PDA

View Full Version : الموضة …. إيغال في الجنون …… من يتصدى له ؟


أبو لـُجين ابراهيم
01-09-2001, 03:04 PM
" قرر المصمم البريطاني غاليانو الذي يعمل لحساب دار كريستيان ديور أن يتحدى كل القوانين السائدة وأن يقدم أزياء لبداية القرن الواحد والعشرين بعيدة كل البعد عن المألوف مدخلاً المرأة في عالم الجنون وعالم المتشردين ، الجنون والفقر والتشرد ، هذه كانت رؤية غاليانو للأزياء الراقية لبداية هذا القرن " أ . هـ .
" طلع علينا غاليانو في مجموعته ببنطال كتائي تتدلى من خلفه سلسلة حديدية تنتهي بإبريز كهربائي ونظارات مهشمة وفتاحة علب وقارورة منمنمة ، والفساتين الحمراء المطرزة بالخرز تعلوها أجهزة التحذير التي تثبت فوق سيارات الشرطة " أ . هـ

هذان الخبران نشرتهما صحيفتان يوميتان لندنيتان وبجانب الخبر الأول وصورة عارضة ترتدي فستاناً من قطعتين موشى بقطع لا حد لها ، ملاعق ، مصفاة ، علبة فارغة ، مبشرة خضار ، ورقة ممزقة من جانبيها وكأنها ورقة قديمة ، قطع أقمشة ممزقة من كل لون وشكل ، وغيرها من الصراعات المجنونة .

هل يحتاج الأمر إلى تعليق ؟ نعم ، فهذه هي الموضة سيدة الموقف في كل عيد أو فرح .

لا أدري إلى أي واد سحيق مهلك تسوقنا هذه الموضة ؟ وماذا يريد دهانقة الموضة ومصمموها من المرأة ؟ ما الذي أبقوه لتستره المرأة ؟ لو كانت بدعهم مصممة لنسائهم لما راعنا هذا الأمر ، ولكن ن تلهث نساؤنا وفتياتنا ربيبات العفة والحياء حتى تكاد تنقطع أنفسهن جرياً وراءها فهذا هو الخزي حقاً .

ماذا حل بنساء المسلمين ؟ لقد باتت الواحدة منهن تتلقف آخر صرعات الموضة وتسعى في تطبيقها بحذافيرها دون تمحيص ولا تمييز ، وصاحبة القدح المعلى في عرف البعض هي من كانت دائماً السباقة لحيازة جنون الموضة وتنفيذها على أكمل وجه .

طلبت منا الموضة أن ترتدي الضيق فرأينا نساءنا يتهاوين في فساتينهن الضيقة حتى برزت منهن العورات والأثداء – ولا حول ولا قوة إلا بالله – وارتفعت التنناير فوق الركب ، وغلى أنصاف الساقين ، وربما أكثر من ذلك بأمر الموضة ، وانتكست الفطرة واختفى الذوق السليم فظهرت ألوان عجيبة لطلاء الأظافر وأحمر الشفاة تجعل المرأة وكأنما قدمت من كوكب آخر فالأزرق والأخضر والأصفر بل وحتى الأبيض والأسود باتت مألوفة لتحمير الشفاة .

كل هذا بتأثير الموضة التي تجعل الحسن قبيحاً والقبيح حسناً .

لم تبق الموضة للمرأة المسلمة ما يميزها عن غيرها في شكلها ومظهرها الخارجي ، ذ ليس هناك ضابط يردعها عن التمادي في غيها ، فحين تستنكر على البعض طريقة اللبس أو قص الشعر ترد بكل ثقة وفخر : أن هذا هو الموضة .

فالموضة هي التي تشرع ، وهي مقياس التمدن والتحضر مع الأسف ، وحجة النساء في ذلك أنها عند نساء مثلها أو أنها قد سألت الشيخ فأفتاها بالجواز .

والكثير يعلمون جيداً كيف " يتسابق الناس في هذا العصر إلى تتبع الرخص والتحايل على العلماء بالأسئلة الموجهة التي يقصد منها سلفا إجابات معينة يسئ بعدها كثير من الناس استخدام هذه الفتوى ويتوسعون في دائرتها " من مقال للدكتور عبدالله اللحيدان في مجلة الدعوة حتى رأينا النساء يتعرين ويبدين ما أمر الله بستره ويتفنن في ذلك بهذه الحجة .

إن الناظر لحال النساء والموضة يتذكر جيداً قوله تعالى : { وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله } ، إن الذين لا يطيعون أوامر الموضة ولا يدورون في فلكها قليل فحين يضع الشيطان توجهاً جديداً في الموضة تجد هناك فئة تحجم عنه ثم إذا فشا وعم بعد زمن أصبح شيئاً عادياً ومألوفاً فإذا تحته موضة جديدة صار حتى الذين حاربوه في البداية يعملون به ولا يرون فيه بأساً ، إلا من رحم الله ، وهذه مسألة وقت فقط .

فالموضة في حقيقتها ليست فستاناً ولا حقيبة إنها أكبر من ذلك غذ لها تأثير غير مباشر على العقيدة والأخلاق فهي التي باتت تشرع لنا ما يوافق العرف أو يخالفه .

وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال : { لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه ، قلنا يا رسول الله ، اليهود والنصارى ؟ قال : فمن القوم إلا اولئك } ،أو كما قال عليه أفضل الصلاة والسلام .

ولا تسل عن تأثيرها على الأخلاق ، إذا انعدم الحياء عند البعض فهي على استعداد أن تحذو حذو الموضة مهما كلفهما الأمر من الوقاحة ، وأنظر إلى صريعاتها كيف يمشين بكبر وإعجاب بأنفسهن وتعال على الآخريات إذ لهن قصب السبق في مجاراة الموضة والعمل بخطوطها ، وقل من يسلم من ذلك .

قد تبدو الموضة – في بداية المقال – سخيفة ومضحكة وتبعث على السخط في آن ولكني أخشى أن تسارع النساء – ناقصات العقول – إلى الاحتفاظ بعلب الصفيح الفارغ والملاعق القديمة والسلاسل الصدئة وغيرها من الأغراض البالية ليوشين بها ثيابهن " الراقية " في يوم عيد أو يوم فرح مبتهجات بفوزهن بإرضاء الموضة .

الم تلبس نساؤنا الخيش ويزين أعناقهن بالحبال وينتعلن بالدبابات ؟ فما الذي يمنعهن من ذلك اللهم إلا أن كان يقظة ولي غافل ؟ أو وازع من دين أو حياء .

عن الموضوع بحاجة فعلاً إلى دراسة متعمقة تشترك فيها أطراف عدة إذ لا بد أن يكون للمرأة الداعية الواعية بأمور النساء الفقهية بأحوالهن رأي فليس الخبر كالمعاينة .

الغرضون
01-09-2001, 09:36 PM
جزاك الله خيرا سيدي الفاضل
ولعل أخواتنا يستفدن مما خطت يداك ..
؛؛؛