غير شكل
14-08-2004, 01:44 AM
«الحب وحده لا يكفي».. هذه خلاصة دراسة حديثة أجراها دكتور اسماعيل عبد الباري، أستاذ علم الاجتماع بجامعة الزقازيق بمصر، تحت عنوان «أسس الفشل والنجاح في العلاقات الزوجية»، أكدت أن الزواج عن حب تصل نسبة الفشل فيه الى %75، بينما تصل نسبة نجاح الزواج التقليدي الى %95.
الدراسة التي أجريت على عينة تألفت من 1500 زوج وزوجة، أوضحت ان النجاح لا يحالف زواج الحب عادة، لأنه يبنى على العواطف الجياشة، والعواطف وحدها لا تكفي لصمود العلاقة الزوجية، لأنه ينقصها العقلانية والاتزان ويغلفها الاندفاع واللهفة والكذب في بعض الأحيان.
في تحليله لزواج الحب الفاشل، يضيف د. عبد الباري معلقاً ان المحبين يفكرون بقلبهم، فيحلمون ويحلقون في فضاءات خاصة بهم، معتقدين ان العاطفة التي تجمعهم كفيلة بتأسيس شراكة زوجية ناجحة. ثم تبدأ مسؤوليات الزواج الحقيقية وهمومها ومشاكلها، فينقلب حالهم رأساً على عقب ويطير الحب من الشباك وتحدث لهم صدمة لا يفيقون منها بسهولة.
«حب» أسوار الجامعات:
أما الدكتور حسن همام، عميد كلية الخدمة الاجتماعية، فيعطي رأيه بزواج الحب قائلاً: «الحب» كلمة مولودة داخل أسوار الجامعات، محكوم عليها بالفشل بمجرد انتهاء فترة الأحلام الوردية، حيث تتوالد المشاكل العملية والاجتماعية والاقتصادية، التي تهدم الحياة الحلوة التي نشأت بين المحبين. فكل منهما ينشغل فجأة بتحصيل المال والسعي وراء وظيفة محترمة أكثر من سعيهما لتكوين أسرة تجمعهما، مما يبعدهما تدريجياً عن المعنى الطبيعي للزواج.
تحجب الرؤية:
في الصدد نفسه، تعبر الدكتورة سوسن اسماعيل، أستاذة علم النفس، عن رأيها بزواج الحب قائلة ان هذا النوع من الزواج تحكمه العاطفة التي قد تحجب الرؤية الموضوعية بين الطرفين. فينظر كل منهما الى حسنات الآخر وإيجابياته في البداية، ويصرفان النظر عن التعمق بكل الجوانب الشخصية، خاصة السلبية، وعلى ذلك تكون الرؤية غير واضحة وغير مطابقة للحقيقة، ما يؤدي فيما بعد الى الصراعات والمشاحنات، التي تؤدي في أحيان كثيرة الى الطلاق النفسي، وهو التباعد الشديد بين الزوجين رغم تواجدهما تحت سقف واحد.
حياة «سوبر دولوكس»:
مقابل زواج الحب، هنالك الزواج التقليدي الذي يشجعه الدكتور همام، ويقول عنه انه زواج معروف في المجتمعات الريفية ذات التقاليد الموروثة، وناجح لأنه مبني على الجدية وترابط الأسرة والإخلاص والاحترام والتقدير بين كل الأطراف، ومتى واجه الصعاب ونشأت فيه المشاكل، فهناك الأهل الذين يجتهدون دائماً لإيجاد الحلول وتقريب وجهات النظر بين الزوجين وإعادة المياه الى مجاريها بينهما، وهذا ممكن دائماً لأن الزوجين هنا لا يعيشان أحلام اليقظة التي تفوق إمكانياتهم، ولا يهتمان للسعي لامتلاك سيارة جميلة ولا شقة فخمة ولا حياة «سوبر دولوكس».
