مرايا مبعثرة
06-03-2002, 03:42 AM
>غلطة عمري
>
>هذي قصة حقيقة ترويها لكم صاحبة القصة بنفسها لم أجد كلمة أضيفها على ما قالته
>
>سوى أنني أشاطرها حزنها
>
>
>
>أنا سيدة في الثانية والعشرين من عمري.. أعيش وحيدة مع ابنتي التي هي كل شئ في
>
>حياتي… حياتي التي أذاقتني من مرها ضعف ما أعطتني من حلاوتها… سأحكي لكم
>
>حكايتي مع هذه الحياة.. التي لولا إيماني بالله لقلت أنها لم تنصفني…وقبل أن
>
>ابدأ حكايتي التي لم أغير من أحداثها أتمنى من كل فتاة تحب أن لا ترتكب غلطتي
>
>والتي
>
>هي غلطة عمري… كنت في السادسة عشر من عمري عندما سافرت مع أهلي لأمستردام
>
>لنقضي الإجازة هناك.. وألحت علي ابنة أختي الصغيرة (الهنوف) لننزل ونشاهد حمام
>
>الميدان الذي كان مقابل الفندق الذي نسكن فيه ، لم أكن اعرف وقتها أن إلحاحها
>
>هذا هو الذي سيغير حياتي كلها، نزلت معها وأخذت تركض بين الحمام وتلعب والتفت
>
>ورأيت رجلا يبيع طعاما للحمام فقررت أن أفاجئها واشتري لها طعاما لتطعم به
>
>الحمام وعندما أردت أن أعطيها إياه.. لم أجدها…!!!…بدأت اركض في كل مكان واصرخ
>
>بأعلى صوتي هنوف…هنوف…وبدأت أسأل المارة عنها ولكن لم يفهمني أحد إلى أن قال
>
>لي أحدهم ( وش هي لابسة؟؟؟) فأجبته ، وأخذ يساعدني بالبحث عنها إلى أن وجدناها
>
>تقف بجوار طفل صغير وعندما رأتني ضحكت وقالت ( تالتي سوفي بيبي ) لم أعرف
>
>أأضحك على براءتها أم ابكي من شدة خوفي عليها ، التفت عليه وقلت له ( ما أعرف
>
>ايش أقول بس مرة شكرا) ابتسم وقال لي ( ما سويت إلا الواجب والحمد لله على
>
>سلامتها ) تركته وعدنا أنا والهنوف إلى الفندق وبدأت أحكي لهم ما حدث وأنا
>
>أمدح به وبأخلاقه وبأدبه حتى أن الجميع تعجب مني ومن كثرة مدحي له…وجاءت أختي
>
>وقالت لي ( والله ما مدحتيه هالمدح إلا عاجبتس، يالله بسرعة قولي لي وشلون
>
>شكله؟؟) فقلت لها( طويل.. مو حلو بس مرة مملوح .. ) فقاطعتني ( يعني شكله
>
>كبير؟؟) قلت لها( يعني تقدرين تقولين 22 – 23 )… لم أنم يومها جيدا وأنا أفكر
>
>يا ترى ما اسمه ومن عساه يكون ومن أي مكان هو وهل هو متزوج أم لا؟؟ وعجبت من
>
>نفسي !!!! وما دخلي أنا به إن كان متزوجا أم لا …
>
>وهل لأنه ساعدني سأكون مدينة له؟…..ومر يومان لم يغب فيها عن خيالي …. وفي
>
>محطة القطار رأيته وتظاهرت بعدم رؤيتي له مع أني أدركت أنه رآني… لا أعرف
>
>لماذا لم أستطع أن أتجاهل ذلك وشعرت بالحر الشديد مع أن الجو بارد… التفت
>
>وشاهدته ينظر الي… لم استطع إلا أن ابتسم له.. وكأن ذلك كان ما ينتظره… ابتعدت
>
