ابو الامير
05-04-2003, 01:27 AM
http://www.qudsway.com/akhbar/pic_hom/2002/pic99405.jpg
حرصت قوات الاحتلال في مجزرة نيسان على شل الطواقم الطبية الحكوميه وغير الحكومية ومنعها من تأدية دورها والوصول للجرحى والمصابين ، ومخيم جنين الذي بقي مغلقا امام الاسعاف والبعثات الانسانيه حتى انتهاء المجزرة , ومع ذلك كان لهذه الطواقم دور كبير في تحدي اجراءات الاحتلال رغم ما تعرضت له من تنكيل وعدوان وممارسات تعسفيه وصلت حد اطلاق النار والاعتقال والتعذيب الوحشي.
دائرة الشباب المتطوعين التابعه لجمعية الهلال الاحمر الفلسطيني كانت من اكثر الفعاليات الفلسطينيه التي نشطت في نيسان الذي ترك انطباعات وذكريات مؤلمة لن ينساها محمد رافع منسق دائرة الشباب 35 عاما والذي يعمل منذ 15 سنه في الهلال الاحمر الفلسطيني.
حظر تحرك الطواقم الطبية
ويقول محمد مع بدء احداث اجتياح شهر نيسان شكلنا عدة فرق من المتطوعين الملتحقين في الاسعاف الاولي والذين عملوا جنبا لجنب مع سائقي الاسعاف , ورغم استعداداتنا فان الاحتلال منعنا من القيام بدورنا المطلوب على اكمل وجه فمنذ اليوم الاول للهجوم اصدرت قوات الاحتلال قرارا يحظر على سيارات الإسعاف والفرق الطبية التحرك والتنقل ولتقيد حركتنا فرضوا علينا رقابه مشددة بوضع دبابه على باب الهلال ومنعوا الدخول والخروج وفي بعض الحالات النادرة والصعبه عندما كنا نتحرك كان يتطلب الوصول من الجمعيه التي تبعد عن المستشفى عدة امتار اكثر من ساعتين وذلك بعد تنسيق مع الكيان الصهيوني.
ويتذكر محمد انه في احدى المرات القليله التي سمحت فيها قوات الاحتلال بنقله حالة خطيرة من جنين بعد وصولها لجمعية اصدقاء المريض فان ذلك تطلب ساعتين.
ممارسات تعسفيه
وأفاد محمد أن جنود الاحتلال كانوا يقومون باحتجاز ضابط الاسعاف او المتطوع ثم يجبرونه على خلع ملابسه ولا يكتفون بمصادرة هوياتنا بل يصلبوننا في الشارع باحتقار بطريقه مذله وباستهتار وهذا العمل كما يضيف كان يعيق طواقم الاسعاف ومع ذلك كان دوما لدينا اصرار على الوصول للمواطنين رغم العناء والحصار مما عرض حياتنا للخطر فقد اطلقوا النار علينا مما ادى لاصابه البعض من الممرضين والمتطوعين واتذكر زميلي محمد زيدان المتطوع الذي اعتقل وخلال عمله وما زال معتقل بدون اسباب.
تشريد الاهالي
ويتذكر محمد تشريد الاحتلال لاهالي المخيم ويقول بدا الجنود يطردون الاهالي خارج المخيم وفجأة وجدوا انفسهم بالشوارع وسط الدبابات التي تلاحقهم وسط مشاعر الخوف والسخط فقد اعتقلوا الرجال وتركوا النساء والاطفال في حاله خوف على مصير الرجال ويضيف "كان الناس خلال نزوحهم من المخيم مش عارفين وين يروحوا دخلوا الهلال وكان الموقف رهيب جدا الناس خايفين الكل بيركض حافي ، تجمعوا باعداد كبيره واقاموا في الاسعاف ، والمتطوعين يشفقون عليهم حيث كان وضعهم يرثى له ، لقد كان الظرف صعب كل ما تحكي مع واحد يبكي ، النفسيات محطمة ، الاطفال بعانوا الكل بعاني قعدوا فترة حتى رتبوا امورهم ، اللي راح عند قريب او استاجر قسم ضل ، صار يجي شحنات غذائيه وأهلنا في مناطق الـ48 ما قصروا قاموا بجهد عظيم جدا ، موقف عظيم ومشرف يدل على وحدة الدم الفلسطيني انا بجوز اشتغلت 15 سنة في الاسعاف بنابلس وبجنين اثر في اكثر اشي اجتياح مخيم جنين الارهاب اوالنازيه الي تصرف فيها الجيش الصهيوني شيء لا يوصف".