سلامة العشرة:
وتؤيد الدكتورة ناديا البنا نجاح الزواج التقليدي مقابل ضعف زواج الحب قائلة: ان الارتباط التقليدي أساسه الأهل والأسرة والتوافق الاقتصادي والاجتماعي والثقافي بين أسرتي العريس والعروس. بحيث ان العائلة تبحث عما يناسب ابنها أو ابنتها، وتتعامل مع الأمر بشكل عقلاني ومنطقي، بعكس زواج الحب وكلامه المعسول، الذي سرعان ما يتبخر إثر مواجهته للواقع، الذي لم يحسب له المحبون حسابا. وتضيف د. البنا ان العشرة الطيبة أهم من العاطفة، خاصة تلك التي يرافقها الاحترام والاندماج وحسن المعاملة والتفكير السليم والتخطيط للمستقبل، فهي تبعث على الشعور بالدفء والأمان والاستقرار في حياة كل زوجين.
المشكل في الرجولة :
لكن للدكتور أحمد المجذوب، أستاذ علم النفس، رأيا مغايرا في زواج الحب. فهو يدافع عنه قائلاً: على البحث العلمي ان يتسم بالدقة في تعامله مع المصطلحات والمفاهيم. فعندما نتحدث عن زواج الحب، علينا ان نحدد أولاً ما المقصود بكلمة «حب»؟.. فحب هذه الايام غير حقيقي، لأن المصلحة الشخصية تقف عائقاً في وجه كل المصالح الاخرى، ولا أعتقد ان الزواج يفشل لأنه بني على حب. فالحب الحقيقي يعني القرب والتضحية والعطاء المتبادل وتوفير الأمن والطمأنينة، والصعاب عادة تنهار أمام الحب البناء القوي. لكن المشكل في الرجل الذي يأخذ ولا يعطي والذي يظلم الزوجة بخداعه لها. فالمرأة تبحث عن رجل تضع ثقتها فيه، لكن للأسف نحن نعاني اليوم من ظاهرة تفشي «أنصاف الرجال»، والرجولة في عالمنا قيمة وشهامة ومروءة وصدق ووفاء، وان لم تتوفر هذه «الرجولة» فمن الطبيعي ان يفشل الزواج.
وللتقليدي فشله:
بدوره يؤيد الدكتور حسن الخولي، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، كلام د. المجذوب بالقول: للزواج التقليدي مشاكله وأزماته أيضاً، مثل توفير المعيشة وإتمام واجبات الزواج ومسؤولياته، وفي يومنا هذا فالفشل قد يصيب أي زواج، كما قد يحالف النجاح أي زواج. لذا علينا ألا نظلم زواج الحب، لأنه لفترة خلت، كان العرسان يتزوجون عن حب ويصمدون وينجحون.
شروط التكامل:
إذن ما هو الزواج الناجح وما هي عناصره؟ هنا يجيب د. الخولي قائلاً انه الزواج «المتكامل» وهذه شروطه:
* التكافؤ: في كل شيء، السن والديانة والمستوى الاقتصادي والبيئي والثقافي، لان هناك اختلافات في العادات والطباع والأخلاقيات والتعليم، وقد تقف عائقاً قوياً بين الطرفين بعد مضي فترة على الزواج.
* العواطف: مسألة وقتية، والأفضل أن يبدأ الزواج بداية صحيحة كي تكتب له نهاية صحيحة.
* المتطلبات: تكون معقولة ومن دون مغالاة، وفي الوقت نفسه تكون الحالة ميسورة لكي لا تبدأ المشاكل في شهر العسل.
* التحكيم: على الطرفين ان يلتزما بالعقلانية والمنطق والاحترام والتفاهم والتحلي بالأخلاق الحسنة.
* المزج: بين العقل والعاطفة ممتاز إذا عرف الطرفان كيف يسيطران على الوضع من دون أن ترجح كفة فوق أخرى.
