PDA

View Full Version : حقيقة من الشرق


حياكم الله
18-01-2005, 03:50 PM
حقيقة من الشرق

يجب التعاطي بموضوعية المسئولية ، وبأهمية الحذر والتنبه من خطورة معلوماتنا الدقيقة .. وشواهد رواياتنا المستقلة والتيقظ لاستنتاجاتنا المراقبة للأحداث المتسارعة وتوظيف عقولنا قدر الإمكان في إطار المتغيرات الدراماتيكية التي فرضتها ثقافة ومنهجية أو خيارات الخارجين عن القانون الطبيعي علينا بآلياته الوحشية والدموية . في ظل عجزنا عن تفعيل التعاون بيننا حيال قضية من اخطر القضايا الحيوية التي تواجه العصر ومشكلة عجز أمامها مجتمع العالم المتمدن وأنهكت كل أدواته التقنية والتعبوية من التصدي لهذا المارد ، مما أدى إلى تفشي ظاهرة الخوف والهروب في مواجهته أو التقليل من فاعلياته بشكل يطمئن.
ولابد من أن نعترف طوعا وقناعة أن العالم مرتبك وينهار ماديا ، وحضاريا ، وفكريا من تبعات ظاهرة الإرهاب اقذر وسائل المتطرفون
العنيفة!!
ولابد من ذكر هذه الحقيقة لان العالم بدا يضطرب .. ويرتعد , ويرتعش , ويرتعب ,ويهتز بذعر ويزداد تخوفه كل سنة وكل يوم وكل ساعة وكل دقيقة وكل ثانية رغم مكابرة ساساته !! ويحس المرء بقرب نهايته في مقعد مقصورة قطار أو علي ارتفاع آلاف الأقدام في الجو .. أو في قاع البحر .. أو حتى في قاعة محصنة باعتى أدوات الأمن .. أو حتى داخل مقصورة هاتف عمومي بشارع ما في العالم أو حتى علي سرير النوم .!!
غير كافي و مأمون لإنسان هذا العالم في سلامته من ظاهرة هذه الحقيقة ذلك مؤكد وغير قابل للجدل !!
لابد أن نقتنع جميعا أن العالم مصاب بالهلع ويتوجس خوفا ,,
فكل منا يترقب نهايته المفجعة بتناثر أشلاءه المتطايرة بفعل قنبلة .. أو متفحمة أعضائه من سيارة مفخخة أو مصروع في ميدان عبر عيار ناري يفاجئه وهو في احسن أحواله ا لصحية العقلية .. والجسدية !! من مكان غير متوقع وغير مؤمن حتى لو تم تأمينه بثلثي قوات الكرة الأرضية !!
لا تستطيع رصد ووقف ذلك العيار !! الغير خاضع لكل القوانين و الأعراف ، اقصد أن الكل مستهدف بنهاية مروعة .. وأهوال .. وأخطار يتعرض إليها أي لحظة حتى لو كان جاثم داخل كنيسة القيامة بالفاتيكان أو ساجد داخل كعبة المسلمين !!
وبالتالي حجم الخوف العالمي بدا يكبر .. ويتنامى .. ويتوسع ويتناغم بين النفوس والأفكار مما حول عالمنا إلى كوكب قلق من حالة الفزع التي تعتريه وبشكل دائم واصبح الإنسان الضحية منضويا تحت ضغوطات نفسية ومرعب من عدو مجهول اسمه (الإرهاب)..
إذن من هو هذا الشبح الخاطف للطمائنينة سريع الحركة والتنقل والتخفي ,دقيق التسديدات , مدروسة بعناية فائقة تكتيكاته .. ومحتاطة مناوراته .. حيث صعّب علينا تحديد هويته .. ومواطنه .. بشكل قاطع . وعجزت كل التقنيات الحديثة جدا وكل الآليات الاستخباراتية المتطورة عن كشفه ومعرفة أوقات غاراته وتفاصيل تحركاته بشكل دقيق !!
فظاهرة الإرهاب وابعادها الاستراتيجية علي الدول والشعوب وتصاعد خيار الإرهاب من قبل البعض أصبحت قضية مثار اهتمام كل دول العالم بدون تحديد ومعضلة محيرة استمرار هذا الوجع الإنساني المستحدث !!
لابد من وقفة جدية مع بعضنا البعض ونترك جانبا خلافاتنا حول بعض القضايا ونعلق ذات الحساسية منها التي عادة ما تنتج الانشقاقات
والخلافات والصراعات القائمة ونبحث بعقل وصدق عن هوية عدونا المشترك (الإرهاب) ونصنفه ونعرفه ونعلل دوافعه ومبرراته و أسباب نشأته ونشخص أمراضه هل هو فعلا نتيجة غبن اجتماعي كما تدعي
(ايتا الباسك) أو تمييز سيكيليوجي كما تدعو (اووم الحقيقة المطلقة) اليابانية !!أو جماعة جيش الرب في القرن الأفريقي!! أو عرقية كما تبرر (القوات الثورية المسلحة) في كولومبيا !! أو مذهبية كما تطرح جماعة
