spetsmissiya
15-05-2005, 09:23 PM
فى غضون بضعة أيام سوف يغزو الأسواق الأمريكية والكندية كتاب جديد يكشف النقاب عن أن المملكة العربية السعودية قد وضعت خطة لحماية أراضى المملكة ضد أى غزو أجنبى محتمل أو هجوم داخلى يهدف للإطاحة بالبيت السعودى الحاكم ، وذلك من خلال إقامة نظام " تدمير ذاتى " ، عبارة عن شبكة سرية من المتفجرات والقنابل التقليدية و" القنابل القذرة " من شأنها عند تفعيلها أن تدمر البنية التحتية وتشل أنظمة الإنتاج والتوزيع للنفط السعودى لعقود قادمة!!!.
جاء ذلك فى كتاب جديد سوف ينزل الأسواق الأمريكية والكندية رسميا فى السابع عشر من شهر مايو الجارى للمحقق الصحفى والكاتب الأمريكى المعروف " جيرالد بوزنر " ، وتحت عنوان " أسرار المملكة : القصة الباطنية للعلاقة الأمريكية السعودية " ـ عن دار نشر " راندوم هاوس " الأمريكي
وقد عرض للكتاب حتى الآن الكاتب الأمريكى اليمينى المحافظ دكتور دانييل بايبس مؤسس ومدير مركزأبحاث " منتدى الشرق الأوسط " فى مقال نشره منذ يومين فى مجلة " فرانتلاين مجازين دوت كوم " ، كما عرض له موقع صحيفة " هافينجتون بوست " الأمريكية ، بالإضافة إلى كاتب هذه السطور .
وطبقا للكتاب الجديد فإن المؤلف جيرالد بوزنر يعتمد فى هذا الكشف المثير للخطة السعودية الأكثر إثارة على معلومات توصلت إليها وكالة الأمن القومى National Security Agency (NSA) ـ وتسنى للمؤلف حق الإطلاع عليها!! .
وقد لا يعرف الكثيرون أن وكالة الأمن القومى هى أكبر وكالة مخابرات أمريكية وفى العالم ، ومتخصصة فى أعمال التنصت والتجسس الالكترونى تقريبا على مستوى العالم من خلال شبكة معقدة من الاقمار الصناعية وأجهزة الكترونية دقيقة للغاية تم زرعها فى معظم عواصم العالم الفعالة والرئيسية.
ويكشف بوزنر فى كتابه الجديد أن الوكالة قد توصلت بوسائلها الإلكترونية إلى أن الحكومة السعودية لديها نظام تفجير للتدمير الذاتى يتكون من متفجرات وقنابل تقليدية وقنابل " قذرة" قد تم زرعها بطريقة إستراتيجية فى موانئ البترول الرئيسية وخطوط الأنابيب ومحطات الضخ ومستودعات التخزين وأرصفة الشحن والمنشأت والتسهيلات الإحتياطية والمولدات الكهربائية ومحطات معالجة المياة فى جميع أنحاء المملكة!!.
ويقول بوزنر أنه إذا تم تفعيل هذه القنابل والمتفجرات فإنها سوف تدمر البنية التحتية لأكبر مزود ومصدر للبترول فى العالم، وتصبح البلاد أرض فضاء ملوثة بالإشعاع النووى ، وبهذا تضمن السعودية أن بترول المملكة لن ينتفع به أحد .
كما يقول المحقق الصحفى بوزنر أن الملف الذى يحتوى على هذه المعلومات فى وكالة الأمن القومى يعرف داخل الوكالة باسم " بترو إس. إيى " ـ Petro SE, for petroleum scorched earth أو الأرض المحروقة بالبترول.
وهنا تجدر الإشارة إلى أن القنبلة القذرة عبارة عن مواد مشعة تعبأ حول مادة متفجرة تقليدية وتنتشر بقوة الانفجار ، والمواد المشعة التي يمكن استخدامها في صنع مثل هذه القنبلة متوفرة في الحياة اليومية في أنحاء العالم سواء في المستشفيات أو المصانع ، وتختلف القنبلة القذرة عن القنبلة النووية في عدم حدوث عملية انشطار نووي ، وحتى إذا لم يكن للقنبلة القذرة تأثير مدمر مماثل لما تحدثه قنبلة نووية يكفي أن نتخيل سحابة مشعة في محطة للمترو بإحدى المدن.. سيكون أثرها مدمرا ، وعلى مدى سنوات طويلة سوف ترتفع معدلات الإصابة بالسرطان.