>عن أهلي قليلا وصرخت بصوت عالٍ ( الحين إحنا بنروح لاهاي؟؟) ولكي لا أثير شكوك
>
>أهلي الذين التفتوا جميعا علي قلت ( طيب ليه
>
>ما نروح مكان ثاني قصدي بس كذا )…وعندما ركبنا القطار أخذت أتساءل لماذا كنت
>
>حريصة على وجوده في نفس القطار!!!… وعندما تحرك بنا القطار رأيته جالسا يبتسم
>
>لي وعندها فكرت بفكرة غبية نوعا ما أشرت عليه وقلت بصوت عالي ( هذا اللي
>
>ساعدني لما ضاعت هنوف ) انحرج أبي واخذ يتمتم بأشياء لم افهمها وان كنت اقسم
>
>انه كان
>
>يشتمني وقام أبي وسلم عليه وشكره وعندما عاد إلينا سألته أمي ( عرفت منهو
>
>ولده؟؟؟) قال ( ايه.. اسمه عبد العزيز الـ………) وصلنا العاصمة وذهبنا للغداء مع
>
>مجموعة من أصدقاء عائلتي انتهزت هذه الفرصة وذهبت لأراه ( انت الحين ايش
>
>تبي؟؟؟) . عبد العزيز ( انتى اللي جيتي و الا ؟؟) قلت له (بسرعة لأني ما أقدر
>
>أطول ) و ……… ……… ……و اتفقنا على أن نتقابل،.. و اللقاء الواحد الذي أصريت
>
>عليه تحول إلى لقاءات أحسست أنه كل ما كنت أريده .. سألته عن كل شيء حتى
>
>أحسسنا أننا نعرف بعضنا من سنين …..و عدنا إلى البلاد.. و مرت الأيام و الشهور
>
>كنت أستيقظ على صوته قبل أن أذهب إلى المدرسة و أنام على همساته و أمل بسعادة
>
>تدوم العمر كله واتفقنا أن
>
>نتزوج و هنا بدأت أشعر بالخوف .. و جاء ليخطبني رغم قصر مدة معرفتنا ببعض ..لم
>
>يجبهم أبي بشيء .. و عندما ذهبوا جاءني أبي (انت تتخيلين اني بأوافق على هذا ,
>
>هذا لا هو مننا ولا احنا منهم ,أنا ما تعبت ووصلت لهذا كله عشان أناسب ناس ما
>
>هم من مستوانا ) و اعتقدت إني لأني دلوعته يمكن يغير رأيه و حاولت أفهمه إن
>
>المال مو مهم و إن في أشياء كثيرة أهم لكنه قال (ما بقي إلا بزر مثلك تعلمني
>
>اللي يصير و اللي ما يصير ) و كان جوابه لهم إني صغيرة كثير على الزواج …..و
>
>مر على هذا الكلام سنة تقريبا و أنا مازلت أصر على ما أريد و أبي ما زال في
>
>عناده ..و بدأت لا آكل و لا أشرب و مرضت و لا أعرف ماذا قال الطبيب لأبي و
>
>لكني لم آخذ حتى أدويتي ..أصبحت في حالة يرثى لها ..مر علي أسبوعان أحسست فيها
>
>أنها خاتمتي إلى أن دخل علي أبي و صرخ في وجهي (تزوجيه لكن بعدها لا انت بنتي
>
>ولا أعرفك …) ظننت وقتها أنه كلام قيل في لحظة غضب و لم أعره اهتماما .. و
>
>بدأنا نستعد للزواج ولم يقصر أبي علي بشيء فلم يكن يريد أن ينتقد الناس أي شيء
>
>بل وبالغ في استعداداته و فعلا كانت ليلة لا تنسى… لم يكلمني أبي بعدها .. و
>
>كأنه لم يسامحني على حبي و لكني لم أهتم و بدأت أعيش حياتي كما تمنيتها ..