محمد كان مع الفرق الاولى التي دخلت المخيم ويقول "دخلنا مع خبير من كندا وعندما شاهدت المنظر المؤلم اعتقدت اننا وصلنا لموقع و مكان حدث فيه زلزال تغير كل شيء ولم اصدق انني داخل مخيم جنين شفنا جثث وشميت الريحه محلات طالعه ريحتها بيوت مهدمة الواحد مش عارف شو يحكي. الاباتشي والـ(أف16) شو بده يقاومها لكن الاراده هي الاراده الي حطمت كل اشي الحيوان اذا حشر في مكان بده يدافع عن نفسه كيف الانسان اذا في واحد بده يهتك عرضه وبيته كيف رايح يعمل".
دور المتطوعين
بعد انسحاب الاحتلال يقول محمد بدانا نعمل في الدائرة على متابعه ملف المفقودين وجمع المتطوعين كافه المعلومات وبدأنا التنسيق مع الصليب الاحمر ومنظمة حقوق الانسان المحامين العرب ونشرنا بعض الاعلانات واستخدمنا سماعات المساجد في القرى للبحث عنهم خاصه وان عدد كبير من الشباب بعد اعتقالهم اجبرهم الجنود على الاقامه في القرى وبدأت تردنا الاتصالات ونجحنا في تحديد ومعرفة مصير الحي من المعتقل من المفقود وايصالهم بذويهم وتابعنا ملف المعتقلين وقضايا الجرحى مع المستشفيات والاسعاف. ووفق قوائمنا عدد الاصابات في المجزرة لم تكن كبيرة لان غالبيتهم استشهدوا بسبب منع علاجهم وهناك حالات استشهدت تحت الردم كما جهزنا احصائيه بعدد الشهداء وضحايا المتفجرات وهنا اشتغلنا على نوعين من مخلفات جيش العدو الصهيوني الي كانت تترك وما تنفجر والنوع الثاني اللي من الشباب الصناعه المحليه اللي كانت تنرمى على الجيش وتظل في مكان المعركه ممكن تاثر في مرضى او انه طفل يلعب , ومخلفات الجيش انفجرت وادت لوقوع شهداء و عشرات الحالات من الاصابات خطرة تابعنا الحالات معظمها اطفال حتى طبيب من ال 48 تصاوب وانقطع عضو من جسمه وكان في كثير مصابين سببت اعاقه دائمه وفي شهداء اثنين ، اشتغلنا بالتعاون مع اليونيسف في هذا المجال وعملنا طاقم متطوعين واهلناهم في مخاطر المتفجرات وحطينا علامات وكمان اعطينا محاضرات وورشات عمل في المدارس ، مدارس الوكاله والحكومة للبيوت والتجمعات السكنيه وانجزنا شيء كبير المتطوعين قاموا بدور عظيم جدا في هذا المجال ولا زال البرنامج ما انتهى حاليا نتعاون مع الصليب لنكمل المشوار" ، واضاف "اعتز انني موظف في الهلال الاحمر ، الهلال الاحمر شمعه مضيئه و انجازات الهلال الاحمر عظيمه جدا في المكان المناسب في الوقت الي ممكن الناس تكون مستريحه وفي بيوتها الهلال بكون سهران على راحة المواطنين".
تاثير الاحتلال
وقال محمد "انه بلا ادنى شك المجزرة اثرت على نفسيات كل الناس وبالذات المتطوعين لانهم قريبين على الحدث وبواجهوا الجيش ، وبيتعرضوا لمخاطر الجيش وبلاقوا اهانات يوم بنطلبوا ، ويوم بتشلحوا ، ويوم بيعتقلوا لكن في اراده مستمره والحقيقه في ضغط نفسي كبير لذلك هناك اخصائي نفسي خاص يتابع الضباط والمتطوعين بعمل جلسات معهم ومع اسرهم الا انه الشيء كبير جدا فالمتطوع او ضابط الاسعاف ممكن ما يرجع ، لإنه معرض للطخ ، وسيارة الاسعاف ممكن تطلع في الليل علشان تجيب طفل مريض او امراة في حالة ولاده". ورغم الصعوبات يقول محمد "نمتلك كشعبنا ارادة لمواصله وللحفاظ على تقديم الخدمة الانسانية للمواطنين".
