صدى الحق
19-11-2000, 12:04 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تأملت أحوال الناس في حالة علو شأنهم , فرأيت أكثر الخلق تبين خسارتهم حينئذ .
فمنهم من بالغ في المعاصي في زمن الشباب ، ومنهم من فرط في اكتساب العلم ، ومنهم من أكثر من الاستمتاع باللذات . .
فكلهم نادم في حالة الكبر حين فوات الاستدراك لذنوب سلفت ، او قوى ضعفت ، اوفضيلة فاتت ، فيمضي زمن الكبر في حسرات . .
فأما من انفق عصر الشباب في العلم ، فإنة في زمن الشيخوخة يحمد جني ماغرس ، ويلتذ بتصنيف ماجمع ، ولايرى مايفقد من لذات البدن شيئا بالاضافة الى ما ينالة من لذات العلم .
هذا مع وجود لذاتة في الطلب الذي كان تأمل بة ادراك المطلوب . .
وربما كانت تلك الأعمال اطيب مما نيل منها ، كما قال الشاعر :
اهتز عند تمني وصلها طربا *** ورب امنية احلى من الظفر
ولقد تاملت نفسي بالاضافة الى عشيرتي الذين انفقوا اعمارهم في اكتساب الدنيا ، وانفقت زمن الصبوة والشباب في طلب العلم ، فرايتني لم يفتني مما نالوه الا ملو حصل لي ندمت عليه . .
ثم تاملت حالي فاذا عيشي في الدنيا اجود من عيشهم وجاهي بين الناس اعلى من جاههم ، وما نلته من معرفة العلم لا يقاوم . .
فقال لي ابليس : ونسيت تعبك وسهرك ؟!
فقلت له: ايها الجاهل ، تقطيع الايدي لاوقع له عند رؤية يوسف . . وما طالت طريق ادت الى صديق
ولقد كنت في حلاوة طلبي العلم القى من الشدائد ما هو عندي احلى من العسل لاجل ما اطلب وارجو . .
* عبدالرحمن بن الجوزي
المصدر :
http://www.seas.smu.edu/~tameem/Zad/4/happy.htm
تأملت أحوال الناس في حالة علو شأنهم , فرأيت أكثر الخلق تبين خسارتهم حينئذ .
فمنهم من بالغ في المعاصي في زمن الشباب ، ومنهم من فرط في اكتساب العلم ، ومنهم من أكثر من الاستمتاع باللذات . .
فكلهم نادم في حالة الكبر حين فوات الاستدراك لذنوب سلفت ، او قوى ضعفت ، اوفضيلة فاتت ، فيمضي زمن الكبر في حسرات . .
فأما من انفق عصر الشباب في العلم ، فإنة في زمن الشيخوخة يحمد جني ماغرس ، ويلتذ بتصنيف ماجمع ، ولايرى مايفقد من لذات البدن شيئا بالاضافة الى ما ينالة من لذات العلم .
هذا مع وجود لذاتة في الطلب الذي كان تأمل بة ادراك المطلوب . .
وربما كانت تلك الأعمال اطيب مما نيل منها ، كما قال الشاعر :
اهتز عند تمني وصلها طربا *** ورب امنية احلى من الظفر
ولقد تاملت نفسي بالاضافة الى عشيرتي الذين انفقوا اعمارهم في اكتساب الدنيا ، وانفقت زمن الصبوة والشباب في طلب العلم ، فرايتني لم يفتني مما نالوه الا ملو حصل لي ندمت عليه . .
ثم تاملت حالي فاذا عيشي في الدنيا اجود من عيشهم وجاهي بين الناس اعلى من جاههم ، وما نلته من معرفة العلم لا يقاوم . .
فقال لي ابليس : ونسيت تعبك وسهرك ؟!
فقلت له: ايها الجاهل ، تقطيع الايدي لاوقع له عند رؤية يوسف . . وما طالت طريق ادت الى صديق
ولقد كنت في حلاوة طلبي العلم القى من الشدائد ما هو عندي احلى من العسل لاجل ما اطلب وارجو . .
* عبدالرحمن بن الجوزي
المصدر :
http://www.seas.smu.edu/~tameem/Zad/4/happy.htm