PDA

View Full Version : حماس .. هل تعلن إنهاء الانتفاضة ؟


USAMA LADEN
19-02-2005, 02:36 AM
حماس .. هل تعلن إنهاء الانتفاضة ؟
بعيدا عن العاطفة .. لا مفر من الاعتراف بحقيقة وطبيعة الحصار الذي تعاني منه فصائل المقاومة الفلسطينية ، وهذا كلام ربما لا يعجب كثيرون لا يرون في الأحداث إلا إشاراتها الإيجابية ، وتسلبهم المشاعر الفياضة القدرة على رؤية مواطن الأزمات أو بوادرها ، فانتفاضة الأقصى التي تجاوزت السنوات الأربع تبدو الآن حملا ثقيلا لأسباب كثيرة منها /

- تعرضت الأجنحة العسكرية لعملية استنزاف هائلة لكوادرها وقدراتها ولم يعد سهلا تخطيط أو تنفيذ العمليات الاستشهادية التي كانت السلاح الرئيس للانتفاضة ...

- تصاعد الحصار المالي والسياسي الذي تتعرض له حركة حماس تحديدا من قبل الدول العربية مما أدى إلى تراجع قدراتها التمويلية لدرجة كبيرة ، وفي وقت من الأوقات ادعت مصادر أمريكية أن ميزانية حماس السنوية تبلغ خمسين مليون دولار ..

- نجاح حكومة شارون في الربط بين تصعيد عمليات الانتفاضة وتنشيط عمليات اغتيال القادة السياسيين لحماس ، وهو ما كان يعتبر خطوطا حمراء على الأقل بالنسبة لبعض الرموز كالشيخ أحمد ياسين ..

- توسع الحكومة الإسرائيلية في تطبيق سياسة عقاب الشعب الفلسطيني مباشرة في أعقاب العمليات الفدائية ..

- تراجع سقف الطموحات المرتبطة بالانتفاضة إلى مستوى الأوضاع السابقة لاشتعالها في سبتمبر عام 2000م ، وذلك لدى بعض الفصائل ، والبعض الآخر لم يعد يطرح أهدافا كبرى وتركز الخطاب العام لها حول الصمود والتضحية والثبات دون توفر رؤية واضحة أو أهداف محددة ..



وهذه الصعوبات لا يعني ذكرها أن إنهاء الانتفاضة أصبح خيارا عقلانيا أو واقعيا ، بل على العكس من ذلك هناك مبررات أقوى تدفع لاستمرارها وسيأتي ذكرها بعد حين ، ولكن مما يجدر الإشارة إليه في هذا الصدد أن إحدى إيجابيات المقاومة الفلسطينية أن هناك حركة واحدة تتحمل العبء الأكبر للانتفاضة وهي حركة حماس ، وبذلك فإن قرار إنهائها أو استمرارها مرتبط بقرار هذه الحركة أكثر من بقية الفصائل رغم الاعتراف بدور حركات أخرى مثل الجهاد الإسلامي ، فالإحصاءات المرتبطة بعدد العمليات وعدد الأسرى أو القتلى أو الخسارة في الجانب الإسرائيلي تعطي إفادة واضحة لمصلحة حماس ، ولا شك أن جماعية القرار – في قضية كبرى كهذه - رغم بعض ميزاتها إلا أنها تفسح المجال لخلخلة الصف عند تصعيد الضغوط وقد ظهر أثر ذلك واضحا عندما أعلن بعض قادة كتائب شهداء الأقصى التزامهم بوقف العمليات تجاوبا مع دعوة أبو مازن ، فقد ظلت القوة الرئيسة الضاربة للانتفاضة والمتمثلة في كتائب القسام مستمرة في مسيرتها ونفذت عمليات ناجحة بعضها مشاركة مع خلايا تابعة للكتائب نفسها ..



