تسجيل الدخول

View Full Version : مناقب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب-رضي الله عنه_ على حلقات


ساهر_الليل
07-01-2005, 08:12 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

صلى الله عليه وسلم

أما بعد

ان في سير عظماء الرجال دروسا لا تنتهي, فكيف اذا كان هؤلاء الرجال رجال الاسلام وبناء دولته العظيمة؟

ان اعظم الدروس نجدها في سيرة الامام العادل عمر بن الخطاب الذي اسماه رسول الله (ص) الفاروق.

كان عمر بن الحطاب المثال لقاده الامة الاسلامية الذين اثروا الاخرة على الحياة الدنيا. فكان وهو الخليفة الذي تجبى اليه اموال الارض يعيش عيش العكاف ينام على فراش من جريد النخل و يقول عن الدنيا ليتني اخرج منها لا علي ولا لي


في ذكر مولده رضي الله عنه:

عن زيد بن اسلم. عن ابيه. عن عمر رضوان الله عليه قال: ولدت قبل الفجار الاعظم الاخر بأربع سنين . واسلم وهو ابن ست وعشرين سنة. قال عبدالله بن عمر رضي الله عنه: اسلم عمر وانا ابن ست سنين.
وعن عبدالله بن وهب قال: حدثني مالك بن عمرو بن العاص قال: رأيت مصباحا في منزل الخطاب فسألت عنه فقيل: ولد للخطاب ولد غلام. فكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

في صفته وهيئته رضي الله عنه:

عن محمد بن سعد, يرفعه الى ابن عمر, رحمه الله, انه وصف أباه فقال: كان رجلا ابيض , تعلوه حمرة, طوال, أصلع, أشيب وقال سلمة ابن الاكوع رحمه الله, كان عمر رجلا ايسر, وقال عبيد بن عمير: كان عمر يفوق الناس طولا


في ذكر صفته في التوراة:

عن الاقرع, مؤذن عمر, ان عمر رضوان الله عليه مر على الاسقف فقال: كيف تجدونا في شيء من كتبكم. قال: نجد صفتكم وأعمالكم ولا نجد أسمائكم قال: كيف تجدوني.قال: قرن من حديد. قال عمر: قرن من حديد ماذا؟ قال: امير شديد. قال عمر: الله اكبر والحمدلله.


يتبع..

ساهر_الليل
07-01-2005, 08:43 PM
عن سالم بن عبدالله, عن عبد الله , أن رسول الله صلى الله عليه وسلم , قال: رايت الناس مجتمعين في صعيد واحد, فقام ابو بكر فنزع ذنوبا او ذنوبين وفي بعض نزعه ضعف, والله يغفر له, ثم اخذها عمر فاستحالت في يده غربا فلم ار عبقريا في الناس يفري فريه حتى ضرب الناس بعطن


عن انس بن مالك قال: قال رسول الله صلىالله عليه وسلم : دخلت الجمة فاذا انا بقصر من ذهب فقلت: لمن هذا القصر؟ قالوا: لشاب من قريش, فقلت: لمن, قالوا: لعمر بن الخطاب, قال فلولا ما علمت من غيرتك لدخلته.فقال عمر: عليك يا رسول الله اغار؟...رواه الشيخان والترمذي في سننه واللفظ له


في ذكر حذره من المظالم:

عن الاحنف بن قيس قال: وفدما الى عمر, رضوان الله عليه بفتح عظيم, فقال: اين نزلتم؟ فقال: في مكان كذا, فقام معنا حتى انتهينا الى مناخ رواحلنا. فجعل يتخللها ببصره ويقول: ألا أتقيتم الله في ركابكم هذه؟ أما علمتم ان لها عليكم حقا؟ الا خليتم عنها؟ فأحببنا التسرع الى امير المؤمنين والى المسلمين بما يسرهم, ثم انصرف راجعا ونحن معه, فلقيه رجل فقال يا امير المؤمنين انطلق معي فاعدني على فلان, فانه ظلمني, قال: فرفع الدره فخفق بها راسه وقال تدعون عمر وهو معرض لكم حتى اذا اشتغل بأمر من امور المسلمين أتيتموه اعدني اعدني ( اي دعني الان) فانصرف الرجل وهو يتذمر فقال عمر: علي بالرجل فألقى اليه المخفقة فقال: امسك واضربني قال: لا ولكن ادعها الله ولك قال: ليس كذالك, أما تدعها الله واراده ما عنده, او تدعها لي فاعلم ذالك قال: ادعها الله, قال: انصرق ثم جاء يمشي حتى دخل منزله, ونحن معه فافتتح الصلاة فصلى ركعتين, ثم جلس فقال: يا ابن الخطاب, كنت وضيعا فرفعك الله, وكنت ضالا فهداك الله, وكنت ذليلا فأعزك الله , ثم حملك على رقاب المسلمين, فجاءك رجل يستعديك فضربته, ما تقول لربك غدا اذا أتيته؟ فجعل يعاتب نفسه معاتبة ظننت أنه خير أهل الارض.



يتبع..........:banana:

ساهر_الليل
07-01-2005, 09:04 PM
عن محمد بن سيرين, رحمه الله قال: كان عمر رضوان الله عليه, قد اعتراه نسيان في الصلاة, فجعل رجلا خلفه يلقنه, فاذا اومأ اليه أن يسجد, أو يقوم فعل.

عن ابي عثمان النهدي قال: رأيت عمر بن الخطاب, رضوان الله عليه , اذا اقيمت الصلاة , يستدير القبلة ثم يقول, تقدم يا فلان, تأخر يا فلان, سووا صفوفكم, فاذا استوى الصف, أقبل على القبلة وكبر.



في ذكر بكاء الاسلام على عمر رضي الله عنه

عن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال لي جبريل عليه السلام,. ليبك الاسلام على موت عمر ...رضوان الله عليه





يتبع الحلقة الاخيره؛(في ذكر محبيه ومبغضيه) فترقبو.........

ساهر_الليل
08-01-2005, 07:48 AM
:OO: اسمحولي انا كتبت الرد في المكانالخطا














كنت اقصد قسم ثاني:D





ارجو من المشرف الحبيب حذف الرد

ساهر_الليل
08-01-2005, 11:48 AM
إحتفال الرافضة بمقتل عمر بن الخطاب رضي الله عنه






شاء الله تبارك وتعالى أن تنطفئ نار المجوسية في عهد الفاروق عمرt ، وأن يكون له الشرف في ذلك، كل ذلك بفضل من الله تعالى ومنّه على هذا الرجل الصالح t ، ولكن هل ارتضى المجوس ذلك المصير دون أن يحركوا ساكنا ؟ حدثنا التاريخ بأن المجوس حاولوا بكل السبل المتاحة لهم من أجل إعادة الاعتبار لنارهم المقدسة التي أطفأها ذلك الصحابي الجليل t-، ولم يجدوا وسيلة أفضل من عملية الاغتيال لتلك الشخصية العظيمة، لم تستطع الفرس المجوس أن ينسوا تدمير بلادهم، وأسر ذراريهم، وسبي نساءهم ، فتحركت في نفوسهم نار الانتقام، وتم تدبير مؤامرة اغتيال ذلك الخليفة t بواسطة بعض علوجهم، وقال بتلك المهمة: أبو لؤلؤة المجوسي بمعاونة بعض رموز المجوسية أمثال: الهرمزان ، وجفينة ، ولستُ


عن أبي عثمان أن رسول الله r بعث عمرو بن العاص على جيش ذات السلاسل، قال: فأتيته فقلت: أي الناس أحب إليك ؟

قال: عائشة .

قلت: من الرجال ؟

قال: أبوها .

قلت: ثم من ؟

قال: عمر .

فعد رجالاً، فسكت مخافة أن يجعلني في آخرهم
المصدر 8/74، مسلم ( بشرح النووي 15/153).

ابن عباس رضي الله عنهما قال:



إني لواقف في قوم فدعوا الله لعمر بن الخطاب – وقد وضع على سريره – إذا رجل من خلفي قد وضع مرفقه على منكبي يقول:

رحمك الله، إن كنت لأرجو أن يجعلك الله مع صاحبيك، لأني كثيرا ما كنت أسمع رسول الله r يقول:



كنت أنا وأبو بكر وعمر، وفعلت أنا وأبو بكر وعمر، وانطلقت أنا وأبو بكر وعمر، فإن كنت لأرجو أن جعلك الله معهما .

فألفت فإذا هو علي بن أبي طالب
رواه البخاري الفتح 7/22، مسلم بشرح النووي 15/158.



يعتقد الشيعة أن أبا لؤلؤة المجوسي قد أسدى للإسلام خدمة عظيمة بقتله لفاروق t وأن الله تعالى سوف يثيبه أعظم الجزاء لقيامه بهذا الأمر، وفي ذلك يقول قائلهم:



فيروز لا شُلّت الكفـان منك لقد


قتلت غندر قد هنيت بالظفر


ظفرت بالكنز في قتل الغوي ، ومن


آذى النبي، وآذى بضعته الطهر (22)



ويتخذ الشيعة هذا اليوم عيداً يحتفلون به،ويتبادلون فيه التهاني، بل يزمعون أن اليوم قتل فيه ابن الخطاب من أجل الأيام السعيدة عندهم، وأن الله تعالى أمر الكرام الكاتبين أن يرفعوا القلم عن الخلق ثلاثة أيام، يعملون ما شاءوا من المنكرات والموبقات فلا يكتبون عليهم شيئا فلا حساب ولا عقاب .