المصدر : نداء القدس
حرصت قوات الاحتلال في مجزرة نيسان على شل الطواقم الطبية الحكوميه وغير الحكومية ومنعها من تأدية دورها والوصول للجرحى والمصابين ، ومخيم جنين الذي بقي مغلقا امام الاسعاف والبعثات الانسانيه حتى انتهاء المجزرة , ومع ذلك كان لهذه الطواقم دور كبير في تحدي اجراءات الاحتلال رغم ما تعرضت له من تنكيل وعدوان وممارسات تعسفيه وصلت حد اطلاق النار والاعتقال والتعذيب الوحشي.
دائرة الشباب المتطوعين التابعه لجمعية الهلال الاحمر الفلسطيني كانت من اكثر الفعاليات الفلسطينيه التي نشطت في نيسان الذي ترك انطباعات وذكريات مؤلمة لن ينساها محمد رافع منسق دائرة الشباب 35 عاما والذي يعمل منذ 15 سنه في الهلال الاحمر الفلسطيني.
حظر تحرك الطواقم الطبية
ويقول محمد مع بدء احداث اجتياح شهر نيسان شكلنا عدة فرق من المتطوعين الملتحقين في الاسعاف الاولي والذين عملوا جنبا لجنب مع سائقي الاسعاف , ورغم استعداداتنا فان الاحتلال منعنا من القيام بدورنا المطلوب على اكمل وجه فمنذ اليوم الاول للهجوم اصدرت قوات الاحتلال قرارا يحظر على سيارات الإسعاف والفرق الطبية التحرك والتنقل ولتقيد حركتنا فرضوا علينا رقابه مشددة بوضع دبابه على باب الهلال ومنعوا الدخول والخروج وفي بعض الحالات النادرة والصعبه عندما كنا نتحرك كان يتطلب الوصول من الجمعيه التي تبعد عن المستشفى عدة امتار اكثر من ساعتين وذلك بعد تنسيق مع الكيان الصهيوني.
ويتذكر محمد انه في احدى المرات القليله التي سمحت فيها قوات الاحتلال بنقله حالة خطيرة من جنين بعد وصولها لجمعية اصدقاء المريض فان ذلك تطلب ساعتين.
ممارسات تعسفيه
وأفاد محمد أن جنود الاحتلال كانوا يقومون باحتجاز ضابط الاسعاف او المتطوع ثم يجبرونه على خلع ملابسه ولا يكتفون بمصادرة هوياتنا بل يصلبوننا في الشارع باحتقار بطريقه مذله وباستهتار وهذا العمل كما يضيف كان يعيق طواقم الاسعاف ومع ذلك كان دوما لدينا اصرار على الوصول للمواطنين رغم العناء والحصار مما عرض حياتنا للخطر فقد اطلقوا النار علينا مما ادى لاصابه البعض من الممرضين والمتطوعين واتذكر زميلي محمد زيدان المتطوع الذي اعتقل وخلال عمله وما زال معتقل بدون اسباب.
تشريد الاهالي
ويتذكر محمد تشريد الاحتلال لاهالي المخيم ويقول بدا الجنود يطردون الاهالي خارج المخيم وفجأة وجدوا انفسهم بالشوارع وسط الدبابات التي تلاحقهم وسط مشاعر الخوف والسخط فقد اعتقلوا الرجال وتركوا النساء والاطفال في حاله خوف على مصير الرجال ويضيف "كان الناس خلال نزوحهم من المخيم مش عارفين وين يروحوا دخلوا الهلال وكان الموقف رهيب جدا الناس خايفين الكل بيركض حافي ، تجمعوا باعداد كبيره واقاموا في الاسعاف ، والمتطوعين يشفقون عليهم حيث كان وضعهم يرثى له ، لقد كان الظرف صعب كل ما تحكي مع واحد يبكي ، النفسيات محطمة ، الاطفال بعانوا الكل بعاني قعدوا فترة حتى رتبوا امورهم ، اللي راح عند قريب او استاجر قسم ضل ، صار يجي شحنات غذائيه وأهلنا في مناطق الـ48 ما قصروا قاموا بجهد عظيم جدا ، موقف عظيم ومشرف يدل على وحدة الدم الفلسطيني انا بجوز اشتغلت 15 سنة في الاسعاف بنابلس وبجنين اثر في اكثر اشي اجتياح مخيم جنين الارهاب اوالنازيه الي تصرف فيها الجيش الصهيوني شيء لا يوصف".
