ماجدالمسفر
19-11-2001, 12:47 AM
دول شرق آسيا تخشى ثورات إسلامية
فاينشال تايمز - ترجمة الوطن القطرية 15/11/2001 5:30 م
المتوقع ان تؤدي الهجمات الإرهابية التي شهدتها الولايات المتحدة مؤخرا والحرب التي تشنها الولايات المتحدة ضد أفغانستان إلى دفع دول جنوب شرق آسيا (ماليزيا واندونيسيا والفلبين وسنغافورة) لاقامة تعاون اوثق فيما بينها كونها تعتقد انها تواجه تذمرا في اراضيها بينما يعتقد البعض منها ان التطرف الإسلامي اصبح مصدر تهديد لها. ولقد ادت المخاوف من التطرف الإسلامي إلى دفع دول المنطقة لعقد اتفاقيات سياسية مهمة، ولا غرو في ذلك حيث تبلغ اعداد المسلمين في هذه الدول حوالي 210 ملايين نسمة. يقول كريستوفر وود المخطط الاستراتيجي في هونغ كونغ «ان التلاحم السياسي في جنوب شرق آسيا اصبح اكثر وضوحا الآن مما كان عليه خلال السنوات القليلة الماضية» فقبل اسبوع واحد من الهجمات التي شهدتها الولايات المتحدة وافقت كل من سنغافورة وماليزيا على أطر معينة لحل القضايا العالقة بينهما بما فيها امدادات المياه الماليزية لسنغافورة واستخدام المجال الجوي الماليزي من قبل سلاح الجو السنغافوري وهي قضايا ادت إلى توتير العلاقات بين البلدين في السابق. وذكر أحد كبار المسؤولين السنغافوريين ان بلاده قررت التوصل إلى حلول وسط بسبب مخاوفها من ان يخسر الحزب العلماني الحاكم في ماليزيا السلطة لصالح المعارضة التي يتزعمها «الحزب الإسلامي لعموم ماليزيا» في الانتخابات القادمة المقرر اجراؤها في عام 2004 وينظر المحللون السياسيون في ماليزيا لهذا الاتجاه على أنه جهد سنغافوري يقصد منه دعم مهاتير محمد رئيس الوزراء الماليزي امام حزب المعارضة الإسلامي الذي لا يخفي نواياه في اقامة دولة إسلامية في ماليزيا. وقد برز مهاتير محمد كشخصية محورية في الجهود التي تبذل لمحاصرة التطرف الإسلامي في المنطقة، وقد ساعد مهاتير على ترتيب وقف لاطلاق النار في يوليو الماضي بين مانيلا وجبهة مورو الإسلامية التي تخوض حربا انفصالية في جزيرة مندناو في جنوب الفلبين. كما قابل الرئيسة الإندونيسية ميغاواتي الشهر الماضي وبحث معها اتفاقا لتبني اجراءات مشتركة لمحاربة الارهاب وذلك بعد اعتقال عضو في جماعة إسلامية ماليزية بسبب الاشتباه في تورطه في احدى عمليات التفجير في جاكرتا. وقد لجأت الرئيسة الفلبينية ارويو إلى تحسين علاقات بلادها مع ماليزيا منذ توليها منصب الرئاسة خلفا للرئيس السابق استرادا الذي انتقد مهاتير على اعتقاله انور إبراهيم نائب رئيس الوزراء الماليزي، يقول ديوي انور من مركز صبيبي في جاكرتا «ان دول الاسيان تشعر بقلق بالغ تجاه الهجمات الإرهابية وهي تدرك جيدا مدى الحاجة لاقامة تعاون اقليمي اوثق. ويبرز هذا الاحساس في دعوة وجهتها الفلبين لكل من اندونيسيا وماليزيا لاقامة تحالف اقليمي في وجه التطرف الإسلامي ويقول رولو كوليز مستشار الأمن القومي الرئاسي ان الفلبين واندونيسيا وماليزيا تواجه تهديدات من قبل المتطرفين الإسلاميين وتشعر انه يتوجب علينا البدء بمساعدة بعضنا البعض في مواجهة هذا التهديد». وتعتقد السلطات الفلبينية ان اسامة بن لادن المشتبه به الرئيسي في الهجمات التي شنت داخل أميركا مؤخرا قدم الكثير من الأموال والتدريب لجماعة أبو سياف وهي جماعة إسلامية صغيرة تنشط في جنوب الفلبين وعرفت بخطفها الأجانب والفلبينيين من أجل الحصول على فدية وأبدت استعدادها التام للمساهمة