وعند الشيعة في هذه المناسبة السعيدة – على حد زعمهم – يطيب لهم التغني والإنشاد بما يترجم هذا الحقد الدفين تجاه الفاروق t ، فقد نظم بعضهم قصيدة تتناسب مع هذا الحدث السعيد عند أبناء ابن سبأ، ورغم ما يعتريها من انعدام الوزن والتلاعب بالألفاظ فإنني أذكرها لإخواني القرّاء على ما فيها من أخطاء :



تبسم الدهـر عـن ثغـر من الدرر

لما فتكـن بنات الدهـر في عمـر

وأصبحت جهـات الدهـر زاهـرة

ترنو بناظـرها في رونـق نضـر

وردت المللـة الـزاهـرة باسمـة

بعد العبـوس بوجـه مسفـر زهـر

واستبشرت برجـوع اـلروح ثانيـة

وهنيـت بـقـدوم العـز والظـفـر

والعدل في الأرض أضحى وهو منتشر

والظلـم والكفـر قـد ولّى على الدبـر

والسّرب أصبـح في أمـن وفي يمـن

بعـد المحاقـة من بؤس ومـن حـذر

والأرض قـد أزهرت في زهرها عجبا

ونقـط الـدوح في نـوع مـن الزهـر

وفـاح شذاهـا ظذاهـا في الدنـا ولقد
تأرج الكـون من طيـب الشذا العطـر

وطاب نشر رياض الروض وانتشرت

لمـا تبـاشـرت الأرجـاء بالبشـر

وناحـت الورق بالأوراق شـاذيـة

ونغمـت فرحـاً في غيهب السـّر

ورددت بحنيـن الصـوت ناطقـة

هل أنت ناس بما قد صار في صفر

فكـذرتني ربيعـا قـد أتى فرحـا

من بعـد مـا صفـر ولى على الأثر

لما ادعـت فاطمة الزهـراء نحلتـها

من النبي كمـا قـد جـاء في الخبـر

في مجلس مـن أبي بكـر تحاكمـه

قد ضم مجلسه جمعاً من البشر (24) .

فقال هاتي شهـودا يشهـدون على

دعواك حقـاّ فهذا الأثـر من نكـر

فـأقبلـت بشهـود يشهـدون على

تصحيح عرفـان ما في ذاك من نكر

لمـا تبين ما في الأمـر من فـدك

بأنهـا من عطايـا سيـد البشـر

فردها ثـم أعطاهـا الكتـاب على

تسليمها فدكـا يا صـاح فاعتبـر

فجـاء عمـر يسعى على عجـل

في زمرة من خزايـا القـوم في زمر



الفصل الثالث

نماذج من مطاعن الشيعة في عمر بن الخطاب


( دعاء صنمي قريش )



ومن شدّة حقد الشيعة على أبي بكر وعمر وعائشة وحفصة y ، فإنهم يقنتون عليهم في الصلاة – إن صحت هلم صلاة أو عمل – وفي هذا الدعاء ينفسون عن ما في أنفسهم من الحقد والغل تجاه صحابة رسول الله r ، ويقولون عن هذا الدعاء بأنه: رفيع الشأن عظيم المنزلة، وقال: إن الداعي به كالرامي مع النبي r في بدر وأحد وحنين بألف ألف سهم (33) .



ونضع بين يدي القرّاء الكرام هذا الدعاء ليعرفوا حقيقة موقف الشيعة تجاه سلف هذه الأمة، وأيضا لذوي النفوس الساذجة الذين يوّدون التقريب بين المسلمين والشيعة :



نص " دعاء صنمي قريش "

" اللهم العن صنمي قريش وجبتيها وطاغوتيها وافكيها، وابنتيهما ، اللذين خالفا أمرك وأنكرا وحيك، وجحدا إنعامك، وعصيا رسولك، وقلّبا دينك، وحرّفا كتابك، وعطّلا أحكامك، وأبطلا فرائضك، وألحدا في آياتك وعاديا أولياءك وواليا أعداءك، وخرّبا بلادك وأفسدا عبادك.



اللهم العنهما وأنصارهما فقد أخربا بيت النبوة، وردّما بابه، وتقضا سقفه، وألحقا سماءه بأرضه، وعاليه بسافله، وظاهره بباطنه، واستأصلا أهله وأبادا أنصاره وقتلا أطفاله ، وأخليا منبره من وصيّـه

ـــــــــــــ

(33) البحار 82/260 .

-36-

ووارثه، وجحدا نبوته، وأشركا بربهما، فعظم ذنبهما وخلّدهما في سقر وما أدراك ما سقر ؟ لا تبقي ولا تذر .

اللهم العنهما بعدد كل منكر أتوه، وحق أخفوه، ومنبر علوه، ومنافق ولوه، ومؤمن أرجوه، وولى آذوه، وطريد أووه، وصادق طردوه، وكافر نصروه، وإمام قهروه، وفرض غيّروه، وأثر أنكروه، وشر أضمروه، ودم أراقوه، وخبر بدّلوه، وحمن قلّبوه، وكفر أبدعوه، وكذب دلّسوه، وإرث غصبوه، وفئ اقتطعوه وسمحت أكلوه، وخمس استحلّوه، وباطل أسسوه، وجور بسطوه، وظلم نشروه، ووعد أخفوه، وعهد نقضوه، وحلال حرّموه، وحرام حلّلوه، ونفقا أسرّوه، وغدر أضمروه، وبطن فتقوه، وضلع كسروه، وصك مزّقوه، وشمل بدّدوه، وذليل أعزّوه، وعزيز أذلّوه، وحق منعوه وإمام خالفوه .



اللهم العنهما بكل آية حرّفوها، وفريضة تركوها، وسنّة غيّروها، وأحكام عطّلوها، وأرحام قطعوها، وشهادات كتموها، ووصية أنكروها، وحيلة أحدثوها، وخيانة أوردوها، وعقبة ارتقوها، ودباب دحرجوها، وأزياف لزموها، وأمانة خانوها .



اللهم العنهما في مكنون السّر وظاهر العلانية لعناً كثيراً دائباً أبداً سرمداً لا انقطاع لأمده، ولا نفاد لعدده، يغدو أوله ولا يروح آخره، لهم ولأعوانهم وأنصارهم ومحبيهم ومواليهم والمسلمين لهم، والمائلين لهم إليهم والناهضين بأجنحتهم والمقتدين بكلامهم، والمصدقين بأحكامهم.



ثم يقول: اللهم عذّبهم عذاباً يستغيث منه أهل النار آمين رب العالمين، أربع مرات 000الخ " (34) .

ــــــــــــــ

(34) البلد الأمين وجنة الأمان للكفعمي ص 551-552، وبحار الأنوار 82/260-261 .

-37-

وبعد أن وقعنا على نصّ دعا صنمي قريش أترك القارئ الكريم ليقرأ شرحه وبعد ذلك يحكم بما يراه مناسبا على تلك الطائفة التي تدين لله تعالى بسبّ وطعن سلف هذه الأمة .



يقول المجلسي (35) : " قال الكفعمي عند ذكر الدعاء الأول: هذا الدعاء من غوامض الأسرار، وكرائم الأذكار، وكان أمير المؤمنين(ع) يواظب في ليله ونهاره وأوقات أسحاره .



والضمير في " جبتيها وطاغوتيها وإفكيها " راجع إلى قريش، ومن قرأ " جبتيهما وطاغوتيهما وإفكيهما " على التثنية فليس بصحيح، لأن الضمير حينئذ راجعاً في اللغة إلى جبتي الصنمين وطاغوتيهما وإفكيهما، وذلك ليس مراد أمير المؤمنين (ع)، وإنما مراده (ع)، لعن صنمي قريش، ووصفه (ع) لهذين صنمين بالجبتين والطاغوتين والإفكين تفخيما لفسادهما وتعظيماً لعنادهما، وإشارة إلى ما أبطلاه من فرائض الله، وعطلا من أحكام رسول الله r وآله .



والضمان هما الفحشاء والمنكر(36) . قال شارح هذا الدعاء :

الشيخ العالم أبو السعادات أسعد بن عبد القاهر في كتابه " رشح البلاء في شرح هذا الدعاء ": الصنمان الملعونان هما: الفحشاء والمنكر وإنما شبهها (ع) بالجبت والطاغوت لوجهين: إما لكون المنافقين يتبعونهما في الأوامر والنواهي غير المشروعة، كما اتبع الكفار هذين الصنمين، وإما لكون البراءة منهما واجبة لقول تعالى :

(( فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك العروة الوثقى))

" البقرة: 256 ، وقوله " اللذين خالفا أمرك " إشارة إلى قوله تعالى:

(( يايها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول )) " النساء: 59 "

ـــــــــــــــ

(35) بحار الأنوار 82/261-268 .

(36) أبو بكر وعمر رضي الله عنهما .



