الفلفل
06-03-2000, 07:29 PM
السلام عليكم ..
( ملاحظة : الموضوع طويل .. ولمن لا يجد سعة من الوقت والصبر لقراءته ..
أقول : " رجاءً عد إليه متى ما سمح لك الوقت " .. شكرا للجميع .. الفلفل ).
!
!
!
مقدمة :-
أحتار بل أخجل أكثر من حيرتي عندما أهم بالكتابة عن موضوع يأرقني وأجد أن
مدخلي للموضوع يعود بي للموال القديم .. وهو الغزو الثقافي الغربي لمجتمعنا.
حقيقة ..
هذا التبرير واستخدام الشماعات الواحدة ، تلو الأخرى ما هو إلا محاولات فاشلة
لصب جام غضبنا وتحوير الموضوع لإلقاء اللوم على غيرنا ونتنصل نحن من المسؤولية.
مشكلتنا الرئيسية أننا أخذنا كل ما يأتي إلينا من الغرب وقمنا بالتصديق عليه وقبوله ،
وللأمانة فليس كل ما يصدّر إلينا سئ ، وهذا ليس من طيب أصلهم ، بل هو
العسل القليل الذي يدس فيه السم الكثير .
ولكي يروجوا لأفكارهم الهدامة ويصبح غزوهم منتصرا ، كان من الطبيعي جدا
أن يزنوا المعادلة بميزان الخبث والدهاء والمكر ، وهذا ما كان لهم ، فما آل
إليه الحال الآن ، يشهد أننا نسخة مشوهة عن المجتمع الغربي.
وسأكسر شماعة التبرير الآن لأقول ، لم يحدث هذا إلا لقلة وعينا ، وخوائنا الفكري
ومحدودية ثقافة الإنسان العربي . ولا تعنيني نسبة المثقفين العرب ، بل أنا
أتحدث عن المواطن العربي البسيط ، ومقارنة استعداده الفكري والثقافي
للوقوف في وجه غزو ثقافي ، تم بدراسات خبراء وعلماء على مدى سنوات طويلة .
!
!
!
الموضوع :-
لم تكن حركة الإسشتراق - التي أفنى فيها الكثير من الغربيين أعمارهم - حركة
سلمية ودية تهدف إلى دراسة عادات الشعوب وصفاتها ودياناتها وثقافاتها وووو.. إلخ
بل كانت الخريطة الثقافية التي يرسمها عليها رسل الغزو ( المستشرقون ) المعالم الدقيقة
لحقيقة المجتمع العربي ، والتي تسهل من خلالها رؤية نقاط ضعفه وتلمس مواطن قوته .
ونحن عرب ..
كرمنا لا حدود له ..
نذبح أبنائنا لنطبخ للضيف لقمة تسد رمقه ..
نشرك الزائر في بيتنا وطعامنا وشرابنا ..
نفتح القلب قبل الباب ..
وهذه مشكلتنا الأزلية !
لم نعرف أن الباب لا يفتح في وجه كل زائر ..
لم نفهم أن العدو عرف كي يرتدي وجه الصديق كي يطعننا في ظهورنا ..
لم نعي أن من فتحنا له بيتنا ، لم يكفه أن يشترك في طعامنا وشرابنا ..
بل أراد مالنا وعرضنا وأرضنا ..
أراد وطننا سكنا له ، وبناتنا جواري لخدمته ، ونسائنا لحاجة جسده ..
أراد أن يحول ما تبقى من الرجال إلى ذئاب تعوي في كل طريق تبحث عن اللحم الطري
ولم يأبه إن واصلوا الصلاة .. بعد أن أقنعهم أنها حركات رياضية مفيدة للجسم وصلى معهم
أراد أن يذكر المرأة دائما أنها أنثى ، وأنها ما خلقت إلا كي يراها الرجل
أراد وأراد وأراد ..
ونحن فتحنا له الأبواب كي يفعل بنا ما يريد .
إن تفكيك المجتمع المسلم ، اتخذ خطوات وتدابير منسقة ومدروسة ..
فبعد أن وجد رسل الغزو في دراستهم للدين الإسلامي أن الرسول صلى الله عليه وسلم
كان يدعوا كثيرا للترابط والتلاحم وصلة الرحم والبقاء على دين الجماعة
وهذا ما كان يؤكده القرآن الكريم في الكثير من الآيات .. أقول بعد أن وجدوا كل
ذلك .. وقاموا بمقارنته بطبيعة المجتمع العربي ، وجدوا تطابقا كبيرا بينهما
من هنا عرفوا أن ضرب المجتمعات العربية لن يكون بالصواريخ الكيميائية
بل .. هو بتفكيك هذا المجتمع وزرع فتنة الفرقة في عقر داره وهذا ما نشأت عليه
سياسة ( فرّق .. تسد ) .. أي أنك متى ما فرقت بين الجماعة .. أوصدت بابك عن الخطر.