(بابار خالصا) السيخية !! أو أصولية شعار جماعة (عسكر طيب) الكشميرية !! أو جماعة (ديف سول) التركية التي تعتبر تركيا هي اصل العالم !! أو حركة (كاهاناحي ) اليهودية التي تنادي بأحقيتها بالرب دون الأجناس الأخرى !! أو حركة (النمور) تحرير إيلام التأميل عن بقية جزيرة الشاي !!أو (منظمة الجيش الجمهوري الايرلندي) التي ترهق بقية الجزر البريطانية بدعوتها للانفصال عن الأسد الهزيل بأطر عقائدية ومذهبية !! أو جماعة (الدرب المضيء) بالبيرو التي تحاول إنعاش البيرونية الملفظة أنفاسها الأخيرة !! أو نضالية كما تدعي حركة المجلس
الثوري منظمة (أبو نضال) التي تريد أن تنبه العالم بقضية فلسطين بخطف الطائرات وقتل الرياضيين واغتيالات خصومها !!ومنظمة (الحزب الكردستاني) التي دعت إلى قيام دولة ذات سيادة في منطقة من اكثر مناطق العالم غليانا علي القومية الكردية !! أو دعوات للتخلص من إذلال الهيمنة الغربية شعار منظمة (الألوية الحمراء اليابانية)
قد نجد إلى حد ما ما يبرر هذا السلوك العدواني المتخلف والضعيف ومشروعيته المفترضة بقنا عات مرتكبي هذه الفضائع التاريخية من وجهة نظرهم ..
ولابد من أن نقبل بالأسباب ولو جزئيا بقضايا بعضهم الموضوعية .. ونرفض البعض الأخر المزاجية والسيكيليوجية وقد حدد العالم أمكنة نشاط الإرهاب وخريطة تحركه والأهداف المستهدفة من الإرهاب منذ سنوات ، وفي الحقيقة الإرهاب بدا يتصاعد بشكل رهيب منذ نهاية الثمانينات و أوائل التسعينيات في القرن الماضي ويتنامى بشكل خاص ، بمنطقة الشرق الأوسط ويتلون بدعوات عقائدية ويختفي في هوية المناداة بتطبيق الشريعة الإسلامية حيث يبرر مشروعيته و فرض قبوله الإقليمي بالمنطقة وخاصة مناطق منابع النفط !! وقبل أن نخوض في المزيد من تشخيص الإرهاب في منطقة الجزيرة العربية وتعمقه في جذور تربتها والانسجام مع أيد ولجية اكثر المذاهب المتطرفة المذهب الوهابي وجه النظام الرسمي في المملكة العربية السعودية
نستفسر من جديد:ــ
أسئلة عدة تتدفق في الذاكرة منذ زمن أي قبل تسريب المعلومات الخطيرة والجديرة بكشفها للعالم وخاصة المجتمع الأميركي وقت أن حجبت أو تؤاطة الإدارة الأمريكية بإخفاء هذه الحقيقة التي استغفلت 150 ألف مخبر تابع ل c.i.a في السعودية فبالرغم من العلاقة الوطيدة المطلقة التي وصلت إلى درجة التحالف الإستراتيجي الاقتصادي والأمني بين أمريكا والمملكة العربية السعودية ورغم تبرئة أمريكا ( للسعودية ) من تهمة التواطؤ مع الإرهاب بعد ضرب (أبراج ) مركز التجارة العالمية بنيويورك وإظهار السعودية انزعاجها!! من الحادث المؤلم وحزنها على الضحايا بشكل غير مسبوق وقبول الإدارة الأمريكية حينذاك مظاهر آسف السعودية الإسلامي والعربي علي لسان اجندتها !!
اعني قبول أمريكا اعتذار الدولة المحورية في علاقتها بالإسلام !!
أذن السعودية عن من تعتذر من اجله !! لدولة أمريكا الجريحة في كبرياؤها ..
من هو المصدر الإرهاب في المنطقة .. ؟!من يموله من يرعاه ؟! من يدعمه ؟! من ينظمه رسميا ً؟! من يحميه عقائديا ؟!
ولصالح من تصاعده بهذا الشكل ؟! وفى هذا الوقت ؟!
وفى صالح من تصديره لبعض الدول الأفريقية ؟.. والأوربية والآسيوية ودول الآتيان؟! وما هي فلسفة تصديره لبعض الدول الإسلامية الأكثر توازنا ً , واستقرارا ؟!
