السرب
13-01-2000, 07:08 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،
على طالب العلم الفطن أن يستغرق جميع أوقاته وساعاته من الليل والنهار فلا يمل من علم إلا وقد انتقل إلي آخر …..وهكذا كان السلف الصالح رضى الله عنهم فكان ابن عباس رضي الله عنه إذا مل من الكلام يقول : هاتوا ديوان الشعراء
وكان محمد بن الحسن رحمه الله لا ينام الليل ويضع عنده دفاتره وكان إذا ملَّ من نوع نظر في نوع آخر وكان يضع عنده كأس الماء ويزيل نومه بالماء
وكما أن طالب العلم يستغل جميع الأوقات فلا يفوته كذلك اغتنام فترة الشباب خاصة
قال الشيخ الزرنوجي : " ويغتنم أيام الحداثة وعنفوان الشباب ، كما قيل :
بقدر الكد تعطي ما تروم **** فمن رام المنى ليلاً يقوم
وأيام الحداثة فاغتنمها **** إلا إن الحداثة لا تدوم
قال الشافعي : قدمت على مالك بن أنس وقد حفظت المؤطأ " فقال لي : أحضر من يقرأ لك فقلت : أنا قارئ فقرأت عليه " الموطأ " حفظاً "
وقال الحميدي : " سمعت الزنجي بن خالد ( يعني : مسلماً ) يقول للشافعي : أفت يا أبا عبدالله ! فقد والله آن لك أن تفتي وهو ابن خمس عشرة سنة "
وليس معنى ذلك أن من كبر قد فاته حظه من التعليم
كلا فإن باب التعليم مفتوح للجميع في كل الأعمار وليس هناك عمراً خاصاً بطلب العلم فإن العلم من المهد إلي اللحد .
وهناك الكثير من علماء المسلمين تعلموا في سن متأخرة فاستفادوا وأفادوا ونبغوا وصاروا أعلاماً في العلم ومن هؤلاء على سبيل المثال
1- يحيى النحوي طلب العلم بعد أن بلغ نيفاً وأربعين سنة ، وله تصانيف كثيرة .
2- العز بن عبدالسلام بطل معركة عين جالوت وسلطان العلماء وبائع الأمراء كان هذا الرجل أمياً إلي أن بلغ الخامسة والأربعين من عمره . ثم وقعت له حادثة مؤلمة عزم على أثرها أن يطلب العلم ، فتعلم ودرس العلم حتى صار يشار إليه بالبنان وضرب به المثل فقيل : " إنما أنت من العوام ولو كنت العز بن عبدالسلام "
3- أبو بكر القفال كان أمياً إلي أن بلغ الثلاثين من عمره ثم عزم على طلب العلم حتى صار إلي ما صار إليه .
4- أبو بكر الرازي كان امياً يعمل بالغناء وظل كذلك حتى جاو الأربعين من عمره ، ثم جد في طلب العلم وترك الغناء وتفرغ للعلم ونبغ في الطب وصار شيخ الأطباء في بغداد وجعلوه رئيساً على حوالي أربعمائة طبيب جلهم يعمل في المستشفى العضدي في بغداد .
وقال الإمام البخاري : " وقد تعلم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في كبر سنهم "
وقيل لعمرو بن العلاء : هل يحسن بالشيخ أن يتعلم ؟ قال : إن كان يحسن به أن يعيش فإنه يحسن به أن يتعلم .