-38-

فخالفا الله ورسوله في وصيّه بعد ما سمعوا من النص عليه مالا يحتمله هذا المكان، ومنعاه في حقه فضلّوا وهلكوا وأهلكوا، وإنكارهما الوحي إشارة إلى قوله تعالى : (( بلغ ما أنزل إليك من ربك فإن لم تفعل فما بلغت رسالته )) " المائدة:67 " .



" وجحدهما " الأنعام " إشارة إلى أنه تعالى بعث محمداً رحمة للعالمين ، ليتبعوا أوامره، ويجتنبوا نواهيه، فإذا أبوا أحكامه وردّوا كلمته فقد جحدوا نعمته وكانوا كما قال سبحانه: (( كلما جاءهم رسول بما لا تهوي أنفسهم فريقا كذّبوا وفريقا يقتلون)) " المائدة : 70 ".



وأما عصيانهم الرسول r وآله فلقوله r وآله: يا علي من أطاعك فقد أطاعني، ومن عصاك فقد عصاني .



وأما قلبهما الدين فهو إشارة إلى ما غيّروا من دين الله كتحريم عمر المتعتين (37) وغيره ذلك مما لا يحتمله هذا المكان .



وأما تغييرهما الفرض، إشارة إلى ما روى عنه (ع) أنه رأى ليلة الإسراء مكتوبا على ورقة من آس: إني افترضت محبة علي على أمتك، فغيّروا فرضه، ومهّدوا لمن بعدهم بغضه، وسبه حتى سبّوه على منابرهم ألف شهر .



و" الإمام المقهور منهم " يعني نفسه (ع)، ونصرهم الكافر إشارة إلى كل من خذل علياً(ع) وحادّ الله ورسوله، وهو سبحانه يقول: (( لا تجد قوما يؤمن بالله واليوم الآخر يوادّون من حادّ الله )) " المجادلة:22 " .



و" طردهم الصادق" إشارة إلى أبي ذر طرده عثمان إلى الربذة، وقد قال النبي r وآله في حقه: ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء.

ــــــــــــــ

(37) انظر كتابنا " الشيعة والمتعة " و" تحريم المتعة في الكتاب والسنة "



-39-

و" إيوانهم الطريد " وهو الحكم بن أبي العاص طرده النبي r وآله فلما تولى عثمان آواه .



و" إيذائهم الولي " يعني علياً (ع) ، و" توليتهم المنافق" إشارة إلى معاوية، وعمرو بن العاص، والمغيرة بن شعبة، والوليد بن عتبة، وعبد الله بن أبي سرح، والنعمان بن بشير .



و " إرجائهم المؤمن " إشارة إلى أصحاب علي(ع) كسلمان، والمقداد، وعمار، وأبي ذر.



والإرجاء التأخير، ومنه قوله تعالى:(( أرجه أخاه )) " الأعراف: 111 " ، مع النبي r وآله كان يقدم هؤلاء وأشباههم على غيرهم .



والحق المخفي هو الإشارة إلى فضائل علي(ع)، وما نص عليه النبي r وآله في الغدير، وكحديث الطائر، وقوله r وآله يوم خيبر: لأعطين الراية غداً 000 الحديث ، وحديث السطل والمنديل، وهوي النجم في داره، ونزول: هل أتى، فيه، وغير ذلك مما لا يتسع لذكره هذا الكتاب .



وأما النكرات التي أتوها فكثيرة جداً وغير محصورة عداً حتى روى أن عمر قضى في الجدّة بسبعين قضية غير مشروعة، وقد ذكر العلامة في كتاب كشف الحق ونهج الصدق، فمن أراد الاطلاع على جملة مناكيرهم، وما صدر من الموبقات عن أولهم وآخرهم، فعليه بالكتاب المذكور، وكذا كتاب الاستغاثة في بدع الثلاثة، وكتاب مسالب الغواصب في مثالب النواصب، وكتاب الفاضح، وكتاب الصراط المستقيم، وغير ذلك مما لا يحتمل هذا المكان ذكر الكتب فضلا عما فيها .



-40-

وقوله " فقد أخربا بيت النبوة " إشارة إلى ما فعله الأول والثاني (38) مع علي (ع) وفاطمة (ع) من الإيذاء ، وأرادا إحراق بيت علي (ع) بالنار، وقادة قهراً كالجمل المخشوش، وضغطا فاطمة (ع) في بابها حتى سقطت بمحسن، وأمرت أن تدفن ليلا لئلا يحضر الأول والثاني جنازتها وغير ذلك من المناكير .



وعن الباقر(ع): ما اهرقت محجمة دم إلا وكان وزرهما في أعناقهما إلى يوم القيامة، من غير أن ينتقص من وزر العاملين شيء، وسئل زيد بن علي بن الحسين (ع) وقد أصابه سهم في جبينه: من رماك به ؟ قال : هما رمياني هما قتلاني (39) .



وقوله " حرّفا كتابك ط يريد به حمل الكتاب على خلاف مراد الشرع لترك أوامره ونواهيه، ومحبتهما الأعداء إشارة إلى الشجرة الملعونة بني أمية ومحبتهما لهم، حتى مهدا لهم أمر الخلافة بعدهما، وجحدهما النعماء ، وقد مرّ ذكره، وتعطيلهما الأحكام بعلم مما تقدم، وكذا إبطال الفرائض، والإلحاد في الدين، والميل عنه .



و " معادياً الأولياء " إشارة إلى قوله تعالى: (( إنما وليكم الله ورسوله )) "المائدة: 55 " ، و " تخريبهما البلاد وإفسادهما العباد " هو هدموا من قواعد الدين، وتغيير أحكام الشريعة وأحكام القرآن، وتقديم المفضول على الفاضل .



و " الأثر الذي أنكروه " إشارة إلى استيثار النبي r وآله علياً من بين أفاضل أقاربه وجعله أخاً ووصيّا، وقال له أنت بمنزلة هارون من موسى، وغير ذلك، ثم بعد ذلك كلها أنكروه .

ـــــــــــــ

(38) أبو بكر وعمر رضي الله عنهما ولعنة الله على كلم من يبغضهما .

(39) الإمام زيد بن علي رضي الله عنهما أسمى وأنبل من هذا الهراء .



-41-



و " الشرّ الذي آثروه " هو إيثارهم الغير عليه، وهو إيثار شرّ متروك مجهول على خير مأخوذ معلوم، هذا مثل قوله عليه السلام: " علي تخير البشر من أبى فقد كفر " .



و " الدم المهراق " هو جميع من قتل من العلويين، لأنهم أسسوا ذلك ما ذكرنا، من قبل من كلام الباقر (ع) " ما أهريقت محجمة دم " حتى قيل: وأريتكم أن الحسين أصيب يوم السقيفة. والخبر المبدل منهم عن النبي r وآله كثير كقولهم" " أبو بكر وعمر سيدا كهول أهل الجنة " وغير ذلك مما هو مذكور في مظانّة .



والكفر المنصوب: هو أن النبي r وآله نصب علياً (ع) علماً للناس وهاديا، فنصبوا كافراً وفاجراً .



والإرث المغصوب : هو فدك قاطمة (ع) .



والسحت المأكول هي التصرفات الفاسدة في بيت مال المسلمين، وكذا ما حصّلوه من ارتفاع فدك من التمر والشعير، فإنها كانت سحتاً محضاً .

والخمس المستحيل: هو الذي جعله سبحانه لآل محمد r وآله فمنعوهم إياه واستحلوه حتى أعطى عثمان مروان بن الحكم خمس إفريقية وكان خمس مائة ألف دينا بغيا وجورا ً .



والباطل المؤسس: هي الأحكام الباطلة التي أسسوها وجعلوها قدوة لمن بعدهم .



والجور المبسوط هو بعض جورهم .

" والنفاق الذي أسرّوه " هو قولهم في أنفسهم لما نصب النبي r وآله علياً (ع) للخلافة قالوا: والله لا نرضى أن تكون النبوة والخلافة



-42-

بيت واحد، فلما توفى النبي r وآله أظهروا ما أسرّوه من النفاق، ولهذا قال علي (ع): والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ما أسلموا، ولكن استسلموا: أسرّوا الكفر، فلما رأوا أعوانا عليه أظهروا .



وأما الغدر المضمر: هو ما ذكرناه من إسرارهم النفاق، والظلم المنشور كثير أوله أخذهم الخلافة منه (ع) بعد موت النبي r وآله، والوعد المخلف هو ما وعدوا النبي وآله من قبولهم ولاية علي (ع) والائتمام به فنكثوه، والأمانة الذي خانوها هي ولاية علي (ع) في قوله تعالى : (( إنا عرضنا الأمانة على السموات )) " الأحزاب: 72 " . الإنسان تهم لعنهم الله،والعهد المنقوض: هو ماعاهدهم به النبي r وآله يوم الغدير على محبة علي (ع) وولايته ، فنقضوه ذلك .



والحلال والمحرم كتحريم المتعتين ، وعكسه كتحليل الفقاع وغير ذلك .

والبطن المفتوق بطن عمار بن ياسر ضربه عثمان على بطنه فأصابه الفتق .



والضلع المدقوق والصّك الممزوق إشارة إلى ما فعلاه من فاطمة (ع) من مزق صكّها ودقّ ضلعها .



