ابو الامير
15-10-2003, 05:47 AM
http://www.watan.com/img/1/Iraqi%20Kids.jpg
والشيء الوحيد الذي تغير أنني أخيراً سأملك قلماً لوحدي, لأخط فيه قصتي مع القلم والحصار والموت.. وقصتي معك.. أنت الهابط
ولدت في الحرب وبعد الحصار بقليل، ولم أسأل أمي: لماذا يا أمي الشعوب أقدار؟ أسكتني النهرين عن الكلام، ولم ألعب كما تلعب أطفالكم سوى لعبة واحدة، أحصي فيها أسماء أولاد الجيران الذين يمرضون ثم يموتون.
وحين أسأل أمي ونحن نسير في الجنازات: هل كل الأطفال يموتون قبل أن يكبروا؟ تقول لي: غداً تكبرين يا ابنتي! وحين دكت صواريخكم وقنابلكم البيوت والمدارس ظننت أنني كبرت بما فيه الكفاية، واحترت أي الموت أيسر؟ الحصار أم القذيفة؟ أن أموت صغيرة أم أموت كبيرة؟
لكنني لم أمت للآن، والشيء الوحيد الذي تغير أنني أخيراً سأملك قلماً لوحدي, لأخط فيه قصتي مع القلم والحصار والموت.. وقصتي معك.. أنت الهابط كالمخلوقات الغريبة من كوكب شيطاني، تقتلني في يد وتحاصرني في يد، وتحررني في يد وتعطني قلما في يد، أياديك الوفيرة تلفُني منذ ولدت، والسؤال داخلي يكبر: هل أنت قاتلي أم محرري؟ أم أنت بين البينين، ولست التتار تأتينا هذه المرة من السماء، ولست المسيح لتخلصنا؟!
أعطني قلماً لأكتب: سلاحك حديد، وسلاحي قلم. قذيفتك بارود ويورانيوم، وقذيفتي تاريخي الذي ظننته جدران بابل, فحولته الى ركام.
سلاحي قلم سأكتب فيه:
مررتم من هنا
كما مر الغزارة السابقين
وأنا شاهدة وشهيدة
بلحمي ودمي
وبالموت أنت شبحه
وصانعه وحضارته
وحامل اسماؤه.
================ وطن
والشيء الوحيد الذي تغير أنني أخيراً سأملك قلماً لوحدي, لأخط فيه قصتي مع القلم والحصار والموت.. وقصتي معك.. أنت الهابط
ولدت في الحرب وبعد الحصار بقليل، ولم أسأل أمي: لماذا يا أمي الشعوب أقدار؟ أسكتني النهرين عن الكلام، ولم ألعب كما تلعب أطفالكم سوى لعبة واحدة، أحصي فيها أسماء أولاد الجيران الذين يمرضون ثم يموتون.
وحين أسأل أمي ونحن نسير في الجنازات: هل كل الأطفال يموتون قبل أن يكبروا؟ تقول لي: غداً تكبرين يا ابنتي! وحين دكت صواريخكم وقنابلكم البيوت والمدارس ظننت أنني كبرت بما فيه الكفاية، واحترت أي الموت أيسر؟ الحصار أم القذيفة؟ أن أموت صغيرة أم أموت كبيرة؟
لكنني لم أمت للآن، والشيء الوحيد الذي تغير أنني أخيراً سأملك قلماً لوحدي, لأخط فيه قصتي مع القلم والحصار والموت.. وقصتي معك.. أنت الهابط كالمخلوقات الغريبة من كوكب شيطاني، تقتلني في يد وتحاصرني في يد، وتحررني في يد وتعطني قلما في يد، أياديك الوفيرة تلفُني منذ ولدت، والسؤال داخلي يكبر: هل أنت قاتلي أم محرري؟ أم أنت بين البينين، ولست التتار تأتينا هذه المرة من السماء، ولست المسيح لتخلصنا؟!
أعطني قلماً لأكتب: سلاحك حديد، وسلاحي قلم. قذيفتك بارود ويورانيوم، وقذيفتي تاريخي الذي ظننته جدران بابل, فحولته الى ركام.
سلاحي قلم سأكتب فيه:
مررتم من هنا
كما مر الغزارة السابقين
وأنا شاهدة وشهيدة
بلحمي ودمي
وبالموت أنت شبحه
وصانعه وحضارته
وحامل اسماؤه.
================ وطن