بويك ون
28-03-2002, 05:44 PM
.. ما إن نشرت صحيفة «الغارديان» البريطانية خبراً عن نية الولايات المتحدة ارسال 200 الف جندي امريكي الى الكويت من اجل الاعداد والتجهيز -كما تقول الجريدة- للتدخل عسكريا في العراق من اجل اسقاط النظام هناك، حتى سارع اكثر من مسؤول كويتي الى نفي الخبر جملة وتفصيلا وبأسلوب كمن يبعد عن نفسه.. تهمة أو عارا أو وصمة!
السعوديون حشدوا -خلال حرب تحرير الكويت- نصف مليون جندي على اراضيهم وقدموا مطاراتهم وتجهيزاتهم واموالهم من اجل «التزام اخلاقي تجاه اخوتهم في الكويت حتى يتحرر وطنهم ممن تسلط على رقابهم وليعودوا أحرارا كما كانوا»، نحن -أيضا- في الكويت علينا «التزام أخلاقي تجاه اخوتنا في العراق من ابناء الشعب المظلوم الذي تسلطت عليه عصابة التكارتة البعثية»، ومثلما انطلقت القوات الامريكية والقوات الشقيقة والصديقة من السعودية لتحرير بلدنا، فعلينا أن نكون مكان حشد القوات الامريكية لتحرير العراق وعودة أبناء شعبه أحرارا مرة أخرى، ومثلما نشعر بالعرفان والامتنان لاشقائنا في المملكة العربية السعودية ملكا وحكومة وشعبا، وكذلك سيشعر الشعب العراقي تجاه الكويت والكويتيين بالعرفان والامتنان والتقدير لأن شرارة الحرية انطلقت من ارضنا واضاءت ليلهم العراقي.. الطويل! نحن في الكويت -مازلنا- نعيش على أكذوبة المبدأ القديم «الهون أبرك ما يكون» والتي مارسناها مع نظام بغداد -قبل الغزو- فلم تشفع لنا ولم تنقذنا من الاجتياح في الثاني من آب 1990، وعدنا الى ممارسة الأكذوبة ذاتها منذ التحرير وحتى الآن، فعلى الرغم من انه قد مسحنا من على الخارطة مسحا، الا اننا ما زلنا نردد مقولة «نحن لا نتدخل في الشؤون الداخلية للعراق»!! جعلنا مجرد «محافظة عراقية» الا اننا ما زلنا لم نقطع علاقتنا الدبلوماسية معه حتى هذه اللحظة، لا يعترف بنا ونتمسك باعترافنا فيه، يهدد أمننا ويتدخل في شؤوننا ونرفض ان «نساهم» في تهديد امنه وحتى.. إسقاطه أيضا!! يجب أن نفعل ذلك ليس لأننا هواة مشاكل وتدخل في شؤون الآخرين ولكن لأن أمننا القومي ما زال مهددا ولأن كل الشرائع السماوية والأرضية تعطينا الحق في الدفاع عن انفسنا بكل وسيلة نملكها، والذين يعتقدون بأنه يمكن «استمالة أو احتواء أو مراضاة» حاكم بغداد لا يحلمون فقط، بل ان «شخيرهم» قد غطى على اصوات صراخ الأبرياء وعذاباتهم من العراقيين والكويتيين والايرانيين.. معا!
السعوديون كانوا على قدر المسؤولية التي حملوها ولو لم يتجاهلوا نباح وعواء «عرب اللسان وعرب الجنسية وعرب الملامح» ضد تواجد القوات الامريكية على اراضيها لكان العالم العربي الآن يعاني من وجود شعبين لاجئين، الفلسطيني والكويتي، فإن كان لم ينجح طيلة نصف قرن في مساعدة الفلسطينيين ليعودوا الى ديارهم، فكم قرنا سيحتاج ليساعد الكويتيين حتى يعودوا الى.. وطنهم؟!
علينا أن «نكشف الرأس» علانية ونعلن على الملأ بأننا نريد اسقاط النظام وسنقدم كل دعم لوجستي ومادي من اجل تنفيذ ذلك حتى لا يأتي يوم يلعننا فيه ابناؤنا وأحفادنا لأننا لم نحفظ لهم وطنهم من الضياع.
ھھھ
.. مدرس كويتي في مدرسة ثانوية، سأل عدداً من تلاميذه ممن لا تتجاوز اعمارهم الرابعة عشرة والخامسة عشرة عن اهم حدث وقع في الكويت عام 1990، فجاءت الاجابة «حدثت حرب بين العراق والكويت»!! فقط مجرد «حرب» فلا «غزو» ولا هم يحزنون، لقد كانوا في سن الرابعة حين وقعت الكارثة، وفي الوقت الذي يقوم فيه نظام البعث في العراق بزرع بذرة «ان الكويت عراقية» في كتب ومناهج وأذهان أطفال المدارس هناك حتى يشبوا ويشب معهم الحقد على كل ما هو كويتي باعتباره سببا في مأساتهم -كما صور لهم النظام- لا نفعل نحن شيئا يذكر لنجعل أطفالنا يتذكرون الغزو حتى يأخذوا حذرهم من ان يتكرر ثانية، وانشغلنا بصراعاتنا ووضع صور لمراهق يقول.. «يا يوبا.. أرجوك افهمني»!!
