PDA

View Full Version : *** حسن التعامل وحيوية التفاعل *** للدكتور السديس ..


reg
22-03-2000, 01:12 AM

زمردة
22-03-2000, 01:12 AM
خطبة الدكتور الشيخ السديس .. التي كنت أبحث عنها .. فقد أحضرت إلي مسجلة على شريط بعد يومين فقط من إلقائها .. فلله الحمد والمنة ..
وهذه الخطبة قيمة في موضوعها ومحتواها .. وصياغتها وفحواها ..

وقد قمت بتلخيصها لكم ..

أسأل الله أن ينفعني بها وإياكم ..

وهي بعنوان *** حسن التعامل وحيوية التفاعل ***

وقد ألقاها الشيخ السديس يوم الجمعة بتاريخ 28من شوال/1420هـ
الخطبة الأولى 00

الحمد لله ولي النفوس و مولاها 00 وسبحانه وبحمده 00 عز ربا 00 وجل ملكا 00 وتعالى إلها 00

أحمده تعالى على آلائه التي لا تتناها 00 و أشكر من عرف نعمة فرعاها 00 و أشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له 00 شهادة من علم معناها 00 وعمل بمقتضاها 00 وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله خير البرية و أزكاها 00 و أخشى الأمة لله وأتقاها 00 صل اللهم وبارك عليه وعلى اله و صحبه الذين لازموا سنته وتمسكوا بعراها 00 والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين 00 أما بعد 00

فأوصيكم عباد الله ونفسي بالتقوى 00 وإنها أقوم وأبقى وليس لكم بدونها خير يبقى 00 ولا حبل يقوى وهي العروة الوثقى وسبيل السعادة في الأولى والعقبى 00

أيها المسلمون حسن التعامل و حيوية التفاعل عنوان تمسك المرء بعقيدته ودليل التزامه بمبادئه فان من المسلمات أن لحسن الشمائل وكريم التعامل صلة وثيقة ورابطة لصيقة بعقيدة الأمة وثوابها 00 بل هي الترجمان الحقيقي والتجسيد التطبيقي لقيمها ومثلها والحكم على مقادير الرجال وسمو فضلهم وعلو كعبهم منزلة و مقاما 00 ينصب على معالي أخلاقهم وكريم آدابهم وحسن تعاملهم مع غيرهم 00

وفي مأثور الحكم : الدين المعاملة 00 ولما من الحقائق الاجتماعية مدنية الإنسان بطبعه لا يمكن أن يعيش بمفرده فهو بحاجة إلى التعامل مع غيره بحكم المصالح المشتركة بين بني البشر 00 فان المسلم مطالب أن يكون تعامله مع الآخرين صورة مشرقة تعكس صدق انتمائه لدينه وحسن ولائه لعقيدته وقيمه 00
ويوم أن فقهت الأمة فن التعامل مع ذاتها وغيرها بل ومع المخالفين لها ترقت في سلم المجد 00 وشمخت في قمم الحضارة 00 واليوم حين ضعف ولاء كثير من الناس لدينهم أصبحت ترى مظاهر و ظواهر من صور التعامل المحقوق 00 والممارسات الخاطئة مع الآخرين حتى وهنت صور التعامل الحسن بين كثير من الناس 00 وباتت مهددة بالتردي والاضمحلال تجد في دنيا الواقع أناسي كثيرا يتعاملون مع غيرهم معاملة سيئة منافية لكل أدب 00 بعيدة عن كل مروءة وذوق رفيع وسلوك حضاري في دناءة وصفاقة ولؤم وحماقة تنم عن تبلد الشعور واعوجاج السلوك واللا مبالاة بالاحا سيس والمشاعر 00 ولم يقف الأمر عند التخلق بذويقات متردية وصفات ذميمة فحسب بل تعداه إلى فساد كبير فتردت سلوكيات و أخلاق 00 وتقطعت أواحد شديدة الوثاق00وساد التقاطع والجفاء 00 وضعف الود والولاء 00 وانتشر الحسد والبغضاء 00 وسرى الحقد والشحناء 00 وأعجب كل بآراء و أهواء حين ذاك تنقلب الموازين وتنعكس المعايير فيوثق بالسفهاء ويتهم الصلحاء وتترصد الرويبضة00

لذلك كان لا بد أن تتوجه جهود أهل الإصلاح إلى علاج التعامل بين الناس على اختلاف فئاتهم تأسيسا بالمصطفى –صلى الله عليه وسلم- الذي بعث ليتمم مكارم الأخلاق –أخرجه الإمام احمد والبخاري في الدب المفرد0

وقد دعا الإسلام إلى حسن التعامل مع الناس إشعارا لهم بكرامتهم الإنسانية التي كفلها الإسلام وحث على مخاطبة الناس بالحسنى : ((وقولوا للناس حسنى )) 0((وقل لعبادي يقولوا التي هي احسن )) 0 (وجادلهم بالتي هي احسن )0 ((ادفع بالتي هي احسن ))00

