PDA

View Full Version : ( كـونٌ مسبّـح .... فمتى نسبّـح ..!؟ )


بو عبدالرحمن
05-05-2006, 07:45 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
- - -
حينَ تقفُ أمامَ بعض الحشراتِ الضعيفةِ الحقيرةِ الهزيلة ،
التي هي عُرضة في كل حينٍ لجائحةٍ تنزل بها ، فتجعلها أثراً بعد عين ..
حين تقفُ أمامها وتتأملها وتديرُ فكرك فيها ، وترددُ النظرَ إليها ..

تجد أن اللهَ يرعاها ، ويحوطها بعنايته ، ويتكشف لك أن لها حكمة ما في هذه الحياة ،
تؤديها على الوجه الذي خلقها الله من أجله ، ثم أنت تراها تدافع عن نفسها بأساليب مختلفة
تدير العقل ، وتخلب اللب ، هذه بلونها ، وهذه بحركتها ، وهذه بصوتها ،
وهذه برائحة تنبعث منها ، وهذه بسكونها ، ونحو هذا كثير ..
حين تقفُ أمام ذلك وتتملاه وتمعن النظر فيه ..

فإنك لا تملكُ إلا أن تنزه الله سبحانه عملياً عن العبث في الخلق ،
بل يستغرق قلبك كله أنه ما أوجد شيئا على هذه الأرض إلا لحكمة وبحكمة ،
قد نعلمها وقد تخفى علينا ، وما خفي أكثر بكثير مما عُلم ..!

وعلى هذا قس ما لم نذكره في عوالم النبات والحيوانات والكائنات الدقيقة ،
وهي أعداد لا يحصيها إلا خالقها جل في علاه .. وهي رغم هذه الكثرة الكاثرة الهائلة ،
لا تغيب عنه طرفة عين ، وهو يرعاها ويمدها بمدد حياتها كل لحظة ..!
فسبحانه ما أعظمه !

إن لغةَ التنزيهِ لله سبحانه ، تتعالى في أنحاء هذا الكون الفسيح ، الذي يعج بالتسبيح ..!!

( تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ ،،
وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا )

ولكن الصم البكم في هذه الحياة لا يسمعون هتافها الرباني ،!!

وأما العارفون بالله وأسمائه الحسنى الذين يعيشون معه بقلوبهم ، لا تفتر ألسنتهم عن ذكره ،
أما هؤلاء فإنهم يشاركون هذا الكون صلاته وتسبيحه ، فلله درهم .. !!
هم نجوم هذه الأرض ، ودرة هذا الكون ،
وإن جهلهم الناس ، واستخف بهم الأقزام ، وسخر منهم الصعاليك ..
يكفيهم فخرا وشرفا وعزاً ومجداً أنهم مع الله يعيشون ، وله يحيون ،
ومن أجله يتحركون حركتهم في هذه الحياة ، حتى تحين ساعة لقائهم به ،
فتكون تلك اللحظة هي يوم عرسهم الحقيقي ..!!

ومن هنا فإن هؤلاء المتميزون في الحياة ، يتنعمون في دنياهم ، أضعاف أضعاف أضعاف
ما يتنعم به المتنعمون ، ويلتذ به الملتذون من المعرضين عن الله ، الذين يعيشون
كما تعيش البهائم ( يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام !!! ) ..!!
مع فارق آخر كبير ..
هؤلاء المتميزون _ رغم أن ظاهر حالهم قد يكون متواضعا بسيطا _
لكن متعتهم تتجدد ، ولذتهم تتضاعف مع الأيام ، فهم في حال فرح روحي متواصل
يجعلهم منبهرين بما يفيضه على قلوبهم ربهم من رحمات وبركاته ونعيم ..!!

حتى أن بعضهم ليعجب كيف لا تذوب نفسه ذوباناً وهي تغرق في بحر الأنوار هذا ،
فضلاً من الله ورحمة وكرماً ..
نعم قد تهب هذه النفحات على فترات متقطعة _ لحكم كثيرة ، رحمة من الله بهم _

لكنها مع هذا تجعل الإنسان الذي تهب على قلبه ، خارج حدود الدنيا ..!
حيث يجد نفسه في الجنة مباشرة !
أما أولئك أشباه البهائم ، فإن متعتهم مشوبة بكدر وتنغيض ،
ثم ينتظرهم عليها عذاب أليم ، ينسيهم كل متعة بها ..!!
ورد في الحديث الشريف
أنه يؤتى بأنعم أهل الأرض من المعرضين عن الله سبحانه ، ثم يُغمس في النار غمسة واحدة ،
ثم يقال له :
هل مر بك نعيم قط ؟ هل ذقت لذة قط ؟
فيصيح ويولول ويقول : لا لم يمر بي نعيم قط ! ولم أذق لذة قط ..!!!!!!!