والشمل المبدّد هو تشتيت شمل أهل البيت (ع) وكذا شتتوا بين التأويل والتنزيل وبين الثقلين الأكبر والأصغر، وإعزاز الذليل وعكسه معلوما المعنى وكذا الحق الممنوع، وقد تقدم ما بدّل على ذلك .



والكذب المدلس مرّ معناه في قوله (ع) " خير بدّلوه " .



والحكم المقلب مرّ معناه في أول الدعاء في قوله(ع) " قلّبا دينك ".



والآية المحرّفة " مرّ معناه في قوله (ع) " وحرّفا كتابك " .

والفريضة المتروكة في موالاة أهل البيت (ع) لقوله تعالى: (( قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى )) " الشورى: 23" .

-43-

وتعطيل الأحكام يعلم مما تقدم .



والبيعة المنكوثة ثي نكثهم بيعته كما فعل طلحة والزيبر.



والرسوم الممنوعة هي الفئ والخمس ونحو ذلك .



والدعوى المبطلة إشارة إلى دعوى الخلافة وفدك .



والبينة النكرة هي شهادة علي والحسنين (ع) وأم أيمن لفاطمة (ع) فلم يقبلوها .



والحيلة المحدثة هي اتفاقهم أن يشهدوا على علي (ع) بكبيرة توجب الحدّ إن لم يبايع، وقوله " وخيانة أوردوها " إشارة إلى يوم السقيفة لما احتج الأنصار على أبي بكر بفضائل علي (ع) وأنه أولى بالخلافة، فقال أبو بكر : صدقتم ذلك ولكنه نسخ بغيره لأني سمعت النبي r وآله يقول: إنا أهل البيت أكرمنا الله بالنبوة ولم يرض لنا بالدنيا، وأن الله لن يجمع لنا بين النبوة والخلافة، وصدّقه عمر وأبو عبيدة وسالم مولى حذيفة على ذلك، وزعموا أنهم سمعوا هذا الحديث من النبي r وآله كذباً وزوراً فشبهوا على الأنصار والأمة، والنبي r وآله قال: من كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار .



فنزل جبرئيل عليه السلام على النبي r وآله بهذه الآية: ((يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم وهموا بما لم ينالوا )) " التوبة: 74 " ، وأخبره بمكيدة القوم، فأظهروا الله تعالى برقا مستطيلا دائما حتى نظر النبي r وآله إلى القوم وعرفهم وإلى هذه الدباب التي ذكرناها أشار (ع) بقوله " ودباب دحرجوها " وسبب فعلهم هذا مع النبي r وآله كثرة نصه على علي (ع) بالولاية والإمامة والخلافة،وكانوا قبل نصه أيضا يسؤونه لأن النبي r وآله سلطه على كل من عصاه من طوائف العرب، فقتل



-44-

مقاتلهم، وسبا ذراريهم ، فما من بيت إلا وفي قلبه دخل، فانتهزوا في هذه الغزوة فرصة، وقالوا إذا هلك محمد r وآله رجعنا إلى المدينة، ونرى رأينا في هذا الأمر من بعده ، وكتبوا بينهم كتاباً، فعصم الله نبيه منهم، وكان من فضيحتهم ما ذكرناه .



وقوله " وأزياف لزموها " الأزياف = جمع زيف، وهو الدرهم الردئ غير المسكوك الذي لا ينتفع به أحد، شبه أفعالهم الردية وأقوالهم الشنيعة بالدرهم الزيف الذي لا يظهر في البقاع، ولا يشتري به متاع، فلأفعالهم الفضيحة وأقوالهم الشنيعة، ذكرهم الله تعالى في قوله: (( والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة )) " النور: 39 " .



" والشهادات المكتومة " هي ما كتموا من فضائله ومناقبه التي ذكرها النبي r وآله وهي كثيرة جداً ، وغير محصورة عداً .



" والوصية المضيعة " هي قول النبي r وآله: أوصيكم بأهل بيتي وآمركم بالتمسك بالثقلين وأنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض وأمثاله ذلك .



ثم بعد هذا الشرح الذي نقله المجلسي قال: ثم إنا بسطنا الكلام في مطاعنهما في " كتاب الفتن "، وإنما ذكرنا هنا ما أورده الكفعمي ليتذكر من يتلو الدعاء بعض مثالبهما .



-45-









الفاروق يتزوّج جنية يهودية في مثال

أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب y



حاول الشيعة طمس كل فضيلة ومنقبه للفاروق ،ولكنهم في بضع الأحيان عجزوا عن ذلك لأن الحقائق أقوى من تمرير باطلهم، من تلك الحقائق التي استعصت على الشيعة تزويرها قضية زواج أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب من الفاروق y ، إذ كيف يزعمون لأتباع دينهم بأن العداوة مستحكمة بين آل البيت وبين الصحابة وهم يرون هذا التزويج ؟ أليس هذا دليل على أن الحاخامات الشيعة يزيفون الحقائق. وفطن الحاخامات إلى هذه المعضلة فاخترعوا من الروايات المكذوبة ما يبطل ذلك الزواج، فزعموا بان عمر بن الخطاب طلب من علي بن أبي طالب رضي الله عنهما بأن يزّوجه أم كلثوم فرفض، فأرسل عمرt : العباس بن عبد المطلب t إلى علي t مهدداً ومتوعداً بأن ينزع السقاية وزمزم من العباس t ، وبعد ذلك وافق علي t.



ولكن هل زوّجه ابنته أم كلثوم أم اتفق مع الجن على أن ينتحل جنيه شخصيه أم كلثوم ؟ نترك الإجابة للأكاذيب التي سطرتها كتب الدين الشيعي .



عن عمر بن أذينة قال: قيل لأبي عبد الله (ع): إن الناس يحتجون علينا ويقولون: إن أمير المؤمنين (ع) زوّج فلانا - يعني عمر بن الخطاب t - ابنته أم كلثوم، وكان متكئا فجلس وقال: أيقولون ذلك؟ أن قوما يزعمون ذلك لا يهتدون إلى سواء السبيل، سبحان الله ما كان يقدر أمير المؤمنين (ع) أن يحول بينه وبينها فينقذها ؟ كذبوا ولم يكن ما قالوا، إن فلانا خطب إلى علي (ع) بنته أم كلثوم فأبى علي(ع)، فقال للعباس: والله لئن لم تزوجّني لأنتزعن منك سقاية وزمزم، فأتى



-46-

العباس علياً فكلمه، فأبى عليه، فألح العباس، فلما رأي أمير المؤمنين مشقة كلام الرجل على العباس، وأنه سيفعل بالسقاية ما قال، أرسل أمير المؤمنين (ع) إلى جنية من أهل نجران يهودية يقال لها سحيفة بن جريرية، فأمرها فتمثلت في مثال أم كلثوم وحجبت الأبصار عن أم كلثوم وبعث بها إلى الرجل، فلم تزل عنده حتى إنه استراب بها يوما، فقال : ما في الأرض أهل بيت اسحر من بني هاشم، ثم أراد أن يظهر ذلك للناس فقتل وحوت الميراث وانصرفت إلى نجران، وأظهر أمير المؤمنين (ع) أم كلثوم .



عن زرارة عن أبي عبد الله (ع) في تزويج أم كلثوم إن ذلك فرج غصبناه (40) .





وعلّق المجلسي على هذه الرواية فقال: هذه الأخبار لا ينافي ما مرّ من قصة الجنية، لأنها قصة مخيفة أطلعوا عليها خواصهم، ولم يكن يتم الاحتجاج على المخالفين، بل ربما كانوا يتحرزون عن إظهار أمثال تلك الأمور لأكثر الشيعة أيضا، لئلا تقله عقولهم ولئلا يغلو فيهم، فالمعنى غصبناه ظاهراً وبزعم الناس إن صحت الرواية أ هـ.



وقال كبير الشيعة الملقب عندهم بـ" المفيد " في جواب المسائل السرورية (41) :



إن الخبر الوارد بتزويج أمير المؤمنين (ع) ابنته من عمر لم يثبت 000ثم إنه لو صحّ لكان له وجهان: أحدهما أن النكاح إنما هو على ظاهر الإسلام الذي هو الشهادتان والصلاة إلى الكعبة والإقرار بجملة الشريعة، وإن كان الأفضل مناحكة من يعتقد الإيمان، ويكره مناكحة من ضمّ إلى ظاهر الإسلام ضلالا يخرجه عن الإيمان، إلا أن

ـــــــــــــــ

(40) بحار الأنوار 42/88 .

(41) المصدر السابق 42/106 .