بدأت الأجيال تهتم بمستوردات الغزو الغربي ، والذي اعتمد على مزيج من عادات الجاهلية
وعادات التحرر الغربي بشكل أو بآخر ، ولو أن هناك تشابها كبيرا بينهما.
بدأ سن الزواج يتأخر ، وهذا تم بالترغيب في رفع المهور ، وتحويل الزواج
إلى مفهوم آخر ، من سكن وستر وصون للعرض إلى فستان أبيض وشهر عسل وليلة العمر وووو ..
فبهذه الصورة الرومانسية للزواج التي ملئت مخيلة الشباب ( والفتيات على وجه الخصوص )
بدأت المتطلبات تكثر على الراغبين في الزواج ، وهذا هو الهدف الغربي .
فمتى ما تأخر سن الزواج ، بدأ الجنس المحرم في الإنتشار وهذا شئ طبيعي
فمتى ما حجبت الفطرة عن أن تروي ظمئها من النبع ، لن تدع نفسها تموت من العطش
بل ستذهب لسرقة الماء من بيتك عندما تخرج منه.
وبهذا ينتشر الجنس المحرم والبغاء والدعارة وعلاقات الحب السرية وعلاقات الخفاء والزواج العرفي ووو ..
من جانب آخر ..
تم غزو فكر الشباب ببيت الأحلام .. والسكن المثالي ..
فبعد أن كان البيت العود ( وهو اللفظ الخليجي الذي يطلق على بيت العائلة الكبير الذي يضم الجد والجدة والبنات والأبناء وزوجاتهم وأبنائهم وقد يصل أحيانا إلى الأعمام ووو .. حسب كل عائلة ) .
أقول بعد أن كان البيت العود ، يمثل منتدى حقيقي للعائلة الواحدة ، تحولت
العلاقة إلى شخصين يعيشان معا .. وهذا ما أراده رسل الغزو .
فللبيت العود مزايا كثيرة لم يلتفت لها الكثيرون منا وعرفها رسل الغزو ، منها :
1) لم يكن تعدد الزوجات مشكلة كبيرة ( كما هي الآن ) وذلك للمفهوم الديني الذي كانواعليه .
2) لم تكن فرصة الخيانات والوقوع في الخطأ متوفرة بحكم وجود عدد كبير في البيت
فمتى ما لم يجد الإنسان وقتا للخطأ ، فهذا يعينه أكثر على عدم الوقوع فيه .
3) لم تكن المرأة بحاجة للذهاب إلى بيت أهلها عند وقوع مشاكل مع الزوج .
4) وجود المرأة مع من هن في سنها من قريباتها وأنسابها ، يجعلها في موقع
يسمح لها بمناقشةالخلافات والمشاكل معهن والأخذ برأيهن مما يقلل من نسبة الطلاق.
5) كم الحميمية والترابط الذي ينشأ بين الأسرة .
6) روح المساعدة والتعاون التي تبثها الجماعة ، ومقدار تبادل الخبرات على بساطتها.
7) سهولة تربية الأبناء مع أقرانهم .
والكثير الكثير ..
كل هذا افتقدناه في مجتمعاتنا ..
وكان لرسل الغزو ما أرادوا ..
وذلك بسبب انجرافنا خلف زيف الحضارة الغربية والرقي الإجتماعي والبذخ الحضاري ..
ركضنا خلف الأوهام الكاذبة وخلف رومانسية زائفة ..
لهاثنا المادي غرر بنا وماتت داخلنا المشاعر والعواطف الجميلة والبسيطة ..
خدعونا بالمملكة الخاصة وعش الزوجية البراق وقفص الذهب الجميل ..
الآن فقط أدرك حقيقة تلك المقولة ومدى عمقها :
( أن تحيا مع من تحب ، يكفيك سقف وجدران ) .
وهذه هي حقيقة الحب والزواج ..
أما كل ما آل إليه الحال من بذخ وألماس وحفلات وسفر وقروض .. لا تورث إلا المشاكل
والمشاحنات ، وتطرد الألفة والحميمية التي بين الأرواح ..
تصبح الحياة أرقام وأرقام وأرقام .. تحيط بك من كل جانب .
!
!
!
شكرا لكل من سمح له وقته بالقراءة .
!! الفلفل !!
