PDA

View Full Version : ،، ظاهرة ضعف الإيمان ،،


كلاسيك
17-10-2001, 09:18 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،



الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأسهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}.

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً}(النساء:1)

أما بعد:

فإن ظاهرة ضعف الإيمان مما عم وانتشر في المسلمين, وعدد من الناس يشتكي من قسوة قلبه وتردد عباراتهم: ((أحس بقسوة قلبي)), ((لا أجد لذة العبادة)), ((أشعر أن إيماني في الحضيض)), ((لاأتأثر بقرآءة القرآن)), ((أقع في المعصية بسهولة)), وكثيرون آثار المرض عليهم بادية. وهذا المرض اساس كل مصيبة وسبب كل نقص وبلية. وموضوع القلوب موضوع حساس ومهم, وقد سمي القلب قلبا لسرعة تقلبه قال عليه الصلاة والسلام: (إنما سمي القلب من تقلبه, إنما مثل القلب كمثل ريشة معلقة في أصل شجرة يقلبها الريح ظهرا لبطن)) رواه أحمد وهو في صحيح الجامع, وفي رواية: ((مثل القلب كمثل ريشة بأرض فلاة تقلبها الريح ظهرا لبطن)) أخرجه ابن عاصم في كتاب السنة رقم 227 وإسناده صحيح.

وهو شديد التقلب كما وصفه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (( لقلب ابن أدم أسرع تقلبا من القدر إذا استجمعت غليانا)) المرجع السابق رقم 226 وإسناده صحيح. والله سبحانه هو مقلب القلوب ومصرفها كما جاء عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم, يقول: ((إن قلوب بني أدم كلها بين أصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد يصرفه حيث شاء)) ثم قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: ((اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك)). رواه مسلم.

وحيث {إن الله يحول بين المرء وقلبه} وأنه لن ينجو يوم القيامة{ إلا من أتى الله بقلب سليم} وأن الويل {للقاسية قلوبهم من ذكر الله} وأن الوعد بالجنة لـ{من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب} كان لابد للمؤمن أن يتحسس قلبه ويعرف مكمن الداء وسبب المرض ويشرع العلاج قبل أن يغطى عليه الران فيهلك والأمر عظيم والشأن خطير فإن الله قد حذرنا من القلب القاسي والمقفل والمريض والأعمى والأغلف والمنكوس والمطبوع المختوم عليه. أسأل الله ان ينفعني بهذا العمل وإخواني المسلمين وأن يجزي بالجزاء الأوفى من ساهم في نشر هذه الرسالة وهو سبحانه المسؤول أن يرقق قلوبنا ويهديها إنه نعم المولى وهو حسبنا ونعم الوكيل.



وجزاكم الله خير