>
>كانت حياة أكثر من رائعة كنت أقسم وقتي ما بين اهتمامي بزوجي و بدراستي و تخرجت من الثانوية .. و احتفلنا.. و لكننا لم نحتفل بذلك فقط بل احتفلنا بمرور أربعة أشهر على حملي .. كم كنت أتمنى أن يكون ولد و كم كان يتمنى أن تكون بنت
>
>و أن يسميها (هنوف) التي كانت سببا في تعارفنا .. ومرت الأشهر سريعة.. ألا
>
>يقولون أن الأيام الجميلة تمر سريعة.. وولدتها ..فتاة جميلة تشبه أباها و لم
>
>يأتي أبي لزيارتي و إن كان أرسل لي مع أمي شيكا بمبلغ ضخم .. وسماها هنوف كما
>
>كان يتمنى .. ولكم أن تتخيلوا الدلال و الحب الذي حظيت به وقتها .. لم يكن
>
>يفارقني .. لم يكن يريدني أن اعمل شيء .. كان يقول لي دائما مو كنها أبطت ما
>
>تقول بابا؟؟) و أضحك و أقول ( يا سلام و ليه ما تقول ماما ؟) يقول (لأن بابا
>
>يحبها أكثر ) هذا بالرغم من أنها لم تتجاوز الشهرين بعد..و بعد شهر ..وبينما
>
>كنا نستعد للنوم قال لي (بكرة الشباب طالعين الإستراحة بعد الدوام بس ما لي
>
>خلق أروح إجهزي خليني أمرك و نودي هنوف عند أمي و نطلع سوا من زمان ما طلعنا
>
>سوا ) قلت له ( لا يا حبيبي مو على كيفك بكرة تروح الإستراحة و بعد بكرة نروح
>
>نتغدى) و بالرغم من انه لم يكن يريد الذهاب إلا أنني أصريت عليه و أخبرته أنني
>
>لن أكلمه إذا لم يذهب .. يعلم الله أنني لم أكن أريده أن يذهب إلا ليقابل
>
>أصحابه و لثقتي بأنه لم يكن يريد الذهاب كي لا يتركني وحدي و لم يوافق على
>
>الذهاب إلا عندما أخبرته بأنني سأذهب لأهله و سأعود لأجهز العشاء و أنتظره و
>
>قلت له بدلع ( و بنكون لحالنا لأني بترك هنوف عند خالتي)و فعلا ذهبت لأهله و
>
>تركت هنوف هناك و عدت إلى البيت و حضرت له مجموعة من الأطباق التي يحبها و
>
>انتظرت.. ولكنه لم يأت .. و تمر الدقائق ببطء وآه ما أصعب الانتظار و تمر
>
>الساعات.. الثامنة … التاسعة .. و بدأت أفكر .. وعرفت أين هو ( أكيد راح لأمه
>
>ما يقدر يستغني عن هنوف شكلي بأغار منها ) و أكلم ( هلا يا خالتي هلا يا ……
>
>كيفك و كيف عبد العزيز ؟ أكيد مكلمة تتطمنين على هنوف ما فيها شيء بس لا
>
>تخافون )لم أعرف ماذا أقول أو بماذا أرد و لا حتى كيف أغلقت الخط ..
>
>…….العاشرة …الثانية عشر….أقسم بالله العظيم أنني لم أستطع أن أتحرك من مكاني
>
>إلى أن قرع جرس الباب و بكل ما أوتيت من قوة ركضت نحو الباب متناسية أن معه
>
>مفتاح .. فتحت الباب و إذا بأخي واقف أمامي ينظر إلي و يحاول أن يبتسم .. قلت
>
>له (أحمد ...عبد العزيز وينه ؟؟ ) لم يرد علي و إن كانت دموعه أ كبر رد لي ..
>
>كل ما أتذكره أنني بدأت أصرخ (لا مو الحين ما يتركني الحين قله لا يروح
>
>الاستراحة خلاص بروح معاه وين ما يبي بس لا يروح الاستراحة قله لا أحمد قله لا
>
>…….)
