعمة؟
ـ الوضوء والكهربائية الستاتيكية (1) المستقرة في الجسم:
يوجد توازن كهربائي مستقر في الجسم ككل في الحالة الاعتيادية، وهناك علاقة وثيقة بين البنية الأساسية للجسم في حالته الصحية وهذا التوازن الكهربائي.
ولكن نتيجة لبعض الخواص الموجودة في الهواء ونتيجة للملابس البلاستيكية التي نلبسها وللأشياء البلاستيكية التي نستعملها >التي أصبحت من المشكلات الكبيرة<، يتأثر هذا التوازن الكهربائي تأثرا سلبيا، والنتائج التي نعرفها حتى الآن، والتي تتولد من هذا الاختلال في التوازن هي حدوث أمراض مؤلمة، وتجاعيد في الوجه، فعندما ننزل من السيارة أو نجلس على كرسي بلاستيكي، فإن معظمنا يلاحظ هذه الظاهرة، كما أن الهواء يحمل أيضا مثل هذه الخاصية عند حدوث البروق.
لذا فإن العلاج الطبيعي (في بعض نواحيه) ليس إلا علاجا ضد تراكم هذه الكهربائية المستقرة في الجسم، ولكننا عندما نتوضأ مرات عدة في اليوم الواحد، فإننا نتخلص تماما من هذا التأثير الضار.
وهناك أمراض "سيكوسوماتية"(2) عدة تنشأ نتيجة هذه الكهربائية المستقرة، ولن أقف عند هذه الأمراض، بل سأشير إلى مسألة الجمال التي أصبحت مسألة عصرنا، إن أكثر الآثار السلبية الناتجة عن الكهربائية المستقرة، تظهر على العضلات الصغيرة الموجودة تحت الجلد، فالكهربائية المستقرة تجعل هذه العضلات مشدودة على الدوام، وبمرور الوقت تفقد هذه العضلات مرونتها، وتتعطل عن العمل، فالتجاعيد المبكرة التي تظهر في الوجه أولا هي نتيجة هذه العملية، ولا شك في أن هذا ينطبق على سائر أجزاء الجسم، لذا فهذا سبب من أسباب كون الأشخاص المعتادين على الوضوء يملكون وجها نورانيا.
إن الأشخاص المعتادين على الوضوء يملكون جلدا أكثر نضارة وصحة، لذا يكونون أقرب إلى الجمال، وفي هذه الأيام تصرف الملايين على عمليات التجميل، ولكن لو صرفت أضعاف هذا المبلغ لما استطاعت القيام بما يقوم به الوضوء.
> سؤال آخر أيضا: أهناك إشارة خفية إلى الكهربائية المستقرة في الآية؟
>> الجواب: طبعا يوجد، فالقسم المتعلق بالتيمم من الآية أي: (فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه) المائدة: 6]، يشير إلى هذه الحكمة الموجودة في الوضوء من ناحية الكهربائية المستقرة، ذلك لأن التيمم يزيل الكهربائية المستقرة بنسبة كبيرة، وهنا تظهر معجزة القرآن، فطوال مئات الأعوام لم يكن سر التيمم معروفا، ولا يدرك أحد لماذا أصبح بديلا عن الغسل والوضوء.
ولاشك في أن جانب النظافة الموجودة في الوضوء والواضح في الآية الكريمة معجزة قرآنية أخرى أيضا، فإن قال إنسان عصرنا: >إنني معتاد على غسل يدي ووجهي<، فإننا سنذكره بأن النظافة الناتجة عن النصائح لا تكون دائمة ومستمرة مثل مبدأ العبادة أبدا.
لاشك في أن حكم الوضوء ونعمها ليست محصورة في هذه الفوائد، ولكن لكوننا نتناول النواحي العلمية، فقد أشرنا إلى هذا الجانب فقط.<
عن المجتمع الكويتية
ـــــــــــــــــــــ
ـ الكهربائية الستاتيكية "المستقرة" Static electricity.1
2 ـ الأمراض السيكوسوماتية Psychosomatic هي الأمراض الجسدية الناشئة عن اضطرابات عقلية أو عاطفية. (المترجم).