المجاهد عمر
17-03-2004, 05:48 PM
(مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإنجيل كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً) (الفتح:29)
الحمد لله والصلاة على رسول الله وآله وأصحابه ومن والاه…أما بعد ، ، ،
يدعي الرافضة الجهلة بأن كلمة "منهم" في قوله سبحانه وتعالى بشأن الصحابة رضوان الله عليهم "وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً) (الفتح:29) ، تفيد التبعيض ، أي أن "بعضهم" هو من سيؤتيه الله المغفرة والأجر العظيم ، وهذا بلا شك تأويلٌ باطل يدل على شدة جهل هؤلاء القوم ، وحقدهم على الصحابة..
في هذا البحث البسيط نلقي الضوء على تفسير هذه الآية ، فاقرءوا بتمعن ، بارك الله فيكم…
كلمة "من" بيانية وليست تبعيضية…
قال القرطبي :
"وليست (من) في قوله (منهم) مبعضة لقوم من الصحابة دون قوم ، ولكنها عامة مجنسة ، مثل قوله تعالى: (فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ)(الحج: من الآية30)" ، فهل المعنى بأن المأمور هو اجتناب بعض الأوثان لا كلها ؟؟
وتكون (من) أيضاً في قوله (منهم) مؤكدة ، مثل قوله (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ) (الإسراء:82) ، والقرآن كله شفاء ، وليس بعضه فقط .
قال ابن الجوزي : قال الزجاج في (من) قولان :
1- أن يكون تخليصاً للجنس من غيره ، كقوله (فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ)(الحج: من الآية30).
قال ابن الأنباري : معنى الآية وعد الله الذين آمنوا من هذا الجنس ، أي من جنس الصحابة .
2- أن يكون هذا الوعد لمن أقام منهم على العمل الصالح.
قال ابن كثير : (من) هذه لبيان الجنس .
قال محمود صافي : (من) لبيان الجنس .
تأتي (من) لبيان الجنس وكثيراً ما تقع بعد (ما) و (مهما) وهما بها أولى لإفراط إبهامهما ، كقوله تعالى (مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا)(فاطر: من الآية2) ، وقوله: (مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَة)(البقرة: من الآية106)
ومن وقوعها بعد غيرها قوله تعالى (يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَب)(الكهف: من الآية31) .
وفي كتاب ابن الأنباري أن بعض الزنادقة تمسك بقوله تعالى (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً)(الفتح: من الآية29) ، في الطعن على بعض الصحابة لأن (منهم) بزعمه تفيد التبعيض ، وهي ليست كذلك ، بل هي للتبيين ، أي الذين آمنوا هم هؤلاء .
كقوله تعالى (الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ) (آل عمران:172) ، وكلهم محسن متقي…
وقوله : (وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)(المائدة: من الآية73)
قال الزمخشري : ومعنى (منهم) البيان كقوله تعالى : (فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ)(الحج: من الآية30)
قال أبو البقاء العكبري : ومنهم لبيان الجنس تفضيلاً لهم بتخصيصهم بالذكر .
قال النيسابوري : وقوله (منهم) لبيان الجنس .
والله الهادي إلى سواء السبيل .
المجاهد عمر
الحمد لله والصلاة على رسول الله وآله وأصحابه ومن والاه…أما بعد ، ، ،
يدعي الرافضة الجهلة بأن كلمة "منهم" في قوله سبحانه وتعالى بشأن الصحابة رضوان الله عليهم "وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً) (الفتح:29) ، تفيد التبعيض ، أي أن "بعضهم" هو من سيؤتيه الله المغفرة والأجر العظيم ، وهذا بلا شك تأويلٌ باطل يدل على شدة جهل هؤلاء القوم ، وحقدهم على الصحابة..
في هذا البحث البسيط نلقي الضوء على تفسير هذه الآية ، فاقرءوا بتمعن ، بارك الله فيكم…
كلمة "من" بيانية وليست تبعيضية…
قال القرطبي :
"وليست (من) في قوله (منهم) مبعضة لقوم من الصحابة دون قوم ، ولكنها عامة مجنسة ، مثل قوله تعالى: (فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ)(الحج: من الآية30)" ، فهل المعنى بأن المأمور هو اجتناب بعض الأوثان لا كلها ؟؟
وتكون (من) أيضاً في قوله (منهم) مؤكدة ، مثل قوله (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ) (الإسراء:82) ، والقرآن كله شفاء ، وليس بعضه فقط .
قال ابن الجوزي : قال الزجاج في (من) قولان :
1- أن يكون تخليصاً للجنس من غيره ، كقوله (فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ)(الحج: من الآية30).
قال ابن الأنباري : معنى الآية وعد الله الذين آمنوا من هذا الجنس ، أي من جنس الصحابة .
2- أن يكون هذا الوعد لمن أقام منهم على العمل الصالح.
قال ابن كثير : (من) هذه لبيان الجنس .
قال محمود صافي : (من) لبيان الجنس .
تأتي (من) لبيان الجنس وكثيراً ما تقع بعد (ما) و (مهما) وهما بها أولى لإفراط إبهامهما ، كقوله تعالى (مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا)(فاطر: من الآية2) ، وقوله: (مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَة)(البقرة: من الآية106)
ومن وقوعها بعد غيرها قوله تعالى (يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَب)(الكهف: من الآية31) .
وفي كتاب ابن الأنباري أن بعض الزنادقة تمسك بقوله تعالى (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً)(الفتح: من الآية29) ، في الطعن على بعض الصحابة لأن (منهم) بزعمه تفيد التبعيض ، وهي ليست كذلك ، بل هي للتبيين ، أي الذين آمنوا هم هؤلاء .
كقوله تعالى (الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ) (آل عمران:172) ، وكلهم محسن متقي…
وقوله : (وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)(المائدة: من الآية73)
قال الزمخشري : ومعنى (منهم) البيان كقوله تعالى : (فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ)(الحج: من الآية30)
قال أبو البقاء العكبري : ومنهم لبيان الجنس تفضيلاً لهم بتخصيصهم بالذكر .
قال النيسابوري : وقوله (منهم) لبيان الجنس .
والله الهادي إلى سواء السبيل .
المجاهد عمر