>
>و لم أشعر بشيء بعدها إلا عندما استفقت و أنا بالمستشفى و رأيتهم حولي ..أمي
>
>أخي ..أختي..( أحمد وين عبد العزيز ؟؟؟) أجابني ( سوى حادث وهو راجع من
>
>الاستراحة ، كان مسرع الله يرحمه ) وأخذت بالصراخ ( كان خايف يتأخر علي، أنا
>
>السبب ليتني ما خليته يروح، ماكان يبي يروح ) وبدأت بالبكاء إلى أن فقدت وعيي،
>
>ودخلت في غيبوبة لم أفق منها إلا بعد ثلاثة أسابيع… لم يبق لي الآن إلا ابنتي
>
>هنوف التي أصبحت في الثالثة من عمرها وبدأت تسأل
>
>عن بابا.. يااااااااااااااه كم كان يتمنى أن يسمع هذه الكلمة ..سنين مرت لم
>
>أنسك فيها.. لم أخبرك كم كنت أحبك .. لم أخبرك بأنك حياتي و ما فيها ..لم أعد
>
>أشعر أن للدنيا معنى بعدك ..لم يعد يدفعني للحياة إلا ابنة تمنيت أن تراها
>
>فتاة جميلة مثلي على حد قولك و أنا التي كنت أصر على أن تكون فتاة تشبهك في كل
>
>شيء و ليس فقط في شكلك .. قد لا أكون قد أدركت كل ما تمنيت و لكني حظيت بفتاة
>
>كلما نظرت إليها أتذكرك و هي كل ما بقي لدي..
>
>لم يسامحني أبي .. و إن كان يلبي احتياجاتي و احتياجات ابنتي دون أي تقصير منه
>
>أما أنا فقد انتهت حياتي عند هذا الحد ..لم أعد كما كنت مقبلة على الحياة و
>
>متفائلة و لكني سأسعى دائما على أن تكون ابنتنا كما كان يتمناها
>
>دائما… أحمد الله على أن وهبني ابنة منه التي هي امتداد له ..
>
>و هاأنذا وحيدة رغم كثرة من هم حولي .. رحمه الله فقد كان الحبيب والرفيق
>
>والأمل في حياتي…
>
>قد تتساءلون لماذا لم أذكر تفاصيل حياتي معه مثلما ذكرت تفاصيل لقائي به .. و
>
>ذلك لأن حياتي معه رغم السعادة التي عشتها أنهيتها بغلطة مني عندما أصريت على
>
>ما لا يريد… وكانت هذه غلطة العمر
> :(
>
>هذي قصة حقيقة ترويها لكم صاحبة القصة بنفسها لم أجد كلمة أضيفها على ما قالته
>
>سوى أنني أشاطرها حزنها
>
>
>
>أنا سيدة في الثانية والعشرين من عمري.. أعيش وحيدة مع ابنتي التي هي كل شئ في
>
>حياتي… حياتي التي أذاقتني من مرها ضعف ما أعطتني من حلاوتها… سأحكي لكم
>
>حكايتي مع هذه الحياة.. التي لولا إيماني بالله لقلت أنها لم تنصفني…وقبل أن
>
>ابدأ حكايتي التي لم أغير من أحداثها أتمنى من كل فتاة تحب أن لا ترتكب غلطتي
>
>والتي
>
>هي غلطة عمري… كنت في السادسة عشر من عمري عندما سافرت مع أهلي لأمستردام
>
>لنقضي الإجازة هناك.. وألحت علي ابنة أختي الصغيرة (الهنوف) لننزل ونشاهد حمام
>
>الميدان الذي كان مقابل الفندق الذي نسكن فيه ، لم أكن اعرف وقتها أن إلحاحها
>
>هذا هو الذي سيغير حياتي كلها، نزلت معها وأخذت تركض بين الحمام وتلعب والتفت
>
>ورأيت رجلا يبيع طعاما للحمام فقررت أن أفاجئها واشتري لها طعاما لتطعم به
>
>الحمام وعندما أردت أن أعطيها إياه.. لم أجدها…!!!…بدأت اركض في كل مكان واصرخ
>
>بأعلى صوتي هنوف…هنوف…وبدأت أسأل المارة عنها ولكن لم يفهمني أحد إلى أن قال
>
>لي أحدهم ( وش هي لابسة؟؟؟) فأجبته ، وأخذ يساعدني بالبحث عنها إلى أن وجدناها
>
