لمياء
06-04-2006, 12:01 AM
مساؤكم كل السعادة
الحقيقة منتدى سوالف من المنتديات التي لها مكانة عزيزة في نفسي، فلربما يكون هذا المنتدى من أوائل المنتديات التي تعاملت معها في عالم الإنترنت ، و كان أهداف وجودي فيه و في غيره من المنتديات متباينة تختلف حسب ظروفي و الغايات التي أسعى لتحقيقها، في الآونة الأخيرة كان توجهي علمي بحت في حياتي "الواقعية" يتطلب جهداً مضاعفاً و شاقا الحقيقة، فما أردت من المنتدى إلى أن يكون متنفس لي بين الآونة و الأخرى ، التقط من خلاله أنفاسي لأبدأ جهاداً آخر في واقع حياتي‘ لكن إن تحول هذا المتنفس إلى جهد آخر و مصدر للإزعاج، فالغائه عندها يكون هو التصرف الصحيح ، و هذا منطق بسيط وواضح.
ما حدث مؤخراً بيني و بين احد الأعضاء حسم الموضوع من جهتي، و اتخذت قراري الفوري بأن ( الباب الذي يأتي لك منه الريح ، سدّه و استريح :) ) ، لكن قبل أن أنفذ قراري سأترك بين أيديكم هذه المقتطفات عن أدب الحوار و الخلاف و هو ليس موجه للعضو المذكور آنفاً فقط و إنما ليكون ذكرى للجميع و لإدارة المنتدى أيضاً التي اكتفت فقط بنقل الموضوع من قسم لآخر و اغلاقه – هذا ظاهريا ما رأيت – و لا يدخل ذلك تحت باب حرية التعبير و الرأي لأنها حجة مدحوضة ان كانت هذه حجة الإدارةلسبب بسيط، أن ركن من أركان الحوار الأساسية قد انتهك ...
أترككم مع مقتطفات من "أصول الحوار وآدابه في الإسلام" لصالح صالح بن عبدالله بن حميد
غاية الحوار
الغاية من الحوار إقامةُ الحجة ، ودفعُ الشبهة والفاسد من القول والرأي . فهو تعاون من المُتناظرين على معرفة الحقيقة والتَّوصُّل إليها ، ليكشف كل طرف ما خفي على صاحبه منها ، والسير بطرق الاستدلال الصحيح للوصول إلى الحق . يقول الحافظ الذهبي : ( إنما وضعت المناظرة لكشف الحقِّ ، وإفادةِ العالِم الأذكى العلمَ لمن دونه ، وتنبيهِ الأغفلَ الأضعفَ ) .
هذه هي الغاية الأصلية ، وهي جليَّة بيِّنة ، وثَمَّت غايات وأهداف فرعية أو مُمهِّدة لهذا الغاية منها :
- إيجاد حلٍّ وسط يُرضي الأطراف .
- التعرُّف على وجهات نظر الطرف أو الأطراف الأخرى ، وهو هدف تمهيدي هام .
- البحث والتنقيب ، من أجل الاستقصاء والاستقراء في تنويع الرُّؤى والتصورات المتاحة ، من أجل الوصول إلى نتائج أفضل وأمْكَنَ ، ولو في حوارات تالية .
أصول الحوار
الأصل الخامس :
التجرُّد ، وقصد الحق ، والبعد عن التعصب ، والالتزام بآداب الحوار :
إن إتباع الحق ، والسعي للوصول إليه ، والحرص على الالتزام ؛ وهو الذي يقود الحوار إلى طريق مستقيم لا عوج فيه ولا التواء ، أو هوى الجمهور ، أو الأتْباع .. والعاقل – فضلاً عن المسلم – الصادق طالبٌ حقٍّ ، باحثٌ عن الحقيقة ، ينشد الصواب ويتجنب الخطأ .
يقول الغزاليّ أبو حامد : ( التعاون على طلب الحق من الدّين ، ولكن له شروط وعلامات ؛ منها أن يكون في طلب الحق كناشد ضالّة ، لا يفرق بين أن تظهر الضالّة على يده أو على يد معاونه . ويرى رفيقه معيناً لا خصماً . ويشكره إذا عرَّفه الخطأ وأظهره له ) .. الإحياء ج1 .
