Jami
20-01-2002, 05:24 AM
إلى السادة المشرفين على المنتدى
رغم المحاولة التي تبذلونها في الظهور بمظهر المحايدين المعتدلين بين الفرق الإسلامية المتواجده في العالم الإسلامي اليوم إلا أن تساهلكم بالسماح في تناول بعض الفرق من خلال هذا المنتدى بأساليب وألفاظ غير لائقة واستبعادكم لأي نقد عن السلفية، يهز مصداقية هذا الحياد.
ولأننا نأمل أن يكون حيادكم صادقا وصحيحا نتوقع أن يجد الموضوع التالي عن السلفية الوهابية متسعا في منتداكم دون حذف أو تعديل حتى يترك المجال للقراء للحوار والنقاش حوله مع العلم أنه يخلو عن السباب والشتائم التي تقبلون بنشرها في منتداكم عن الفرق والجماعات غير السلفية.
والدافع من نشر هذا الموضوع هو الدفاع المخلص عن رسول الله وصحابته وآل بيته والصالحين في أمته مما درج السلفيون الوهابيون على افترافه من جرائم ومغالطات في حقهم.
نص الموضوع:
الفرق بين الإسلام والسلفية الوهابية
الإدعاء بوجود صراع بين الإسلام كدين ونظام حياة من جهة، وبين الأمم غير المسلمة من خلال الخلط بين الإسلام والسلفية الوهابية ، يعتبر من الدعاوى الباطلة، والتنظيرات الفكرية الفاسدة التي يحاول البعض أن يسوقها عبر وسائل الإعلام المكتوبة والمرئية.
إن أحدا من الكتاب المعاصرين،لم يحاول قط أن يشير إلى الفرق بين الإسلام والسلفية الوهابية، وهو يتناول بالتحليل والنقد مؤلفات صموئيل هنتنجتون وفرانسيس فوكوياما وغيرهم من كتاب الشرق والغرب وأبحاثهم حول صدام الحضارات أو نهاية التاريخ .
ورغم دفاع بعض الكتاب المسلمين عن الإسلام، في مواجهة الهجمة التي يتعرض لها، فإن دفاعهم جاء في غياب التمييز بين الإسلام والسلفية الوهابية ضعيفا مهزوزا لا يمكن أن يقنع أحدا في هذا العالم، ولا يمكن أن يوفر الدليل على عقلانية الإسلام وإنسانية حضارته. في ظل الاعتقاد الخاطئ بأن السلفية الوهابية عقيدة أو سلوكا منبثقة عنه أو مرتبطة به.
والحقيقة التي يحاول الكثير أن يتجاهلها تؤكد بالأدلة الثابتة إن الصدام المتصل والبارز، كان في أساسه ولا يزال بين الإسلام من جهة وبين السلفية الوهابية التي تبنتها الدول الاستعمارية في القرنين التاسع عشر والعشرين الميلادي وساهمت بشكل مباشر أو غير مباشر في زحفها الهمجي سياسيا وفكريا على الكثير من البلاد العربية والإسلامية، ولم يكن هذا الصدام بين الإسلام وحضارات الأمم الأخرى.
فما تعرض له نبي الإسلام من هجوم وتطاول، وما تعرض له تاريخه وآثاره من تشويه وتدمير من قبل السلفية الوهابية ، تقصر دونه كل الجرائم والهجمات الإرهابية التي تعرض لها أي بلد من بلاد الشرق أو الغرب في التاريخ القديم أو المعاصر .
هجوم السلفية الوهابية على نبي الإسلام وأبويه وآله
لقد تعرض الإسلام ونبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم وآثاره المنتشرة في البلاد المقدسة من دعاة السلفية الوهابية ورموزها ومدارسها إلى هجمات متصلة وإلى تشويه إعلامي وتاريخي متواصل
ولقد ظلت السلفية الوهابية تحارب الإسلام ونبيه ودون أن يرتفع صوت احتجاج واحد على جرائمها وفضائحها في الماضي أو في الحاضر
بل لقد رقص من رقص طربا لتلك الفضائح والجرائم، وسكت من سكت، وساند من ساند بحاله ومقاله.
