MUSLIMAH
24-12-2001, 03:49 PM
السلام عليكم ،،،
يصول و يجول ، يبحث في كل مكان ، و يستمر البحث ، قائلاً في نفسه بإصرار شديد : سأجد شيئًا و لن أبرح من هذا المكان إلا و معي الكثير ، فلقد حانت ساعة الصفر و يجب أن أحصل على ما أريد قبل فوات الأوان ، عقارب الساعة تنذر بقدوم الوقت و إلى الآن لم أجد ما أصبو إليه ، ما هذا ؟؟ وجدت شيئًا !! إنه مناسب لهذا اليوم ، أعتقد هذا يكفي و غدًا سأعاود البحث من جديد .
و حان الوقت ، و انطلق صوت المدفع ، و علا صوت الأذان ، و يردد بملء شفتيه : الحمد لله الذي أعــانني فصمت ، و رزقني فأفطرت .
بنفس راضية ، رضيت بقضاء الله ، يبحث هذا العامل المسكين عن وجبة إفطار في شلة المهملات ، يبحث و ينقب فيها طوال شهر رمضان ، و الشهور الأخرى لعله يجد ما يسد رمقه . ليس هو فقط بل العديد من العمالة الوافدة الفقيرة التي لم يكترث المسؤولون بتأمين أدنى متطلبات العيش لها . قد تجدونه مستحيلاً و لكنه يحصل في الكويت ، في هذا البلد المعطاء .
أناس أتوا من بلاد بعيدة تخلوا عن أهلهم و وطنهم و أطفالهم في سبيل لقمة العيش آملين أن يجدوها عندنا فوجدوها في سلة المهملات ، ليس هذا فحسب ، فهم يعيشون في مكان لا تتوافر فيه أدنى مستويات العيش ، ففي الصيف يفتقدون وسائل التبريد و في الشتاء يفتقدون وسائل التدفئة و غرف النوم ينام فيها أكثر من 20 عاملاً و لم يتقاضوا أجرهم من 6 أشهر أو أكثر مع أن أجورهم لا تتجاوز 30 دينارًا .
و لو فتحنا قلوبهم لوجدناها ملئت حسرة و ألمًا و ضيقًا نراهم و أنفسهم مشبعة ظلمًا و حاجة ، يأتون إلينا في الطرقات و الشوارع و عند إشارات المرور و وجوههم كالحة ، تعبر عن كل ما يعايشونه من ألم و حزن و فقر .
إنها قضية إنسانية تحتاج إلى حل ، فأعدادهم كبيرة و قد تدفعهم الحاجة إلى ارتكاب العديد من الجرائم للحصول على ما يريدون .
فهم معنا ، و يعيشون بيننا ، لا نستطيع تجاهلهم ، و يقومون بخدمتنا ، فلنحاول أن نساهم في تخفيف معاناتهم إن لم يكن بالمال فبحسن المعاملة .
بقلم الأخت الفاضلة / موضي المطوع .
نقلا عن جريدة الوطن الكويتية .
يصول و يجول ، يبحث في كل مكان ، و يستمر البحث ، قائلاً في نفسه بإصرار شديد : سأجد شيئًا و لن أبرح من هذا المكان إلا و معي الكثير ، فلقد حانت ساعة الصفر و يجب أن أحصل على ما أريد قبل فوات الأوان ، عقارب الساعة تنذر بقدوم الوقت و إلى الآن لم أجد ما أصبو إليه ، ما هذا ؟؟ وجدت شيئًا !! إنه مناسب لهذا اليوم ، أعتقد هذا يكفي و غدًا سأعاود البحث من جديد .
و حان الوقت ، و انطلق صوت المدفع ، و علا صوت الأذان ، و يردد بملء شفتيه : الحمد لله الذي أعــانني فصمت ، و رزقني فأفطرت .
بنفس راضية ، رضيت بقضاء الله ، يبحث هذا العامل المسكين عن وجبة إفطار في شلة المهملات ، يبحث و ينقب فيها طوال شهر رمضان ، و الشهور الأخرى لعله يجد ما يسد رمقه . ليس هو فقط بل العديد من العمالة الوافدة الفقيرة التي لم يكترث المسؤولون بتأمين أدنى متطلبات العيش لها . قد تجدونه مستحيلاً و لكنه يحصل في الكويت ، في هذا البلد المعطاء .
أناس أتوا من بلاد بعيدة تخلوا عن أهلهم و وطنهم و أطفالهم في سبيل لقمة العيش آملين أن يجدوها عندنا فوجدوها في سلة المهملات ، ليس هذا فحسب ، فهم يعيشون في مكان لا تتوافر فيه أدنى مستويات العيش ، ففي الصيف يفتقدون وسائل التبريد و في الشتاء يفتقدون وسائل التدفئة و غرف النوم ينام فيها أكثر من 20 عاملاً و لم يتقاضوا أجرهم من 6 أشهر أو أكثر مع أن أجورهم لا تتجاوز 30 دينارًا .
و لو فتحنا قلوبهم لوجدناها ملئت حسرة و ألمًا و ضيقًا نراهم و أنفسهم مشبعة ظلمًا و حاجة ، يأتون إلينا في الطرقات و الشوارع و عند إشارات المرور و وجوههم كالحة ، تعبر عن كل ما يعايشونه من ألم و حزن و فقر .
إنها قضية إنسانية تحتاج إلى حل ، فأعدادهم كبيرة و قد تدفعهم الحاجة إلى ارتكاب العديد من الجرائم للحصول على ما يريدون .
فهم معنا ، و يعيشون بيننا ، لا نستطيع تجاهلهم ، و يقومون بخدمتنا ، فلنحاول أن نساهم في تخفيف معاناتهم إن لم يكن بالمال فبحسن المعاملة .
بقلم الأخت الفاضلة / موضي المطوع .
نقلا عن جريدة الوطن الكويتية .