بذلك تسود القيم الإسلامية الرفيعة وتتوارى الأخلاق الوضيعة وينقلب الأعداء أولياء (( فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم ))
فإذا رأيت الرجل يحسن التعامل مع الآخرين فاعلم انه زكي العنصر تقي المعدن حي الضمير ملتزم بالمروءة 00 مجانب للدنايا وذلك شان المسلم الحق00

اخوة الإسلام إن الانطلاقة الأولى إلى حسن التعامل مع الغير تكمن في حسن تعامل الإنسان مع نفسه 00 فمن قدر على ضبط نفسه وترويضها على جلائل الأعمال وبفضائل الآداب والخلال 00 كان على معاملة غيره بالحسنى أقدر 00 والى إسداء الخير للآخرين اجدر 00 وفاقد الشيء لا يعطيه 00 وكل إناء بما فيه ينضح ..

لذلك فانك ترى من العجب العجاب من واقع نضح بأناس لم يستطيعوا حسن التعامل مع أنفسهم 00 انقلب تأثيره سلبا على المجتمع من حولهم فهذا إنسان مهمته التشويش 00 آخر بضاعته التحريش 00 وثالث أسلوبه التهويش 00 إن نظر فغمزه 00 وان تكلم فلمزه وان تحدث فهمزه 00اذا حدثته فكذاب وان تواريت فمغتاب لا ينفك عن حسد ولا يفتر عن كمد ولا يفتأ عن حقد يحمل الضغينة ويمشي بالنميمة إن عاهد غدر وان خاصم فجر 00

وهذا ولد عاق ديدنه الضجر والتا فيق 00 وسلاحه التهديد والتخويف 00ومعاملته التقصير والتطفيف 00 وهذا والد لا يضع العصا عن عاتقه وآخر مسرف في دلال أولاده 00 وذلك زوج عشنق إن تكلم طلق وان تحدث علق 00 إن تعامل فأحمق 00 وان تصرف فاخرق وان دخل فمنان وان خرج فظنان 00

وتلك امرأة تتطاول بلسانها ولا تبالي بحيائها 00 خراجه ولاجه 00 تكلف شططا وتكثر لغطا 00 وتعظم غلطا 00 تقبل بقوائم الطلبات 00 وتدبر بالمناداة بالحاجات والكماليات 00 تنادي بالويل والثبور عند اتفه الأمور 00

وذلك قريب لا يبالي برحمه 00 ويقطع ولا يصل 00 ويجهل ويزل 00 قد قصر في الحقوق وامتطى صهوة القطيعة والعقوق 00 وهذا جار مؤذ لجاره يتطاول عليه بالسباب والشتائم يرميه بالقبائح ويمطره بالفضائح00

وهذا مدير شديد المحاسبة 00 كثير المعاتبة لا يصرف الشكر والتقدير 00ولا يتغاضى عن النقير والقمطير 00 وجه مكفهر 00 وجبين مقطب ومنظر عبوس لا يعرف الابتسامة ولا يتعامل بالهشاشة ولا يلاقي بالبشاشة 00

وقل غير ذلك من ألوان الخلل في التعامل مما يؤدي بخطر كبير وشر مستطير يهدد العلاقات الاجتماعية في الأمة بالانفصام والتردي فأين هؤلاء و أولئك من تعاليم الإسلام السمحة وآدابه السامية وأين الرحمة من قلوب هؤلاء حتى كأنها غدت من صخر والعياذ بالله 00

معاشر المسلمين 00 وأولى من يجب على العبد أن يحسن معاملته ربه ومولاه 00 بأدائه حقه في العبادة 00 وإخلاص الدين له 00 ومراقبته سبحانه والوقوف عند حدوده واجتناب مسا خطه 00 وان يزدلف عليه بالعمل الصالح 00
ثم رسوله صلى الله عليه وسلم بمحبته واتباع سنته 00 وأولو أمر المسلمين بطاعتهم في المعروف وبذل النصح والدعاء لهم 00

أما الوالدين فحقهم في حسن التعامل من أعظم الحقوق برا و إحسانا (( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا ))0

ومن ألوان التعامل وجوانبه المهمة حسن التعامل مع الزوجات عشرة وعدلا 00 روى الترمذي وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا وخياركم خياركم لنسائهم )) 0

وكذا الأولاد بتربيتهم تربية حسنة وتوجيههم إلى الخير ومصاحبة أهله وحفظهم من المحرمات والمنكرات وللحفاظ على الروابط الأسرية والعلاقات الاجتماعية دع الإسلام إلى حسن التعامل مع الأقارب والأرحام محبة وصلة ولقد وصل الحال ببعض الناس إلى التقاطع والتدابر والجفاء وهم أرحام وأقرباء حتى وصلت الحال إلى الشكاوي والخصومات فإلى الله المشتكى ولا حول ولا قوة إلا بالله 00الا تبا للماديات والمغريات وأ ف لأسباب القطيعة بين الاخوة والقرابات 00