وعكس هذه الصورة ،
حين يؤتى بابأس أهل الأرض من الصالحين الذين قرروا أن يعيشوا مع الله ولله في حياتهم ،
ثم يُغمس في الجنة غمسة واحدة ، ويقال له :
هل مرت بك شدة قط ؟ فيصيح في فرح يكاد يطير بعقله :
كلا ، كلا والله ..لم تمر بي شدة قط ابداً ..!!

فمتى سنقرر أن نعيش مع الله ولله ومن أجل الله ،
نشارك هذا الكون نغم التسبيح ، وننسجم معه في صلاته لله رب العالمين ،
لعل الله يكرمنا برحمته ، نفحاتٍ تجعل لحياتنا معنى ومغزى وروعة ..

اللهم لا تحرمنا خير ما عندك ، لسوء ما عندنا ، فأنت الكريم المنان الحنان ،
الجواد الذي يعطي إذا لم يُسأل ، فيكف ونحن نسألك ليل نهار تحصيل رضاك .. ؟!
ولذا فإن طمعنا فيك لا ينقطع ، وإن أسأنا .. ورجاؤنا فيك يتجدد ، وإن كنا حيث وضعنا أنفسنا ،
غير أنا نأمل أن تنتشلنا من غرقنا الذي نحن فيه .. رحمة منك وفضلا ..يا رب.

افكر كثير
05-05-2006, 03:42 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


اخي الحبيب بو عبدالرحمن :


اشتقت لمواضيعك اللتي كلها نور وسرور .نور الله قلبك بالطاعه وسرّك بلقائه في جنات عدن .

يقول تعالى :

( فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ ) سورة الروم - آية 17


صدقت أخي الكريم إن متع الدنيا تتبعها منغصات ولكن متعة الإرتباط مع الله جل وعلى لا تنقطع . تخيل نفسك تجلس مع أحد الملوك في مجلسه تحادثه ولو لمدة خمسة دقائق . ستكون في قمة السعادة بل ستذهب لتحدث كل من تعرفه من البشر بإنك كنت جالس مع ذلك الملك او ذلك السلطان وكنت تحدثه انت شخصياً . سيغبطك الناس على ذلك بل سيحسدونك . سوف تحدث ابنائك عن تلك الدقائق وتتفاخر بها وتقول لهم دوماً أن اباكم كان جالس مع الملك في يوم من الأيام . ستحدث احفادك بل ان ابنائك سيحدثون ابنائهم بان اباهم قد جلس مع الملك وانه كان مقرباً منه .

لم لا نختصر الزمان والمكان والدرجه ونجلس نتحدث ونناجي ملك الملوك . لم نحرم انفسنا متعة ذكره وتسبيحه . متعة دائمه لا تنقطع مهما كانت المنغصات .


جزاك الله خير الجزاء ورحم الله والديك وجمعك بهما في جنة عرضها السماوات والأرض .


اخوك افكر كثير

زمردة
07-05-2006, 02:23 AM
( اللهم لا تحرمنا خير ما عندك ، لسوء ما عندنا ، فأنت الكريم المنان الحنان ،
الجواد الذي يعطي إذا لم يُسأل ، فيكف ونحن نسألك ليل نهار تحصيل رضاك .. ؟!
ولذا فإن طمعنا فيك لا ينقطع ، وإن أسأنا .. ورجاؤنا فيك يتجدد ، وإن كنا حيث وضعنا أنفسنا ،
غير أنا نأمل أن تنتشلنا من غرقنا الذي نحن فيه .. رحمة منك وفضلا ..يا رب. )

الكلمة الطيبة
09-05-2006, 03:11 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أولاً : استأذن شيخنا الفاضل أن أسوق إليكم ما جاء

« في فَضْلِ التَّسْبِيحِ »

وَعَنْ أَبي ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ لي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « أَلا أُخْبِرُكَ بِأَحَبِّ الْكَلامِ إِلى اللهِ ؟ » قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ أَخْبِرْني بِأَحَبِّ الْكَلامِ إِلى اللهِ ، فَقَالَ : « إِنَّ أَحَبَّ الْكَلامِ إِلى اللهِ سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ » .

