تسجيل الدخول

View Full Version : هنا الكويت: الموازين المقلوبة


عروبي
06-05-2004, 01:45 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هنا الكويت: الموازين المقلوبة


يستهزء الكويتيون عادةً على كيفية جرى الامور خارج موضعها في بلدهم بقولهم "هاذي الكويت صل عالنبي"، والحق يُقال أن كل ما يجري في الكويت ينصب في هذه الخانة: خانة الجرى بغير الموضع الصحيح. فمن تصريح وزير الدفاع الكويتي المُتلعثم دائماً الذى رحب فيه بالقوات الأمريكية التي رفضتها تركيا قُبيل حرب غزو العراق، إلى حادثة إساءة أحد الأكاديميين الكويتيين للرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ بقوله أن الرسول قد فشل بدعوته في مكة، فحكم المحكمة بسجنبه بسبب تلك الآراء الشاذة والمُصطدمة مع حقيقة الإسلام مروراً بموقف الأمير؛ الذى قرر العفو عن هذا الأكاديمي، في حين تصدر التعليمات المُشددة لتحويل داعية إسلامي قدير ومُحترم للنيابة العامة بتهمة الإساءة للحكام العرب في محاضرة عامة. وكل ما قاله الرجل أن الحُكام العرب ساكتين عن الجرائم التي تجري على أرض فلسطين الصابرة والعراق المُجاهد. ولاأعلم كيف أن النيابة العامة ستُبرر إتهامها هذا؛ فالرجل الجليل وصف الواقع دون زيادة أو نقصان!

وحين نذكر الخانعين فلابد أن نتذكر بطانتهم؛ ومنهم، "المثقف" الكبير والبرلماني السابق ووزير التربية الاسبق ايضاً أحمد الربعي الذي، على عكس أى مثقف حُر وشريف، ينقاد حسب رغبات عوام الناس بدل أن يعمل على تصحيح مفاهيمهم. يقول في معرض إشارته لأحداث مدريد الأخيرة ونتائجها السياسية المُباشرة، أن إنسحاب أسبانيا "الانفعالي" من العراق سيكلفها الكثر ـ وعلى النقيض تماماً؛ فإن الثابت والمعروف أن الحزب الفائز في الانتخابات طالما كان ضد الحرب على العراق لإنعدام أى مُسببات موضوعية لها، وكان كذلِك ضد إرسال أى جندي أسباني للعراق! فلاأعرف، ولايعرف أحد، كيف وصل هذا "المثقف" الكبير لهذا الإستنتاج! ـ فالموقف مُنطلق من موقف سياسي مبدئي وأصيل، ولم يكن بتاتاً وليد لحظة غضب أو إنفعال أو حتى خوف! .. لذلك يخامرني شك، وأنا المتابع المُستمر لما يحدث على الساحة الكويتية ولرموزها وأبطالها، أن الرغبة في الحصول على رضا الناس ـ عوام الناس ـ هو هدف تلك المقالات الساقطة من على أى ميزان سياسي موضوعي مُحترم خصوصاً بعد أن سقط الربعي في الانتخابات البرلمانية الأخيرة. أخيراً في هذا الصدد، فإن بطلنا المُثقف لاينشر تلك المقالات السطحية في الشرق الأوسط السعودية الصادرة في لندن لما لها من جمهور أكبر من صحيفة القبس الكويتية؛ التي ينشر فيها هزله السياسي!

والنماذج المُماثلة للربعي كثيرة، لكن بأداء أفقر وأكثر وقاحةً ووضاعةً وإزعاجاً؛ كمقال أحدهم الذى لايستحق حتى ذكر إسمه في جريدة الانباء الكويتية. فقد قال هذا المزعج أن الشهيد الرنتيسي هو عميل إسرائيلي ويملك شهادة طب مزورة وسلسلة طويلة من الاتهامات الباهتة كبهت وجهه! والحمدالله أن مجموعة من شرفاء المحامين قرروا الاتصال بزوجة الرنتيسي لإقامة دعوة قضائية بحقه! .. والأخير نموذج لايُمكن أن يُصنف في خانة البطانة ـ فهي أشرف، على دنائتها، مما يستحق! لكنه كما يُقال أمريكي أكثر من أمريكا ـ يهودي أكثر من اليهود أجمعين وكل هذا دون مُقابل غير جنون الشهرة والضرب في الشهداء عسى أن يلتفت الناس له بالاضافة إلى حب أصيل وفطري في قلوب أمثاله لخدمة السادة الأمريكان حتى دون أن يُطلب منهم ذلِك!