>تقف بجوار طفل صغير وعندما رأتني ضحكت وقالت ( تالتي سوفي بيبي ) لم أعرف
>
>أأضحك على براءتها أم ابكي من شدة خوفي عليها ، التفت عليه وقلت له ( ما أعرف
>
>ايش أقول بس مرة شكرا) ابتسم وقال لي ( ما سويت إلا الواجب والحمد لله على
>
>سلامتها ) تركته وعدنا أنا والهنوف إلى الفندق وبدأت أحكي لهم ما حدث وأنا
>
>أمدح به وبأخلاقه وبأدبه حتى أن الجميع تعجب مني ومن كثرة مدحي له…وجاءت أختي
>
>وقالت لي ( والله ما مدحتيه هالمدح إلا عاجبتس، يالله بسرعة قولي لي وشلون
>
>شكله؟؟) فقلت لها( طويل.. مو حلو بس مرة مملوح .. ) فقاطعتني ( يعني شكله
>
>كبير؟؟) قلت لها( يعني تقدرين تقولين 22 – 23 )… لم أنم يومها جيدا وأنا أفكر
>
>يا ترى ما اسمه ومن عساه يكون ومن أي مكان هو وهل هو متزوج أم لا؟؟ وعجبت من
>
>نفسي !!!! وما دخلي أنا به إن كان متزوجا أم لا …
>
>وهل لأنه ساعدني سأكون مدينة له؟…..ومر يومان لم يغب فيها عن خيالي …. وفي
>
>محطة القطار رأيته وتظاهرت بعدم رؤيتي له مع أني أدركت أنه رآني… لا أعرف
>
>لماذا لم أستطع أن أتجاهل ذلك وشعرت بالحر الشديد مع أن الجو بارد… التفت
>
>وشاهدته ينظر الي… لم استطع إلا أن ابتسم له.. وكأن ذلك كان ما ينتظره… ابتعدت
>
>عن أهلي قليلا وصرخت بصوت عالٍ ( الحين إحنا بنروح لاهاي؟؟) ولكي لا أثير شكوك
>
>أهلي الذين التفتوا جميعا علي قلت ( طيب ليه
>
>ما نروح مكان ثاني قصدي بس كذا )…وعندما ركبنا القطار أخذت أتساءل لماذا كنت
>
>حريصة على وجوده في نفس القطار!!!… وعندما تحرك بنا القطار رأيته جالسا يبتسم
>
>لي وعندها فكرت بفكرة غبية نوعا ما أشرت عليه وقلت بصوت عالي ( هذا اللي
>
>ساعدني لما ضاعت هنوف ) انحرج أبي واخذ يتمتم بأشياء لم افهمها وان كنت اقسم
>
>انه كان
>
>يشتمني وقام أبي وسلم عليه وشكره وعندما عاد إلينا سألته أمي ( عرفت منهو
>
>ولده؟؟؟) قال ( ايه.. اسمه عبد العزيز الـ………) وصلنا العاصمة وذهبنا للغداء مع
>
>مجموعة من أصدقاء عائلتي انتهزت هذه الفرصة وذهبت لأراه ( انت الحين ايش
>
>تبي؟؟؟) . عبد العزيز ( انتى اللي جيتي و الا ؟؟) قلت له (بسرعة لأني ما أقدر
>
>أطول ) و ……… ……… ……و اتفقنا على أن نتقابل،.. و اللقاء الواحد الذي أصريت
>
>عليه تحول إلى لقاءات أحسست أنه كل ما كنت أريده .. سألته عن كل شيء حتى
>
>أحسسنا أننا نعرف بعضنا من سنين …..و عدنا إلى البلاد.. و مرت الأيام و الشهور
>
>كنت أستيقظ على صوته قبل أن أذهب إلى المدرسة و أنام على همساته و أمل بسعادة
>
>تدوم العمر كله واتفقنا أن
>
>نتزوج و هنا بدأت أشعر بالخوف .. و جاء ليخطبني رغم قصر مدة معرفتنا ببعض ..لم
>
>يجبهم أبي بشيء .. و عندما ذهبوا جاءني أبي (انت تتخيلين اني بأوافق على هذا ,
>
>هذا لا هو مننا ولا احنا منهم ,أنا ما تعبت ووصلت لهذا كله عشان أناسب ناس ما
>
>هم من مستوانا ) و اعتقدت إني لأني دلوعته يمكن يغير رأيه و حاولت أفهمه إن
>
>المال مو مهم و إن في أشياء كثيرة أهم لكنه قال (ما بقي إلا بزر مثلك تعلمني
>
