PDA

View Full Version : أولويات المسلم الحر .


وميض
24-12-2002, 02:30 PM
إن الأمة الإسلامية يجب أن تتوحد وتتفق على إزالة وإزاحة صدام ونظامه الكافر القهري ، بل إزاحة كل نظام كافر قهري استبدادي تسلطي يقوم بتكبيل الأمة ويمنعها من ممارسة دورها الريادي والحضاري ، والمسالة ليست كما يتصورها البعض ، أو يريد أن يصورها لنا ، فهي ليست مسألة " مخاجلة " وتذاكي وتشاطر وغلبة بالألفاظ ، بذكر إن الطاغية صدام إنسان مسلم ويجب أن نقف معه ونعينه ، نعينه على ماذا ؟ على كفرة ونفاقه وظلمه العملي أم على إسلامه النظري ؟ ، هذا كلام علماء السلاطين الذين سيأتي الدور على سادتهم الظلمة وبإذن الله تعالى ، وهو رأي كتاب وعلماء العلف الأخضر ، كتاب وعلماء ( الدولار ) ، فنحن سنقف ونؤيد مع من يعترف بحقوق الناس وبضرورات حياتهم الإنسانية ، سنقف مع من يعترف بالإسلام الحق ، والإسلام ليس لا فته ترفع لكي يختبأ ورائها كل شخص شاذ مريض معتوه لكي يمارس شذوذه ليأتي لنا من يقول ، لا يا جماعة هذا مسلم وأخوكم في الإسلام دعوه يفعل ما يشاء وعليكم بالكفار والمشركين أعداء الإسلام ، فهل نحن مجموعة من المغفلين الحمقى الذين فقدوا إحساسهم بالواقع ؟

فمثل ما هناك من يعادي الإسلام من بني جلدتنا وهو لا يريده ، هناك أيضاً من يبحث عن الإسلام الذي غطاه وكفره وزيفه أبناء جلدتنا الذين يتدثرون بالإسلام ويحرمون الآخرين من معرفة حقيقة الإسلام .

ففي وسط تلك " المعمة " يجب أن نقف مع المؤمن بتطبيق منهج الله وشرعة ، وهذا هو صاحبنا والأقرب لنا ، فصاحبنا ومسلمنا الذي يجب أن نقف معه ونعينه هو من يؤمن بإسلام الصدق والوضوح والعدل والمساواة والحرية والمشاركة السياسية إسلام العلم والعمل والعبادة ، وأي إسلام يخلوا من ذلك فهو إسلام الساسة اللئام ولا شان لنا به ، فليدافع عن وجوده أهله فنحن ها هنا قاعدون ، وليس لنا لا ناقة ولا جمل ولا حتى حمار في ذلك الإسلام ، إسلام الحكام والساسة اللئـام ، ونحن نعرف إسلامنا الغائب مهما طالت غيبته ومهما حاول أعداء الدين والإنسانية تزييف هويته ، فنحن نعرف صاحبنا ونعرف إسلامنا وديننا الغائب عن الساحة السياسية .

قال تعالى ( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما (65) ) ( النساء ) .

إن موقف من يطلب من المؤمنين حماية الحكام المحسوبين على الإسلام والوقوف بجانبهم وهم يعادون الإسلام الحق ، هو أشبه بمن يطلب من شخص يقوم بتكبيله مجموعة من الناس ليمنعونه من الدفاع عن نفسه ، أمام مجموعة أخرى تعتدي عليه بالضرب والإهانة وهو مكبل ومقيد ، فكيف سيعين هذا الشخص المقيد والمكبل من يكبله ويقيده ويمنعه من الحركة والدفاع عن نفسه ؟ فهل يعقل أن أقف مع من يقيدني ويشل حركتي ويجعلني عرضة للضرب وللمهانة والمذلة ؟ فهل يعقل أن أمده بالحياة وأهتف بحياته ؟ ، ولماذا أساعده وأعينه على تكبيلي وقهري ؟ ، فهل أنا بلا إحساس وبلا مشاعر وبلا قيمة وبلا عقل يميز بين الأشياء ؟ ألا يجب أن أقوم بتحرير نفسي من أجل أن أدافع عنها ضد كل أعدائي الذين يستهدفونني ، سواء بالتكبيل أو بالضرب ؟ ، ( فكلاهما عدو ) ، فمن يكبلني ويقيد حركتي عدائه أكثر من الذي تجرأ على ضربي وأنا مكبل ومقيد ، فوضعي وضع مغري " ومزري " ، ومن يقوم بضربي وإهانتي ما كان يتجرأ على ذلك لولا هؤلاء الأشخاص الذين يكبلونني ويسلبون حريتي وإرادتي والذين يصفهم البعض بالمسلمين ويحسبهم علينا .

فأولويات علماء وفقهاء السلاطين الذين يقومون بمهمة التكبيل مع بقية العمال تختلف عن أولويات المسلمين الأحرار ، والله جل شأنه قسم العقول والأحلام .