[b]<small><small>[ تم تعديل الموضوع بواسطة الفلفل يوم 06-03-2000]
( ملاحظة : الموضوع طويل .. ولمن لا يجد سعة من الوقت والصبر لقراءته ..
أقول : " رجاءً عد إليه متى ما سمح لك الوقت " .. شكرا للجميع .. الفلفل ).
!
!
!
مقدمة :-
أحتار بل أخجل أكثر من حيرتي عندما أهم بالكتابة عن موضوع يأرقني وأجد أن
مدخلي للموضوع يعود بي للموال القديم .. وهو الغزو الثقافي الغربي لمجتمعنا.
حقيقة ..
هذا التبرير واستخدام الشماعات الواحدة ، تلو الأخرى ما هو إلا محاولات فاشلة
لصب جام غضبنا وتحوير الموضوع لإلقاء اللوم على غيرنا ونتنصل نحن من المسؤولية.
مشكلتنا الرئيسية أننا أخذنا كل ما يأتي إلينا من الغرب وقمنا بالتصديق عليه وقبوله ،
وللأمانة فليس كل ما يصدّر إلينا سئ ، وهذا ليس من طيب أصلهم ، بل هو
العسل القليل الذي يدس فيه السم الكثير .
ولكي يروجوا لأفكارهم الهدامة ويصبح غزوهم منتصرا ، كان من الطبيعي جدا
أن يزنوا المعادلة بميزان الخبث والدهاء والمكر ، وهذا ما كان لهم ، فما آل
إليه الحال الآن ، يشهد أننا نسخة مشوهة عن المجتمع الغربي.
وسأكسر شماعة التبرير الآن لأقول ، لم يحدث هذا إلا لقلة وعينا ، وخوائنا الفكري
ومحدودية ثقافة الإنسان العربي . ولا تعنيني نسبة المثقفين العرب ، بل أنا
أتحدث عن المواطن العربي البسيط ، ومقارنة استعداده الفكري والثقافي
للوقوف في وجه غزو ثقافي ، تم بدراسات خبراء وعلماء على مدى سنوات طويلة .
!
!
!
الموضوع :-
لم تكن حركة الإسشتراق - التي أفنى فيها الكثير من الغربيين أعمارهم - حركة
سلمية ودية تهدف إلى دراسة عادات الشعوب وصفاتها ودياناتها وثقافاتها وووو.. إلخ
بل كانت الخريطة الثقافية التي يرسمها عليها رسل الغزو ( المستشرقون ) المعالم الدقيقة
لحقيقة المجتمع العربي ، والتي تسهل من خلالها رؤية نقاط ضعفه وتلمس مواطن قوته .
ونحن عرب ..
كرمنا لا حدود له ..
نذبح أبنائنا لنطبخ للضيف لقمة تسد رمقه ..
نشرك الزائر في بيتنا وطعامنا وشرابنا ..
نفتح القلب قبل الباب ..
وهذه مشكلتنا الأزلية !
لم نعرف أن الباب لا يفتح في وجه كل زائر ..
لم نفهم أن العدو عرف كي يرتدي وجه الصديق كي يطعننا في ظهورنا ..
لم نعي أن من فتحنا له بيتنا ، لم يكفه أن يشترك في طعامنا وشرابنا ..
بل أراد مالنا وعرضنا وأرضنا ..
أراد وطننا سكنا له ، وبناتنا جواري لخدمته ، ونسائنا لحاجة جسده ..
أراد أن يحول ما تبقى من الرجال إلى ذئاب تعوي في كل طريق تبحث عن اللحم الطري
ولم يأبه إن واصلوا الصلاة .. بعد أن أقنعهم أنها حركات رياضية مفيدة للجسم وصلى معهم
أراد أن يذكر المرأة دائما أنها أنثى ، وأنها ما خلقت إلا كي يراها الرجل
أراد وأراد وأراد ..
ونحن فتحنا له الأبواب كي يفعل بنا ما يريد .
إن تفكيك المجتمع المسلم ، اتخذ خطوات وتدابير منسقة ومدروسة ..
فبعد أن وجد رسل الغزو في دراستهم للدين الإسلامي أن الرسول صلى الله عليه وسلم
كان يدعوا كثيرا للترابط والتلاحم وصلة الرحم والبقاء على دين الجماعة
وهذا ما كان يؤكده القرآن الكريم في الكثير من الآيات .. أقول بعد أن وجدوا كل
ذلك .. وقاموا بمقارنته بطبيعة المجتمع العربي ، وجدوا تطابقا كبيرا بينهما
من هنا عرفوا أن ضرب المجتمعات العربية لن يكون بالصواريخ الكيميائية
بل .. هو بتفكيك هذا المجتمع وزرع فتنة الفرقة في عقر داره وهذا ما نشأت عليه
سياسة ( فرّق .. تسد ) .. أي أنك متى ما فرقت بين الجماعة .. أوصدت بابك عن الخطر.