وحتى في الوقت الحاضر لم يسأل أحد وهو يشاهد في ذهول الهجمات والحرائق السلفية الوهابية الهمجية على الكثير من بلاد العالم شرقا وغربا:
ما الذي جرى قبل ذلك، من جانب السلفية الوهابية، لآثار نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم وآثار صحابته وآله ولكل أثر تاريخي إسلامي ذي قيمة .
ألم يتم هدمها وتدميرها وحرقها بدعوى الجهاد ومحاربة الشرك والكفر والبدع.
ألم يقف السلفيون الوهابيون ببنادقهم ومعاولهم ومتفجراتهم على تلك المشاهد والآثار والبيوت والمدارس والمساجد في همجية جاهلية حاقدة حتى تركوها آثرا بعد عين.
فالشرك والبدع وقفا ثابتا في مفهوم السلفيين الوهابيين على آثار محمد وآله وصحابته ولا توجد إلا عند من يحب محمد وآل محمد وأصحاب محمد وأولياء الله الصالحين من أمة محمد وعند من يحترمهم كأعلام إنسانية شهد لها بالعظمة والتميز علماء وكتاب الشرق والغرب . أما عند تعظيم آثار السلفية الوهابية والمحافظة عليها فإن الأمر هنا سنة مؤكدة لا خلاف حولها. ولا مانع في دين السلفية الوهابية من صرف آلاف الملايين من مال المسلمين على آثار ومخلفات دعاة السلفية الوهابية ورموزها ومؤسسها
لقد أصبح كتاب السلفي الوهابي محمد ناصر الدين الألباني الذي سماه (أحكام الجنائز وبدعها) هو الكتاب المقدس عند السلفية الوهابية. وسبب تقديسهم له أن مؤلفه الألباني طالب فيه بإخراج قبر المصطفى صلى الله عليه وسلم من المسجد النبوي، وبوقاحة منقطعة النظير.
ومؤلفات ذلك الألباني الخاصة بالأحاديث النبوية هي مراجع السلفية الوهابية في علم الحديث رواية ودراية بعد أن عبث بداخلها في ما يقرب من ألف حديث نبوي يصحح هذا مرة ويضعفه أخرى بهدف زعزعة ثقة المسلمين في السنة النبوية وإخراجها بالتدريج من دائرة مصادر التشريع وفق خطة تنفذها السلفية الوهابية. لتحل محلها عقيدة وسنن ابن تيميه ومحمد بن عبد الوهاب وأتباعهم في كل بلد تكفيرا وقتلا وحشيا وتطرفا وإرهابا حسيا وفكريا كما شهد العالم أمثلته في الجزائر وباكستان وأفغانستان التي نكبت بمدارس السلفية الوهابية ودعاتها وفي الكثير غيرها من بلاد العالم
هجوم السلفية الوهابية على الآثار الإسلامية
لقد جاء رموز السلفية الوهابية ودعاتها بشخص يدعى أبو بكر جابر الجزائري ونصبوا له كرسيا في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم وعند قبره الشريف يسب منه أبا النبي وأمه صباحا ومساء، سبا مقذعا فاحشا ترتجف لهوله الأقلام الشريفة وتأبى كتابة ألفاظه ومفرداته . وعلى مسمع ومرأى من زوار المسجد النبوي والمصلين فيه
أما بيوت النبي محمد صلى الله عليه وسلم بمكة والمدينة وبيوت بناته وأقربائه وأماكن جلوسه وقبر أبوه عبد الله بن عبد المطلب وأمه آمنة بنت وهب وزوجته خديحة بنت خويلد فقد كان مصيرها كلها الهدم والمسح الكامل من على وجه الأرض بل وتحويل أماكن بعضها إلى مراحيض عامة أو محل لبيع الماشية أو لجمع النفايات تشفيا وحقدا وتحقيرا للمسلمين جميعا.
