بو عبدالرحمن
13-01-2007, 12:11 PM
إذا تفرّق الصالحون في سبل الخيرات يتنافسون عليها _ وما أكثرها_
فاسلك طريق الافتقار القلبي ، والانكسار والحاجة والمسكنة والضراعة الدائمة لله سبحانه ،
في كل حال تكون عليها ، ومع كل عمل تقوم به ،
فإن هذه الطريق هي الأسرع بلا بامتراء ..!!
والعجب :
أنك لن تجد عليها إلا آحاداً من الناس ، لا يزاحمونك عليها ..!!
فلقد انصرف أكثر الصالحين إلى غيرها من الطرق يظنونها الأسرع نحو الجنة
، فازدحموا هنالك ، وتركوا هذا الطريق زهداً فيه ، وعدم معرفة به ،
ولو أنهم عرفوا حقيقته وبركته وكثرة ثمراته ، وسهولة مأتاه ، لهاموا به ،
ولتنافسوا فيه ، ولحرصوا عليه .. ولكن الإنسان بطبعه عدو ما يجهل !!
فالزم قلبك استشعار الفقر لله والانكسار الدائم بين يديه ،
والحاجة الشديدة إليه ، والتعلق القلبي به ، وعدم الاستغناء عنه
حتى في الكلمة تقولها أو تكتبها ، أو الخطوة تخطوها .. !
يقول الله عز وجل :
( إنما الصدقات : للفقراء والمساكين ...!! ) ... فافهم !!
ومن ثم قل لنفسك وعقلك ولبك وجوارحك : الطريق من هاهنا !!
***
قلت : دلني على طريق مختصر موصل إلى تحصيل مرضاة الله عني ..
ابتسم ثم قال : إذن أدُلّكَ على ذلّك ..!!
وصمتَ صاحبي ، وحين رأى حيرتي مرتسمة على وجهي قال :
المعنى :
أن أدلّك على أن تعرف حقيقة عبوديتك له سبحانه ، وتتحلى بها..
فإنك إن تحققت بالذلة لله وحده ، وأحسنت الأدب معه جل جلاله ،
وقمت بما تقوم به من الأعمال ، وأنت في ثياب عبد خالص حقا له سبحانه
قد خضع قلبك بالكلية بين يديه ، وخشع لجبروته وسلطانه العظيم ،
رفع مقامك عنده ، وقربك منه ، وحباك وأكرمك وأعطاك من حيث لا تحتسب ..!
قال الشاعر :
أدبُ العبيدِ تذللٌ ** والعبدُ لا يدعُ الأدبْ
فإذا تكاملَ ذلهُ ** نالَ المودة واقتربْ
وإذا أردت مزيداً من الكلام حول هذه القضية ، فإني أحيلك على ما ذكره الإمام ابن القيم رحمه الله
وهو يتحدث عن الأسباب الجالبة لمحبة الله سبحانه ، فقد خص هذا المقام بكلام عجيب مبهر ..
خلاصته هذه الجملة : أدلك على ذلّك ..!
وعليك أن توطن نفسك :
على أن تحقيق الذلة لله عز وجل ، هي قمة العز ، ومنتهى الفخر..
وإنما تُذم كلمة الذلة إذا كانت لمخلوق مثلك ..
وشتان بين ذلة المخلوق لخالقه ومولاه ورازقه ، وذلة المخلوق لمخلوق عاجز فقير مثله !!
قلت : ياه ! يا لها من كلمة مختصرة ، تختزل بحراً من الكلام ،
وتطوي تحتها سيلاً من المعاني : ( أدلك على ذلك ّّ ) ..
اللهم أعنا على تحقيق مقام العبودية لك على الوجه الذي ترضى وتحب ،
ويقربنا منك ، ويحببنا إليك ..!
قال صاحبي : اللهم آمين .. اللهم آمين ..