بدأت الأجيال تهتم بمستوردات الغزو الغربي ، والذي اعتمد على مزيج من عادات الجاهلية
وعادات التحرر الغربي بشكل أو بآخر ، ولو أن هناك تشابها كبيرا بينهما.
بدأ سن الزواج يتأخر ، وهذا تم بالترغيب في رفع المهور ، وتحويل الزواج
إلى مفهوم آخر ، من سكن وستر وصون للعرض إلى فستان أبيض وشهر عسل وليلة العمر وووو ..
فبهذه الصورة الرومانسية للزواج التي ملئت مخيلة الشباب ( والفتيات على وجه الخصوص )
بدأت المتطلبات تكثر على الراغبين في الزواج ، وهذا هو الهدف الغربي .
فمتى ما تأخر سن الزواج ، بدأ الجنس المحرم في الإنتشار وهذا شئ طبيعي
فمتى ما حجبت الفطرة عن أن تروي ظمئها من النبع ، لن تدع نفسها تموت من العطش
بل ستذهب لسرقة الماء من بيتك عندما تخرج منه.
وبهذا ينتشر الجنس المحرم والبغاء والدعارة وعلاقات الحب السرية وعلاقات الخفاء والزواج العرفي ووو ..
من جانب آخر ..
تم غزو فكر الشباب ببيت الأحلام .. والسكن المثالي ..
فبعد أن كان البيت العود ( وهو اللفظ الخليجي الذي يطلق على بيت العائلة الكبير الذي يضم الجد والجدة والبنات والأبناء وزوجاتهم وأبنائهم وقد يصل أحيانا إلى الأعمام ووو .. حسب كل عائلة ) .
أقول بعد أن كان البيت العود ، يمثل منتدى حقيقي للعائلة الواحدة ، تحولت
العلاقة إلى شخصين يعيشان معا .. وهذا ما أراده رسل الغزو .
فللبيت العود مزايا كثيرة لم يلتفت لها الكثيرون منا وعرفها رسل الغزو ، منها :
1) لم يكن تعدد الزوجات مشكلة كبيرة ( كما هي الآن ) وذلك للمفهوم الديني الذي كانواعليه .
2) لم تكن فرصة الخيانات والوقوع في الخطأ متوفرة بحكم وجود عدد كبير في البيت
فمتى ما لم يجد الإنسان وقتا للخطأ ، فهذا يعينه أكثر على عدم الوقوع فيه .
3) لم تكن المرأة بحاجة للذهاب إلى بيت أهلها عند وقوع مشاكل مع الزوج .
4) وجود المرأة مع من هن في سنها من قريباتها وأنسابها ، يجعلها في موقع
يسمح لها بمناقشةالخلافات والمشاكل معهن والأخذ برأيهن مما يقلل من نسبة الطلاق.
5) كم الحميمية والترابط الذي ينشأ بين الأسرة .
6) روح المساعدة والتعاون التي تبثها الجماعة ، ومقدار تبادل الخبرات على بساطتها.
7) سهولة تربية الأبناء مع أقرانهم .
والكثير الكثير ..
كل هذا افتقدناه في مجتمعاتنا ..
وكان لرسل الغزو ما أرادوا ..
وذلك بسبب انجرافنا خلف زيف الحضارة الغربية والرقي الإجتماعي والبذخ الحضاري ..
ركضنا خلف الأوهام الكاذبة وخلف رومانسية زائفة ..
لهاثنا المادي غرر بنا وماتت داخلنا المشاعر والعواطف الجميلة والبسيطة ..
خدعونا بالمملكة الخاصة وعش الزوجية البراق وقفص الذهب الجميل ..
الآن فقط أدرك حقيقة تلك المقولة ومدى عمقها :
( أن تحيا مع من تحب ، يكفيك سقف وجدران ) .
وهذه هي حقيقة الحب والزواج ..
أما كل ما آل إليه الحال من بذخ وألماس وحفلات وسفر وقروض .. لا تورث إلا المشاكل
والمشاحنات ، وتطرد الألفة والحميمية التي بين الأرواح ..
تصبح الحياة أرقام وأرقام وأرقام .. تحيط بك من كل جانب .
!
!
!
شكرا لكل من سمح له وقته بالقراءة .
!! الفلفل !!
[b]<small><small>[ تم تعديل الموضوع بواسطة الفلفل يوم 06-03-2000]