وجاء السلفيون الوهابيون بعتاة الأعراب الأشد كفرا ونفاقا يستدبرون بأدبارهم قبر النبي محمد صلى الله عليه وسلم وقبري صاحبيه أبي بكر وعمر ويضربون بعصيهم كل من يقترب منها وينهرون بأصواتهم المنكرة التي هي أنكر من أصوات الحمير كل من يدعو الله بالقرب من تلك الأماكن الطاهرة ويمنعون النساء منعا باتا من الاقتراب من تلك الأماكن وكأن النساء رجس من عمل الشيطان ولسن من مخلوقات الله .
أما خطباء السلفية الوهابية ووعاظها في كل مسجد في البلاد المقدسة وغيرها فلا هم لهم إلا تكفير كل من يخالفهم العقيدة والسلوك من المسلمين والدعوة إلى حربه وقتله والتنكيل به في خطبهم ومواعظهم . فكل من عداهم كافر مشرك في عقيدتهم وهم وحدهم المسلمين .
هجوم السلفية الوهابية على أولياء الله الصالحين :
لقد كان شرط التوبة والصفح لدى محافل السلفية الوهابية وسدنتها عن صاحب الوجه والقلب المظلم عبد الرحمن عبد الخالق هو أن يمج قلمه المرتزق البذي حقدا وكذبا واتهامات باطلة وهجوما رخيصا بألفاظ سوقية على أولياء الله الصالحين أعلام التصوف الإسلامي الذين ظلت سيرهم الكريمة وأخلاقهم الحميدة وطريقتهم الوسطى المعتدلة في نشر الدعوة السد المنيع في وجه محاولات السلفية الوهابية المحمومة لتشويه الإسلام وتدميره وإلصاق التطرف والعنف والتكفير والإرهاب به وبتاريخه وبنبيه بقصد وسبق إصرار وترصد.
وملخص قصة عبد الرحمن عبد الخالق مع سادته وأصنامه من كهان السلفية الوهابية أنهم بعد أن اكتشفوا جهلة وقلة تأثيره في بلده وغيرها وتأكد لهم كذبه في دعواه بأن له معجبين ومحبين ينصتون إليه وأنه يستطيع التأثير عليهم لصالح السلفية الوهابية، قاموا بخفض مخصصاته المالية تخفيضا كبيرا . فثارت ثائرته وهاجم سادته وأصنامه من رموز السلفية الوهابية في مجالسه وكتاباته ووصفهم بالجهل والجمود والتخلف والفقر العلمي والأخلاقي. لكن الرياح جرت بما لا تشتهي سفنه، فلم يأتوا إليه نتيجة التنديد بهم معتذرين ولم يعيدوا له مخصصاته المالية بل حكموا عليه بالكفر والزندقة وأوقفوا كل مخصصاته واعتماداته بشكل كامل . وحين فشلت كل أساليبه معهم لأن الثعبان لا يؤثر بعض الثعابين أمثاله، عاد جهارا وأمام الناس ذليلا تائبا ساجدا في محراب السلفية الوهابية لكاهنها الأعظم في ذلك الوقت الذي أحله من خطاياه بذلك الشرط الذي ظهر في كتيبه الشاذ المنتن كنتانة وشذوذ مؤلفه.
وقد نشرت صحيفة الشرق الأوسط التي تصدر في لندن قبل سنوات بعضا من رسائل التوبة والندم التي أرسلها عبد الرحمن عبد الخالق لكاهن السلفية الوهابية الأعظم ورده عليها.
الفارق بين المدارس الإسلامية والمدارس السلفية الوهابية:
لقد كانت مدارس تحفيظ القرآن وعلومه منتشرة بمئات الآلاف في طول العالم الإسلامي وعرضه وفي مناطق تجمعات الاقليات الإسلامية في كل مكان من العالم ولمدة تزيد عن ثمانمائة عام وتخرج منها مئات الآلاف من الطلبة والعلماء في كل عصر وجيل.
فليأت بدليل واحد من يملك الدليل على ظهور إرهابي واحد أو قاتل واحد أو خاطف طيارة أو باخرة أو أي وسيلة نقل خرج من بين جدران تلك المدارس أو تخرج منها أو تلقى علومه على يد علمائها .