وهذا يعود بنا إلى السؤال الأهم : هل يمكن لحماس – بقوتها الرئيسة للانتفاضة – أن تتخذ قرارا بإنهائها ؟

الإجابة على السؤال ليست سهلة قطعا ، ولكن الذي يبدو واضحا أن قادة حماس ليست لديهم الرغبة في وقف الانتفاضة أو المساومة على إنهائها ، ومن المهم هنا التأكيد على أن خيار المقاومة المسلحة بالنسبة لحركة إسلامية كحماس أوالجهاد ليس خيارا تكتيكيا بغرض الحصول على بعض المكاسب السياسية ، بل هو خيار عقدي ينبع من الإسلام الذي تتبناه هذه الحركات منهجا لها ، ولذلك يصعب عليها أن تتخذ قرارا بوقف المقاومة إلا في حالة تحقق الاستقلال التام وتحرير المقدسات ، ولذلك يبدو مصطلح الهدنة هو الأقرب لتفعيله واستخدامه من قبل قادة الحركة ، فهو من ناحية يعني وقفا مؤقتا للعمليات الفدائية ، ومن ناحية أخرى لا يتضمن إنهاء حالة المقاومة ، ولم يرد في تصريحات أو أحاديث قادة المقاومة الإسلامية ما يدعو إلى وقف المقاومة أو الانتفاضة ..



وفي هذا السياق ندفع بسؤال آخر يتجنب كثيرون التعرض له بموضوعية وهو : هل نجحت الانتفاضة في تحقيق أهدافها ؟ ..

البعض يجيب عن هذا السؤال بطريقة لا تخلو من الحيدة ، فيتكلم وكأننا نسأل عن : إيجابيات الانتفاضة ، وهناك فرق كبير بين المعنيين ، والإجابة التي لا مفر منها هي أن الانتفاضة لم تتمكن حتى الآن من تحقيق الأهداف التي اندلعت من أجلها ، وليس هذا قدحا في فصائل المقاومة أو إقلالا من مجهوداتهم ، كما أنه ليس دعوة إلى إنهاء الانتفاضة أيضا ، ولكنها دعوة للنظر بعقلانية إلى الوقائع ، وهنا ينبغي التفريق أيضا بين مصطلحي : المقاومة والانتفاضة ، فهما ليسا مترادفين ، والثاني أحد أشكال التعبير عن الأول ، وبذلك فلا يعني وقف الانتفاضة أو تراجعها وقف المقاومة أو تراجعها ، فالانتفاضة لها تعربفها وتوصيفها الخاص بها ، وقد تتوقف الانتفاضة ومع ذلك تستمر العمليات الفدائية ، وقد تستمر الانتفاضة مع وجود هدنة لوقف العمليات كما يمكن أن يحدث حاليا ، فالعبرة إذن باستمرارية المقاومة وليس الانتفاضة ، وقد كانت حماس تذيق العدو الصهيوني الأمرين في منتصف التسعينيات بلا انتفاضة ، والعمليات الاستشهادية التي سبقت وأعقبت اغتيال يحي عياش – رحمه الله – دليل أكيد على ذلك ..



ونعود إلى قضية الأهداف فنقول توضيحا أن الانتفاضة نجحت في إرباك العدو الصهيوني إلى حد كبير وزلزلت أركانه الاقتصادية والاجتماعية ولكن ليس إلى المستوى الذي يدفع الحكومة الإسرائيلية إلى تقديم تنازلات تحقق الغرض من الانتفاضة ، سواء على صعيد تحرير الأرض والمقدسات أو إطلاق كامل الأسرى ، بل المؤسف أن سقف المطالب العربية والطموحات الفتحاوية قد انخفض إلى مستوى العودة بالأوضاع إلى سابق عهدها قبل اندلاع الانتفاضة بأيام قليلة وقد صرح بذلك وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط ، وقد أثر هذا ولا شك على عنفون الانتفاضة وفاعليتها ..



و من ناحية أخرى فإن استخدام الانتفاضة لخلخة المجتمع الإسرائيلي والاقتراب به من مستوى الانهيار الكامل للدولة يتعرض لعقبتين رئيستين :

أولاهما : أن المقاومة الفلسطينية لا تواجه دولة بالمعنى الحرفي أو المصطلحي للكلمة ، فإن أكثر ما يعبر عن الكيان الصهيوني أنه : قاعدة عسكرية ضخمة ، وهناك فرق بين محاولة إسقاط دولة أو قاعدة عسكرية ، فالدولة العبرية مشروع يهودي أمريكي غربي مشترك ، وليس هناك حدود للدعم الذي يمكن أن تتلقاه عسكريا أو اقتصاديا ، حتى لو وصل إلى نسبة مئة في المئة من الميزانية والجيش .