-47-

الضرورة متى قادت إلى مناكحة الضال مع إظهاره كلمة الإسلام زالت الكراهة من ذلك، وأمير المؤمنين (ع) كان مضطرا إلى مناكحة الرجل، لأنه يهدّد وتواعده، فلم يأمنه على نفسه وشيعته، فأجابه إلى ذلك ضرورة، كما أن الضرورة تشرع إظهار كلمة الكفر 000



قال المرتضى (42) الذي هو ثاني اثنين زوراً على لسان أمير المؤمنين علي t خطباً وجمعها في كتاب بعنوان " نهج البلاغة " المنسوب زوراً وبهتاناً إلى علي t :



على أنه لو لم يجر ما ذكرناه (43) لم يمتنع أن يجوّزه عليه السلام، لأنه كان على ظاهر الإسلام والتمسك بشرائعه وإظهار الإسلام، وهذا حكم يرجع إلى الشرع فيه، وليس مما يخاطره العقول، وقد كان يجوّز أيضاً أن يبيحنا أن ننحك اليهود والنصارى، كما أباحنا عند أكثر المسلمين أن ننكح فيهم، وهذا إذا كان في العقول سائغا فلمرجع في تحليله وتحريمه إلى الشريعة، وفعل أمير المؤمنين (ع) حجة عندنا في الشرع، فلنا أن نجعل ما فعله أصلاً في جواز مناكحة من ذكروه وليس له أن يلزموا على ذلك مناكحة اليهود والنصارى، عبادة الأوثان، لأ،هم إن سألوا عن جوازه في العقل فهو جائز، إن سألوا عنه في الشرع الإجماع يحظره ويمنع منه . أ هـ .



وعلّق المجلسي على كلام الرافضين السابقين فقال(44) : أقول:

بعد إنكار عمر النص الجلي، وظهور نصبه وعداوته لأهل البيت (ع) يشكل القول بجواز مناكحته من غير ضرورة ولا تقية إلا أن يقال بجواز مناكحة كل مرتد عن الإسلام، ولم يقل به أحد من أصحابنا .

ــــــــــــــ

(42) البحار 42/108 .

(43) يقصد الأخبار على الإضرار .

(44) البحار 42/109 .

-48-



وفي رواية أخرى ذكرها المفضل بن عمر في كتابه " الهفت الشريف " (ص 60-64) :



قال المفضل: قلت سيدي أريد أن أسألك في شيء يتحدث عنه أهل الكوفة وإنني يا مولاي أستحي أن أسألك عنه .



قال: يا مفضل قد علمت ما قد هممت به، وتريد أن تسألني عن تزويج أم كلثوم !

قلت: نعم يا مولاي .

فقال: اسمع يا مفضل ما أقول وافهم 000



إن أصل ذلك كان في الأظلة والأشباح على حسب ما أنا مفسّره لك .. إن علياً قد ظلم ستّة مرّات، في ستة مرّات فيما يظنون وقيل لستة مرات فيما شبه عليهم، وبقيت له قتلة، بقي له ظلم آخر على التشبيه تأكيد لحجة الأعداء، وما كان الله ليقتل أولياءه . أما سمعت قوله تعالى في قصة عيسى:(( وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم))

قلت: يا مولاي كيف كان سبب قتله أول مرّة ؟



قال الصادق (ع): كان سبب أول ذلك قابيل وهابيل فقد كان هابيل يومئذ أمير المؤمنين وكان قابيل زافر (45) وهو إبليس الأبالسة. فأتى قابيل إلى هابيل . فقال له: زوجني ابنتك فامتنع عن تزويجه إياه فقال عندئذ قابيل: والله لأقتلنك إن لم تزوجني بها. فلم هم بقتله زوّجه جريرة بنت إبليس، فظن قابيل أنه ابنة هابيل، والله أجلّ وأقدر وأعظم من أن يفعل بأوليائه ذلك، ولكن يفعل ذلك على الظاهر تشبيها لتأكيد الحجة على الأعداء. والمعنى كما أخبرتك، فلم يزل بهما ستة مرّات فلما أن كان في تكرير السادس وولي زافر أرسل إلى أمير المؤمنين يقول: زوّجني ابنتك. فأرسل إليه أمير المؤمنين عليّ سلمان، وقال له:

ـــــــــــــــ

(45) يقصد عمر t، ولعنة الله على كل من يبغضه إلى يوم الدين.



-49-

قل له يا سلمان إنك قد عدت إلى ضلالك القديم .. فأتى سلمان إلى زافر، وأخبره ذلك. فلما علما أن سلمان قد اطلع على أمره، اغتاظ وقال له: نعم قد عاد إلى ما ذكرت .. فإما إن يزوجني وإما أن أغور ماء زمزم، وأرفع عن البيت الحرام رسم المقام، أو أقتله. فانصرف سلمان إلى أمير المؤمنين وأخبره. فقال عليّ: احمل إليه هذا الكتاب.. فحمل سلمان إليه الكتاب . فلما نظره ( حبتر وأدلم ) أي علم أنه أقبل في سبب، فقال: ما وراءك ؟ فقال سلمان: أخبرني أمير المؤمنين أن أعرض عليك هذا الكتاب، قال: زافر: وما هو ؟ فأخرج الكتاب وسلمه إياه. فلما فتحه، وجد فيه صورة هابيل ونظر إلى نفسه يعني قابيل. فقال مخاطباً سلمان: إنما خطبت إليه ابنته لأنه يزعم أنني من نسل الشيطان، ولكن لا بد أن يزوّجني ابنته حتى يظهر كذبه عند الخلق ولا ينجيه إلا التزويج أو القتل. فقال سلمان: أخبره بذلك. وأقبل على أمير المؤمنين وأخبره بكل ما جرى. قال عليّ: قد علمت بكل ما قال، وأنا الآن أزوجه بنته جريرة، كما زوجته قديما واشتبه عليه. ثم إن سلمان انصرف إليه وأخبره بأن أمير المؤمنين قد أجابك إلى كل ما تريد .. فجمع أصحابه وعاهده على ذلك.. ثم أمر أمير المؤمنين سلمان بأن يحمل إليه ابنته جريرة، فأتى بها سلمان إليه فأعمى الله بصره جعل عليه غشاوة فلم يفهم، وتداخله السرور والفرح لذلك ثم قال لسلمان: إني أشكرك في هذا الأمر ولا أقد على مكافأتك. ثم تلا أبو عبد الله: ((إنا جعلنا في أعناقهم أغلالا فهي إلا الأذقان فهم مقمحون )) .



قال: ثم دخل فيه فوجدها على صورة أم كثلوم، فلما أصبح أرسل إلى أصحابه وشياطينه، ليحتج بذلك عندهم .. فلما اجتمعوا إليه هنأوه بتزويجه. فقال زافر: كفانا أمر علي وأصحابه. فإنهم لو كانوا بني أبي كبشة على حق ونحن على باطل، ما زوّجونا كريمتهم. قالوا: صدقت. قال: والله إنهم سحرة كهنة، كذابون وهذه حيلة بينهم. قال سلمان:



-50-

وبينما هم كذلك دخلت عليهم، فقالوا بأجمعهم: نحن على باطل صاحبك على حق ونحن عنده شياطين خونة، فلم زوجنا ابنته أم كلثوم ؟ فقال لهم سلمان هذه الآية: (( شياطين الإنس والجن يوحى بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا )) فلما سمعوا ذلك من سلمان غضبوا عليه، وغضب الثاني (46) غضباً شديداً،وهمّوا بي .. فقلت لهم: أتقتلوني في مجلسكم هذا ؟



قال المفضل: إن هذا والله هو الأبالسة المحضة على الطغاة اكفرة الفجرة .

قال سلمان: لما هموا بي، قال بعضهم لبعض: فما نصنع بهذا العجمي وقد نلت حاجتك ؟ فافترقوا وبلغ ما تحدثوا به أمير المؤمنين (ع) فأمر سلمان أن يسر إليهم ويحدثهم بالحقيقة. وما لبس عله من أمر ابنته حتى يكف عن فجوره وتبجحه فيصغر في نفسه ويقل قدره ويموت من العار والحزن، قال سلمان: فأتيته في منزله ولم يكن أحد عنده فقلت له: كيف وجدات زوجتك فقال: إنها موافقة لي، تجنب مخالفتي في السر والعلانية وهي كأنها منّا وفينا. فقال سلمان: نعم إنه منك وإليك وهي ابنتك جريرة، فأدخل عليها، لعلك تعرفها الآن. فلما سمع هذا لم يتمالك عقله. فدخل عليها نظر فيها، فإذا هي ابنته جريرة لم ينكر منها شيئا. فصاح صيحة رجت لها الدار، واغتاظ غيظا شديد. وقال: قد فعلها الساحر ابن أبي طالب. ليست هذه بأول أفعاله، والله لأفعلن وأفعلن. فقال له سلمان: لا تكشف عورتك وتبدي سيرتك وتنفضح في عشيرتك، ومن رأيي ومشورتي لك أن تكتم ذلك . فإن كتمت قال الناس: زوجه ابنته وإن أبديت انكشف للناس أمرك. فقال: كفاني يا سلمان أني متّ غيظا ، وسأقبل منك ما تقـول ، وليقل هـذا

ـــــــــــــ

(46) يقصد عمر t وأرضاه .

-51-

الساحر ما يقول .. فلا طاقة لي ولأصحابي بسحره، وكتم عن أصحابه قصته خوفا من العار، ومات حتفا وغيظا لا رحمه الله ولا رضي عنه رب العالمين . أ هـ .



ونحن نقول: لعنة الله والملائكة والناس أجمعين على واضع هذه الرواية السخيفة وعلى من يعتقد صحتها ومن يوردها في كتابه على أنها صحيحة .