* الاختيار: عن طريق الأهل دائماً لأنهم أكثر بصيرة وخبرة وحكم على الأمور من اندفاع الشباب.
http://www.sayidaty.net/sayidaty/1221/studies/studies.htm
الدراسة التي أجريت على عينة تألفت من 1500 زوج وزوجة، أوضحت ان النجاح لا يحالف زواج الحب عادة، لأنه يبنى على العواطف الجياشة، والعواطف وحدها لا تكفي لصمود العلاقة الزوجية، لأنه ينقصها العقلانية والاتزان ويغلفها الاندفاع واللهفة والكذب في بعض الأحيان.
في تحليله لزواج الحب الفاشل، يضيف د. عبد الباري معلقاً ان المحبين يفكرون بقلبهم، فيحلمون ويحلقون في فضاءات خاصة بهم، معتقدين ان العاطفة التي تجمعهم كفيلة بتأسيس شراكة زوجية ناجحة. ثم تبدأ مسؤوليات الزواج الحقيقية وهمومها ومشاكلها، فينقلب حالهم رأساً على عقب ويطير الحب من الشباك وتحدث لهم صدمة لا يفيقون منها بسهولة.
«حب» أسوار الجامعات:
أما الدكتور حسن همام، عميد كلية الخدمة الاجتماعية، فيعطي رأيه بزواج الحب قائلاً: «الحب» كلمة مولودة داخل أسوار الجامعات، محكوم عليها بالفشل بمجرد انتهاء فترة الأحلام الوردية، حيث تتوالد المشاكل العملية والاجتماعية والاقتصادية، التي تهدم الحياة الحلوة التي نشأت بين المحبين. فكل منهما ينشغل فجأة بتحصيل المال والسعي وراء وظيفة محترمة أكثر من سعيهما لتكوين أسرة تجمعهما، مما يبعدهما تدريجياً عن المعنى الطبيعي للزواج.
تحجب الرؤية:
في الصدد نفسه، تعبر الدكتورة سوسن اسماعيل، أستاذة علم النفس، عن رأيها بزواج الحب قائلة ان هذا النوع من الزواج تحكمه العاطفة التي قد تحجب الرؤية الموضوعية بين الطرفين. فينظر كل منهما الى حسنات الآخر وإيجابياته في البداية، ويصرفان النظر عن التعمق بكل الجوانب الشخصية، خاصة السلبية، وعلى ذلك تكون الرؤية غير واضحة وغير مطابقة للحقيقة، ما يؤدي فيما بعد الى الصراعات والمشاحنات، التي تؤدي في أحيان كثيرة الى الطلاق النفسي، وهو التباعد الشديد بين الزوجين رغم تواجدهما تحت سقف واحد.
حياة «سوبر دولوكس»:
مقابل زواج الحب، هنالك الزواج التقليدي الذي يشجعه الدكتور همام، ويقول عنه انه زواج معروف في المجتمعات الريفية ذات التقاليد الموروثة، وناجح لأنه مبني على الجدية وترابط الأسرة والإخلاص والاحترام والتقدير بين كل الأطراف، ومتى واجه الصعاب ونشأت فيه المشاكل، فهناك الأهل الذين يجتهدون دائماً لإيجاد الحلول وتقريب وجهات النظر بين الزوجين وإعادة المياه الى مجاريها بينهما، وهذا ممكن دائماً لأن الزوجين هنا لا يعيشان أحلام اليقظة التي تفوق إمكانياتهم، ولا يهتمان للسعي لامتلاك سيارة جميلة ولا شقة فخمة ولا حياة «سوبر دولوكس».
