PDA

View Full Version : ( امنحني تجربتك ) ما أروع رسائل الحبيب !


بو عبدالرحمن
17-04-2007, 06:01 PM
قال الراوي :
رأيتُ رجلاً يقفُ في عرض الطريق تحت حرارة شمس الصيف ،
قريباً من مجمع صناديق البريد القريبة من محطة الوقود ، التي كنت أقف فيها ،
كان لحظتها يقبل ورقة في يده ، قبلات متوالية ، وكنت قد ركنت سيارتي للتو ، لأرتجل منها
قاصدا نفس مجمع صناديق البريد ، فلما قربت منه ، ما راعني إلا أن رأيت عينيه تذرفان ..!

وكعادتي ! وبفضولي المعروف ، بادرت أسأله : خيراً إن شاء الله !
فهز الرجل رأسه وشعت على وجهه ابتسامة عريضة .. ثم قال : لا ، لا شيء ..!

وظننت أنه سيكتفي بهذا الجواب ، ولكن قبل أن أواصل سيري ،
شرع يحدثني في انتشاء عن سر هذا المشهد كله !
كانت القصة كالتالي :

أنه استلم رسالة غالية عزيزة على قلبه ، من ابنه الوحيد الحبيب الغائب عنه منذ سنتين ،
ولم يصبر حتى يصل إلى سيارته أو بيته فيقرأها ، بل بمجرد أن وقعت عيناه على عنوانها ،
وعلم أنها من ذلك الحبيب ،كادت نفسه تطير فرحاً ، وتنفس الصعداء ، وخفق قلبه بقوة ،
وشرع يقرأها تحت حرارة الشمس في لهفة وشوق ،
وأعاد قراءتها أكثر من مرة ، وهو لا يشعر بسياط الشمس على رأسه ..!
بل ما أكثر ما كان يقطع قراءته ليقبل الورقة في لهفة غامرة ،
كأنما يقبل وجه ذلك الحبيب طولاً وعرضاً ..!!

كان يقسم أن هذه الرسالة أعادت إليه روحه ، وأزالت عنه تعبه الذي كان فيه ،
وصقلت فيه نفسه ، بل هي أضاءت له الحياة من حوله ،
وقد كان قبل قليل كأنما يرى الدنيا بلون قاتم !

أقسم مرتين أو ثلاثاً أنه شعر ساعتها ،
كأنما الحياة كلها من حوله في حالة ابتهاج وانتشاء وفرح طفولي عجيب ،
كأنما دخلت الدنيا في ساعة عيد فجأة ..!

ثم ردد مرات ووجهه يشرق بالابتسام :
أليست من الحبيب الغالي .. أليست من فلذة الفؤاد !؟
ثم قال : فوالله إن ما وصفته لك من أمري مع هذه الرسالة ،
أقل بكثير من حقيقة مشاعري فيها ..!

قال الراوي :
بادلته الابتسام ثم قلت له :
الله يطعمنا مثل أفراح هذه الساعة ..!
ضحك حتى بدت نواجذه ثم قال :
الله يطعمك .. لتدرك أن كل ما وصفته لك دون الحقيقة !!!

قال الراوي :
ولما أدرت ظهري إليه ، وخطوت خطوات نحو صندوق البريد لأفتحه ،
شعرت كأنما اسمع همساً في أذن قلبي يهتف بي :
كن ذكياً فطناً .. المشهد بجملته رسالة قوية إليك ، إن كنت ذا فهم وفطنة ..!

وتوقفت وسرحت بفكري قليلا .. ونظرت حيث كان يقف الرجل فرأيته قد ولاني ظهره ومضى
..وسارعت إلى أخذ رزمة الأوراق التي وجدتها في الصندوق ، ثم رجعت إلى سيارتي بسرعة ،
وعدت أتأمل معنى ذلك الهتاف الذي رن في أذن قلبي بقوة قبل قليل ، وأخذت أقلبه ظهراً لبطن ..
ثم قلت لنفسي :

نعم والله ، لو أن الإنسان أقبل على كتاب الله سبحانه ، بنفس الروح التي أقبل بها هذا الرجل
على رسالة ابنه ، لكان له شأن وأي شأن ، ولصنع منه القرآن العجب العجاب !
لاسيما وأنه يزعم ليل نهار أنه محب لله سبحانه كل الحب ..!
ثم أنت تجده لا يقبل على كلام الحبيب !!!!!!

ألم يتفق المحبون في كل الدنيا ، وفي كل زمان ، أن رسائل الحبيب إلى الحبيب
من أقوى المؤثرات على القلب ، وربما أعنفها ..
وقد تفعل رسالة بمحب ، ما لا يفعله شيء سواها..!

ووجدت نفسي أخاطب قلبي مباشرة :
أليست آيات الكتاب العزيز بمثابة رسائل سماوية مباشرة إليك ، إذا أنت قرأتها على هذا النحو !؟
أليست توجيهات القرآن توجيهات مباشرة إليك بعينك ؟
أفعل كذا ولا تفعل كذا ..وكن في هذه الدائرة ، ولا تكن في تلك الدائرة ،
وشمر على أن تكون من هؤلاء ، واعزم على أن لا تسلك طريق هؤلاء .. وهكذا ..

أليست هذه رسائل مباشرة من الله الحبيب ، لتستقيم على الصورة التي يريد ليحبك هو ..
ويرضى عنك ، ويرفع مقامك ، ويصنع منك شيئا ، ويصنع بك أحداثا ، ويصنع لك أعاجيب !

