aziz2000
12-07-2001, 07:56 AM
إن الترويح على النفس بما أباح الله لها هو مسرح للاستئناس البريء الخالي من الصخب واللغط، على حد قول النبي، صلى الله عليه وسلم لحنظلة بن عامر، رضي الله عنه: "ولكن، ساعة وساعة،" لا كما يقول أرباب التحرر: "ساعات لك، وساعة لربك، واستعن بالهزل على الجد، والباطل على الحق،" أو: "دع ما لله لله، وما لقيصر لقيصر!" كلا! .. فالبيت والمجتمع والإعلام كلهم خاضعون لحدود الله ومتى تجاوزوا تلك الحدود، فما قدَروا الله حق قدره وما شكروه على آلائه.
لقد حرص كثير من الناس على تضخيم الترويح على النفس والبدن، حتى ظنوا بسبب ذلك أنهم مسجونون في بيوتهم وبلدانهم! إستصغروا ما كانوا يُكبرون من قبل ... واستنزروا ما كانوا يستغزرون! ... أقفرت منازلهم من الأ ُنس وألِفوا السياحة على مفهومهم القاصر، والجلوس في المنتديات حال الإغتراب ... حتى أصبح المرء منهم في داره حاضرا ً كالغائب.. مقيما ً كالنازح، يعلم من حال البعيد عنه ما لا يعلم من حال القريب منه .... قبل الإجازات .. يَعقدون الجلسات غير المباركة عن معاقد عزمهم في شد الرحال .. إلى مجاري الأنهار وشواطيء البحار في بلاد الكفار أو بلاد تشبهها ... يفرون من الحر اللافح إلى البرد القارس .. وما علموا أن الكل من فيح جهنم ونـَفـَسها الذي جعله الله لها في الشتاء والصيف... رحلات عابثة تفتقرإلى الهدف المحمود والنفع المنشود .. أدنى سوءها الإسراف والتبذير، ناهيكم عما يشاهد هنالك من محرمات ومخازي لا يُدرى كيف يبيح المرء لنفسه أن يراها، وماذا سيجيب الله عن قوله: ( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ) ...
الجُل من السياح نهارهم في دُجنة وليلهم جَهْوَري ... ألذ ما عند بعضهم سمر العشاق أو شَغل المشغولين بالفراغ ... عبادتهم نزر وغوايتهم غمر ... يأكلون الأرطال ويشربون الأسطال ويسهرون الليل وإن طال ... حتى يصير الصبح ليلا ً والليل صبحا ً، فيختل الناموس الذي خُلق الليل والنهار من أجله ... فلا يُرخي الليل سدوله إلا وقد سَحب اللهو ذيوله .. وتمشت البلادة في عظام المرء حتى تترقى إلى هامه وتثْلم العقل .. فيُخلع ثوب الوقار ويُلاطف بعبث مشين في سَفـْسَف أو باطن من الأمر.. ومن ثم .. تـُعد تلك السجايا من السياحة الجاذبة !!! .. وكم يقال حينها:
هل لساهر بمثل هذا من نُجح ؟ *** أو هـل لليله من صبح ؟
هيهات ثم هيهات ... فتلك ليال قُصَّ أجنحتها وظل أصحابها ... وكيف يُرجى تقطيع ليال وافية الذوائب ممتدة الأطناب بين المشارق والمغارب؟ ... ( وهو الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصرا ) ... ولا بـِدْع حينئذ إذا عُـكست آمال هؤلاء وخابت أعمالهم فلم يرجعوا من سياحتهم إلا بنفاد المال في الدنيا وسوء المغبة في الأخرى .
================
جزى الله من كتبها خير الجزاء فهي تجمع توجيهات كثيرة لأخطاء مايفعله الشباب في الخارج .. وهي من جهة أخرى تحفة أدبية رائعة ..
لقد حرص كثير من الناس على تضخيم الترويح على النفس والبدن، حتى ظنوا بسبب ذلك أنهم مسجونون في بيوتهم وبلدانهم! إستصغروا ما كانوا يُكبرون من قبل ... واستنزروا ما كانوا يستغزرون! ... أقفرت منازلهم من الأ ُنس وألِفوا السياحة على مفهومهم القاصر، والجلوس في المنتديات حال الإغتراب ... حتى أصبح المرء منهم في داره حاضرا ً كالغائب.. مقيما ً كالنازح، يعلم من حال البعيد عنه ما لا يعلم من حال القريب منه .... قبل الإجازات .. يَعقدون الجلسات غير المباركة عن معاقد عزمهم في شد الرحال .. إلى مجاري الأنهار وشواطيء البحار في بلاد الكفار أو بلاد تشبهها ... يفرون من الحر اللافح إلى البرد القارس .. وما علموا أن الكل من فيح جهنم ونـَفـَسها الذي جعله الله لها في الشتاء والصيف... رحلات عابثة تفتقرإلى الهدف المحمود والنفع المنشود .. أدنى سوءها الإسراف والتبذير، ناهيكم عما يشاهد هنالك من محرمات ومخازي لا يُدرى كيف يبيح المرء لنفسه أن يراها، وماذا سيجيب الله عن قوله: ( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ) ...
الجُل من السياح نهارهم في دُجنة وليلهم جَهْوَري ... ألذ ما عند بعضهم سمر العشاق أو شَغل المشغولين بالفراغ ... عبادتهم نزر وغوايتهم غمر ... يأكلون الأرطال ويشربون الأسطال ويسهرون الليل وإن طال ... حتى يصير الصبح ليلا ً والليل صبحا ً، فيختل الناموس الذي خُلق الليل والنهار من أجله ... فلا يُرخي الليل سدوله إلا وقد سَحب اللهو ذيوله .. وتمشت البلادة في عظام المرء حتى تترقى إلى هامه وتثْلم العقل .. فيُخلع ثوب الوقار ويُلاطف بعبث مشين في سَفـْسَف أو باطن من الأمر.. ومن ثم .. تـُعد تلك السجايا من السياحة الجاذبة !!! .. وكم يقال حينها:
هل لساهر بمثل هذا من نُجح ؟ *** أو هـل لليله من صبح ؟
هيهات ثم هيهات ... فتلك ليال قُصَّ أجنحتها وظل أصحابها ... وكيف يُرجى تقطيع ليال وافية الذوائب ممتدة الأطناب بين المشارق والمغارب؟ ... ( وهو الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصرا ) ... ولا بـِدْع حينئذ إذا عُـكست آمال هؤلاء وخابت أعمالهم فلم يرجعوا من سياحتهم إلا بنفاد المال في الدنيا وسوء المغبة في الأخرى .
================
جزى الله من كتبها خير الجزاء فهي تجمع توجيهات كثيرة لأخطاء مايفعله الشباب في الخارج .. وهي من جهة أخرى تحفة أدبية رائعة ..