ويعلق دكتور بايبس على هذا الكشف المثير والخطير قائلا : " لو أن هذا الكشف صحيح فإن ذلك من شأنه أن يقوض الإقتصاد العالمى فى أى وقت."
ويذكر المؤلف بوزنر فى كتابه الجديد أن السعوديين كى يتأكدوا أن المنشآت النفطية المعطلة لا يمكن أن يعاد بناءها من جديد فقد قاموا بإحلال أجهزة تشتيت للمواد المشعة الخام فى أنحاء أراضى المملكة، وأن هذه القنابل القذرة التى تم إعدادها بطريقة سرية استغرقت عدة سنوات قد تم إخفاءها فى ألأماكن المناسبة فى جميع معامل تكرير البترول الثمانية وفى قطاعات من حقل بترول الغوار ـ أكبر حقل بترول فى العالم بالإضافة إلى أماكن أخرى.
وعن خطة " Petro SE " يشير الكتاب إلى أن تفكير السعوديين فيها لأول مرة يعود إلى منتصف السبعينيات من القرن الماضى بعد أن ساورتهم المخاوف والقلاقل من جراء الإيماءات والتهديدات الأمريكية ـ المبطنة والصريحة ـ من أن سياسة إرتفاع أسعار البترول وتحديد سقف للإنتاج قد تدفع بالولايات المتحدة الأمريكية إلى القيام بغزو مسلح للمملكة العربية السعودية والإستيلاء بالقوة على حقول البترول ، وعلى سبيل المثال ففى عام 1975 هدد هنرى كيسنجر وزير الخارجية الأمريكى آنذاك السعوديين فى تصريح " نفى مزدوج " حين قال :
_ " أنا لم أقل أبدا أنه لا توجد ظروف تمنعنا من إستخدام القوة ضدهم ".
ويستطرد مؤلف الكتاب بوزنر قائلا:
" إستنادا إلى تقارير تنصت حصلت عليها وكالة الأمن القومى الأمريكية فإن السعوديين قد إبتكروا خطة " Petro SE " بسبب مخاوف كبيرة تملكتهم من أنه إذا ما حدث تمرد داخلى أو تعرضت المملكة لهجوم خارجى يهدد بقاء بيت آل سعود فى الحكم فإن الولايات المتحدة الأمريكية وقوى غربية أخرى قد تتخلى عنهم كما تخلوا عن شاه إيران فى عام 1979 ، لكن إذا كان لدى البيت السعودى نظام من شأنه أن يهدد الغرب بعدم استقرار سياسي وبركود وتراجعات إقتصادية عالمية فإن العائلة المالكة تعتقد أنها تستطيع أن تجبر القوى العسكرية الغربية على مساعدتهاعلى الإحتفاظ بالحكم ."
ويذكر الصحفى الأمريكى فى كتابه " أسرار المملكة" أن بعض المسئولين الأمريكيين والإسرائيليين يعتقدون أن المسئولين السعوديين كانوا على علم لأكثر من عشر سنوات مضت بأن محادثاتهم كانت تحت التنصت والمراقبة ، ولذا فقد تعمدوا المبالغة فى شأن خطة " Petro SE " بهدف إبتزاز الغرب وإجباره على حمايتهم ومهما كانت التكاليف، ويشرح بوزنر ذلك حين يقول :
" بالنسبة للسعوديين فإن تهديدهم للولايات المتحدة الأمريكية والقوى الغربية الأخرى يكون مؤثرا وفعالا طالما أن هذه الدول والقوى لا تستطيع التأكد من المدى الذى وصل إليه " نظام التدمير الذاتى " لحقول البترول السعودى ومنشآته.
هذا وقد قام جيرالد بوزنر فى كتابه الجديد بعملية تجميع لمعلومات أجهزة مخابرات متعددة الجنسيات ، وعرض للأحداث وفق تسلسل زمنى على مدى أكثر من ربع قرن لكشف حقيقة خطة " Petro SE " والتى يصفها المؤلف بأنها أشبه ما تكون " بوثيقة التأمين النووية لبيت آل سعود " للإفلات من المصير الذى لاقاه كل من الرئيس العراقى المخلوع صدام حسين وشاه إيران السابق محمد رضا بهلوى .
