PDA

View Full Version : حدث في الفجر ( قصة قصيرة واقعية )


أبو لـُجين ابراهيم
27-10-2000, 12:09 PM
حدث في الفجر ( قصة قصيرة واقعية )

سمعت باب الغرفة يهتز في الغرفة المجاورة ..‍‍!

كنت نائمة وقرآن الفجر يُتلى من المذياع ، معي حفيدتي لم يتجاوز عمرها السنوات الأربع ، شعرت برجفة ، وكان الباب لا يزال يرتجّ وأحسست أنه فتح ..!

سمعت صرير فتح دولاب وصوت أشياء ترتطم بأبواب الغرف وكان المذياع لا يزال يتلو القرآن ، الغرفة التي أنا فيها إضاءتها باهتة ، احتضنت حفيدتي وكانت لا تزال نائمة وتشبثت بها .. صوت الأقدام يقترب من الغرفة ومع اقترابها أحسست باقتراب الموت … لم يكن الخوف من الموت هو الذي هيمن عليّ ، ولكن جزعي كان من أجل حفيدتي .

كان المذياع لا يزال يتلو ( وله ما سكن في الليل والنهار وهو السميع العليم ) وشعرت بالباب يُدافع ورأيته يدخل …!

تظاهرت بالنوم ، وحفيدتي في حضني وقرأت المعوذتين ، رأيت في ضوء المصباح الشاحب الشبح وهو يفتح الباب ، ولا يبدو منه سوى عينيه كان ملثماً كدت أموت رعباً ، ثم أسلمت أمري لله وهو يقترب مني …!

اعتدلت وهي في حضني وأوليته ظهري .. قرّب السكين اللامعة من رقبتي وهمس :

هيا احضري النقود …

نهضت وحفيدتي في حضني ولكنني تداركت وأنزلتها على السرير توجهت إلى الغرفة المجاورة وهو يتبعني ، أخرجت الصندوق الصغير من الدولاب وفيه النقود والمجوهرات بحثت عن المفتاح . لم أجده …!

رأيت شبحين يتوجهان ناحية المطبخ .. سمعت صوت باب الثلاجة وهو يغلق ويفتح .. وصوت أواني تسقط في المطبخ .

قّرب الشبح السكين من رقبتي وقال :

هيا أسرعي ..!

قلت له :

خذ الصندوق بكل ما فيه .

وخزني بنصل السكين في كتفي وقال :

يالئيمة .. افتحيه لئلا يكون فيه شيئاً ..!

تذكرت أن المفتاح في الحجرة التي كنت فيها وفيها البنت .. سرت نحوها وهو خلفي ونصل السكين بجوار رقبتي .. بحثت عن المفتاح والشبح يحثني بنصل السكين حتى عثرت عليه وبدأت أحاول فتح الصندوق ويدي ترتعش .

خطف المفتاح مني .. أرشدته على طريقة الفتح أدهشته النقود الكثيرة والمجوهرات غرف بيده كمية ووضعها في جيوبه ثم قرّب السكين وقال :

ابحثي عن كيس أضع فيه الأشياء … وخذي الصندوق وكان زميلاه لا يزالان يعبثان في المطبخ تشجعت وقلت له :

خذ كل شيء واتركني للطفلة .

بعد أن أعطيته كل شيء بسهولة .

وتوجه ناحية المطبخ وأشار إلى زميليه همسا في أذنه بشيء…!

جاء نحوي وقال :

هاتي شيء نأكله ..

جلسوا على كراسي الصالة ..!

دخلت إلى المطبخ ، فتحت الثلاجة أحضرت لهم الأكل وأنا أرتجف أضأت النور أزالوا اللثام عن وجوههم .. وبدأوا يأكلون في صمت .. كان المذياع لا يزال يتلو القرآن .

قال واحد منهم :

أغلقيه ..

قال الذي في يده السكين :

اتركيه …

جحظت عينا الثالث … وامتقع لونه بدأ وجهه يتقلص .. قال بصعوبة :

ماء

أحضرت له الماء … حاول أن يشرب .. لم يتمكن … سمعت حشرجة في صدره أحضرت له بخاخة الربو .. ووضعتها في فمه وضغت عليها .. عاد وجهه إلى حالته الأولى .

انبعث آذان الفجر من المسجد المجاور عالياً :

الله أكبر ..

قلت أردد الآذان :

الله أكبر ..

نظر الذي فاجأته النوبة نحوي ..

ونظر إلى زملائه وقال : الله أكبر .. الله أكبر ثم أخرج من جيبه مسدساً وصوّبه ناحية الذي في يده السكين وقال :

ارجع كل شيء …

اخرج من جيبه كل شيء وانصرفوا من باب البيت ..

قلت بأعلى صوتي : الله أكبر .

بقلم : صابر أحمد مجدي ـ مصر .

ChOcOlAta
27-10-2000, 02:01 PM
الــله أكبر

و سبــــــــحان الله ...

جــزاك الله ألف خـير اخى ابو لجـُين ابراهيم ..

بسكوتة
27-10-2000, 04:43 PM
الله اكبر.....
قصة جميلة...
...عين الحق لا تنام...
الريم

سعفه
27-10-2000, 11:49 PM
هذه القصة تذكرني بالشعراوي رحمه الله

اذا قال دخل بيته حرامي فسرق صندوق صغير فيه اموال

فمالبث يوم حتى ارجع السارق الصندوق ومعه رسالة اعتذار

حيث ان الاموال موزعه في ضروف مغلقه وكتب على كل مغلف اسم

صاحبها /لانها اموال صدقه مرسله الى الفقراء