إن المجتمعات الإسلامية التي انتشرت فيها مدارس الإسلام تلك بالآلاف وتخرج منها أجيال من العلماء والدعاة لقرون عدة لم تكن تسمع بكلمة الإرهاب والقتل والخطف والتكفير في الوسط الإسلامي قبل دخول السلفيين الوهابية بحقدهم وفضائحهم إلى تلك الأقطار أو تسللهم بين الاقليات المسلمة في غيرها. وقبل انتشار مدارسهم السلفية الوهابية ودعمهم المادي والمعنوي لها ولمن ينضم إليها طلبة وأساتذة .
إن مدارس تحفيظ القرآن وتدريس علومه وغيرها من علوم الدين والدنيا الإسلامية الحقيقية التي أسسها وتولى أمرها أعلام التزكية والسلوك من علماء المسلمين في مختلف بقاع الدنيا قبل دخول السلفية الوهابية إليها كانت تعلم طلبتها قولا عملا
في تعاملهم مع غير المسلمين :
" لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي " [البقرة : 256]
و " ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن " [النحل : 125]
و " لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم " [الممتحنة : 8]
و " وما أنت عليهم بجبار " [ق : 45]
و " قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد " [الكهف : 110]
و" آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله " [البقرة : 285]
وتعلمهم
قول نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق "
وقوله صلى الله عليه وسلم " بشروا ولا تنفروا ويسروا ولا تعسروا "
وتعلمهم سلوك أعلام التقوى من أئمة التصوف الإسلامي المؤسسة على التواضع والرحمة والمحبة والصفاء والتعاون اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم .
وتعلمهم في تعاملهم مع المسلمين :
" إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم " [الحجرات : 10]
و " والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم " [الحشر : 10]
و " ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم " [الأنفال : 46]
و " قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق " [الأعراف : 32]
و " ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا " [النحل : 116]
وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( هلك المتنطعون " ثلاثا " )
رغم المحاولة التي تبذلونها في الظهور بمظهر المحايدين المعتدلين بين الفرق الإسلامية المتواجده في العالم الإسلامي اليوم إلا أن تساهلكم بالسماح في تناول بعض الفرق من خلال هذا المنتدى بأساليب وألفاظ غير لائقة واستبعادكم لأي نقد عن السلفية، يهز مصداقية هذا الحياد.
ولأننا نأمل أن يكون حيادكم صادقا وصحيحا نتوقع أن يجد الموضوع التالي عن السلفية الوهابية متسعا في منتداكم دون حذف أو تعديل حتى يترك المجال للقراء للحوار والنقاش حوله مع العلم أنه يخلو عن السباب والشتائم التي تقبلون بنشرها في منتداكم عن الفرق والجماعات غير السلفية.
والدافع من نشر هذا الموضوع هو الدفاع المخلص عن رسول الله وصحابته وآل بيته والصالحين في أمته مما درج السلفيون الوهابيون على افترافه من جرائم ومغالطات في حقهم.
نص الموضوع:
الفرق بين الإسلام والسلفية الوهابية
الإدعاء بوجود صراع بين الإسلام كدين ونظام حياة من جهة، وبين الأمم غير المسلمة من خلال الخلط بين الإسلام والسلفية الوهابية ، يعتبر من الدعاوى الباطلة، والتنظيرات الفكرية الفاسدة التي يحاول البعض أن يسوقها عبر وسائل الإعلام المكتوبة والمرئية.
إن أحدا من الكتاب المعاصرين،لم يحاول قط أن يشير إلى الفرق بين الإسلام والسلفية الوهابية، وهو يتناول بالتحليل والنقد مؤلفات صموئيل هنتنجتون وفرانسيس فوكوياما وغيرهم من كتاب الشرق والغرب وأبحاثهم حول صدام الحضارات أو نهاية التاريخ .
