مدردش متقاعد
13-09-2001, 02:28 AM
قام باختلاس نظرات سريعة على عروسه التي تجلس بجواره في ليلة عقد قرانه حيث لم يسبق له أن رآها من قبل، وتلفت يمنة و يسرة ليتأكد بأنه ليس هناك من المدعوين من لاحظه و هويختلس تلك النظرات تجاه عروسه،فبالرغم من أن فترة خطبته امدت إلى قرابة السنة إلا أنه لم يسمح له خلالها برؤية خطيبته أبدا بحجة أن ذلك مخالف لعادات و تقاليد القبيلةالتي تمنع منعا باتا الخطاب من رؤية بناتهم، لذلك لم يجد مفرا من أن يتوكل على الله و يخطب معتمدا على اختيار والدته و أخواته اللواتي أجمعن على توفر جميع الصفات التي كان يطلبها في تلك الفتاة من حسن الخلق و طيب الأصل و جمال الشكل.
بالرغم من ثقته العمياء في اختيار والدته و مما زاد هذه الثقة علمه بأن كثيرا من الخطاب قد تم رفضهم من قبل أهل الفتاة بحجة صغر سنهاإلا أنه كثيرا ما تنتابه هواجس و مخاوف من أن لا تناسبه تلك الفتاة لذلك أصر في البداية على أن يراها خصوصا بعد سماعه للجزء الأخير لحديث الرسول صلى الله عليه و سلم و أمره لأحد الصحابة في قوله ((ارجع فانظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما)) لكن إصراره هذا لم يجد اي أذنا صاغية بعد أن اصطدمت بالحائط المنيع للعادات و التقاليدالتي ما أنزل الله بها من سلطان.
مرت الأيام و الأسابيع بطيئة و متثاقلة في فترة الخطبة و هو على أعصابه فرح و مسرور تارة يرسم صورا زاهية لعروسه المرتقبة و يحلم أحلاما وردية لعش الزوجية الذي سيجمعه معها، و حائر و مهموم تارة أخرى يخشى أن تتحطم هذه الأحلام مع رؤيته للفتاة ليلة عقد القران.
و جاء اليوم المرتقب و حان موعد إدخال العريس على عروسه بحضور مجموعة من نساء الأسرتين المقربين كما جرت العادات و التقاليد، و وضع العريس يده على قلبه الذي كان يخفق بشدة ،وظهرت ملامح التعب و الإنهاك واضحة على وجهه خصوصا أنه لم يذق النوم طوال الليلة السابقة بسبب توتره الشديد و خوفه من أن لا تسير الأمور على ما يرام.
خطى خطوات بطيئة و قصيرة تجاه منزل العروس وهو يقدم رجلا و يؤخر الأخرى.. و والدته نتظره عند باب المجلس و تحثه على إسراع الخطى كي يدخل و يرى عروسه التي طال انتظاره لرؤيتها..تردد كثيرا في الدخول لكنه تمالك نفسه و حاول أن يستعيد رباطة جأشه ليخطو أول خطوة داخل المنزل و هو يتمتم بالدعاء بأن يثبته الله و يشد من أزره في هذه الليلة العصيبة.. و اتجهت إليه جميع أنظار النساء المتواجدات مترقبين لردة فعله عندمايلقي لأول نظرة على عروسه و أطلقن الزغاريد التي اهتزت لها الجدارن من فرط قوتها و حدتها ابتهاجا بدخول العريس لكنها بدورها هزت ثقته بنفسه خصوصا مع الازدحام الحاصل و الجو الحار و تمنى لو أن الأرض انشقت و ابتلعته قبل أن يتعرض لهذا الموقف العصيب جدا ...لكن سرعان ما زالت هذه المشاعر و الهواجس الغريبة ليحل محلها شعور بالراحة و الاطمئنان حالما وقعت عيناه على عروسه التي كانت في أبهى حلة و أزهى منظر و لتتلاشى بعدها جميع الصور الباهتة التي رسمها في مخيلته عنها و تزول الغشاوة القاتمة التي كانت تغطي عينيه، و يقف أمامها كالمذهول الذي يرى شيئا عجيبا يفوق الوصف.
هرع إلى تقبيل رأس والدته و التي كانت بدورها متخوفة من ردة فعل ابنها عندما يرى عروسه لكنها لم تستطع أن تمنع دموعها من الانهمار عندما رأت ملامح البهجة و السرور على وجه ابنهاالذي شكرها على اختيارها و دعا لها بطول العمر و دوام الصحة و العافية..و حمدت الله على أنها وفقت في اختيار العروس المناسبة و أخذ لسانها يلهج بالدعاء لابنها بأن يوفقه في حياته الجديدة...