ويوسع الإسلام دائرة حسن التعامل لتتعدى إلى سائر إخوانك المسلمين ممن تجمعك بهم رابطة الإسلام (( وإنما المؤمنون اخوة )) أو اثر لحقوق الاخوة الإسلامية 00 يقول الحسن – رضي الله عنه - : (( إخواننا احب إلينا من بعض أهلنا وأولادنا لان هؤلاء يذكرونا بالدنيا وإخواننا يذكرونا بالآخرة ))
وكذا التعامل مع الجيران 00

فرابطة الجوار من أهم الروابط في الإسلام : يقول سبحانه : (( والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب ))00
وفي الحديث المتفق عليه (( مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت انه سيورثه )) وفي الصحيح : (( والله لا يؤمن (قالها ثلاثا) قيل من؟
قال : الذي لا يؤمن جاره بوائقه ))

وهكذا يحسن التعامل مع كافة أفراد المجتمع حبا وصدقا ومودة 00 تراحما وتالفا وتعاونا وبعدا عن الغش والظلم والخداع وبخس الحقوق والعنيف والإثقال والاحراجات وسائر صنوف الأذى حسا ومعنى 00
تحليا بالرفق واللين والتواضع وخفض الجناح للمؤمنين فتصل من قطعك وتعطي من حرمك وتعفو عمن ظلمك تأسيا بالقدوة الحسنة الرؤوف الرحيم بأمنه عليه الصلاة والسلام 00
تقول أم المؤمنين خديجة – رضي الله عنها – في بيان بعض شمائله عليه الصلاة والسلام : (( كلا والله لا يخز بك الله أبدا انك لتصل الرحم وتحمل الكل وتقري الضيف وتكسب المعدوم وتعين على نوائب الحق )) 0
لم يكن صلى الله عليه وسلم فظا ولا غليظا ولا صخابا في الأسواق ولا يجزي بالسيئة السيئة وإنما يعفو ويصلح (( فبما رحمة الله لنت لهم وكنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ))
اخوة الإيمان ومن أهم الفئات التي يحسن التعامل معها وفيما بينها أهل العلم وأرباب الدعوة والإصلاح لما يمثلونه في الإسلام من مكانة كبرى ومنزلة عظمى 00 فهم المؤتمنون على ميراث النبوة والمبلغون عن الله شرعه 00 فواجب الأمة تجاههم عظيم محبة وتقديرا وإجلالا وتوقيرا 00 وحذرا من الطعن فيهم والوقيعة بهم وتضخيم هفواتهم 00 والنفخ في هناتهم 00 ولقد ضرب سلفنا الصالح أروع الأمثلة في التأدب مع العلماء 00
اخرج ابن سعد في الطبقات عن ابن عباس – رضي الله عنه – انه قال : (( إن كان ليبلغني الحديث عن الرجل فآتيه وهو قائل (يعني في زمن القيلولة ) فأتوسد ردائي على بابه فتسفي الريح على التراب فيخرج فيراني 00 فيقول : يا ابن عم رسول الله ألا أرسلت إلي فآتيك ؟ فأقول : أن آتيك فاسالك 0
كما ينبغي أن يكون العلماء والدعاة إلى الله قدوة لغيرهم في حسن تعمل بعضهم لبعض دمحا للزلات وعفوا عن السقطات في بعد عن اتهام المقاصد والنيات والتراشق ب

الجعيد
22-03-2000, 01:35 AM
بسم الله والصلاة على رسول الله صلى الله عليه سلم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله في هذا الجهد وجزاكم الله خيراً على تبذولون من الجهد
اللهم أنفعنا بما علماتنا أنت مولاناونعم النصير
إين نساء المسلمين من هذا الكلام
الله المستعان

------------------
الدين النصيحة

زمردة
24-03-2000, 08:27 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..

الجعيد ..

اللهم آمين على دعائك الثمين ..

وجزاك الله خيراً على حضورك وعلى ردك ..

------------------
اللهم عليك باليهود وأعوانهم والنصارى وأنصارهم والشيوعيين وأشياعهم .. خذهم أخذ عزيز مقتدر .. اللهم وأرنا فيهم عجائب قدرتك .. اللهم إنا نسألك نصرك المؤزر المبين لجندك وأوليائك المجاهدين في كل أرض يذكر فيها اسم الله ..

مشكله
24-03-2000, 10:49 AM
جزاك اللــه خيراً

زمردة
24-03-2000, 11:21 AM
اللهم آمين ..

وإياك جزى الله الخير ..

------------------
اللهم عليك باليهود وأعوانهم والنصارى وأنصارهم والشيوعيين وأشياعهم .. خذهم أخذ عزيز مقتدر .. اللهم وأرنا فيهم عجائب قدرتك .. اللهم إنا نسألك نصرك المؤزر المبين لجندك وأوليائك المجاهدين في كل أرض يذكر فيها اسم الله ..