وانصرفت عنه وأنا أردد هذه الجملة :
يا قلبي ! إنما ..( أدلّك على ذلّك ) !!
فاسلك طريق الافتقار القلبي ، والانكسار والحاجة والمسكنة والضراعة الدائمة لله سبحانه ،
في كل حال تكون عليها ، ومع كل عمل تقوم به ،
فإن هذه الطريق هي الأسرع بلا بامتراء ..!!
والعجب :
أنك لن تجد عليها إلا آحاداً من الناس ، لا يزاحمونك عليها ..!!
فلقد انصرف أكثر الصالحين إلى غيرها من الطرق يظنونها الأسرع نحو الجنة
، فازدحموا هنالك ، وتركوا هذا الطريق زهداً فيه ، وعدم معرفة به ،
ولو أنهم عرفوا حقيقته وبركته وكثرة ثمراته ، وسهولة مأتاه ، لهاموا به ،
ولتنافسوا فيه ، ولحرصوا عليه .. ولكن الإنسان بطبعه عدو ما يجهل !!
فالزم قلبك استشعار الفقر لله والانكسار الدائم بين يديه ،
والحاجة الشديدة إليه ، والتعلق القلبي به ، وعدم الاستغناء عنه
حتى في الكلمة تقولها أو تكتبها ، أو الخطوة تخطوها .. !
يقول الله عز وجل :
( إنما الصدقات : للفقراء والمساكين ...!! ) ... فافهم !!
ومن ثم قل لنفسك وعقلك ولبك وجوارحك : الطريق من هاهنا !!
***
قلت : دلني على طريق مختصر موصل إلى تحصيل مرضاة الله عني ..
ابتسم ثم قال : إذن أدُلّكَ على ذلّك ..!!
وصمتَ صاحبي ، وحين رأى حيرتي مرتسمة على وجهي قال :
المعنى :
أن أدلّك على أن تعرف حقيقة عبوديتك له سبحانه ، وتتحلى بها..
فإنك إن تحققت بالذلة لله وحده ، وأحسنت الأدب معه جل جلاله ،
وقمت بما تقوم به من الأعمال ، وأنت في ثياب عبد خالص حقا له سبحانه
قد خضع قلبك بالكلية بين يديه ، وخشع لجبروته وسلطانه العظيم ،
رفع مقامك عنده ، وقربك منه ، وحباك وأكرمك وأعطاك من حيث لا تحتسب ..!
قال الشاعر :
أدبُ العبيدِ تذللٌ ** والعبدُ لا يدعُ الأدبْ
فإذا تكاملَ ذلهُ ** نالَ المودة واقتربْ
وإذا أردت مزيداً من الكلام حول هذه القضية ، فإني أحيلك على ما ذكره الإمام ابن القيم رحمه الله
وهو يتحدث عن الأسباب الجالبة لمحبة الله سبحانه ، فقد خص هذا المقام بكلام عجيب مبهر ..
خلاصته هذه الجملة : أدلك على ذلّك ..!
وعليك أن توطن نفسك :
على أن تحقيق الذلة لله عز وجل ، هي قمة العز ، ومنتهى الفخر..
وإنما تُذم كلمة الذلة إذا كانت لمخلوق مثلك ..
وشتان بين ذلة المخلوق لخالقه ومولاه ورازقه ، وذلة المخلوق لمخلوق عاجز فقير مثله !!
قلت : ياه ! يا لها من كلمة مختصرة ، تختزل بحراً من الكلام ،
وتطوي تحتها سيلاً من المعاني : ( أدلك على ذلك ّّ ) ..
اللهم أعنا على تحقيق مقام العبودية لك على الوجه الذي ترضى وتحب ،
ويقربنا منك ، ويحببنا إليك ..!
قال صاحبي : اللهم آمين .. اللهم آمين ..
وانصرفت عنه وأنا أردد هذه الجملة :
يا قلبي ! إنما ..( أدلّك على ذلّك ) !!