ويقول الشيعي نعمة الله الجزائري في كتابه " الأنوار النعمانية" (1/81-84) :



وإنما إشكال في تزويج علي (ع) أم كلثوم لعمر بن الخطاب وقد تخلفه لأنه قد ظهرت منه من المناكير وارتد عن الدين ارتداداً أعظم تمن كل من ارتد، حتى إنه وردت في روايات الخاصة أن الشيطان يغل بسبعين غلا من حديد جهنم ويساق إلى المحضر فنظر ويرى رجلا أماه تقوده ملائكة العذاب وفي عنقه مائة وعشرون غلا من أغلال جهنم، فيدنو الشيطان إليه يقول: ما فعل الشقي حتى زاد عليّ في العذاب وأنا أغويت الخلق وأوردتهم موارد الهلاك ؟ فيقول عمر للشيطان: ما فعلت من شيء سوى أني غصبت خلافة علي بن أبي طالب (47) .

ــــــــــــــ

(47) إذا كان الله سبحانه وتعالى حسب زعم الشيعة قد نصّ على الخلافة والولاية لعلي t، وأخذ المواثيق والعهود على الأنبياء وكافة البشر بالولاية له، أيستطيع ابن الخطاب وهو خلق من خلقه أن يصرف هذا الأمر عنه ويقف سداً منيعا في وجه تحقيق هذا الأمر ؟ فإذا كان إله الشيعة بهذا العجز وإنه لا يستطيع أن ينفذ ما يريد أيمكن أن يستحق العبادة وه عاجز عن تحقيق ما يريد لعباده من التمكين ؟ أما أنه بدا له أن يعقد هدنة سلام مع عمر t ويعذبه في الآخرة. يا قوم قيل من الحياة العقل، وللمزيد انظر فصل " إله السنة وغير إله الشيعة "من كتابنا " موقف الشيعة من أهل السنة " (ص29-39) .



-52-

والظاهر أنه قد استقل سبب شقواته ومزيد عذابه، ولم يعلم أن كل ما وقع في الدنيا إلى يوم القيامة من الكفر والنفاق واستيلاء أهل الجور والظلم إنما هو من فعلته هذه 000 فإذا ارتد على هذا النحو من الارتداد فكيف ساغ في الشريعة (48) مناكحته وقد حرّم الله تعالى نكاح أهل الكفر والارتداد واتفق عليه علماء الخاصة .





فنقول: قد تقصّى الأصحاب عن هذا بوجهين: عامي وخاصّي :

أما الأول: فقد استفاض في أخبارهم عن الصادق (ع) عن هذه المناكحة فقال: إنه أول فرج غصبناه .



وتفصيل هذا: أن الخلافة قد كانت أعز على أمير المؤمنين من أولاده والأزواج والأموال(49)، وذلك لأن بها انتظام الدين وإتمام السنة ورفع الجور وإحياء الحق وموت الباطل، وجميع فوائد الدنيا والآخرة، فإذا لم يقدر على الدفع عن مثل هذا الأمر الجليل الذي ما تمكن من الدفع عنه زمان معاوية وقد بذل عليه الأرواح وسفك فيه المهج، وحتى إنه قتل لأجله ستين ألفا في معركة صفّين وقتل من عسكره عشرون ألفاً، وواقعة الطفوف أشهر من أن يذكر، فإذا قبلنا منه العذر في ترك هذا الأمر الجليل فقد كان معذوراً كما سيأتي الكلام فيه عند ذكر أسباب تقاعده عليه السلام عن الحرب زمان الثلاثة 000والتقية باب فتحه الله سبحانه وتعالى للعباد وأمرهم بارتكابه وألزمهم به كما أوجب عليهم الصلاة والصيام حتى أن ورد عن الأئمة الطاهرين عليهم السلام: لا دين لمن لا تقية له، فقبل عذره عليه السلام في مثل هذا الأمر الجزئي ، وذلك أنه قد روى الكليني عن أبن أبي بحمزة عـن

ــــــــــــــــ

(48) شريعة ابن سبأ اليهودي .

(49) كفى بهذا الأمر منقصة وازدراء بعلي t، فالرجل العادي لا يرضى بأن يدنس عرضه .

-53-

هشام بن سالم عن أبي عبد الله(ع) قال: لما خطب إليه، قال أمير المؤمنين(ع): إنها صبية. قال فلقي العباس فقال له: ما لي أبي بأس، قال: وماذاك ؟ قال: خطبت إلى ابن أخيك فردّني، أما والله لأعودن زمزم ولا أدع لكم مكرمة إلا هدمتها ولأقيمن عليه شاهدين بأنه سرق ولأقطعن يمينه. فأتاه العباس وأخبره وسأله أن يجعل الأمر إليه، فجعل إليه .



وأما الشبهة الواردة على هذا وهي: أنه يلزم أن يكون عمر زانياً في ذلك النكاح وهو مما لا يقبله العقل بالنظر إلى أم كلثوم، الجواب عنها من وجهين: أحدهما: أن أم كلثوم لا حرج عليها في مثله لا ظاهراً ولا واقعاً وهو ظاهر، وأما هو فليس بزان في ظاهر الشريعة لأنه دخول ترتب على عقد فإذن الولي الشرعي، وما في الواقع وفي نفس الأمر فعليه عذاب الزنى، بل عذاب كل أهل المساوئ والقبائح. الثاني: أن الحالة ما آل إلى ما ذكرناه من التقية فيجوز أن يكون قد رضي عليه السلام بتلك المنكحة رفعاً لدخوله في سلك غير الوطء المباح .



وأما الثاني وهو الوجه الخاص: فقد رواه بهاء الدين علي بن عبد الحميد الحسيني النجفي في المجلد الأول من كتابه المسمى بـ " الأنوار المضيئة " قال: قلت لأبي عبد الله (ع): إن الناس يحتجون علينا أن أمير المؤمنين زوّج فلانا ابنته أم كلثوم، وكان (ع) متكئا فجلس وقال: أتقبلون أن عليا (ع) أنكح فلانا ابنته ؟ صم صفق بيده وقال: سبحان الله ما كان أمير المؤمنين(ع) يقدر أن يحول بينه وبينها؟ كذبوا لم يكن ما قالوا، أن فلانا خطب إلى علي(ع) بنته أم كلثوم فأبى، فقال العباس: والله لئن لن يزوجني أنزعن منك السقاية وزمزم، فأتى العباس علياً (ع) فكلمه، فأبى عليه، فألح عليه العباس، فلما رأى أمير المؤمنين مشقة كلام الرجل على العباس وأنه سيفعل معـه ما قال ،



-54-

أرسل إلى جنية من أهل نجران يهودية يقال لها سحيفة بنت جريرية، فأمرها فتمثلت في مثال أم كلثوم وحجبت الأبصار عن أم كلثوم بها، وبعث بها إلى الرجل فلم تزل عنده حتى إنه استراب بها بوماً ، وقال: ما في الأرض أهل بيت أسحر من بني هاشم، ثم أراد أن يظهر للناس فقتل، فأخذت الميراث وانصرفت إلى نجران، وأظهر أمير المؤمنين (ع) أم كثلوم. أقول: وعلى هذا فحديث أول فرج غصبناه محمول على التقية والاتقاء من عوام الشيعة كما لا يخفى .



وذكر الشيعي أبو القاسم الكوفي في كتابه " الاستغاثة في بدع الثلاثة " 1/90-96، قريباً من هذا الكلام، وزاد في بعض المواضع، ولولا خشية الإطالة على القرّاء الكرام لنقلنا كلامه بحرفه، ولكن أظن أن ما وأوردناه سابقاً يكفي المسلم بصيرة حول موقف الشيعة من زواج عمر بأم كلثوم رضي الله عنهما .



ورغم كل ذلك إلا إننا نجد صحة ذلك الزواج من واقع كتب الشيعة أنفسهم وأذكر بعض تلك المراجع دون الحاجة إلى النقل: الفروع من الكافي للكليني 5/346، 6/115-116 تهذيب الأحكام للطوسي 9/262، الاستبصار للطوسي 3/353، الشافي للمرتضى ص 116، تنزيه الأنبياء للمرتضى ص 141، ابن شهر آشوب 3/162، ومن شاء الاستزادة فليرجع كتاب " الشيعة وأهل البيت " 105-109 للعلامة إحسان إلهي ظهير رحمه الله تعالى .



ونختم هذا الفصل ببعض أحقاد الشيعة تجاه من آذل أجدادهم وقضى على دولتهم .



-55-





1- روى قيس بن هلال أن ابن ودّ نادى عمر باسمه: يا عمر، فحاد عنه ولاذ بأصحابه، حتى تبسم رسول الله r وآله مما داخله من الرعب. وقد قال - أي عمر- لأصحابه الأربعة أصحاب الكتاب الذي تعاهدوا عليه الرأي: أرى والله أن ندفع محمداً برمته ونسلم .



قال أمير المؤمنين (ع): إنهم قالوا هذا القول حين جاء العدو من فوقنا ومن تحت أرجلنا كما قال الله تعالى: (( زلزلوا زلزالا شديدا ويظنون بالله الظنونا وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا )) . فقال صاحبه - أي أبا بكر-: لا، ولكن نتخذ صنما عظيما نعبده لأنا لا تأمن أن يظفر ابن أبي كبشة فيكون هلاكنا ولكن يكون ذخرا، فإن ظفرت قريش أظهرنا عبادة هذا الصنم وأعلمناهم أننا لم نفارق ديننا، وإن رجعت دولة ابن أبي كبشة كنا مقيمين على عبادة الصنم سراً .