وإذا كانت فكرة تفجير وتخريب حقول البترول السعودى ومنشآته قد طرأت على ذهن السعوديين لأول مرة فى منتصف السبعينيات من القرن الماضى فإن التخطيط لها ـ كما يقول بوزنر ـ قد بدأ فى أعقاب حرب تحرير الكويت فى عام 1991 ، فعندما انسحب العراقيون من الكويت خلفوا وراءهم جحيما من النيران التى اشتعلت فى عدة مئات من آبار وحقول البترول الكويتى ، واعتقد السعوديون وغيرهم أن تلك الآبار ستظل معطلة عن العمل لسنوات طويلة ، إلا أنهم قد فوجئوا بنجاح الخبراء والفنيين الأمريكيين فى إطفاء النيران المشتعلة فى الآبار وإصلاحها فى غضون بضعة شهور فقط .
ويورد المحقق الصحفى بوزنر فى كتابه تفاصيل كثيرة ـ كما يقول دكتور دانييل بايبس فى مقاله ـ توضح كيف أن التخطيط السعودي لمشروع أو خطة " Petro SE " قد وضع فى الحسبان ليس فقط تفجير وتخريب معظم حقول البترول السعودى وإنما أيضا التخلص من كل الأطقم البشرية المدربة تدريب عال ، وتخريب أجهزة الكومبيوتر ذات التقنية العالية والتى يضارع بعضها أجهزة الكومبيوتر الموجودة فى وكالة الفضاء الأمريكية ـ ناسا .
ورغم كل ما ذكره المؤلف بوزنر عن السيناريو المخيف ، وما أورده من تفاصيل كثيرة إلا أنه يقرر فى كتابه أيضا أنه لا يستبعد أن يكون السيناريو برمته مجرد " عمل مسرحى " سعودى يهدف إلى ردع أى قوة خارجية قد تسول لها نفسها القيام بغزو لأراضى المملكة، ودون أن يوجد بالفعل رادع حقيقى على أرض الواقع.
ويعلق دانييل بايبس على ما جاء فى كتاب بوزنر بقوله " إذا ثبت أن هذا المخطط التخريبى له وجود بالفعل فثمة أمرين سرعان ما يقفزان إلى الذهن :
الأول أنه إذا كان يتعين على الملكية السعودية أن تحتفظ بقبضتها على الحكم ( وهو ما أعتبره الأكثر إحتمالا ) فإنها تكون قد خلقت لنفسها منظومة ردع فريدة ضد أى عدوان خارجى . ، والثانى لو أن الملكية السعودية قد تم استبدالها بإمارة إسلامية على غرار وروح نظام الطالبان ( السابق ) فى أفغانستان ، فإن مثل هذه الحكومة المناهضة للغرب فى شراسة سوف يكون بحوزتها طاقة انتحارية عنيفة من المتصور أنها بمجرد الضغط على زر تستطيع أن تهز النظام العالمى كله".
ويختتم دكتور دانييل بايبس مقاله قائلا :
" إن أجهزة المخابرات الغربية فى مسيس الحاجة إلى أن تفعل أكثر من مجرد التنصت على المحادثات السعودية ، .. هذه الأجزة فى حاجة الى أن تكتشف حقيقة هذه المتفجرات ، وإذا كانت موجودة فعندئذ يتوجب على حكومات الغرب أن تعيد تقييم علاقاتها مع المملكة."
كتاب أسرار المملكة هو الكتاب العاشر للمحقق الصحفى والكاتب الأمريكى جيرالد بوزنر والحائز على جوائز عن بعض كتبه التى تحقق عادة أرقام مبيعات كبيرة ، ومن أهم كتبه التى نشرت كتاب " لماذا أغفلت أمريكا؟ : فشل إحباط عملية 11/9 "
وكتاب " القضية انتهت " عن إغتيال الرئيس الأمريكى جون إف كيندى .