ورغم دفاع بعض الكتاب المسلمين عن الإسلام، في مواجهة الهجمة التي يتعرض لها، فإن دفاعهم جاء في غياب التمييز بين الإسلام والسلفية الوهابية ضعيفا مهزوزا لا يمكن أن يقنع أحدا في هذا العالم، ولا يمكن أن يوفر الدليل على عقلانية الإسلام وإنسانية حضارته. في ظل الاعتقاد الخاطئ بأن السلفية الوهابية عقيدة أو سلوكا منبثقة عنه أو مرتبطة به.
والحقيقة التي يحاول الكثير أن يتجاهلها تؤكد بالأدلة الثابتة إن الصدام المتصل والبارز، كان في أساسه ولا يزال بين الإسلام من جهة وبين السلفية الوهابية التي تبنتها الدول الاستعمارية في القرنين التاسع عشر والعشرين الميلادي وساهمت بشكل مباشر أو غير مباشر في زحفها الهمجي سياسيا وفكريا على الكثير من البلاد العربية والإسلامية، ولم يكن هذا الصدام بين الإسلام وحضارات الأمم الأخرى.
فما تعرض له نبي الإسلام من هجوم وتطاول، وما تعرض له تاريخه وآثاره من تشويه وتدمير من قبل السلفية الوهابية ، تقصر دونه كل الجرائم والهجمات الإرهابية التي تعرض لها أي بلد من بلاد الشرق أو الغرب في التاريخ القديم أو المعاصر .
هجوم السلفية الوهابية على نبي الإسلام وأبويه وآله
لقد تعرض الإسلام ونبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم وآثاره المنتشرة في البلاد المقدسة من دعاة السلفية الوهابية ورموزها ومدارسها إلى هجمات متصلة وإلى تشويه إعلامي وتاريخي متواصل
ولقد ظلت السلفية الوهابية تحارب الإسلام ونبيه ودون أن يرتفع صوت احتجاج واحد على جرائمها وفضائحها في الماضي أو في الحاضر
بل لقد رقص من رقص طربا لتلك الفضائح والجرائم، وسكت من سكت، وساند من ساند بحاله ومقاله.
وحتى في الوقت الحاضر لم يسأل أحد وهو يشاهد في ذهول الهجمات والحرائق السلفية الوهابية الهمجية على الكثير من بلاد العالم شرقا وغربا:
ما الذي جرى قبل ذلك، من جانب السلفية الوهابية، لآثار نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم وآثار صحابته وآله ولكل أثر تاريخي إسلامي ذي قيمة .
ألم يتم هدمها وتدميرها وحرقها بدعوى الجهاد ومحاربة الشرك والكفر والبدع.
ألم يقف السلفيون الوهابيون ببنادقهم ومعاولهم ومتفجراتهم على تلك المشاهد والآثار والبيوت والمدارس والمساجد في همجية جاهلية حاقدة حتى تركوها آثرا بعد عين.
فالشرك والبدع وقفا ثابتا في مفهوم السلفيين الوهابيين على آثار محمد وآله وصحابته ولا توجد إلا عند من يحب محمد وآل محمد وأصحاب محمد وأولياء الله الصالحين من أمة محمد وعند من يحترمهم كأعلام إنسانية شهد لها بالعظمة والتميز علماء وكتاب الشرق والغرب . أما عند تعظيم آثار السلفية الوهابية والمحافظة عليها فإن الأمر هنا سنة مؤكدة لا خلاف حولها. ولا مانع في دين السلفية الوهابية من صرف آلاف الملايين من مال المسلمين على آثار ومخلفات دعاة السلفية الوهابية ورموزها ومؤسسها
لقد أصبح كتاب السلفي الوهابي محمد ناصر الدين الألباني الذي سماه (أحكام الجنائز وبدعها) هو الكتاب المقدس عند السلفية الوهابية. وسبب تقديسهم له أن مؤلفه الألباني طالب فيه بإخراج قبر المصطفى صلى الله عليه وسلم من المسجد النبوي، وبوقاحة منقطعة النظير.