مع أمريكا في حربها مع أفغانستان، وربما يكون جنوب الفلبين قد اصبح مصدرا مهما لنقل السلاح المهرب إلى الاقاليم الاندونيسية التي تشهد قلاقل متواصلة مثل اقليم اتشيه وايريان يايا. وتعد المبادرة الفلبينية التي تطلب من الدول التي توافق عليها تقاسم المعلومات الاستخبارية والتعاون في السيطرة على الحدود وتنظيم عمليات لحفظ السلام اول اقتراح رسمي تقترحه دولة آسيوية ردا على الهجمات التي شهدتها الولايات المتحدة. وقد عبرت اندونيسيا ايضا عن قلقها من امكانية وجود ارهابيين مدربين في صفوف المهاجرين غير الشرعيين القادمين من الشرق الذين يستخدمون اندونيسيا كنقطة انطلاق نحو استراليا. ويقر ضباط البحرية الاندونيسية في مجالسهم الخاصة بأن الأزمة الاقتصادية في بلادهم قد اضعفت من قدرتهم على السيطرة على حدود بلادهم المترامية الاطراف والمساحية في آن واحد. ويحذر المحللون من ان عدم وجود اطار اقليمي قد يعوق اي توجه لتقوية التعاون بين هذه الدول وإندونيسيا أيدت محاربة الإرهاب ولكنها تحفظت على غزو أفغانستان خشية وقوع مدنيين ضحايا، وكانت إندونيسيا قد شهدت مظاهرات واحتجاجات غير مسبوقة تضامنا مع أفغانستان رفعت فيها صور بن لادن ورددت عبارات مضادة لأمريكا، . يقول سيمون تي مدير معهد سنغافورة للشؤون الدولية «ان هناك مجالا لبذل جهد منسق ولكن كل دولة لها مخاوفها الخاصة بها فوجود اعداد كبيرة جدا من المسلمين في كل من اندونيسيا وماليزيا سيشكل عائقا امامها للعب دور فاعل،أما ماليزيا فقد تحفظت على الرد الأمريكي على أفغانستان، رغم موافقتها على محاربة الإرهاب، ولكنها طالبت بعد التعجل بضرب أفغانستان قبل اثبات التهم، وشهدت داخليا عدد من الاحتجاجات الرافضة للحرب على افغانستان
فاينشال تايمز - ترجمة الوطن القطرية 15/11/2001 5:30 م
المتوقع ان تؤدي الهجمات الإرهابية التي شهدتها الولايات المتحدة مؤخرا والحرب التي تشنها الولايات المتحدة ضد أفغانستان إلى دفع دول جنوب شرق آسيا (ماليزيا واندونيسيا والفلبين وسنغافورة) لاقامة تعاون اوثق فيما بينها كونها تعتقد انها تواجه تذمرا في اراضيها بينما يعتقد البعض منها ان التطرف الإسلامي اصبح مصدر تهديد لها. ولقد ادت المخاوف من التطرف الإسلامي إلى دفع دول المنطقة لعقد اتفاقيات سياسية مهمة، ولا غرو في ذلك حيث تبلغ اعداد المسلمين في هذه الدول حوالي 210 ملايين نسمة. يقول كريستوفر وود المخطط الاستراتيجي في هونغ كونغ «ان التلاحم السياسي في جنوب شرق آسيا اصبح اكثر وضوحا الآن مما كان عليه خلال السنوات القليلة الماضية» فقبل اسبوع واحد من الهجمات التي شهدتها الولايات المتحدة وافقت كل من سنغافورة وماليزيا على أطر معينة لحل القضايا العالقة بينهما بما فيها امدادات المياه الماليزية لسنغافورة واستخدام المجال الجوي الماليزي من قبل سلاح الجو السنغافوري وهي قضايا ادت إلى توتير العلاقات بين البلدين في السابق. وذكر أحد كبار المسؤولين السنغافوريين ان بلاده قررت التوصل إلى حلول وسط بسبب مخاوفها من ان يخسر الحزب العلماني الحاكم في ماليزيا السلطة لصالح المعارضة التي يتزعمها «الحزب الإسلامي لعموم ماليزيا» في الانتخابات القادمة المقرر اجراؤها في عام 2004 وينظر المحللون السياسيون في ماليزيا لهذا الاتجاه على أنه جهد سنغافوري يقصد منه دعم مهاتير محمد رئيس الوزراء الماليزي امام حزب المعارضة الإسلامي الذي لا يخفي نواياه في اقامة