ومن مقولات الإمام الشافعي المحفوظة : ( ما كلمت أحداً قطّ إلا أحببت أن يُوفّق ويُسدّد ويُعان ، وتكون عليه رعاية الله وحفظه .
وما ناظرني فبالَيْتُ ! أَظَهَرَتِ الحجّةُ على لسانه أو لساني ) .
وفي ذمّ التعصب ولو كان للحق ، يقول الغزالي :
( إن التعصّب من آفات علماء السوء ، فإنهم يُبالغون في التعصّب للحقّ ، وينظرون إلى المخالفين بعين الازدراء والاستحقار ، فتنبعث منهم الدعوى بالمكافأة والمقابلة والمعاملة ، وتتوفر بواعثهم على طلب نُصرة الباطل ، ويقوى غرضهم في التمسك بما نُسبوا إليه . ولو جاؤوا من جانب اللطف والرحمة والنصح في الخلوة ، لا في معرض التعصب والتحقير لأنجحوا فيه ، ولكن لمّا كان الجاه لا يقوم إلا بالاستتباع ، ولا يستميل الأتْباع مثلُ التعصّب واللعن والتّهم للخصوم ، اتخذوا التعصب عادتهم وآلتهم ) .
والمقصود من كل ذلك أن يكون الحوار بريئاً من التعصّب خالصاً لطلب الحق ، خالياً من العنف والانفعال ، بعيداً عن المشاحنات الأنانية والمغالطات البيانيّة ، مما يفسد القلوب ، ويهيج النفوس ، ويُولد النَّفرة ، ويُوغر الصدور ، وينتهي إلى القطيعة .
وهذا الموضوع سوف يزداد بسطاً حين الحديث عن آداب الحوار إن شاء الله .
و هنا الموضوع بكامله لمن أراد الإستزادة
http://saaid.net/mktarat/m/13.htm
دُمتم بكل وّد
الحقيقة منتدى سوالف من المنتديات التي لها مكانة عزيزة في نفسي، فلربما يكون هذا المنتدى من أوائل المنتديات التي تعاملت معها في عالم الإنترنت ، و كان أهداف وجودي فيه و في غيره من المنتديات متباينة تختلف حسب ظروفي و الغايات التي أسعى لتحقيقها، في الآونة الأخيرة كان توجهي علمي بحت في حياتي "الواقعية" يتطلب جهداً مضاعفاً و شاقا الحقيقة، فما أردت من المنتدى إلى أن يكون متنفس لي بين الآونة و الأخرى ، التقط من خلاله أنفاسي لأبدأ جهاداً آخر في واقع حياتي‘ لكن إن تحول هذا المتنفس إلى جهد آخر و مصدر للإزعاج، فالغائه عندها يكون هو التصرف الصحيح ، و هذا منطق بسيط وواضح.
ما حدث مؤخراً بيني و بين احد الأعضاء حسم الموضوع من جهتي، و اتخذت قراري الفوري بأن ( الباب الذي يأتي لك منه الريح ، سدّه و استريح :) ) ، لكن قبل أن أنفذ قراري سأترك بين أيديكم هذه المقتطفات عن أدب الحوار و الخلاف و هو ليس موجه للعضو المذكور آنفاً فقط و إنما ليكون ذكرى للجميع و لإدارة المنتدى أيضاً التي اكتفت فقط بنقل الموضوع من قسم لآخر و اغلاقه – هذا ظاهريا ما رأيت – و لا يدخل ذلك تحت باب حرية التعبير و الرأي لأنها حجة مدحوضة ان كانت هذه حجة الإدارةلسبب بسيط، أن ركن من أركان الحوار الأساسية قد انتهك ...