ومؤلفات ذلك الألباني الخاصة بالأحاديث النبوية هي مراجع السلفية الوهابية في علم الحديث رواية ودراية بعد أن عبث بداخلها في ما يقرب من ألف حديث نبوي يصحح هذا مرة ويضعفه أخرى بهدف زعزعة ثقة المسلمين في السنة النبوية وإخراجها بالتدريج من دائرة مصادر التشريع وفق خطة تنفذها السلفية الوهابية. لتحل محلها عقيدة وسنن ابن تيميه ومحمد بن عبد الوهاب وأتباعهم في كل بلد تكفيرا وقتلا وحشيا وتطرفا وإرهابا حسيا وفكريا كما شهد العالم أمثلته في الجزائر وباكستان وأفغانستان التي نكبت بمدارس السلفية الوهابية ودعاتها وفي الكثير غيرها من بلاد العالم
هجوم السلفية الوهابية على الآثار الإسلامية
لقد جاء رموز السلفية الوهابية ودعاتها بشخص يدعى أبو بكر جابر الجزائري ونصبوا له كرسيا في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم وعند قبره الشريف يسب منه أبا النبي وأمه صباحا ومساء، سبا مقذعا فاحشا ترتجف لهوله الأقلام الشريفة وتأبى كتابة ألفاظه ومفرداته . وعلى مسمع ومرأى من زوار المسجد النبوي والمصلين فيه
أما بيوت النبي محمد صلى الله عليه وسلم بمكة والمدينة وبيوت بناته وأقربائه وأماكن جلوسه وقبر أبوه عبد الله بن عبد المطلب وأمه آمنة بنت وهب وزوجته خديحة بنت خويلد فقد كان مصيرها كلها الهدم والمسح الكامل من على وجه الأرض بل وتحويل أماكن بعضها إلى مراحيض عامة أو محل لبيع الماشية أو لجمع النفايات تشفيا وحقدا وتحقيرا للمسلمين جميعا.
وجاء السلفيون الوهابيون بعتاة الأعراب الأشد كفرا ونفاقا يستدبرون بأدبارهم قبر النبي محمد صلى الله عليه وسلم وقبري صاحبيه أبي بكر وعمر ويضربون بعصيهم كل من يقترب منها وينهرون بأصواتهم المنكرة التي هي أنكر من أصوات الحمير كل من يدعو الله بالقرب من تلك الأماكن الطاهرة ويمنعون النساء منعا باتا من الاقتراب من تلك الأماكن وكأن النساء رجس من عمل الشيطان ولسن من مخلوقات الله .
أما خطباء السلفية الوهابية ووعاظها في كل مسجد في البلاد المقدسة وغيرها فلا هم لهم إلا تكفير كل من يخالفهم العقيدة والسلوك من المسلمين والدعوة إلى حربه وقتله والتنكيل به في خطبهم ومواعظهم . فكل من عداهم كافر مشرك في عقيدتهم وهم وحدهم المسلمين .
هجوم السلفية الوهابية على أولياء الله الصالحين :
لقد كان شرط التوبة والصفح لدى محافل السلفية الوهابية وسدنتها عن صاحب الوجه والقلب المظلم عبد الرحمن عبد الخالق هو أن يمج قلمه المرتزق البذي حقدا وكذبا واتهامات باطلة وهجوما رخيصا بألفاظ سوقية على أولياء الله الصالحين أعلام التصوف الإسلامي الذين ظلت سيرهم الكريمة وأخلاقهم الحميدة وطريقتهم الوسطى المعتدلة في نشر الدعوة السد المنيع في وجه محاولات السلفية الوهابية المحمومة لتشويه الإسلام وتدميره وإلصاق التطرف والعنف والتكفير والإرهاب به وبتاريخه وبنبيه بقصد وسبق إصرار وترصد.