دولة إسلامية في ماليزيا. وقد برز مهاتير محمد كشخصية محورية في الجهود التي تبذل لمحاصرة التطرف الإسلامي في المنطقة، وقد ساعد مهاتير على ترتيب وقف لاطلاق النار في يوليو الماضي بين مانيلا وجبهة مورو الإسلامية التي تخوض حربا انفصالية في جزيرة مندناو في جنوب الفلبين. كما قابل الرئيسة الإندونيسية ميغاواتي الشهر الماضي وبحث معها اتفاقا لتبني اجراءات مشتركة لمحاربة الارهاب وذلك بعد اعتقال عضو في جماعة إسلامية ماليزية بسبب الاشتباه في تورطه في احدى عمليات التفجير في جاكرتا. وقد لجأت الرئيسة الفلبينية ارويو إلى تحسين علاقات بلادها مع ماليزيا منذ توليها منصب الرئاسة خلفا للرئيس السابق استرادا الذي انتقد مهاتير على اعتقاله انور إبراهيم نائب رئيس الوزراء الماليزي، يقول ديوي انور من مركز صبيبي في جاكرتا «ان دول الاسيان تشعر بقلق بالغ تجاه الهجمات الإرهابية وهي تدرك جيدا مدى الحاجة لاقامة تعاون اقليمي اوثق. ويبرز هذا الاحساس في دعوة وجهتها الفلبين لكل من اندونيسيا وماليزيا لاقامة تحالف اقليمي في وجه التطرف الإسلامي ويقول رولو كوليز مستشار الأمن القومي الرئاسي ان الفلبين واندونيسيا وماليزيا تواجه تهديدات من قبل المتطرفين الإسلاميين وتشعر انه يتوجب علينا البدء بمساعدة بعضنا البعض في مواجهة هذا التهديد». وتعتقد السلطات الفلبينية ان اسامة بن لادن المشتبه به الرئيسي في الهجمات التي شنت داخل أميركا مؤخرا قدم الكثير من الأموال والتدريب لجماعة أبو سياف وهي جماعة إسلامية صغيرة تنشط في جنوب الفلبين وعرفت بخطفها الأجانب والفلبينيين من أجل الحصول على فدية وأبدت استعدادها التام للمساهمة مع أمريكا في حربها مع أفغانستان، وربما يكون جنوب الفلبين قد اصبح مصدرا مهما لنقل السلاح المهرب إلى الاقاليم الاندونيسية التي تشهد قلاقل متواصلة مثل اقليم اتشيه وايريان يايا. وتعد المبادرة الفلبينية التي تطلب من الدول التي توافق عليها تقاسم المعلومات الاستخبارية والتعاون في السيطرة على الحدود وتنظيم عمليات لحفظ السلام اول اقتراح رسمي تقترحه دولة آسيوية ردا على الهجمات التي شهدتها الولايات المتحدة. وقد عبرت اندونيسيا ايضا عن قلقها من امكانية وجود ارهابيين مدربين في صفوف المهاجرين غير الشرعيين القادمين من الشرق الذين يستخدمون اندونيسيا كنقطة انطلاق نحو استراليا. ويقر ضباط البحرية الاندونيسية في مجالسهم الخاصة بأن الأزمة الاقتصادية في بلادهم قد اضعفت من قدرتهم على السيطرة على حدود بلادهم المترامية الاطراف والمساحية في آن واحد. ويحذر المحللون من ان عدم وجود اطار اقليمي قد يعوق اي توجه لتقوية التعاون بين هذه الدول وإندونيسيا أيدت محاربة الإرهاب ولكنها تحفظت على غزو أفغانستان خشية وقوع مدنيين ضحايا، وكانت إندونيسيا قد شهدت مظاهرات واحتجاجات غير مسبوقة تضامنا مع أفغانستان رفعت فيها صور بن لادن ورددت عبارات مضادة لأمريكا، . يقول سيمون تي مدير معهد سنغافورة للشؤون الدولية «ان هناك مجالا لبذل جهد منسق ولكن كل دولة لها مخاوفها الخاصة بها فوجود اعداد كبيرة جدا من المسلمين في كل من اندونيسيا وماليزيا سيشكل عائقا امامها للعب دور فاعل،أما ماليزيا فقد تحفظت على الرد الأمريكي على أفغانستان، رغم موافقتها على محاربة الإرهاب، ولكنها طالبت بعد التعجل بضرب أفغانستان قبل اثبات التهم، وشهدت داخليا عدد من الاحتجاجات الرافضة للحرب على افغانستان