وثانيتهما : أن الوصول إلى مستوى خلخلة المجتمع اليهودي بالدرجة المطلوبة لتقديم تنازلات مقنعة يحتاج إلى تواصل وتطور في زخم عمليات المقاومة من حيث الكم والكيف ، يعني أن إحداث التأثير المطلوب يحتاج إلى معدلات متزايدة كما ونوعا وهو ما لم يتحقق في سنوات الانتفاضة الأربع ، وحسب مصادر إسرائيلية فإن منحنى الانتفاضة يتضح من خلال الإحصاءات التالية :

عدد القتلى اليهود بلغ 1017، سقط منهم 47 في العام 2000 ، 207 في العام 2001 ، 452 في العام 2002 ، 214 في العام 2003 ، 97 في العام 2004 م ، وكان عدد العمليات الاستشهادية – سلاح الانتفاضة الرئيس - 138 عملية استشهادية ، 4 في العام 2000م ، 35 في العام 2001 م ، 60 في العام 2002 م ، 26 في العام 2003 م ، 13 في العام 2004 م ...

وهذه الإحصاءات تفيدنا أن الزخم والتطور المطلوبين حدثا في الفترة من بدء الانتفاضة عام 2000 م إلى العام 2002 م ، وبعد ذلك بدأت الانتفاضة تفقد زخمها العسكري كما هو واضح في العامين 2003م و2004م ، وهذا يعني أن تأثيرها بالصورة التي شرحناها سابقا قد تراجع كثيرا رغم الإيجابيات التي أحدثتها استمرارية العمليات في الداخل الصهيوني ..



ويبقى رغم كل ما سبق التأكيد على أن المقاومة الفلسطينية لم تعد مشروعا داخليا ، بل أصبحت مع مثيلتها في العراق مشروعا عربيا وإسلاميا ، وبذلك فإن حجم المسؤولية الملقى على عاتق قادة المقاومة والانتفاضة في فلسطين ليس بالشيء الهين ، فبين أيديهم طموحات أمة وآمال شعوب .

وإذا كانت الانتخابات المؤمركة في أفغانستان والعراق وفلسطين مشروع إدارة بوش للشرق الأوسط الكبير ، فإن المقاومة هي مشروع الشعوب الإسلامية لعالم إسلامي كبير ، وهذا يعني أن قرار وقف الانتفاضة أو المقاومة ليس قرارا داخليا يتخذ وفق معطيات داخلية ، فالراية التي رفعها الأبطال على أرض فلسطين تتلاقى عند أطرافها آمال وأمنيات ، والخذلان كل الخذلان في انطفاء أو انكفاء هذه الراية في زمن لم تعد تعلو فيه إلا الرايات الموقعة على بياض ..

زهرة الندى
19-02-2005, 03:15 PM
لا شك أن مثل تلك المضايقات و المصاعب أصبح منظر يومي إعتاد عليه عامة الناس فكيف بحماس
منذ متى و الضغط يخمد ثورة قامت للدفاع في تلك الديار عن عقيدة المسلمين و عن أعراضهم و اموالهم و ديارهم ....
و إن قل العتاد و قل المؤيدون فإن كان العمل مقدس لله فلن يخمد و لن يموت و سيكتب له البقاء و الإستمرار رغم أنف كل زاعم واهم ضال مضلل
و كل ضغط لا بد من أن يولد الإنفجار
إن كان هدف حماس من الإنتفاضة هدف شرعي مقدس يرجى فيه رفع راية الإسلام و إرضاء رب العزة فكيف تتوقف عن ذلك البذل و العطاء حتى و إن لم يبقى معها رجل واحد
حتى و إن نفذت دخيرتها من المال و العدة و العتاد
أما إن كانت الأهداف دنياوية فلن يكتب لها البقاء و العيش تحت ذاك الرزخ
و لكن حماس ستبقى بإذن الله و برغم الأعادي هي الأساس

أمؤدن الأقصى حزنت لأن صوتك لم يصل
و لأن أمتك التي تدعو لنصرتك الطويلة تقتتل

اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد
يذل فيه عدوك
و يعز فيه وليك
و يحكم فيه بكتابك