صدى الحق
28-11-2000, 08:30 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شرع صيام رمضان بعد الهجرة في السنة الثانية ، فكانت العلاقة برمضان أوسع إذ كان تشريع صيامه أعم ، إذ قال تعالى: ( يا أيها الذين آمنوا ) وهو خطاب لعموم المؤمنين .
( كتب عليكم الصيام ) وهذا إلزام به .
( كما كُتب على الذين من قبلكم ) وهذا تعميم وشمول في مشروعية صومه حثاً على القيام بواجبه .
( لعلكم تتقون ) بيان الغاية والنتيجة والحكمة .
وقد أخذ تشريع الصوم أطواراً عديدة، ذكر العلماء ثلاثة أطوار
الطور الأول: أياماً معدودات .
قيل: الاثنين والخميس .
وقيل: ثلاثة أيام من كل شهر .
وقيل: ذكر الأيام المعدودات تخفيفاً وتهويناً، وإلا فهي الشهر بنفسه .
والطور الثاني: التخيير: ( وعلى الذين يُطيقونه فديةُ طعام مسكين ) فكانوا مخيرين بين الصيام أو الإطعام .
والطور الثالث: الإلزام: ( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدىً للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ) فلم يبق لهم خيار اللهم إلا في الرخصة: ( فمن كان منكم مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر ) .أي: إن أفطر .
وعلى ضوء هذه الأطوار ، لو قيل: قد سبق ذلك ما يشبه المقدمة لكان موافقاً الوقع ، وهو صوم عاشوراء ، كما جاء في الحديث: "أول ما قدم صلى الله عليه وسلم المدينة وجد اليهود يصومون يوم عاشوراء ، فسألهم عن صيامهم ؟
فقالوا:يوم نجى الله فيه موسى من فرعون فصامه فصمناه ، أي شكراً لله .
فقال صلى الله عليه وسلم: نحن أحق بموسى منكم ، فصامه وأمر الناس بصيامه وجوباً، حتى من كان قد أكل ألزمه بالإمساك بقية يومه".
إنه عمل له عدة جهات منهجية :
منها: بيان ارتباط هذه الأمة بالأمم التي قبلها في طاعة الله .
ومنها: تعظيم الأيام ذات التاريخ المشهور في نصرة دين الله ، إذ فيه انتصار الحق على الباطل .
ومنها: فرصة لتعريف اليهود بروابط الدين بين موسى عليه السلام وبينه صلى الله عليه وسلم وبالتالي بين هذه الأمة ومن قبلها، ولا سيما، وهو حديث القدوم عليهم ، وفي إبان دعوتهم .
ومنها: وهو محل الغرض ، ترويض المسلمين على وجوب الصوم الالتزام به في زمن معين وعلى شكل جماعي ، لأن صيامه صلى الله عليه وسلم إياه ليس بجديد عليه فقد كان يصومه ، وهو في مكة وكان أهل مكة يصومونه ويجددون كسوة الكعبة فيه ، ولكن لا على سبيل الالتزام ولا بشكل جماعي ، فكان صومه صلى الله عليه وسلم بتلك الصورة خطوة أولى نحو استقبال مشروعية رمضان والالتزام بصيامه .
ولذا لما شرع صومه نسخ الوجوب عن عاشوراء .
ولما شرع صيامه كان للرسول صلى الله عليه وسلم معه شأن آخر ، فكان صلى الله عليه وسلم في رمضان العابد المتنسك من قيام واعتكاف وتلاوة ، والبذل بسخاء ، والمجاهد الفاتح والداعية الموجه ، والرسول المعلم ، والمشرع .
المصدر :-
http://www.khayma.com/ramadan/with_5.htm
بتصرف .
صدى الحق
شرع صيام رمضان بعد الهجرة في السنة الثانية ، فكانت العلاقة برمضان أوسع إذ كان تشريع صيامه أعم ، إذ قال تعالى: ( يا أيها الذين آمنوا ) وهو خطاب لعموم المؤمنين .
( كتب عليكم الصيام ) وهذا إلزام به .
( كما كُتب على الذين من قبلكم ) وهذا تعميم وشمول في مشروعية صومه حثاً على القيام بواجبه .
( لعلكم تتقون ) بيان الغاية والنتيجة والحكمة .
وقد أخذ تشريع الصوم أطواراً عديدة، ذكر العلماء ثلاثة أطوار
الطور الأول: أياماً معدودات .
قيل: الاثنين والخميس .
وقيل: ثلاثة أيام من كل شهر .
وقيل: ذكر الأيام المعدودات تخفيفاً وتهويناً، وإلا فهي الشهر بنفسه .
والطور الثاني: التخيير: ( وعلى الذين يُطيقونه فديةُ طعام مسكين ) فكانوا مخيرين بين الصيام أو الإطعام .
والطور الثالث: الإلزام: ( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدىً للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ) فلم يبق لهم خيار اللهم إلا في الرخصة: ( فمن كان منكم مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر ) .أي: إن أفطر .
وعلى ضوء هذه الأطوار ، لو قيل: قد سبق ذلك ما يشبه المقدمة لكان موافقاً الوقع ، وهو صوم عاشوراء ، كما جاء في الحديث: "أول ما قدم صلى الله عليه وسلم المدينة وجد اليهود يصومون يوم عاشوراء ، فسألهم عن صيامهم ؟
فقالوا:يوم نجى الله فيه موسى من فرعون فصامه فصمناه ، أي شكراً لله .
فقال صلى الله عليه وسلم: نحن أحق بموسى منكم ، فصامه وأمر الناس بصيامه وجوباً، حتى من كان قد أكل ألزمه بالإمساك بقية يومه".
إنه عمل له عدة جهات منهجية :
منها: بيان ارتباط هذه الأمة بالأمم التي قبلها في طاعة الله .
ومنها: تعظيم الأيام ذات التاريخ المشهور في نصرة دين الله ، إذ فيه انتصار الحق على الباطل .
ومنها: فرصة لتعريف اليهود بروابط الدين بين موسى عليه السلام وبينه صلى الله عليه وسلم وبالتالي بين هذه الأمة ومن قبلها، ولا سيما، وهو حديث القدوم عليهم ، وفي إبان دعوتهم .
ومنها: وهو محل الغرض ، ترويض المسلمين على وجوب الصوم الالتزام به في زمن معين وعلى شكل جماعي ، لأن صيامه صلى الله عليه وسلم إياه ليس بجديد عليه فقد كان يصومه ، وهو في مكة وكان أهل مكة يصومونه ويجددون كسوة الكعبة فيه ، ولكن لا على سبيل الالتزام ولا بشكل جماعي ، فكان صومه صلى الله عليه وسلم بتلك الصورة خطوة أولى نحو استقبال مشروعية رمضان والالتزام بصيامه .
ولذا لما شرع صومه نسخ الوجوب عن عاشوراء .
ولما شرع صيامه كان للرسول صلى الله عليه وسلم معه شأن آخر ، فكان صلى الله عليه وسلم في رمضان العابد المتنسك من قيام واعتكاف وتلاوة ، والبذل بسخاء ، والمجاهد الفاتح والداعية الموجه ، والرسول المعلم ، والمشرع .
المصدر :-
http://www.khayma.com/ramadan/with_5.htm
بتصرف .
صدى الحق