من صنع ( بن لادن )؟! و (الظواهرى ) و( مصعب الزرقاوى ) ( أبو سياف ) و( الملاعمر ) و( الحوثي ) ؟!من هو المذهب السلفي الذي خرج مدارس التطرف في الشيشان وسرب الأسلحة إلى الموصل والفلوجة ؟! عن طريق الحدود؟! أسئلة كثيرة تورط المملكة العربية السعودية بتهمة مصيبة الإرهاب آلتي تعانى منها المنطقة بسبب أيد ولجية مذهبها الوهابي الرسمي لدولة المملكة فالتقارير تشير إن ولى عهد المملكة العربية السعودية الأمير (عبدا لله بن عبد العزيز ) الممول والموجه الرسمي لحركات التطرف في الشيشان ودول الآتيان ..وهو الممول لرابطة العالم الإسلامي والاتحاد الإسلامي التي لها إمدادات في أفريقيا لنقل المعركة من خلال تشكيل مدارس للتطرف والتي من بينها العناصر التي كانت وراء تدمير الأبراج الأمريكية !!
فهناك اكثر من 200 أمير سعودي مطلوبين إلى أمريكا بدعمهم للإرهاب يعملون وفق توجيه الأمير( عبد الله بن عبد العزيز) في اتجاه الإرهاب بحجة دعم الإسلام !!
والتطرف الوهابي في الجزيرة يقف وراء التطرف والعنف والتعصب في نيجيريا , والشيشان , وموريتانيا وساحل العاج ,والأمير (عبد الله بن عبد العزيز ) له علاقة مشبوهة ووطيدة مع حركة الموحدين المنشقة عن ( بن لادن ) والتي من بين أهدافها الاستراتيجية ضرب التواجد الأمريكي بالسعودية ومناطق الخليج خاصة قطر !!
ولهذا نستخلص حقيقة حتما ستثير الرأي العام العالمي وتقلب الأمور رأسا علي عقب .. وتذهل الجميع بشواهدها وحججها الدامغة ، الحقيقة التي تعلمها الإدارات الأمريكية السابقة ولا تجهلها الإدارة الحالية وهي قصة تطور تورط المملكة العربية السعودية في قضية من اخطر القضايا المعاصرة (الإرهاب) !!
أولا:ــ استغل المذهب الوهابي فترة الحرب الباردة بين الغرب والشرق بتوسيع نشاطه القاري بتصدير المذهب الوهابي المتطرف النظام الرسمي للمملكة كفرصة سانحة تحت ذريعة مواجهة المد الشيوعي بالمنطقة العربية الشرقية أو بمنطقة جنوب شرق آسيا ببناء مدارس متطرفة في أفغانستان و الباكستان و كشمير و الهند و بنغلادش .. و إنشاء آليات
و بناءات جهادية وتيارات متطرفة معادية للروس في أفغانستان و الشيشان!! وتصدير المدارس المتطرفة إلى بعض الدول الإسلامية المستقلة بالاتيان !!
ثانيا :ــ تزايد مد التطرف الوهابي في إفريقيا وخاصة في نيجيريا وساحل العاج وإفريقيا الوسطى وموريتانيا يعد لسببين هما نشر معتقدات التعصب الوهابي وتشكيل مدارس متطرفة وتجذيره وتوطينه في المناطق المستهدفة . ومحاولة عزل (العلوية) في غرب إفريقيا لانتزاع الشرعية (العلوية)التي تدعوا أن تكون هي المرجعية والإمامة من حقها أي زعامة الإسلام !!
ثالثا:ــ تزايد حجم التطرف والعنف و الإرهاب الفكري والعقائدي مصدره المملكة العربية السعودية , و الأمير عبد الله بن عبد العزيز يعد وجه آخر (لبن لادن) والحركات الدينية الوهابية امتداد طبيعي (لبن لادن) المتخرج من المدرسة الوهابية ..
و أخيرا حتى لا نجهد أنفسنا طويلا وإمكانياتنا في البحث المضني عن رعاة التطرف والتزمت والإرهاب ومصادر التيارات الجهادية في العالم عبر المنظمات .. والمؤسسات الفكرية والاقتصادية أو في الجبال والسهول والصحاري والأدغال ..
نقتصر هذه المتاعب , وندخل إلى القصور الفارهة ونسأل بهدؤ حكام السعودية علي هامش القهوة المرة جملة واحدة فقط أين (بن لادن) وبقية المطلوبين؟!
سؤال من المفترض توجيهه من قبل السيد الرئيس (جورج دبليو بوش) قبل اتخاذ قراره بمحاربة الإرهاب وتكبيد الشعب الأمريكي والشعوب الأوربية الأخرى مصاريف الإنفاق علي هذا العدو المجهول استحقاقات ومطالب ملحة من قبل المجتمع الأمريكي تحديدا ً بضرورة كشف هذه الحقيقة من الشرق للخلاص من دوامة تعقب العنف دون تحقيق مكاسب استقرار العالم من معضلة الإرهاب


انطوان رزق / لبنان

4