فأخبر بها جبرئيل (ع) رسول الله r وآله فخبرني بذلك رسول الله r وآله بعد قتل عمرو بن ودّ فدعاهما - يقصد أبا بكر وعمر- فقال: كم صنم عبدتما في الجاهلية ؟ فقالا: يا محمد لا تعيّرنا بما في الجاهلية. فقال: كم صنما تعبدان اليوم ؟ فقالا: والذي بعثك بالحق نبيا ما نعبد إلا الله منذ أظهرانا لك من دينك ما أظهرنا .



فقال: يا علي خذا هذا السيف ثم انطلق إلى موضع كذا وكذا فاستخرج الصنم الذي يعبدانه فأت به فإن حال بينك وبينه أحد فاضرب عنقه .

فانكبا على رسول الله r وآله يقبلانه ثم قالا: استرنا يسترك الله. فقلت: أنا ضامن لهما من الله ورسوله أن لا يعبدا إلا الله ولا يشركا به شيئا. فعاهدا رسول الله r وآله على ذلك. وانطلقت حتى استخرجت الصنم من مواضعه ثم انصرفت إلى رسول الله r وآله،



-56-

فوالله لقد تبين ذلك في وجوههما .



ولا تعجب من هذا الحديث فإنه قد روى في الأخبار الخاصة - أي الشيعة - أن أبا بكر كان يصلي خلف رسول الله r وآله والصنم معلق في عنقه وسجوده له .



ويوضع هذا المعنى ما ذكره البلاذري (50) وهو من الجمهور في تاريخه قال: لما قتل الحسين بن علي عليهما السلام كتب عبد الله ابن عمر إلى يزيد بن معاوية: أما بعد فقد عظمت الرزية وجلت المصيبة، وحدث في الإسلام حدث عظيم، ولا يوم كيوم الحسين .



فكتب إليه يزيد: يا أحمق إنا جئنا إلى بيوت منجدة، وفرش ممهدة، ووسائد منضّدة، فقاتلنا عنها، فإن يكن الحق لنا فعن حقنا وإن يكن لغيرنا فأبوك أول من سن هذا وابتزه واستأثر بالحق على أهله .



فبعث إلى عبد الله بن عمر عهدا كتبه أبوه إلى معاوية: هذا عهد من عمر بن الخطاب إلى معاوية بن أبي سفيان: اعلم يا معاوية أن محمدا قد جاء بالإفك والسحر منعنا من اللات والعزّى وحول وجوهنا إلى الكعبة التي يزعم أنها القبلة الإسلامية، فكان هذا من غاية غلوّه وعلوه ومهارته في السحر الذي بهر به على موسى وعيسى وكافة بني إسرائيل، ونحن على الذي كنا قبل ذلك وما تركنا اللات والعزي الهبل. ولما توفى محمد توطأنا مع أربعين رجلا من أهل نحلتنا وشهدنا أنه قال: الأئمة من قريش، وعزلنا علياً عن الخلافة التي فوضها إليه وجعلها مخصوصة له ثم كتفناه وأخرجناه من بيته وجئنا به إلى أبي بكر وأمرنا الناس ببيعته، وكنا نظاهر بسنة محمد لئلا يهرب الناس عنا، ولكنا في باطن الأمر على الذي كنا قبل ذلك، انتقمنا

ــــــــــــــ

(50) كذب وافتراء ، ونتحدى أتباع الدين الشيعي إثبات ذلك .



-57-

من أولاده وذراريه على حسب طاقتنا من أولاده وأحفاده ما تصل إليه يدك وقدرتك، ولو لم تقدر على استيصال طائفته خوفا من تنفر الناس وتباعدهم عنك، وخروجهم عليكم فكن في باطن الأمر على دفعهم وإزالتهم عن مقامهم وانحطاط من مراتبهم،ولا تخرج محبة اللات والعزى من قبلك، فإنها طريقنا وطريق آبائنا، وإنا على آثارهم مقتدون (51) .



2- عن سعد عن رجل !!! عن أبي عبد الله (ع) في قوله: (( وإن تبدو ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء )) " البقرة: 284 " قال: حقيق على الله أن لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من حبهما (52) .

وعلق المجلسي على هذه الرواية في بحار الأنوار 27/75: من حبهما، أي حب أبي بكر وعمر، فالمراد بقوله: " لمن يشاء " الشيعة، كما ورد في الأخبار الكثيرة .



3- عن أبي حمزة الثمالي قال: قال أبو جعفر(ع): يا أبا حمزة إنما يعبد الله من عرف الله، وأما من لا يعرف الله كأنما يعبد غيره هكذا ضلالاً .

قلت: أصلحك الله وما معرفته الله ؟

قال: يصدق الله ويصدق محمداً رسول الله r وآله في موالاة علي، والائتمام به وبأئمة الهدى من بعده، والبراءة إلى الله من عدوهم، وكذلك عرفان الله .

قال: قلت: أصلحك الله أي شيء إذا عملته أنا استكملت حقيقة الإيمان ؟

ــــــــــــــ

(51) الأنوار النعمانية لنعمة الله الجزائري 1/52-54 .

(52) تفسير العياشي 1/157، تفسير البرهان 1/267 .

-58-

قال توالي أولياء الله وتعادي أعداء الله وتكون مع الصادقين كما أمرك الله .

قال: قلت: ومن أولياء الله ؟

قال: أولياء الله محمد رسول الله وعلي والحسن والحسين وعلي بن الحسين ثم انتهى الأمر إلينا ثم ابني جعفر، وأومأ إلى جعفر وهو جالس، فمن والي هؤلاء فقد والى أولياء الله وكان مع الصادقين كما أمر الله .

قلت: ومن أعداء الله أصلحك الله ؟

قال: الأوثان الأربعة .

قال: قلت: من هم ؟

قال: أبو الفصيل ورمع ونعثل ومعاوية ومن دان بدينهم، فمن عادى هؤلاء فقد عادى أعداء الله (53) .



قال المجلسي في البحار 27/58 - أبو الفصيل أبو بكر لأن الفصيل والبكر متقاربان في المعنى، ورمع مقلوب عمر، ونعثل هو عثمان كما صرّح به في كتب اللغة .



4- عن جابر بن عبد الله قال: رأيت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(ع) وهو خارج من الكوفة فتبعته من وراء حتى صار إلى جبانة اليهود، ووقف في وسطها ونادى: يا يهود، فأجابوه من جوف القبور: لبيك لبيك مطاع، يعنون بذلك سيدنا، فقال: كيف ترون العذاب ؟ فقالوا: بعصياننا لك كهارون، فنحت ومن عصاك في العذاب إلى يوم القيامة، ثم صاح صيحة كادت السموات ينقلبن، فوقعت مغشياً على وجهي من هول ما رأيت فلما أفقت رأيت أمير المؤمنين على سريـر

ـــــــــــــــ

(53) تفسير العياشي 2/116 .



-59-

من ياقوته حمراء على رأسه أكليل من الجوهر وعليه حلل خضر وصفر ووجهه كدارة العمر، فقلت: يا سيدن هذا سليمان بن داود وسلطاننا أعظم من سلطانه، ثم رجع ودخلنا الكوفة ودخلت خلفه إلى المسجد فجعل يخطو خطوات وهو يقول: لا والله لا فعلت، لا والله لا كان ذلك أبداً .



فقلت: يا مولاي لمن تكلم ولمن تخاطب وليس أرى أحداً ؟ فقال: يا جابر كشف لي عن برهوت فرأيت شيبوبة وحبتر وهما يعذبان في جوف تابوت في برهوت فنادياني: يا أبا الحسن يا أمير المؤمنين ردّ،ا إلى الدنيا نقر بفضلك نقرّ بالولاية لك، فقلت: لا والله لا فعلت، لا والله كان ذلك أبداً، ثم قرأ هذه الآية: (( ولو ردوا لعادوا لما نهو عنه وإنهم لكاذبون )) " الأنعام: 28 " ، يا جابر وما من أحد خالف وصي نبي إلى حشر أعمى يتكبكب في عرصات القيامة (54) .



5- عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله (ع) في قوله تعالى: (( هو الذي أنزل عليكم الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب )) " آل عمران:7 " ، قال: أمير المؤمنين (ع) .



" وآخر متشابهات " قال فلان وفلان (55) ." فأما الذين في قلوبهم زيغ " أصحابهم وأهل ولايتهم، " فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إل الله والراسخون في العلم " وهم أمير المؤمنين والأئمة (56) .

ـــــــــــــ

(54) البحار 27/ 306-307 وقال: ولعله (ع) كنى عن الأول يقصد أبا بكرt بشيبوبه لشيبه وكبره . وحبتر وهو الثعلب بالأول أنسب، وبالجملة ظاهر أن المراد بهما الأول والثاني عمرt وإن لم يعلم سبب التكنية .

(55) أبو بكر وعمر رضي الله عنهما .

(56) الكافي 1/414، تفسير الرهان 1/270، تفسير العياشي 1/162، تأويل الآيات الظاهرة 1/100، البحار 23/208 .