وقد قالوا قديماً :
ليس الشأن أن تحب الله ، ولكن الشأن كله ، أن يحبك هو ...!

فخذ الدرس الكبير مما رأيت من أمر هذا الرجل مع رسالته تلك ،
وكيف تلقاها وكيف أقبل عليها!

ولما هممت بأن أقود سيارتي ، كأنما سمعت الهتاف يرن في أذن قلبي مجدداً :
ولكن يا هذا ! أحسبك لا ترى وإن كنت مفتوح العينين ، ولا تعتبر وإن كنت تسمع !
قلت : إلى الله المشتكى .. إلى الله وحده المشتكى ..
وتولدت في عيني دمعة في اللحظة التي انطلقت بسيارتي نحو هدفي الذي كنت متجه إليه !

أبومروان
03-06-2007, 08:04 PM
المثال له وقع في النفس عجيب .........

واذا كان هذا المثال قصة لها أبطال وفيها حدث ........... يكون الوقع أقوى

وهذا ما وجدناه هنا في هذا المثال .........

نسأل الله أن يملأ قلوبنا بحبه ....,ان يرضى عنا جميعا

اللهم آمين

افكر كثير
03-06-2007, 10:17 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


اسمح لي بهذا التعقيب اللذي ارجو ان تتقبله بصدر رحب من اخ يكن لك فائق التقدير والاحترام .



اوجعت قلبي حفظك الله بتصويرك لمنظر الأب وعيناه تدمع من فرح وصول ذلك البريد من ولده .

يا الله كم هم الأباء والأمهات رحماء بابنائهم وبناتهم ويا الله كم هم الأبناء والبنات عاقون لأبائهم وامهاتهم .


يقبل الورق لانه من عند ابنه وكانه يقبل وجه ابنه . ماهذا الحب وما هذا الشوق .


لا نرى مشاعر الحب من الأباء لكن يراها الغرباء . لا نُري ابنائنا مشاعر الشوق وهم امامنا . لكن القلب يخفق بالحب حتى وإن كان الأبن عاق يضل حبه فتنة من فتن الدنيا .


استوقفني اخي ابو عبدالرحمن الموقف فوددت التعقيب عليه وليس ذلك بهدف تغيير هدف الموضوع .


بارك الله فيك وفي قلمك وجزاك عنا خير الجزاء .


اخوك افكر كثير .

أسد الدين شيركوه
04-06-2007, 12:04 PM
ما أقول إلا :

اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
اللهم اجعل القرآن الكريم ربيع قلوبنا ، ونور صدورنا

وعلمنا منه ما جهلنا ، وذكرنا منه ما نسينا
واجعله حجة لنا لا حجة علينا ،،
وشفيعا لنا يوم نلقاك فإن القرآن يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه

اللهم اجعلنا من أهل القرآن ،،، يا رب

بو عبدالرحمن
04-06-2007, 10:25 PM
أخي الحبيب / ابو مروان ... بارك الله فيك

شكر الله لكم سعيكم ، وكثر الله من أمثالكم .. وبارك فيكم حيثما كنتم

جزاك الله على حسن المتابعة ..

نسأل الله أن يحبب إلينا الإقبال على كتابه الكريم

حتى نجد فيه قرة العين ، ولذة القرب .... اللهم آمين

عقد الياسمين
04-06-2007, 11:13 PM
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
هذا رد لي في مكان أخر أحببت وضعه هنا حيث أقول فيه
لا اعرف قد تكون فلسفتي عن الحب مختلفة
قليلا
فالحب مشاعر جميلة في النفوس و لكن لا احب الحب الذي يربط بالعشق و الهيام و التعلق
لاني أرى فيه سجن لي و فيه قتل لقدراتي فالحب الذي يقتل لا خير فيه
لغة الحب لغة سامية و كبيرة بمعانيها الراقية
عندما تشتعل شعلة الحب في الروح يعني الحياة قد بدأت فانطلق فيها بقوة لا تخشى شيء
وعندما تشعر بجمال الحب في نفسك ترتبط هذه النفس بخالقها تلقائيا
لتعلن انه نعمة من الله عليك
أن أشعرك بهذا الفيض من الجمال في نفسك
ليكون الناتج عندنا ليس أنت من تعيش الحب وحدك بل يشاركك الكل فمشاعر الحب تدفعك بدون وعي منك إلى الجميل من الأخلاق حتى مع العدو

لذلك للحب عندي مراتب
حب عام وهي مشاعر الحب بذاتها يعني وجود الحب في نفسك يعني انك إنسان تحب
ثم تبدا المراتب الأخرى حيث يبدا الحب الخاص بمراتبه
أول مراتب الحب هو حب الله
ومن هذا الحب ينطلق باقي مراتب الحب وحب الله هو أساس كل حب لانه المنظم لكل أنواع الحب في حياتنا
و حب الله هو الضابط لكل حب يأتي ويتكون في حياة المرء فلا يخرج عن إطاره الطبيعي لانه إن خرج وقعنا في المحظور
أتمنى قبول فلسفتي

وبالله التوفيق

بو عبدالرحمن
12-06-2007, 01:39 PM
أخي أفكر كثير .... رعاك الله

شكر الله لك حسن المتابعة ..

وجزيت الخير ألوانا على إضافتك الكريمة _ وإن كنت خارج الموضوع ، لكن لا بأس :D _

فهي قضية مهمة وتحتاج منا إلى مزيد من تسليط الضوء عليها ..

ونرجو من الله أن ييسر لنا أن نفعل ..

دعواتك أخي الفاضل