إلا أنه مما لا شك فيه أن الأثر الفعال القوي في طلب العلم يحصل عليه الإنسان في صغره أو شبابه ، لأن الإنسان في هذه المرحلة من عمره يكون قليل الانشغال عديم العلائق والهموم فلا أولاد ولا زوجة ولا هموم في طلب المعيشة فهو مكفي فارغ مفرغ للعلم وطلبه قال الشاعر :
لا يدرك الحكمة من عمره **** يكدح في مصلحة الأهل
ولا ينال العلم إلا فتيً **** خالٍ من الأفكار والشغل
ولو أن لقمان الحكيم الذي ****سار به الركبان بالعقل
بلي بفقر وعيال لما **** فرق بين التبن والبقل
------------------
الســـرب
ألا بذكر الله تطمئن القلوب
على طالب العلم الفطن أن يستغرق جميع أوقاته وساعاته من الليل والنهار فلا يمل من علم إلا وقد انتقل إلي آخر …..وهكذا كان السلف الصالح رضى الله عنهم فكان ابن عباس رضي الله عنه إذا مل من الكلام يقول : هاتوا ديوان الشعراء
وكان محمد بن الحسن رحمه الله لا ينام الليل ويضع عنده دفاتره وكان إذا ملَّ من نوع نظر في نوع آخر وكان يضع عنده كأس الماء ويزيل نومه بالماء
وكما أن طالب العلم يستغل جميع الأوقات فلا يفوته كذلك اغتنام فترة الشباب خاصة
قال الشيخ الزرنوجي : " ويغتنم أيام الحداثة وعنفوان الشباب ، كما قيل :
بقدر الكد تعطي ما تروم **** فمن رام المنى ليلاً يقوم
وأيام الحداثة فاغتنمها **** إلا إن الحداثة لا تدوم
قال الشافعي : قدمت على مالك بن أنس وقد حفظت المؤطأ " فقال لي : أحضر من يقرأ لك فقلت : أنا قارئ فقرأت عليه " الموطأ " حفظاً "
وقال الحميدي : " سمعت الزنجي بن خالد ( يعني : مسلماً ) يقول للشافعي : أفت يا أبا عبدالله ! فقد والله آن لك أن تفتي وهو ابن خمس عشرة سنة "
وليس معنى ذلك أن من كبر قد فاته حظه من التعليم
كلا فإن باب التعليم مفتوح للجميع في كل الأعمار وليس هناك عمراً خاصاً بطلب العلم فإن العلم من المهد إلي اللحد .
وهناك الكثير من علماء المسلمين تعلموا في سن متأخرة فاستفادوا وأفادوا ونبغوا وصاروا أعلاماً في العلم ومن هؤلاء على سبيل المثال
1- يحيى النحوي طلب العلم بعد أن بلغ نيفاً وأربعين سنة ، وله تصانيف كثيرة .
2- العز بن عبدالسلام بطل معركة عين جالوت وسلطان العلماء وبائع الأمراء كان هذا الرجل أمياً إلي أن بلغ الخامسة والأربعين من عمره . ثم وقعت له حادثة مؤلمة عزم على أثرها أن يطلب العلم ، فتعلم ودرس العلم حتى صار يشار إليه بالبنان وضرب به المثل فقيل : " إنما أنت من العوام ولو كنت العز بن عبدالسلام "
3- أبو بكر القفال كان أمياً إلي أن بلغ الثلاثين من عمره ثم عزم على طلب العلم حتى صار إلي ما صار إليه .
4- أبو بكر الرازي كان امياً يعمل بالغناء وظل كذلك حتى جاو الأربعين من عمره ، ثم جد في طلب العلم وترك الغناء وتفرغ للعلم ونبغ في الطب وصار شيخ الأطباء في بغداد وجعلوه رئيساً على حوالي أربعمائة طبيب جلهم يعمل في المستشفى العضدي في بغداد .
وقال الإمام البخاري : " وقد تعلم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في كبر سنهم "
وقيل لعمرو بن العلاء : هل يحسن بالشيخ أن يتعلم ؟ قال : إن كان يحسن به أن يعيش فإنه يحسن به أن يتعلم .
إلا أنه مما لا شك فيه أن الأثر الفعال القوي في طلب العلم يحصل عليه الإنسان في صغره أو شبابه ، لأن الإنسان في هذه المرحلة من عمره يكون قليل الانشغال عديم العلائق والهموم فلا أولاد ولا زوجة ولا هموم في طلب المعيشة فهو مكفي فارغ مفرغ للعلم وطلبه قال الشاعر :
لا يدرك الحكمة من عمره **** يكدح في مصلحة الأهل
ولا ينال العلم إلا فتيً **** خالٍ من الأفكار والشغل
ولو أن لقمان الحكيم الذي ****سار به الركبان بالعقل
بلي بفقر وعيال لما **** فرق بين التبن والبقل
------------------
الســـرب
ألا بذكر الله تطمئن القلوب