-60-

6- وعن حنان بن سدير عن أبيه قال: سألت أبا جعفر(ع) عنهما (57) فقال: يا أبا الفضل لا تسألني عنهما، فوالله ما مات منا ميت قط إلا ساخط عليهما، ما منا اليوم إلا ساخط عليهما، يوصى ذلك الكبير منا الصغير، لأنهما ظلمانا حقنا وغصبا فيئنا ،وكانا أولا من ركب أعناقنا وبثقا علينا بثقاً في الإسلام لا يسد به أبداً حتى يقوم قائمنا، أو يتكلم متكلمنا .



ثم قال: أما والله، ولو قام قائمنا وتكلم متكلمنا لأبدى من أمورهم ما كان يكتم، ولكنكم من أمرهما ما كان يظهر، والله ما أمست من يليه ولا قضية تجري علينا أهل البيت إلا هما أسسا أولها (58) .



8- عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله(ع) في قوله تعالى: (( إن الذي آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم ازدادوا كفرا )) " النساء:138" قال: نزلت في فلان وفلان وفلان(59) آمنوا بالنبي أول الأمر وكفروا حين عرضت عليهم الولاية، حين قال النبي r وآله: " من كنت مولاه فعلي مولاه " ، ثم آمنوا بالبيعة لأمير المؤمنين (ع)، ثم كفروا حين مضى النبي r وآله، فلم يقروا البيعة، ثم ازدادوا كفرا بأخذهم من بايعه بالبيعة لهم، فهؤلاء لهم يبق هلم من الإيمان شيء(60)



9- عن عيسى بن داود عن الإمام موسى بن جعفر عن أبيه (ع) في قوله تعالى: (( الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة ورزق كريم)) " الحج: 50 " ، قال أولئك آل محمد (ع) .

ـــــــــــــــ

(57) أبو بكر وعمر رضي الله عنهما .

(58) الكافي 8/245، تأويل الآيات الظاهرة 1/124 .

(59) أبو بكر وعمر وعثمان رضي الله تعالى عنهم .

(60) الكافي 1/420، تفسير البرهان 1/421، تأويل الآيات 1/143، البحار23/375 .

-61-

" والذين سعوا - في قطع مودة آل محمد - معجزين أولئك أصحاب الجحيم " (61) .





قال: هم الأربعة نفر(62) التميمي والعدوي والأمويين (63) .



10- عن عبد الله بن بكر الأرجاني قال: صحبنا أبو عبد الله (ع) في طريق مكة من المدينة، فنزلنا منزلا يقال له: عسفان، ثم مررنا بجبل أسود وحش .



فقلت: له: يا ابن رسول الله ما أوحش هذا الجبل ما رأيت في الطريق مثل هذا ؟!!

فقال لي: يا ابن بكر أتدري أي جبل هذا ؟

فقلت: لا .

قال: هذا جبل يقال له الكمد، وهو على واد من أودية جهنم، وفيه قتلة أبي الحسن (ع)، استودعتهم الله فيه، تجري من تحتم مياه جهنم من الغسلين والصديد والحميم، ما يخرج من جب الخزي، وما يخرج من الفلق، وما يخرج من آثام، وما يخرج من طينة خبال، وما يخرج من جهنم، وما يخرج من لظى، وما يخرج من الحطمة، وما يخرج من سقر، وما يخرج من الجحيم، وما يخرج من الهاوية، وما يخرج من السعير، وما يخرج من حميم .

وما مررت بهذا الجبل في سفري فوقفت به إلا رأيتهما يستغيثان (64) وإني لأنظر إلى قتلة أبي .

ــــــــــــــ

(61) هذا تحريف للآية الكريمة وهي في سورة الحج:51" وهي هكذا (( والذي سعوا في آياتنا معاجزين أولئك أصحاب الجحيم )) فقبح الله تعالى قوماً حرّفوا كتابه الكريم .

(62) أبو بكر وعمر ومعاوية رضي الله تعالى عنهم .

(63) تأويل الآيات 1/354، البحار 23/381، تفسير البرهان 3/98.

(64) يقصد أبا بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما .

-62-

وأقول لهما: إنما هؤلاء فعلوا ما أسستما، لم ترحمونا إذ وليتم، وقتلتمونا وحرمتمونا، ووثبتم إلى حقنا ، واستبددتم بالأمر دوننا، فلا رحم من يرحمكما، ذوقا وبال ما قدمتما ، وما الله بظلام للعبيد، وأشدهما تضرعاً واستكانة الثاني (65) .



فربما وقفت عليها ليسلى عني بعض ما في قلبي، وربما طويت الجبل الذي هما فيه،وهو جبل الكمد .

قال: قلت له: جعل فداك فإذا طويت الجبل فما تسمع ؟

وأسمع من الجبل صارخاً يصرخ بي أجبهما وقل لهما: اخسئوا فيها ولا تكلمون .



قال: قلت له: جعلت فداك ومن معهم ؟

قال: كل فرعون عتي على الله،و حكى إليه عنه فعاله، وكل من علّم العباد الكفر. قلت: من هم ؟



قال: نحو بولس الذي علّم اليهود أن يد الله مغلولة، ونحو نسطور الذي علّم النصارى أن عيسى المسيح ابن الله، وقال إنه ثالث ثلاثة، ونحو فرعون موسى الذي قال: (( أنا ربكم الأعلى )) ونمرود الذي قال: قهرت أهل الأرض وقتلت من في السماء، وقاتل أمير المؤمنين، وقالت فاطمة ومحسن، وقاتل الحسن والحسين (ع) .



وأما معاوية وعمرو بن العاص فهما يطمعان في الخلاص ومعهم كل نصب لنا العداوة وأعان علينا بلسانه ويده وماله .



وقلت له: جعلت فداك فأنت تسمع هذا كله ولا تفزع ؟

قال: يا ابن بكر إن قلوبنا غير قلوب الناس، وإن الملائكة تنزل علينا في رحالنا، وتقلب على فرشنا، وتشهد طعامنا، وتحضر موتنا ، وتأتينا بأخبار ما يحدث قبل أن يكون، وتصلى معنا، وتدعوا لنا، تلقي

ـــــــــــــــ

(65) عمر رضي الله تعالى عنه .

-63-

عليها أجنحتها، وتنقلب على أجنحتها صبياننا وتمنع الدواب أن تصل إلينا، وتأتينا بما في الأرضين من كل نبات في زمانه، وتسقينا من ماء كل أرض، نجد ذلك في آنيتنا، وما من يوم ولا ساعة ولا وقت صلاة إلا وهي تنبهنا لها، وما من ليلة تأتي علينا وأخبار كل أرض عندنا وما يحدث فيها .



وأخبار الجن وأخبار الهواء !!! من الملائكة وما من ملك يموت في الأرض ويقوم غيره مقامه أتتنا بخبره، وكيف سيرته في الدين قبله.

وما من أرض من ستة أرضين إلى أرض السابعة إلا ونحن نؤتي بخبرها .

فقلت له: جعلت فداك أين تنتهي هذا الجبل ؟

قال: إلى الأرض السادسة، وفيها جهنم على واد من أوديتها عليه حفظة أكثر من نجوم السماء وقط المطر، وعدد ما في البحار وعدد الثرى. وقد وكل كل ملك منهم بشيء وهو مقيم عليه لا يفارقه .



قلت: جعلت فداك إليكم جميعا يقلون الأخبار ؟

قال: لا إنما يلقي ذلك إلى صاحب الأمر، وإنا لنحمل ما لا يقدر العباد على حمله، ولا على الحكومة فيه. فمن لم يقبل حكومتنا جبرته الملائكة على قولنا، وأمرت الذين يحفظون ناحيته أن يقصروه على قولنا، فإذا كان من الجن: أهل الخلاف والكفر، وأوثقته وعذبته حتى يصبر إلى ما حكمنا .



قلت له: جعلت فداك فهل يرى الإمام ما بين المشرق والمغرب ؟ قال: يا بن بكر فيكف يكون حجة على ما بين قطريها وهو لا يراهم ولا يحكم فيهم ؟ وكيف يكون حجة على قوم غيب لا يقدر عليهم ولا يقدرون عليه ؟ وكيف يكون مؤديا عن الله وشاهدا على الخلق وهو لا يراهم ؟ وكيف يكون حجة عليهم وهو محجوب عنهم ؟ وقـد بينهـم



-64-

وبينه أن يقوم بأمر الله فيهم والله يقول : (( وما أرسلناك إلا كافة للناس )) يعني به من على الأرض، والحجة من بعد النبي يقوم مقام النبي . وهو الدليل على متا تشاجرت فيه الأمة ، والأخذ بحقوق الناس، والقائم بأمر الله والمنصف لبعضهم من بعض، فإذا لم يكن معهم من ينفذ قوله تعالى وهو يقول: (( سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم )) فأي آية في الآفاق غيرنا أراها الله أهل الآفاق. وقال تعالى: (( وما نريهم من آية إلا وهي أكبر من أختها )) فأي آية أكبر منا (66) .

ــــــــــــــ

(66) تفسير البرهان لهاشم البحراني 4/148-149 .

انتهى......................

النعمان
09-01-2005, 12:17 AM
جزاك الله خير

ساهر_الليل
09-01-2005, 05:15 PM
ايانا واياك اخي النعمان