>اللي يصير و اللي ما يصير ) و كان جوابه لهم إني صغيرة كثير على الزواج …..و
>
>مر على هذا الكلام سنة تقريبا و أنا مازلت أصر على ما أريد و أبي ما زال في
>
>عناده ..و بدأت لا آكل و لا أشرب و مرضت و لا أعرف ماذا قال الطبيب لأبي و
>
>لكني لم آخذ حتى أدويتي ..أصبحت في حالة يرثى لها ..مر علي أسبوعان أحسست فيها
>
>أنها خاتمتي إلى أن دخل علي أبي و صرخ في وجهي (تزوجيه لكن بعدها لا انت بنتي
>
>ولا أعرفك …) ظننت وقتها أنه كلام قيل في لحظة غضب و لم أعره اهتماما .. و
>
>بدأنا نستعد للزواج ولم يقصر أبي علي بشيء فلم يكن يريد أن ينتقد الناس أي شيء
>
>بل وبالغ في استعداداته و فعلا كانت ليلة لا تنسى… لم يكلمني أبي بعدها .. و
>
>كأنه لم يسامحني على حبي و لكني لم أهتم و بدأت أعيش حياتي كما تمنيتها ..
>
>كانت حياة أكثر من رائعة كنت أقسم وقتي ما بين اهتمامي بزوجي و بدراستي و تخرجت من الثانوية .. و احتفلنا.. و لكننا لم نحتفل بذلك فقط بل احتفلنا بمرور أربعة أشهر على حملي .. كم كنت أتمنى أن يكون ولد و كم كان يتمنى أن تكون بنت
>
>و أن يسميها (هنوف) التي كانت سببا في تعارفنا .. ومرت الأشهر سريعة.. ألا
>
>يقولون أن الأيام الجميلة تمر سريعة.. وولدتها ..فتاة جميلة تشبه أباها و لم
>
>يأتي أبي لزيارتي و إن كان أرسل لي مع أمي شيكا بمبلغ ضخم .. وسماها هنوف كما
>
>كان يتمنى .. ولكم أن تتخيلوا الدلال و الحب الذي حظيت به وقتها .. لم يكن
>
>يفارقني .. لم يكن يريدني أن اعمل شيء .. كان يقول لي دائما مو كنها أبطت ما
>
>تقول بابا؟؟) و أضحك و أقول ( يا سلام و ليه ما تقول ماما ؟) يقول (لأن بابا
>
>يحبها أكثر ) هذا بالرغم من أنها لم تتجاوز الشهرين بعد..و بعد شهر ..وبينما
>
>كنا نستعد للنوم قال لي (بكرة الشباب طالعين الإستراحة بعد الدوام بس ما لي
>
>خلق أروح إجهزي خليني أمرك و نودي هنوف عند أمي و نطلع سوا من زمان ما طلعنا
>
>سوا ) قلت له ( لا يا حبيبي مو على كيفك بكرة تروح الإستراحة و بعد بكرة نروح
>
>نتغدى) و بالرغم من انه لم يكن يريد الذهاب إلا أنني أصريت عليه و أخبرته أنني
>
>لن أكلمه إذا لم يذهب .. يعلم الله أنني لم أكن أريده أن يذهب إلا ليقابل
>
>أصحابه و لثقتي بأنه لم يكن يريد الذهاب كي لا يتركني وحدي و لم يوافق على
>
>الذهاب إلا عندما أخبرته بأنني سأذهب لأهله و سأعود لأجهز العشاء و أنتظره و
>
>قلت له بدلع ( و بنكون لحالنا لأني بترك هنوف عند خالتي)و فعلا ذهبت لأهله و
>
>تركت هنوف هناك و عدت إلى البيت و حضرت له مجموعة من الأطباق التي يحبها و
>
>انتظرت.. ولكنه لم يأت .. و تمر الدقائق ببطء وآه ما أصعب الانتظار و تمر
>
>الساعات.. الثامنة … التاسعة .. و بدأت أفكر .. وعرفت أين هو ( أكيد راح لأمه
>
>ما يقدر يستغني عن هنوف شكلي بأغار منها ) و أكلم ( هلا يا خالتي هلا يا ……
>
>كيفك و كيف عبد العزيز ؟ أكيد مكلمة تتطمنين على هنوف ما فيها شيء بس لا
>
>تخافون )لم أعرف ماذا أقول أو بماذا أرد و لا حتى كيف أغلقت الخط ..
