((علمتني الحياة......))

[مدردش متقاعد]

تعلمت الكثير و اكتسبت الكثير من الخبرات الضرورية خلال فترة دراستي الطويلة التي قضيتها في بلاد الغرب..

تعلمت أن أواجه الحياة بوجه صبوح في الأيام المشرقة و التي تهب عليها نسائم التفائل و الأشواق.. و أن أواحهها بوجه كالح في الأيام السوداء التي تعصف بها أعاصير الهموم و الأحزان..

نعم .. علمتني الحياة الكثير و الكثير... و أنا الشاب المراهق الخجول الذي سافرت قبل عدة سنين لأرض تبعد عن موطني آلاف الأميال.. إلى بلد شبه غامض بالنسبة لي لا أعرف عنه سوى القليل و لا أفقه عن الحياة فيها إلا اليسير..

سافرت و كلي اشتياق لخوض غمار حياة جديدة مجهولة و غامضة بالنسبة لي.. فلم أكن قد جربت الابتعاد عن أهلي ووطني لفترة طويلة .. و ها أنذا أذوق مرارة هذا البعد و أنكوي بنار اللهفة و الاشتياق.. للوطن.. و الأهل... و الأحباب...


حاولت التأقلم مع حياتي الجديدة.. و التعود على الحياة الغريبة..فركنت همومي و أحزاني جانبا و بدات أشق طريقي بخطى ثابتة.... ظننت في البداية أني في الطريق الجادة .. فأكملت المسيرإلى أن شعرت بعدها بالخطر ...خطر على ديني... خطرعلى نفسي و مبادئي و قيمي... فلم أجد مفرا من الرجوع عن ما أنا فيه..و العودة إلى نقطة البداية.. و لفظ المظاهر و الترهات الغربية التي كانت قد بدأت تجد لها قبولا من قبل عقلي الغض الطري في تلك الفترة.. ..فمادام الأساس و الجذر قويا.. فمها صار و مهما حصل.. فالغلبة للجذر و الانتماء.. لكن مع قليل من الاهتمام الممزوج بالتوجيه و المشورة...

قابلت أجناس و ألوان ...و خالطت أنواع مختلفة من البشر... و مر علي مجموعة كبيرة من الشباب منهم الصالح و منهم الطالح..... منهم المستقيم و كثير منهم (للأسف) مائلون عن الصراط المستقيم..

إنهم شباب لاهون... تائهون عن الله غافلون... كالأنعام يأكلون و يشربون.. دوما يضحكون... و يقهقهون...و عن الوناسة يبحثون.. أين؟
.. في النوادي و الملاهي يسهرون ...ويمرحون.....يغنون و يرقصون .. في الحانات و البارات يسكرون... يعربدون..و في أحضان المومسات ينامون...وبايديهم الملوثة القذرة يدفنون.. مستقبل أمة قد كانت لها أمجاد مد الأبصار و العيون...
إنهم عن الجنة سيبعدون و في السعير سيحرقون ... "كلوا و تمتعوا قليلا إنكم مجرمون"