وفى الحقيقة أن مؤلف الكتاب جيرالد بوزنر والذى بدأ حياته العملية كمحام فى أحد مكاتب المحاماة هو من الكتاب الأمريكيين المثيرين للجدل والنقاش وهو وإن كان محققا صحفيا شابا وطموحا إلا أنه ليس فى قامة عمالقة كتاب التحقيقات الصحفية الأمريكيين من أمثال بوب وودوورد ، وكارل برنستين (محققا فضيحة ووترجيت) أو سيمور هيرش ( فضيحة سجن أبو غريب)، وقد أتهم بعض النقاد الأمريكيين بوزنر بأنه من الكتاب المولعين بنظرية المؤامرة ، والتفسير التآمرى للأحداث.
وأخيرا يبقى لنا تعليق وبعض الأسئلة على كتابه الأخير :
- لماذا هذا الكتاب الآن وبعد أيام وأسابيع قليلة من إنتهاء الزيارة الناجحة لولى العهد السعودى الأمير عبد الله بن عبد العزيز للولايات المتحدة الأمريكية والتى كانت ناجحة حتى بمقاييس الإعلام الأمريكى ؟! هل هى محض مصادفة أن يصدر هذا الكتاب الآن ؟ مجرد سؤال.
كيف تسنى لمؤلف الكتاب بوزنر الإطلاع على ملفات سرية من داخل وكالة الأمن القومى الأمريكية ؟!! هل حدث تسريب متعمد لهذه المعلومات من قبل بعض الأفراد أو الجماعات التى تهدف إلى تخريب العلاقات الأمريكية السعودية بعد أن شهدت فى الآونة الأخيرة تفاهما وتقاربا ملحوظا؟!.
_ إذا كانت الإدعاءات التى وردت فى كتاب بوزنر صحيحة فإنه يحق لنا أن نوجه للكاتب سؤالا منطقيا: كيف إذن ولماذا رضخت المملكة العربية السعودية للضغوط الرهيبة التى مارستها الولايات المتحدة والقوى الغربية بعد أحداث الحادى عشر من سبتمبر 2001 ؟!!
- يتهم الكاتب الأمريكى بوزنر السعودية فى كتابه الجديد بالتهديد والإبتزاز للغرب ونحن بدورنا نسأله : هل إذا قامت أى دولة تخشى على نفسها من وقوع غزو أجنبى ضدها ، ووفرت لنفسها نظام ردع لحماية أراضيها أيعد هذا من قبيل التهديد والإبتزاز؟!!
من الذى يبتز من؟!!!!
بقلم: مسعد حجازى ـ تورونتو ـ كندا كاتب وصحفى مصرى ـ كندى
جاء ذلك فى كتاب جديد سوف ينزل الأسواق الأمريكية والكندية رسميا فى السابع عشر من شهر مايو الجارى للمحقق الصحفى والكاتب الأمريكى المعروف " جيرالد بوزنر " ، وتحت عنوان " أسرار المملكة : القصة الباطنية للعلاقة الأمريكية السعودية " ـ عن دار نشر " راندوم هاوس " الأمريكي
وقد عرض للكتاب حتى الآن الكاتب الأمريكى اليمينى المحافظ دكتور دانييل بايبس مؤسس ومدير مركزأبحاث " منتدى الشرق الأوسط " فى مقال نشره منذ يومين فى مجلة " فرانتلاين مجازين دوت كوم " ، كما عرض له موقع صحيفة " هافينجتون بوست " الأمريكية ، بالإضافة إلى كاتب هذه السطور .
وطبقا للكتاب الجديد فإن المؤلف جيرالد بوزنر يعتمد فى هذا الكشف المثير للخطة السعودية الأكثر إثارة على معلومات توصلت إليها وكالة الأمن القومى National Security Agency (NSA) ـ وتسنى للمؤلف حق الإطلاع عليها!! .
وقد لا يعرف الكثيرون أن وكالة الأمن القومى هى أكبر وكالة مخابرات أمريكية وفى العالم ، ومتخصصة فى أعمال التنصت والتجسس الالكترونى تقريبا على مستوى العالم من خلال شبكة معقدة من الاقمار الصناعية وأجهزة الكترونية دقيقة للغاية تم زرعها فى معظم عواصم العالم الفعالة والرئيسية.