أن الوضع في الكويت مُنقلب على أى منطق صحيح أو حس وطني شريف أو وعي قومي موضوعي أو أخوة اسلامية؛ فالكويتيين، وأغلبهم أعني لاكُلهم، باتوا لاينظرون للحدث، اى حدث، إلا بمنظار ضيق هو منظار الغزو العراقي للكويت، وتبعات مواقف العرب حوله، كفعل، وحول تدخل القوات الأجنبية، كحل ومخرج، لتحرير الكويت. لذلك تجدهم، على الرغم من القرار الأممي الذي يُسمي التواجد الامريكي في العراق احتلالاً، يصرون هم، وحدهم تقريباً، على تسميته تحريراً! فمن أرضهم أنطلق العدوان ومنها قُتل العراقيين ... ومع كل هذا يستهجنون كره العرب لهم: فهم استثناء غريب: فالسعودية وقفت، ولو سراً، مع الغزو الامريكي، لكن الشعب السعودي، ومن خلال المنابر الحُرة، عبر عن استياءه من هذا الغزو واستنكاره له، وهذا حال المصريين وغيرهم ممن يُحكمونَ من زعماء عرب يحجون، كل فترة، لواشنطن لا لمكة! ...
وحتى اسلاميو الكويت في حالة مُختلفة! ـ ربماً من تبعات تأثرهم الكبير بعلماء السلطان ـ فقد فرحوا وكبروا وهللواً للغزو الامريكي للعراق وأفتوا أن لاجهاد في العراق! .. لكن، وياللتناقض، فقد كان هؤلاء مع الجهاد ضد السوفييت في افغانستان، لكن الجهاد ضد الامريكان حرام حرام حرام؟!!! ... قاتلهم الله؛ هم العدو الخفي الضال المُضل للمؤمنين. بل أن أمين عام حركة سلفية كويتي قال للصحف الكويتية: متى أضرت امريكا المسلمين؟!! .. وزاد على غيه فقال أن مشكلة فلسطين هي مشكلة سببها الانجليز! .. ونموذج هذا السلفي، ايضاً، لايستحق الرد أو النقاش: فمن لايرى كل هذا العهر الامريكي لايُمكن أن يسمع دويه!

أن المطلوب، لكنه غير متأمل على الأقل في المستقبل المنظور، أن يسعى القلة من المُثقفيين الكويتيين العرافين ببواطن الأموار لزيادة وعي من حولهم من البسطاء وإخراجهم من تأثير المُطبلين والمُصفقين والمُنبطحين لأمريكا، لكن كيف يفعلوا ذلِك وقد أعتقلت السلطات مواطن كويتياً وجدواً في سيارته مطوية تُشيد في غزوة منهاتن الكُبرى وتدعو لطرد المشركين، الامريكان تحديداً، من جزيرة العرب!! .. "صج لي قالوا هاذى الكويت صل عالنبي"!

ابن الكويت العربية المسلمة : عروبي

yazeed6
06-05-2004, 02:17 PM
لله درك فلقد اصبتهم في مقتل !!
عروبي ... اظنك تتفق معي في امر مهم ..
وهو ان كثير من الناس مع الاسف... يتبعون القوي من حيث لا يشعرون !

مرة اخرى ارحب بك ... :shock2:

عروبي
06-05-2004, 02:26 PM
حياك الله أخي العزيز يزيد ...

لاوالله يايزيد، لايتبعون القوي، فالقوي هو الله لاغيره، وهو أسمه، لكن في قلوبهم مرض الرغبة بخدمة أمريكا: فقد فتنتهم بغيها وكُفرها وفُجورها فزادهم الله مرض على مرض ...