أخرجه مسلم والنسائي

وَفي رِوَايَةِ مُسْلم أََنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : سُِئلَ : أَيُّ الْكَلامِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ : « مَااصْطَفَى اللهُ لِمَلائِكَتِهِ أَو لِعِبَادِهِ : سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ » .

وَعَنْ عَبدِ اللهِ بنِ عَمرو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « مَنْ قَالَ سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ غُرِسَتْ لَهُ نَخْلَةٌ في الْجَنَّةِ » .

أخرجه البزار بإسناد جيد

وَعَنْ أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلى اللِّسِانِ ، ثَقِيلَتَانَ في المِيزَانِ ، حَبِيبَتَانِ إِلى الرَّحْمنِ : سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ ، سُبْحَانَ اللهِ الْعَظِيمِ » .

أخرجه البخاري ومسلم والترمذي

ثانياً :

فمتى سنقرر أن نعيش مع الله ولله ومن أجل الله ،
نشارك هذا الكون نغم التسبيح ، وننسجم معه في صلاته لله رب العالمين ،
لعل الله يكرمنا برحمته ، نفحاتٍ تجعل لحياتنا معنى ومغزى وروعة ..

شيخنا الفاضل .. بوعبدالرحمن

رعاك الله وحفظك من شر كل ذي شر

أسأل الله أن يبارك لنا فيك فنعم الأخ الذى لا تطيب به المجالس إلا بمثله

بو عبدالرحمن
10-05-2006, 06:46 AM
الأخ الحبيب / أفكر كثيرا
..... ملأ الله حياتك أنسا به ، وعملا لأجله

كم يسعدني أن أجدك متابعا معقبا ..

اسعد الله قلبك في الدنيا والآخرة .. اللهم آمين

ألتقط هذه الفقرة من كلامك .. فلكم تأثرت بها .. ومن حقها أن ألحقها بالموضوع في الموقع إن شاء الله :

( تخيل نفسك تجلس مع أحد الملوك في مجلسه تحادثه ولو لمدة خمسة دقائق .

ستكون في قمة السعادة بل ستذهب لتحدث كل من تعرفه من البشر بإنك كنت جالساً

مع ذلك الملك او ذلك السلطان وكنت تحدثه انت شخصياً .

سيغبطك الناس على ذلك بل سيحسدونك .
سوف تحدث أبناءك عن تلك الدقائق وتتفاخر بها ..

وتقول لهم دوماً : أن أباكم كان جالساً مع الملك في يوم من الأيام .

ستحدث احفادك بل ان ابناءك سيحدثون ابناءهم بان اباهم قد جلس مع الملك ذات يوم
وانه كان مقرباً منه .

لم لا نختصر الزمان والمكان والدرجه ونجلس نتحدث ونناجي ملك الملوك .

لم نحرم انفسنا متعة ذكره وتسبيحه . متعة دائمه لا تنقطع مهما كانت المنغصات )*

قليل كلمة رائع لهذا التعقيب ..
بارك الله فيك ونفعنا الله بك وبدعواتك الطيبة .

أبومروان
21-05-2006, 05:11 PM
اسأل الله أن يكرمك ........ وأن يفتح على قلبك دائما بمثل هذه المعاني الرائعة التي ننتفع بها معك ............... لك تحياتي وسلامي ..........وسلام الأهل جميعا أيضا

بو عبدالرحمن
01-06-2006, 10:00 AM
الأخت الفاضلة / زمردة
رحم الله والديك ورفع الله قدرك

شكر الله لك هذه المتابعة الرائعة

والتي اسأل الله سبحانه أن تجدي صداها في قلبك

ثم يعينك الله على نشر تلك النفحات إلى آخرين وآخرين

بارك الله فيك حيثما كنت

اللهم آمين

بو عبدالرحمن
01-06-2006, 10:02 AM
الأخت الفاضلة / الكلمة الطيبة

رعاك الله وحفظك من شر كل ذي شر

شكر الله لك حسن المتابعة

واسأل الله أن ينفعك ، وينفع بك كل من تيلتقين به حيثما كنت

وبهذا تكونين مباركة بإذن الله

ولا أنس أن أشكرك على افضافة الطيبة

بارك الله فيك