>
>…….العاشرة …الثانية عشر….أقسم بالله العظيم أنني لم أستطع أن أتحرك من مكاني
>
>إلى أن قرع جرس الباب و بكل ما أوتيت من قوة ركضت نحو الباب متناسية أن معه
>
>مفتاح .. فتحت الباب و إذا بأخي واقف أمامي ينظر إلي و يحاول أن يبتسم .. قلت
>
>له (أحمد ...عبد العزيز وينه ؟؟ ) لم يرد علي و إن كانت دموعه أ كبر رد لي ..
>
>كل ما أتذكره أنني بدأت أصرخ (لا مو الحين ما يتركني الحين قله لا يروح
>
>الاستراحة خلاص بروح معاه وين ما يبي بس لا يروح الاستراحة قله لا أحمد قله لا
>
>…….)
>
>و لم أشعر بشيء بعدها إلا عندما استفقت و أنا بالمستشفى و رأيتهم حولي ..أمي
>
>أخي ..أختي..( أحمد وين عبد العزيز ؟؟؟) أجابني ( سوى حادث وهو راجع من
>
>الاستراحة ، كان مسرع الله يرحمه ) وأخذت بالصراخ ( كان خايف يتأخر علي، أنا
>
>السبب ليتني ما خليته يروح، ماكان يبي يروح ) وبدأت بالبكاء إلى أن فقدت وعيي،
>
>ودخلت في غيبوبة لم أفق منها إلا بعد ثلاثة أسابيع… لم يبق لي الآن إلا ابنتي
>
>هنوف التي أصبحت في الثالثة من عمرها وبدأت تسأل
>
>عن بابا.. يااااااااااااااه كم كان يتمنى أن يسمع هذه الكلمة ..سنين مرت لم
>
>أنسك فيها.. لم أخبرك كم كنت أحبك .. لم أخبرك بأنك حياتي و ما فيها ..لم أعد
>
>أشعر أن للدنيا معنى بعدك ..لم يعد يدفعني للحياة إلا ابنة تمنيت أن تراها
>
>فتاة جميلة مثلي على حد قولك و أنا التي كنت أصر على أن تكون فتاة تشبهك في كل
>
>شيء و ليس فقط في شكلك .. قد لا أكون قد أدركت كل ما تمنيت و لكني حظيت بفتاة
>
>كلما نظرت إليها أتذكرك و هي كل ما بقي لدي..
>
>لم يسامحني أبي .. و إن كان يلبي احتياجاتي و احتياجات ابنتي دون أي تقصير منه
>
>أما أنا فقد انتهت حياتي عند هذا الحد ..لم أعد كما كنت مقبلة على الحياة و
>
>متفائلة و لكني سأسعى دائما على أن تكون ابنتنا كما كان يتمناها
>
>دائما… أحمد الله على أن وهبني ابنة منه التي هي امتداد له ..
>
>و هاأنذا وحيدة رغم كثرة من هم حولي .. رحمه الله فقد كان الحبيب والرفيق
>
>والأمل في حياتي…
>
>قد تتساءلون لماذا لم أذكر تفاصيل حياتي معه مثلما ذكرت تفاصيل لقائي به .. و
>
>ذلك لأن حياتي معه رغم السعادة التي عشتها أنهيتها بغلطة مني عندما أصريت على
>
>ما لا يريد… وكانت هذه غلطة العمر
> :(