ونحن نقول -بدورنا- لحكومتنا الرشيدة.. «ارجوكي -يايمه الحكومة- حاولي أن تفهمي شعبك»!!
مقال للكاتب الكويتي : فؤاد الهاشم
في صحيفة الوطن الكويتية
المصدر :-
http://www.alwatan.com.kw/lessay.asp?id=54637
السعوديون حشدوا -خلال حرب تحرير الكويت- نصف مليون جندي على اراضيهم وقدموا مطاراتهم وتجهيزاتهم واموالهم من اجل «التزام اخلاقي تجاه اخوتهم في الكويت حتى يتحرر وطنهم ممن تسلط على رقابهم وليعودوا أحرارا كما كانوا»، نحن -أيضا- في الكويت علينا «التزام أخلاقي تجاه اخوتنا في العراق من ابناء الشعب المظلوم الذي تسلطت عليه عصابة التكارتة البعثية»، ومثلما انطلقت القوات الامريكية والقوات الشقيقة والصديقة من السعودية لتحرير بلدنا، فعلينا أن نكون مكان حشد القوات الامريكية لتحرير العراق وعودة أبناء شعبه أحرارا مرة أخرى، ومثلما نشعر بالعرفان والامتنان لاشقائنا في المملكة العربية السعودية ملكا وحكومة وشعبا، وكذلك سيشعر الشعب العراقي تجاه الكويت والكويتيين بالعرفان والامتنان والتقدير لأن شرارة الحرية انطلقت من ارضنا واضاءت ليلهم العراقي.. الطويل! نحن في الكويت -مازلنا- نعيش على أكذوبة المبدأ القديم «الهون أبرك ما يكون» والتي مارسناها مع نظام بغداد -قبل الغزو- فلم تشفع لنا ولم تنقذنا من الاجتياح في الثاني من آب 1990، وعدنا الى ممارسة الأكذوبة ذاتها منذ التحرير وحتى الآن، فعلى الرغم من انه قد مسحنا من على الخارطة مسحا، الا اننا ما زلنا نردد مقولة «نحن لا نتدخل في الشؤون الداخلية للعراق»!! جعلنا مجرد «محافظة عراقية» الا اننا ما زلنا لم نقطع علاقتنا الدبلوماسية معه حتى هذه اللحظة، لا يعترف بنا ونتمسك باعترافنا فيه، يهدد أمننا ويتدخل في شؤوننا ونرفض ان «نساهم» في تهديد امنه وحتى.. إسقاطه أيضا!! يجب أن نفعل ذلك ليس لأننا هواة مشاكل وتدخل في شؤون الآخرين ولكن لأن أمننا القومي ما زال مهددا ولأن كل الشرائع السماوية والأرضية تعطينا الحق في الدفاع عن انفسنا بكل وسيلة نملكها، والذين يعتقدون بأنه يمكن «استمالة أو احتواء أو مراضاة» حاكم بغداد لا يحلمون فقط، بل ان «شخيرهم» قد غطى على اصوات صراخ الأبرياء وعذاباتهم من العراقيين والكويتيين والايرانيين.. معا!
السعوديون كانوا على قدر المسؤولية التي حملوها ولو لم يتجاهلوا نباح وعواء «عرب اللسان وعرب الجنسية وعرب الملامح» ضد تواجد القوات الامريكية على اراضيها لكان العالم العربي الآن يعاني من وجود شعبين لاجئين، الفلسطيني والكويتي، فإن كان لم ينجح طيلة نصف قرن في مساعدة الفلسطينيين ليعودوا الى ديارهم، فكم قرنا سيحتاج ليساعد الكويتيين حتى يعودوا الى.. وطنهم؟!
علينا أن «نكشف الرأس» علانية ونعلن على الملأ بأننا نريد اسقاط النظام وسنقدم كل دعم لوجستي ومادي من اجل تنفيذ ذلك حتى لا يأتي يوم يلعننا فيه ابناؤنا وأحفادنا لأننا لم نحفظ لهم وطنهم من الضياع.
ھھھ
.. مدرس كويتي في مدرسة ثانوية، سأل عدداً من تلاميذه ممن لا تتجاوز اعمارهم الرابعة عشرة والخامسة عشرة عن اهم حدث وقع في الكويت عام 1990، فجاءت الاجابة «حدثت حرب بين العراق والكويت»!! فقط مجرد «حرب» فلا «غزو» ولا هم يحزنون، لقد كانوا في سن الرابعة حين وقعت الكارثة، وفي الوقت الذي يقوم فيه نظام البعث في العراق بزرع بذرة «ان الكويت عراقية» في كتب ومناهج وأذهان أطفال المدارس هناك حتى يشبوا ويشب معهم الحقد على كل ما هو كويتي باعتباره سببا في مأساتهم -كما صور لهم النظام- لا نفعل نحن شيئا يذكر لنجعل أطفالنا يتذكرون الغزو حتى يأخذوا حذرهم من ان يتكرر ثانية، وانشغلنا بصراعاتنا ووضع صور لمراهق يقول.. «يا يوبا.. أرجوك افهمني»!!
ونحن نقول -بدورنا- لحكومتنا الرشيدة.. «ارجوكي -يايمه الحكومة- حاولي أن تفهمي شعبك»!!
مقال للكاتب الكويتي : فؤاد الهاشم
في صحيفة الوطن الكويتية
المصدر :-
http://www.alwatan.com.kw/lessay.asp?id=54637