أترككم مع مقتطفات من "أصول الحوار وآدابه في الإسلام" لصالح صالح بن عبدالله بن حميد
غاية الحوار
الغاية من الحوار إقامةُ الحجة ، ودفعُ الشبهة والفاسد من القول والرأي . فهو تعاون من المُتناظرين على معرفة الحقيقة والتَّوصُّل إليها ، ليكشف كل طرف ما خفي على صاحبه منها ، والسير بطرق الاستدلال الصحيح للوصول إلى الحق . يقول الحافظ الذهبي : ( إنما وضعت المناظرة لكشف الحقِّ ، وإفادةِ العالِم الأذكى العلمَ لمن دونه ، وتنبيهِ الأغفلَ الأضعفَ ) .
هذه هي الغاية الأصلية ، وهي جليَّة بيِّنة ، وثَمَّت غايات وأهداف فرعية أو مُمهِّدة لهذا الغاية منها :
- إيجاد حلٍّ وسط يُرضي الأطراف .
- التعرُّف على وجهات نظر الطرف أو الأطراف الأخرى ، وهو هدف تمهيدي هام .
- البحث والتنقيب ، من أجل الاستقصاء والاستقراء في تنويع الرُّؤى والتصورات المتاحة ، من أجل الوصول إلى نتائج أفضل وأمْكَنَ ، ولو في حوارات تالية .
أصول الحوار
الأصل الخامس :
التجرُّد ، وقصد الحق ، والبعد عن التعصب ، والالتزام بآداب الحوار :
إن إتباع الحق ، والسعي للوصول إليه ، والحرص على الالتزام ؛ وهو الذي يقود الحوار إلى طريق مستقيم لا عوج فيه ولا التواء ، أو هوى الجمهور ، أو الأتْباع .. والعاقل – فضلاً عن المسلم – الصادق طالبٌ حقٍّ ، باحثٌ عن الحقيقة ، ينشد الصواب ويتجنب الخطأ .
يقول الغزاليّ أبو حامد : ( التعاون على طلب الحق من الدّين ، ولكن له شروط وعلامات ؛ منها أن يكون في طلب الحق كناشد ضالّة ، لا يفرق بين أن تظهر الضالّة على يده أو على يد معاونه . ويرى رفيقه معيناً لا خصماً . ويشكره إذا عرَّفه الخطأ وأظهره له ) .. الإحياء ج1 .
ومن مقولات الإمام الشافعي المحفوظة : ( ما كلمت أحداً قطّ إلا أحببت أن يُوفّق ويُسدّد ويُعان ، وتكون عليه رعاية الله وحفظه .
وما ناظرني فبالَيْتُ ! أَظَهَرَتِ الحجّةُ على لسانه أو لساني ) .
وفي ذمّ التعصب ولو كان للحق ، يقول الغزالي :
( إن التعصّب من آفات علماء السوء ، فإنهم يُبالغون في التعصّب للحقّ ، وينظرون إلى المخالفين بعين الازدراء والاستحقار ، فتنبعث منهم الدعوى بالمكافأة والمقابلة والمعاملة ، وتتوفر بواعثهم على طلب نُصرة الباطل ، ويقوى غرضهم في التمسك بما نُسبوا إليه . ولو جاؤوا من جانب اللطف والرحمة والنصح في الخلوة ، لا في معرض التعصب والتحقير لأنجحوا فيه ، ولكن لمّا كان الجاه لا يقوم إلا بالاستتباع ، ولا يستميل الأتْباع مثلُ التعصّب واللعن والتّهم للخصوم ، اتخذوا التعصب عادتهم وآلتهم ) .
والمقصود من كل ذلك أن يكون الحوار بريئاً من التعصّب خالصاً لطلب الحق ، خالياً من العنف والانفعال ، بعيداً عن المشاحنات الأنانية والمغالطات البيانيّة ، مما يفسد القلوب ، ويهيج النفوس ، ويُولد النَّفرة ، ويُوغر الصدور ، وينتهي إلى القطيعة .
وهذا الموضوع سوف يزداد بسطاً حين الحديث عن آداب الحوار إن شاء الله .
و هنا الموضوع بكامله لمن أراد الإستزادة
http://saaid.net/mktarat/m/13.htm
دُمتم بكل وّد