ويكشف بوزنر فى كتابه الجديد أن الوكالة قد توصلت بوسائلها الإلكترونية إلى أن الحكومة السعودية لديها نظام تفجير للتدمير الذاتى يتكون من متفجرات وقنابل تقليدية وقنابل " قذرة" قد تم زرعها بطريقة إستراتيجية فى موانئ البترول الرئيسية وخطوط الأنابيب ومحطات الضخ ومستودعات التخزين وأرصفة الشحن والمنشأت والتسهيلات الإحتياطية والمولدات الكهربائية ومحطات معالجة المياة فى جميع أنحاء المملكة!!.
ويقول بوزنر أنه إذا تم تفعيل هذه القنابل والمتفجرات فإنها سوف تدمر البنية التحتية لأكبر مزود ومصدر للبترول فى العالم، وتصبح البلاد أرض فضاء ملوثة بالإشعاع النووى ، وبهذا تضمن السعودية أن بترول المملكة لن ينتفع به أحد .
كما يقول المحقق الصحفى بوزنر أن الملف الذى يحتوى على هذه المعلومات فى وكالة الأمن القومى يعرف داخل الوكالة باسم " بترو إس. إيى " ـ Petro SE, for petroleum scorched earth أو الأرض المحروقة بالبترول.
وهنا تجدر الإشارة إلى أن القنبلة القذرة عبارة عن مواد مشعة تعبأ حول مادة متفجرة تقليدية وتنتشر بقوة الانفجار ، والمواد المشعة التي يمكن استخدامها في صنع مثل هذه القنبلة متوفرة في الحياة اليومية في أنحاء العالم سواء في المستشفيات أو المصانع ، وتختلف القنبلة القذرة عن القنبلة النووية في عدم حدوث عملية انشطار نووي ، وحتى إذا لم يكن للقنبلة القذرة تأثير مدمر مماثل لما تحدثه قنبلة نووية يكفي أن نتخيل سحابة مشعة في محطة للمترو بإحدى المدن.. سيكون أثرها مدمرا ، وعلى مدى سنوات طويلة سوف ترتفع معدلات الإصابة بالسرطان.
ويعلق دكتور بايبس على هذا الكشف المثير والخطير قائلا : " لو أن هذا الكشف صحيح فإن ذلك من شأنه أن يقوض الإقتصاد العالمى فى أى وقت."
ويذكر المؤلف بوزنر فى كتابه الجديد أن السعوديين كى يتأكدوا أن المنشآت النفطية المعطلة لا يمكن أن يعاد بناءها من جديد فقد قاموا بإحلال أجهزة تشتيت للمواد المشعة الخام فى أنحاء أراضى المملكة، وأن هذه القنابل القذرة التى تم إعدادها بطريقة سرية استغرقت عدة سنوات قد تم إخفاءها فى ألأماكن المناسبة فى جميع معامل تكرير البترول الثمانية وفى قطاعات من حقل بترول الغوار ـ أكبر حقل بترول فى العالم بالإضافة إلى أماكن أخرى.
وعن خطة " Petro SE " يشير الكتاب إلى أن تفكير السعوديين فيها لأول مرة يعود إلى منتصف السبعينيات من القرن الماضى بعد أن ساورتهم المخاوف والقلاقل من جراء الإيماءات والتهديدات الأمريكية ـ المبطنة والصريحة ـ من أن سياسة إرتفاع أسعار البترول وتحديد سقف للإنتاج قد تدفع بالولايات المتحدة الأمريكية إلى القيام بغزو مسلح للمملكة العربية السعودية والإستيلاء بالقوة على حقول البترول ، وعلى سبيل المثال ففى عام 1975 هدد هنرى كيسنجر وزير الخارجية الأمريكى آنذاك السعوديين فى تصريح " نفى مزدوج " حين قال :
_ " أنا لم أقل أبدا أنه لا توجد ظروف تمنعنا من إستخدام القوة ضدهم ".
