PDA

View Full Version : ذكرياتي (1)


سردال
06-09-2000, 10:04 PM
البداية من منزلنا السابق الصغير، كنا نعيش فيه حياة لا نجدها الآن في هذه الفلل أو المنازل الكبير، أتذكر هذا المنزل بكل تفاصيله الصغيرة، قبل دخولك المنزل سيواجهك الباب الأبيض الكبير أو ما نسميه بالعامية (الدروازة)، كان هذا الباب يحوي رسومات لأشجار وطيور، ولا أخفي عليكم يعلوه يعض الصدأ! :) إذا دخلت من هذا الباب، سترى أمامك باب آخر يقودك للمطبخ (الذي كانت أمي مديرته بلا منازع، لا كما نرى في أيامنا هذه، الطباخ الهندي احتل هذا المكان)، وبجانب المطبخ باب آخر يقودك إلى ساحة واسعة كنا نسميها الحوي، كانت هذه الساحة مزروعة بأشجار النخيل وكنا نربي فيها بعض الماشية والدواجن، أو بلهجة البدو "الحلال"، وكان هذا شيء طبيعي في ذلك الزمان.

إذا لم تدخل الباب الذي رأيته أمامك، ستجد على يسارك ساحة صغيرة كانت ملعبنا، تحيط به أربع غرف صغيرة، إحدها صالة والآخرى مجلس وغرفتين كنا نتكدس فيهما للنوم! :) واليوم وفي هذه الفلل التي تجعل كل واحد منا في غرفة كبيرة ولوحده لا نجد لذة النوم فيها، كنا سابقاً ننام وقبل النوم نسمع بعض القصص والحكايات .... لا لست أروي لكم رواية خيالية! هذا واقع كنا نعيشه أرويه لكم بتفاصيله الصغيرة لتتخيلوه وتعيشوه معي.

أتذكر مرة تكلم أخوتي عن الجن، فلم تقصر الوالدة وراحت تحكي لنا حكايات كثيرة عن الجن، حتى تصورت أن جنياً سيأخذني أو يقتلني ، ولم أستطع النوم في تلك الليلة.

عند الصباح، وقبل شروق الشمس يقوم من النوم معظم أهل البيت، طبعاً الوالد يذهب للصلاة والوالدة لإعداد الطعام، كنا صغاراً فكان الحوي هو مكاننا المفضل، نلعب بالتراب، نتأمل العصافير والطيور، نعد الماعز والأغنام! طبعاً كل يوم نفس العدد :)، ونلعب بعض الألعاب الشعبية مثل: الكرابي، الكروك أو ما يسميه الأطفال اليوم شرطي حرامي! وغيرها كثير لا تحضرني أسماءها الآن، وعادت ما يأتينا بعض أبناء وبنات الجيران ليشاركونا، فقد كانت المنازل ساحة مفتوحة لأي طفل يروح ويأتي على راحته.

في أيامنا هذه، نقوم متأخرين من النوم، نأكل من الطعام الذي أعده الطباخ الهندي، إذا أحببنا أن نلعب فلدينا ألعاب إلكترونية كالسوني والنيتندو أو الكمبيوتر، وإذا أردنا التواصل فعبر الإنترنت، ولا نعرف عن أخبار جيراننا أي شيء، قبل أربعة سنوات توفي شخص كبير السن من منطقتنا، وهو شخص مشهور ومعروف بطيبته، هل تصدقون أننا لم نعلم بوفاته إلا بعد حدوثها بسنتين؟! وأحد أصدقائي الذين كنت أدرس معهم في فصل واحد أيام الإبتدائية تزوج من سنتين ورزقه الله بنت جميلة، ولم أدري بهذا أبداً إلا قبل أسابيع!

لم تعد العلاقات بين الناس كما كانت من قبل، لم يعد أفراد الأسرة يأدون ما عليهم من واجبات تجاه أسرتهم، الأب مشغول والأم مشغولة، والأبناء بين أيدي الخدم والتلفاز وألعاب السوني وبعضهم على الشات في الإنترنت، وبالشات ضاعوا البنات!

أعتقد أني اطلت عليكم، هذه كانت صورة مختصرة جداً مأخوذة من منزلنا الصغير، وللأسف تغير هذا الواقع الجميل بآخر قبيح، وقبل الختام.

عندما انتقلنا إلى بيتنا الجديد، رحت أزور بيتنا القديم وأتمشى فيه، متذكراً سنين الطفولة الجميلة، وداومت على هذه العادة إلى أن جاء يوم هدم المنزل، الذي بكيت فيه بحرقة على أيام ولت ولن تعود، ولا تلوموني على بكائي فأنا إنسان مثلكم. ملتقانا في الحلقة القادمة مع حديث خاص عن دبي.

UAE_BaBe
06-09-2000, 11:18 PM
اخوي سردال ...
ذكريات جميلة دائما ما يتمنى الانسان ان تعود... ولكنها تبقى ذكريات.... فبعضها يبعث بالحزن والالم والبعض الاخر بالفرح والسرور

في انتظار حديثك عن لؤلؤة الخليج ودانتـها... دبي !! :)

لمسه
06-09-2000, 11:41 PM
أيام أول...<-- اللي يسمعني يقول عيوووووووووز :)

تصدق صرنا ما نشوف هالأشياء إلا بالمسلسلات !!

مشكور لأنك عطيتنا الفرصة لمعرفة ماضينا ..
و ننتظر الباقي من " تخروفتك " ( قصتك ) اخوي :)

سنفور غبي
07-09-2000, 08:06 AM
ذكريات حلوة :):) بس اللي محيرني .. انتو كل تعدون الدياي و.. (الماشية) هههههههه يحليلهم :)

موضعك باختصار... رهيب :)

ساهر الليل
07-09-2000, 08:10 AM
جميل جدا تصويرك لايام الماضي ياعزيزي

ايام الصفاء والطيبه والصدق والبراءه

هكذا كان حال الناس تلك الايام .... وتبدل الواقع الان كثيرا

كم نتمنى عودتها لنستمتع بها من جديد ... ما ذهب لن يعود:(


بس ما تكلمت فيها عن علاقاتك مع اولاد وبنات الجيران وانت صغير

اكيد فيه مواقف حلوه :)

تحياتي لك اخوي على المذكرات الحلوه ...

رزونة
07-09-2000, 08:25 AM
ذكريات جميلة محظوظ انت لانك تمتلكها
موضوعك جميل جدا جدا وبدون مجاملة
مشكورر اخوي عليه :):)