ثابت الجنان
08-06-2008, 11:02 PM
بعد التصريحات شديدة اللهجة التي أدلى بها الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف في برلين قبل يومين وأعرب فيها عن قلق روسيا بسبب تقلص مجالات التفاهم في السياسة الأورو ـ أطلسية، ولاسيما ما يرتبط بقضايا الأمن الأوروبي العام بما في ذلك مخططات نصب عناصر للدرع الصاروخية الأميركية في أوروبا الشرقية ومعاهدة الأسلحة والقوات المسلحة العادية في أوروبا ومسألة توسيع ملف الناتو نحو الشرق، عاد ليوجّه انتقادات حادة الى الولايات المتحدة ويحملها في كلمته أمام المنتدى الاقتصادي الدولي في بطرسبورغ أمس مسؤولية الأزمة المالية التي تعصف بالعالم حالياً.
واعتبر الرئيس الروسي ان أحد الأسباب الرئيسية لهذه الأزمة يكمن في عدم التناسب بين الدور الشكلي للولايات المتحدة في المنظومة الاقتصادية الدولية، وامكانياتها وقدراتها الفعلية، مشيراً الى انه مهما كان اتساع السوق الأميركية ومنظومتها المالية إلا انه ليس بوسعها الحلول محل الأسواق المالية وأسواق السلع والبضائع العالمية ومؤكداً انه من باب الأوهام الادعاء بأنه باستطاعة دولة واحدة، مهما بلغت قوتها، ان تلعب دور حكومة عالمية وتتصرف بشؤون العالم على هواها.
وأضاف الرئيس الروسي: إن الأزمات التي يواجهها العالم حالياً، بما فيها الأزمة المالية وارتفاع أسعار الموارد الطبيعية والمواد الغذائية وكذلك عدد من الكوارث العالمية، تدل بكل وضوح على ان منظومة مؤسسات الإدارة العالمية لا تتجاوب مع المهمات والتحديات المطروحة أمامها مشيراً الى نشوء ما يسمى فراغ المؤسسات الذي تغيب في ظله الساحات الدولية المسؤولة عن حل هذه القضايا الملموسة أو تلك.
وأكد الرئيس ميدفيديف ان السياسة المالية العدوانية التي تمارسها الولايات المتحدة تؤدي الى ازدياد الفقر ونمو عدد الفقراء في العالم وهذا ما يلاحظ ليس في اقتصاديات البلدان ضعيفة التطور فحسب بل في اقتصاديات أكثر الدول تطوراً أيضاً.
وأشار الرئيس الروسي الى البطء في وتائر نمو الاقتصاد العالمي بشكل عام حيث تدل بعض الحسابات على ان الأزمة الراهنة مؤهلة لأن تكون من أكثر الأزمات حدة في التاريخ العالمي عندما تنخفض وتائر النمو الاقتصادي في بعض البلدان بنسبة 5% سنوياً على مدار عدد من السنوات.
وأكد الرئيس ميدفيديف ان روسيا اليوم هي لاعب عالمي أساسي وتدرك مسؤوليتها عن مصير العالم وتريد المشاركة في رسم قواعد اللعبة العالمية ليس انطلاقاً من مطامع متغطرسة بل لأنها تملك الإمكانيات والقدرات المناسبة لذلك حيث تمكنت روسيا من تجنب ارتكاب أخطاء فادحة في السياسة الاقتصادية والمالية ولا تواجه أخطاراً كبيرة كالتي تعرضت لها بلدان أخرى.
وأعلن ميدفيديف انه سيجري قريباً إقرار خطة لتحويل روسيا الى مركز مالي عالمي وتحويل العملة الروسية /الروبل/ الى عملة اقليمية احتياطية معرباً عن استعداد موسكو للاسهام في جهود جماعية لتجاوز الأزمة الغذائية العالمية ووضع برامج فعلية للتغلب على مثل هذه الأزمات في المستقبل.
ودعا الرئيس الروسي الى التخلص مما يسمى التعصب القومي الاقتصادي عندما توضع الاعتبارات السياسية فوق المصالح العملية لشعوب وبلدان العالم.
صحيفة تشرين
الصفحة الاولى
الاحد 8 حزيران 2008
د. فهد كم نقش
واعتبر الرئيس الروسي ان أحد الأسباب الرئيسية لهذه الأزمة يكمن في عدم التناسب بين الدور الشكلي للولايات المتحدة في المنظومة الاقتصادية الدولية، وامكانياتها وقدراتها الفعلية، مشيراً الى انه مهما كان اتساع السوق الأميركية ومنظومتها المالية إلا انه ليس بوسعها الحلول محل الأسواق المالية وأسواق السلع والبضائع العالمية ومؤكداً انه من باب الأوهام الادعاء بأنه باستطاعة دولة واحدة، مهما بلغت قوتها، ان تلعب دور حكومة عالمية وتتصرف بشؤون العالم على هواها.
وأضاف الرئيس الروسي: إن الأزمات التي يواجهها العالم حالياً، بما فيها الأزمة المالية وارتفاع أسعار الموارد الطبيعية والمواد الغذائية وكذلك عدد من الكوارث العالمية، تدل بكل وضوح على ان منظومة مؤسسات الإدارة العالمية لا تتجاوب مع المهمات والتحديات المطروحة أمامها مشيراً الى نشوء ما يسمى فراغ المؤسسات الذي تغيب في ظله الساحات الدولية المسؤولة عن حل هذه القضايا الملموسة أو تلك.
وأكد الرئيس ميدفيديف ان السياسة المالية العدوانية التي تمارسها الولايات المتحدة تؤدي الى ازدياد الفقر ونمو عدد الفقراء في العالم وهذا ما يلاحظ ليس في اقتصاديات البلدان ضعيفة التطور فحسب بل في اقتصاديات أكثر الدول تطوراً أيضاً.
وأشار الرئيس الروسي الى البطء في وتائر نمو الاقتصاد العالمي بشكل عام حيث تدل بعض الحسابات على ان الأزمة الراهنة مؤهلة لأن تكون من أكثر الأزمات حدة في التاريخ العالمي عندما تنخفض وتائر النمو الاقتصادي في بعض البلدان بنسبة 5% سنوياً على مدار عدد من السنوات.
وأكد الرئيس ميدفيديف ان روسيا اليوم هي لاعب عالمي أساسي وتدرك مسؤوليتها عن مصير العالم وتريد المشاركة في رسم قواعد اللعبة العالمية ليس انطلاقاً من مطامع متغطرسة بل لأنها تملك الإمكانيات والقدرات المناسبة لذلك حيث تمكنت روسيا من تجنب ارتكاب أخطاء فادحة في السياسة الاقتصادية والمالية ولا تواجه أخطاراً كبيرة كالتي تعرضت لها بلدان أخرى.
وأعلن ميدفيديف انه سيجري قريباً إقرار خطة لتحويل روسيا الى مركز مالي عالمي وتحويل العملة الروسية /الروبل/ الى عملة اقليمية احتياطية معرباً عن استعداد موسكو للاسهام في جهود جماعية لتجاوز الأزمة الغذائية العالمية ووضع برامج فعلية للتغلب على مثل هذه الأزمات في المستقبل.
ودعا الرئيس الروسي الى التخلص مما يسمى التعصب القومي الاقتصادي عندما توضع الاعتبارات السياسية فوق المصالح العملية لشعوب وبلدان العالم.
صحيفة تشرين
الصفحة الاولى
الاحد 8 حزيران 2008
د. فهد كم نقش