ويستطرد مؤلف الكتاب بوزنر قائلا:
" إستنادا إلى تقارير تنصت حصلت عليها وكالة الأمن القومى الأمريكية فإن السعوديين قد إبتكروا خطة " Petro SE " بسبب مخاوف كبيرة تملكتهم من أنه إذا ما حدث تمرد داخلى أو تعرضت المملكة لهجوم خارجى يهدد بقاء بيت آل سعود فى الحكم فإن الولايات المتحدة الأمريكية وقوى غربية أخرى قد تتخلى عنهم كما تخلوا عن شاه إيران فى عام 1979 ، لكن إذا كان لدى البيت السعودى نظام من شأنه أن يهدد الغرب بعدم استقرار سياسي وبركود وتراجعات إقتصادية عالمية فإن العائلة المالكة تعتقد أنها تستطيع أن تجبر القوى العسكرية الغربية على مساعدتهاعلى الإحتفاظ بالحكم ."
ويذكر الصحفى الأمريكى فى كتابه " أسرار المملكة" أن بعض المسئولين الأمريكيين والإسرائيليين يعتقدون أن المسئولين السعوديين كانوا على علم لأكثر من عشر سنوات مضت بأن محادثاتهم كانت تحت التنصت والمراقبة ، ولذا فقد تعمدوا المبالغة فى شأن خطة " Petro SE " بهدف إبتزاز الغرب وإجباره على حمايتهم ومهما كانت التكاليف، ويشرح بوزنر ذلك حين يقول :
" بالنسبة للسعوديين فإن تهديدهم للولايات المتحدة الأمريكية والقوى الغربية الأخرى يكون مؤثرا وفعالا طالما أن هذه الدول والقوى لا تستطيع التأكد من المدى الذى وصل إليه " نظام التدمير الذاتى " لحقول البترول السعودى ومنشآته.
هذا وقد قام جيرالد بوزنر فى كتابه الجديد بعملية تجميع لمعلومات أجهزة مخابرات متعددة الجنسيات ، وعرض للأحداث وفق تسلسل زمنى على مدى أكثر من ربع قرن لكشف حقيقة خطة " Petro SE " والتى يصفها المؤلف بأنها أشبه ما تكون " بوثيقة التأمين النووية لبيت آل سعود " للإفلات من المصير الذى لاقاه كل من الرئيس العراقى المخلوع صدام حسين وشاه إيران السابق محمد رضا بهلوى .
وإذا كانت فكرة تفجير وتخريب حقول البترول السعودى ومنشآته قد طرأت على ذهن السعوديين لأول مرة فى منتصف السبعينيات من القرن الماضى فإن التخطيط لها ـ كما يقول بوزنر ـ قد بدأ فى أعقاب حرب تحرير الكويت فى عام 1991 ، فعندما انسحب العراقيون من الكويت خلفوا وراءهم جحيما من النيران التى اشتعلت فى عدة مئات من آبار وحقول البترول الكويتى ، واعتقد السعوديون وغيرهم أن تلك الآبار ستظل معطلة عن العمل لسنوات طويلة ، إلا أنهم قد فوجئوا بنجاح الخبراء والفنيين الأمريكيين فى إطفاء النيران المشتعلة فى الآبار وإصلاحها فى غضون بضعة شهور فقط .
ويورد المحقق الصحفى بوزنر فى كتابه تفاصيل كثيرة ـ كما يقول دكتور دانييل بايبس فى مقاله ـ توضح كيف أن التخطيط السعودي لمشروع أو خطة " Petro SE " قد وضع فى الحسبان ليس فقط تفجير وتخريب معظم حقول البترول السعودى وإنما أيضا التخلص من كل الأطقم البشرية المدربة تدريب عال ، وتخريب أجهزة الكومبيوتر ذات التقنية العالية والتى يضارع بعضها أجهزة الكومبيوتر الموجودة فى وكالة الفضاء الأمريكية ـ ناسا .
ورغم كل ما ذكره المؤلف بوزنر عن السيناريو المخيف ، وما أورده من تفاصيل كثيرة إلا أنه يقرر فى كتابه أيضا أنه لا يستبعد أن يكون السيناريو برمته مجرد " عمل مسرحى " سعودى يهدف إلى ردع أى قوة خارجية قد تسول لها نفسها القيام بغزو لأراضى المملكة، ودون أن يوجد بالفعل رادع حقيقى على أرض الواقع.