سلامة العشرة:
وتؤيد الدكتورة ناديا البنا نجاح الزواج التقليدي مقابل ضعف زواج الحب قائلة: ان الارتباط التقليدي أساسه الأهل والأسرة والتوافق الاقتصادي والاجتماعي والثقافي بين أسرتي العريس والعروس. بحيث ان العائلة تبحث عما يناسب ابنها أو ابنتها، وتتعامل مع الأمر بشكل عقلاني ومنطقي، بعكس زواج الحب وكلامه المعسول، الذي سرعان ما يتبخر إثر مواجهته للواقع، الذي لم يحسب له المحبون حسابا. وتضيف د. البنا ان العشرة الطيبة أهم من العاطفة، خاصة تلك التي يرافقها الاحترام والاندماج وحسن المعاملة والتفكير السليم والتخطيط للمستقبل، فهي تبعث على الشعور بالدفء والأمان والاستقرار في حياة كل زوجين.
المشكل في الرجولة :
لكن للدكتور أحمد المجذوب، أستاذ علم النفس، رأيا مغايرا في زواج الحب. فهو يدافع عنه قائلاً: على البحث العلمي ان يتسم بالدقة في تعامله مع المصطلحات والمفاهيم. فعندما نتحدث عن زواج الحب، علينا ان نحدد أولاً ما المقصود بكلمة «حب»؟.. فحب هذه الايام غير حقيقي، لأن المصلحة الشخصية تقف عائقاً في وجه كل المصالح الاخرى، ولا أعتقد ان الزواج يفشل لأنه بني على حب. فالحب الحقيقي يعني القرب والتضحية والعطاء المتبادل وتوفير الأمن والطمأنينة، والصعاب عادة تنهار أمام الحب البناء القوي. لكن المشكل في الرجل الذي يأخذ ولا يعطي والذي يظلم الزوجة بخداعه لها. فالمرأة تبحث عن رجل تضع ثقتها فيه، لكن للأسف نحن نعاني اليوم من ظاهرة تفشي «أنصاف الرجال»، والرجولة في عالمنا قيمة وشهامة ومروءة وصدق ووفاء، وان لم تتوفر هذه «الرجولة» فمن الطبيعي ان يفشل الزواج.
وللتقليدي فشله:
بدوره يؤيد الدكتور حسن الخولي، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، كلام د. المجذوب بالقول: للزواج التقليدي مشاكله وأزماته أيضاً، مثل توفير المعيشة وإتمام واجبات الزواج ومسؤولياته، وفي يومنا هذا فالفشل قد يصيب أي زواج، كما قد يحالف النجاح أي زواج. لذا علينا ألا نظلم زواج الحب، لأنه لفترة خلت، كان العرسان يتزوجون عن حب ويصمدون وينجحون.
شروط التكامل:
إذن ما هو الزواج الناجح وما هي عناصره؟ هنا يجيب د. الخولي قائلاً انه الزواج «المتكامل» وهذه شروطه:
* التكافؤ: في كل شيء، السن والديانة والمستوى الاقتصادي والبيئي والثقافي، لان هناك اختلافات في العادات والطباع والأخلاقيات والتعليم، وقد تقف عائقاً قوياً بين الطرفين بعد مضي فترة على الزواج.
* العواطف: مسألة وقتية، والأفضل أن يبدأ الزواج بداية صحيحة كي تكتب له نهاية صحيحة.
* المتطلبات: تكون معقولة ومن دون مغالاة، وفي الوقت نفسه تكون الحالة ميسورة لكي لا تبدأ المشاكل في شهر العسل.
* التحكيم: على الطرفين ان يلتزما بالعقلانية والمنطق والاحترام والتفاهم والتحلي بالأخلاق الحسنة.
* المزج: بين العقل والعاطفة ممتاز إذا عرف الطرفان كيف يسيطران على الوضع من دون أن ترجح كفة فوق أخرى.
* الاختيار: عن طريق الأهل دائماً لأنهم أكثر بصيرة وخبرة وحكم على الأمور من اندفاع الشباب.
http://www.sayidaty.net/sayidaty/1221/studies/studies.htm