PDA

View Full Version : بقلم الشيخ : ناصر النجدي ( إنما المشركون )


zico1
14-10-2003, 05:54 AM
إنَّما همُ المُشرِكُونَ ، وإنَّما دمُ أحدِهِم دمُ كلبٍ !
كذا قال الفاروق رضي الله عنه لأبي جندلِ بن سهيل بن عمرو ، لما جرَّه المشركون بأغلالِهِ ، وفيهم والده.
وقد قال الله تعالى : {إنَّ شرَّ الدَّوابِّ عند الله الّذين كفروا فهم لا يؤمنون} ، وقال {أولئك كالأنعام بل هم أضلُّ}.
وهذا واضح ، فإنَّ الكلاب وسائر الحيوان لم تكلّف وتؤمر وتنهَ ، فقد فُطرت فطرةً فلم تخرج عنها ، بخلاف الكافر الذي خلقه الله ليعبده ويوحّده ، فكفر به واتّخذ من دونه أندادًا.
إنَّ المُكتفي بما سبَقَ يخرجُ بأنَّ كفر هذا الكافر ، وخروجه عن دين الله ، اقتضى هدر دمِهِ ، وهوانه ، وكون دمه دم كلب لا أكثر.
إنَّ الموحِّد الَّذي يمتلئ صدرُهُ بما أمره الله به من عداوةِ الكُفَّارِ ، الَّذي كفر بالطَّاغوتِ ومن عبدَ الطَّاغوتَ ، والَّذي والى في الله وعادى فيه ، إنَّ هذا الموحِّدَ حقًّا لَيَكفيهِ ما سَبَقَ ، ليتحرَّق شوقًا إلى دم الكافر ، إلى نحر عدوِّ الله وتقطيعه ، ولا غرابة في هذا ؛ فلو أنَّهُ سمع من يسبُّ أباه أو يطعنُ في عرضِهِ لما أطاق أن يراه يمشي على وجه الأرض ، فكيفَ بمن يسُبُّ ربَّه الَّذي هو أشدُّ حبًّا له من كلِّ محبٍّ لمحبوبِه؟
كيفَ وقد أذِنَ له ربُّه ، وعلم أنَّ قتل هذا الرجل كقتل الكلبِ عندَ الله؟
هذا لو اكتفينا بمعرفة حكم دمائهم وهدرِها ، فكيف إذا قرأ المؤمن بالله ، المتّبع لنبيِّه النُّصوص المرغِّبَة في هذا الثَّواب العظيم؟
كيفَ إذا قرأ قصَّة جليبيبٍ رضي الله عنه ، وقرأ قول النبي صلى الله عليه وسلَّم : "هنيئًا له ، قَتَلَ سبعةً وقتلُوه".
بل كيفَ إذَا أراد أن يحصل على أقلِّ ما تُنال به هذه الفضيلةُ ؛ فعمل بحديث النبي صلى الله عليه وسلَّم : "لا يجتمعُ مشركٌ وقاتِلُهُ في النَّارِ أبدًا".
أخي المجاهد .. ألا تريد الجنَّة؟!
ألا تريد أن تأمن النار بإذن الله؟!
ألا تريدُ أن تدخل في هذا الحديث؟!
اقتل المشرك .. اقتل من دمه دم كلبٍ .. اقتل هذا الَّذي أمرك الله العظيم بقتله ، وحرَّضك نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم عليه.
ألم ترَ هذا .. الَّذي دمُه دمُ كلبٍ .. يسبُّ دينَك ، ويسبي أُختَك؟
هذا الَّذي دمُه دم كلبٍ .. يحتلُّ أرض المسلمين .. ويتحكَّم في بلاد الحرمين .. ويستعمر مكَّة والمدينة ..
هذا الذي دمه دم كلبٍ .. أعرض عن جميع أمم الأرض .. واختار المسلمين .. ليُبكيَهم ، ويُضحك العالم عليهم ..
هذا الَّذي دمُه دم كلب .. هو من سلَّط عملاءه المارقين .. على علمائنا الصادقين ..
هو من رفعَ الأذناب والأسافل في بلاد المسلمين .. وحرَّش كلابه على الكرام الأُباة .. فسجنوا من سجنوا .. وقتلوا من قتلوا .. وعذّبوا من عذّبوا ..
كلُّ هذا البلاء جاءنا ممن؟!
من كافرٍ .. مشركٍ .. إلهُهُ هواه .. دمُهُ دم كلبٍ ..
فلو أنِّي بُليتُ بهـاشميٍّ _ _ _ خُؤولَتُه بنو عبد المــدانِ
لهان عليَّ ما ألقى ولكن _ _ _ تعالوا فانظروا بمن ابتلاني!!
ابتلاني بـ "بوش بن بوش" .. كلب ابن كلب .. دمه دم كلبٍ .. ونُباحه نُباح كلب .. وفيه كلُّ أوصاف الكلب .. ما عدا الوفاء .. فهو حينئذٍ ضبع ..
وابتلاني .. بنايفِ بن عبد العزيزِ .. قاتله الله .. لا عقل .. ولا عرض .. ولا حياء .. ولا دين .. ولا مروءة .. ولا خُلُق .. ولا صدق ..
أيُّها الموحّدون .. لا شكَّ أنَّكم كفرتُم بالطَّاغُوت ..
وسمعناكم تُعلنون ذلك بأفواهكم كثيرًا ..
ولكن لذلك زمانٌ مضى .. أمَّا الآن :
دع المداد وسطر بالدم القاني وأسكت الفم واخطب بالفم الثاني
فم المدافع في صد العــداة لــه من البلاغــــــــــــــة ما يزري بسحبـانِ

بقلم الشيخ ناصر النجدي

نقلا عن صحيفة ( صوت الجهاد )