وملخص قصة عبد الرحمن عبد الخالق مع سادته وأصنامه من كهان السلفية الوهابية أنهم بعد أن اكتشفوا جهلة وقلة تأثيره في بلده وغيرها وتأكد لهم كذبه في دعواه بأن له معجبين ومحبين ينصتون إليه وأنه يستطيع التأثير عليهم لصالح السلفية الوهابية، قاموا بخفض مخصصاته المالية تخفيضا كبيرا . فثارت ثائرته وهاجم سادته وأصنامه من رموز السلفية الوهابية في مجالسه وكتاباته ووصفهم بالجهل والجمود والتخلف والفقر العلمي والأخلاقي. لكن الرياح جرت بما لا تشتهي سفنه، فلم يأتوا إليه نتيجة التنديد بهم معتذرين ولم يعيدوا له مخصصاته المالية بل حكموا عليه بالكفر والزندقة وأوقفوا كل مخصصاته واعتماداته بشكل كامل . وحين فشلت كل أساليبه معهم لأن الثعبان لا يؤثر بعض الثعابين أمثاله، عاد جهارا وأمام الناس ذليلا تائبا ساجدا في محراب السلفية الوهابية لكاهنها الأعظم في ذلك الوقت الذي أحله من خطاياه بذلك الشرط الذي ظهر في كتيبه الشاذ المنتن كنتانة وشذوذ مؤلفه.
وقد نشرت صحيفة الشرق الأوسط التي تصدر في لندن قبل سنوات بعضا من رسائل التوبة والندم التي أرسلها عبد الرحمن عبد الخالق لكاهن السلفية الوهابية الأعظم ورده عليها.
الفارق بين المدارس الإسلامية والمدارس السلفية الوهابية:
لقد كانت مدارس تحفيظ القرآن وعلومه منتشرة بمئات الآلاف في طول العالم الإسلامي وعرضه وفي مناطق تجمعات الاقليات الإسلامية في كل مكان من العالم ولمدة تزيد عن ثمانمائة عام وتخرج منها مئات الآلاف من الطلبة والعلماء في كل عصر وجيل.
فليأت بدليل واحد من يملك الدليل على ظهور إرهابي واحد أو قاتل واحد أو خاطف طيارة أو باخرة أو أي وسيلة نقل خرج من بين جدران تلك المدارس أو تخرج منها أو تلقى علومه على يد علمائها .
إن المجتمعات الإسلامية التي انتشرت فيها مدارس الإسلام تلك بالآلاف وتخرج منها أجيال من العلماء والدعاة لقرون عدة لم تكن تسمع بكلمة الإرهاب والقتل والخطف والتكفير في الوسط الإسلامي قبل دخول السلفيين الوهابية بحقدهم وفضائحهم إلى تلك الأقطار أو تسللهم بين الاقليات المسلمة في غيرها. وقبل انتشار مدارسهم السلفية الوهابية ودعمهم المادي والمعنوي لها ولمن ينضم إليها طلبة وأساتذة .
إن مدارس تحفيظ القرآن وتدريس علومه وغيرها من علوم الدين والدنيا الإسلامية الحقيقية التي أسسها وتولى أمرها أعلام التزكية والسلوك من علماء المسلمين في مختلف بقاع الدنيا قبل دخول السلفية الوهابية إليها كانت تعلم طلبتها قولا عملا
في تعاملهم مع غير المسلمين :
" لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي " [البقرة : 256]
و " ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن " [النحل : 125]
و " لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم " [الممتحنة : 8]
و " وما أنت عليهم بجبار " [ق : 45]
و " قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد " [الكهف : 110]
و" آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله " [البقرة : 285]
وتعلمهم
قول نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق "
وقوله صلى الله عليه وسلم " بشروا ولا تنفروا ويسروا ولا تعسروا "
وتعلمهم سلوك أعلام التقوى من أئمة التصوف الإسلامي المؤسسة على التواضع والرحمة والمحبة والصفاء والتعاون اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم .
وتعلمهم في تعاملهم مع المسلمين :
" إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم " [الحجرات : 10]
و " والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم " [الحشر : 10]
و " ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم " [الأنفال : 46]
و " قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق " [الأعراف : 32]
و " ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا " [النحل : 116]
وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( هلك المتنطعون " ثلاثا " )