محمد كان مع الفرق الاولى التي دخلت المخيم ويقول "دخلنا مع خبير من كندا وعندما شاهدت المنظر المؤلم اعتقدت اننا وصلنا لموقع و مكان حدث فيه زلزال تغير كل شيء ولم اصدق انني داخل مخيم جنين شفنا جثث وشميت الريحه محلات طالعه ريحتها بيوت مهدمة الواحد مش عارف شو يحكي. الاباتشي والـ(أف16) شو بده يقاومها لكن الاراده هي الاراده الي حطمت كل اشي الحيوان اذا حشر في مكان بده يدافع عن نفسه كيف الانسان اذا في واحد بده يهتك عرضه وبيته كيف رايح يعمل".
دور المتطوعين
بعد انسحاب الاحتلال يقول محمد بدانا نعمل في الدائرة على متابعه ملف المفقودين وجمع المتطوعين كافه المعلومات وبدأنا التنسيق مع الصليب الاحمر ومنظمة حقوق الانسان المحامين العرب ونشرنا بعض الاعلانات واستخدمنا سماعات المساجد في القرى للبحث عنهم خاصه وان عدد كبير من الشباب بعد اعتقالهم اجبرهم الجنود على الاقامه في القرى وبدأت تردنا الاتصالات ونجحنا في تحديد ومعرفة مصير الحي من المعتقل من المفقود وايصالهم بذويهم وتابعنا ملف المعتقلين وقضايا الجرحى مع المستشفيات والاسعاف. ووفق قوائمنا عدد الاصابات في المجزرة لم تكن كبيرة لان غالبيتهم استشهدوا بسبب منع علاجهم وهناك حالات استشهدت تحت الردم كما جهزنا احصائيه بعدد الشهداء وضحايا المتفجرات وهنا اشتغلنا على نوعين من مخلفات جيش العدو الصهيوني الي كانت تترك وما تنفجر والنوع الثاني اللي من الشباب الصناعه المحليه اللي كانت تنرمى على الجيش وتظل في مكان المعركه ممكن تاثر في مرضى او انه طفل يلعب , ومخلفات الجيش انفجرت وادت لوقوع شهداء و عشرات الحالات من الاصابات خطرة تابعنا الحالات معظمها اطفال حتى طبيب من ال 48 تصاوب وانقطع عضو من جسمه وكان في كثير مصابين سببت اعاقه دائمه وفي شهداء اثنين ، اشتغلنا بالتعاون مع اليونيسف في هذا المجال وعملنا طاقم متطوعين واهلناهم في مخاطر المتفجرات وحطينا علامات وكمان اعطينا محاضرات وورشات عمل في المدارس ، مدارس الوكاله والحكومة للبيوت والتجمعات السكنيه وانجزنا شيء كبير المتطوعين قاموا بدور عظيم جدا في هذا المجال ولا زال البرنامج ما انتهى حاليا نتعاون مع الصليب لنكمل المشوار" ، واضاف "اعتز انني موظف في الهلال الاحمر ، الهلال الاحمر شمعه مضيئه و انجازات الهلال الاحمر عظيمه جدا في المكان المناسب في الوقت الي ممكن الناس تكون مستريحه وفي بيوتها الهلال بكون سهران على راحة المواطنين".
تاثير الاحتلال
وقال محمد "انه بلا ادنى شك المجزرة اثرت على نفسيات كل الناس وبالذات المتطوعين لانهم قريبين على الحدث وبواجهوا الجيش ، وبيتعرضوا لمخاطر الجيش وبلاقوا اهانات يوم بنطلبوا ، ويوم بتشلحوا ، ويوم بيعتقلوا لكن في اراده مستمره والحقيقه في ضغط نفسي كبير لذلك هناك اخصائي نفسي خاص يتابع الضباط والمتطوعين بعمل جلسات معهم ومع اسرهم الا انه الشيء كبير جدا فالمتطوع او ضابط الاسعاف ممكن ما يرجع ، لإنه معرض للطخ ، وسيارة الاسعاف ممكن تطلع في الليل علشان تجيب طفل مريض او امراة في حالة ولاده". ورغم الصعوبات يقول محمد "نمتلك كشعبنا ارادة لمواصله وللحفاظ على تقديم الخدمة الانسانية للمواطنين".
المصدر : نداء القدس