ابو عبد الرحمن الليبي: عمر المختار الارهابي

[حفيد حمزة]

جميع حكوماتنا ديمقراطية كما تصف نفسها وتسعي للاصلاح والعدالة الاجتماعية بين مواطنيها. ولما اشتدت قوة العصا الامريكية رأينا هذه المسرحيات المضحكة واللهاث المتسارع من قبل كل الانظمة على اعادة تلميع وجهها القبيح. فهناك مثلا حكومة اقالت كل وزرائها تحت مسمي التغيير دون ان يشمل هذا التغيير رأس السلطة.

وهناك نظام آخر كان همه ليل نهار ان يشتم الغرب والامبريالية والصهيونية والرجعية بل ذهب الى حد التطرف عندما قام بالغاء اللغة الانكليزية من مناهج التعليم ذات يوم لانها لغة الاعداء.. ووصف الحكم السابق الذي انقلب ضده بانه رجعي وخائن باع الوطن لقواعد الاستعمار.. نراه اليوم يدفع المليارات مقابل ان يشتري ود هذا العدو متجاوزا كل ما هو معقول.
وفي ظل وجود اعلام عربي منحط وتافه (لا استثني حتى القنوات الاعلامية التي تزعم انها محايدة ومستقلة) نرى هذا الزعيم يصف هذا الانحطاط بانه انتصار.
هناك نظام عربي آخر يدعو الى قيام مؤتمر عالمي لمكافحة الارهاب على الطريقة الامريكية.. فالارهاب يشمل حتى المقاومين الوطنيين فلا احد يدري كيف ترضى امريكا لنفسها ان تكون وصيا على شعب مثل العراق وتستكثر على مواطنيها ان يعلنوا موقفهم حتى لو كان بالسلاح؟
ان حكوماتنا اليوم لو عاصرت عمر المختار وهو يقاوم الطليان كما يفعل المقاومون اليوم في الفلوجة لما ترددت لحظة واحدة في ان تصنفه كارهابي..
ومن يدري لعل في اجندة مثل هذه المؤتمرات ما يطالب حتى باعادة كتابة تاريخنا وتصنيفه

نقلاً عن صحيفة (القدس العربي) في لندن