ويعلق دانييل بايبس على ما جاء فى كتاب بوزنر بقوله " إذا ثبت أن هذا المخطط التخريبى له وجود بالفعل فثمة أمرين سرعان ما يقفزان إلى الذهن :
الأول أنه إذا كان يتعين على الملكية السعودية أن تحتفظ بقبضتها على الحكم ( وهو ما أعتبره الأكثر إحتمالا ) فإنها تكون قد خلقت لنفسها منظومة ردع فريدة ضد أى عدوان خارجى . ، والثانى لو أن الملكية السعودية قد تم استبدالها بإمارة إسلامية على غرار وروح نظام الطالبان ( السابق ) فى أفغانستان ، فإن مثل هذه الحكومة المناهضة للغرب فى شراسة سوف يكون بحوزتها طاقة انتحارية عنيفة من المتصور أنها بمجرد الضغط على زر تستطيع أن تهز النظام العالمى كله".
ويختتم دكتور دانييل بايبس مقاله قائلا :
" إن أجهزة المخابرات الغربية فى مسيس الحاجة إلى أن تفعل أكثر من مجرد التنصت على المحادثات السعودية ، .. هذه الأجزة فى حاجة الى أن تكتشف حقيقة هذه المتفجرات ، وإذا كانت موجودة فعندئذ يتوجب على حكومات الغرب أن تعيد تقييم علاقاتها مع المملكة."
كتاب أسرار المملكة هو الكتاب العاشر للمحقق الصحفى والكاتب الأمريكى جيرالد بوزنر والحائز على جوائز عن بعض كتبه التى تحقق عادة أرقام مبيعات كبيرة ، ومن أهم كتبه التى نشرت كتاب " لماذا أغفلت أمريكا؟ : فشل إحباط عملية 11/9 "
وكتاب " القضية انتهت " عن إغتيال الرئيس الأمريكى جون إف كيندى .
وفى الحقيقة أن مؤلف الكتاب جيرالد بوزنر والذى بدأ حياته العملية كمحام فى أحد مكاتب المحاماة هو من الكتاب الأمريكيين المثيرين للجدل والنقاش وهو وإن كان محققا صحفيا شابا وطموحا إلا أنه ليس فى قامة عمالقة كتاب التحقيقات الصحفية الأمريكيين من أمثال بوب وودوورد ، وكارل برنستين (محققا فضيحة ووترجيت) أو سيمور هيرش ( فضيحة سجن أبو غريب)، وقد أتهم بعض النقاد الأمريكيين بوزنر بأنه من الكتاب المولعين بنظرية المؤامرة ، والتفسير التآمرى للأحداث.
وأخيرا يبقى لنا تعليق وبعض الأسئلة على كتابه الأخير :
- لماذا هذا الكتاب الآن وبعد أيام وأسابيع قليلة من إنتهاء الزيارة الناجحة لولى العهد السعودى الأمير عبد الله بن عبد العزيز للولايات المتحدة الأمريكية والتى كانت ناجحة حتى بمقاييس الإعلام الأمريكى ؟! هل هى محض مصادفة أن يصدر هذا الكتاب الآن ؟ مجرد سؤال.
كيف تسنى لمؤلف الكتاب بوزنر الإطلاع على ملفات سرية من داخل وكالة الأمن القومى الأمريكية ؟!! هل حدث تسريب متعمد لهذه المعلومات من قبل بعض الأفراد أو الجماعات التى تهدف إلى تخريب العلاقات الأمريكية السعودية بعد أن شهدت فى الآونة الأخيرة تفاهما وتقاربا ملحوظا؟!.
_ إذا كانت الإدعاءات التى وردت فى كتاب بوزنر صحيحة فإنه يحق لنا أن نوجه للكاتب سؤالا منطقيا: كيف إذن ولماذا رضخت المملكة العربية السعودية للضغوط الرهيبة التى مارستها الولايات المتحدة والقوى الغربية بعد أحداث الحادى عشر من سبتمبر 2001 ؟!!
- يتهم الكاتب الأمريكى بوزنر السعودية فى كتابه الجديد بالتهديد والإبتزاز للغرب ونحن بدورنا نسأله : هل إذا قامت أى دولة تخشى على نفسها من وقوع غزو أجنبى ضدها ، ووفرت لنفسها نظام ردع لحماية أراضيها أيعد هذا من قبيل التهديد والإبتزاز؟!!
من الذى يبتز من؟!!!!
بقلم: مسعد حجازى ـ تورونتو ـ كندا كاتب وصحفى مصرى ـ كندى