جلس العريس إلى جوار عروسه التي أطرقت براسها في الأرض حياء و خجلا دون أن يقوى على قول أي كلمة بعد أن حاول جاهدا أن يحرك لسانه الذي أصيب بالشلل من هول الموقف ..لكنه تشجع بعد أن رأى أن من واجبه أن يبادر بالكلام مع عروسه و يهمس في أذنها بععض الكلمات يكسر به الحاجز النفسي الموجود بينهما..و فعلا نجح في ذلك بعد عدة محاولات فاشلة و استطاع في النهاية أن يبدأ بكل حنكة و دبلوماسية حوارا جميلا معها و ساعده ي ذلك إخلاء الحجرة من الموجودين..
مرت هذه اللحظات الجميلة سريعة كلمح البصر هذه المرة و حان وقت الرحيل بعد أن وصلت الساعة إلى الثانية بعد منتصف الليل فودع عروسه بكل حزن و اسى لأنه يعلم علم اليقين أنه لن يتمكن من رؤيتها مرة أخرى إلا في ليلة الزفاف .. ودعها و لسان حاله يقول :-
((أمست سعاد بارض لا يبلغها ... إلا العتاق النجيبات المراسيل))
و عاد من جديد إلى نقطة الصفر حيث بدا يتحين خلالها فرصة مناسبة كي (يختلس) نظرة سريعة إلى عروسه و أخذ يلتمس أحوالها و أخبارها بعد أن تم فرض حصار جائر على العروسين منعا خلاله من مجالسة بعضهما أو حتى مجرد الحديث عبر الهاتف بالرغم من أنهما يعدان زوجان رسميا و إن كان مع وقف التنفيذ.. و السبب في ذلك يرجع إلى>>>>>>>>>>>>>>>>>>العادات و التقاليد!!
فأي عادات و تقاليد هذه.. و كيف نوفق بينها و بين تعاليم الشرع؟!
تحياتي
مدردش متقاعد
[تم تعديل الموضوع بواسطة مدردش متقاعد يوم 13-09-2001 في 11:49 AM]
بالرغم من ثقته العمياء في اختيار والدته و مما زاد هذه الثقة علمه بأن كثيرا من الخطاب قد تم رفضهم من قبل أهل الفتاة بحجة صغر سنهاإلا أنه كثيرا ما تنتابه هواجس و مخاوف من أن لا تناسبه تلك الفتاة لذلك أصر في البداية على أن يراها خصوصا بعد سماعه للجزء الأخير لحديث الرسول صلى الله عليه و سلم و أمره لأحد الصحابة في قوله ((ارجع فانظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما)) لكن إصراره هذا لم يجد اي أذنا صاغية بعد أن اصطدمت بالحائط المنيع للعادات و التقاليدالتي ما أنزل الله بها من سلطان.
مرت الأيام و الأسابيع بطيئة و متثاقلة في فترة الخطبة و هو على أعصابه فرح و مسرور تارة يرسم صورا زاهية لعروسه المرتقبة و يحلم أحلاما وردية لعش الزوجية الذي سيجمعه معها، و حائر و مهموم تارة أخرى يخشى أن تتحطم هذه الأحلام مع رؤيته للفتاة ليلة عقد القران.
و جاء اليوم المرتقب و حان موعد إدخال العريس على عروسه بحضور مجموعة من نساء الأسرتين المقربين كما جرت العادات و التقاليد، و وضع العريس يده على قلبه الذي كان يخفق بشدة ،وظهرت ملامح التعب و الإنهاك واضحة على وجهه خصوصا أنه لم يذق النوم طوال الليلة السابقة بسبب توتره الشديد و خوفه من أن لا تسير الأمور على ما يرام.
خطى خطوات بطيئة و قصيرة تجاه منزل العروس وهو يقدم رجلا و يؤخر الأخرى.. و والدته نتظره عند باب المجلس و تحثه على إسراع الخطى كي يدخل و يرى عروسه التي طال انتظاره لرؤيتها..تردد كثيرا في الدخول لكنه تمالك نفسه و حاول أن يستعيد رباطة جأشه ليخطو أول خطوة داخل المنزل و هو يتمتم بالدعاء بأن يثبته الله و يشد من أزره في هذه الليلة العصيبة.. و اتجهت إليه جميع أنظار النساء المتواجدات مترقبين لردة فعله عندمايلقي لأول نظرة على عروسه و أطلقن الزغاريد التي اهتزت لها الجدارن من فرط قوتها و حدتها ابتهاجا بدخول العريس لكنها بدورها هزت ثقته بنفسه خصوصا مع الازدحام الحاصل و الجو الحار و تمنى لو أن الأرض انشقت و ابتلعته قبل أن يتعرض لهذا الموقف العصيب جدا ...لكن سرعان ما زالت هذه المشاعر و الهواجس الغريبة ليحل محلها شعور بالراحة و الاطمئنان حالما وقعت عيناه على عروسه التي كانت في أبهى حلة و أزهى منظر و لتتلاشى بعدها جميع الصور الباهتة التي رسمها في مخيلته عنها و تزول الغشاوة القاتمة التي كانت تغطي عينيه، و يقف أمامها كالمذهول الذي يرى شيئا عجيبا يفوق الوصف.
هرع إلى تقبيل رأس والدته و التي كانت بدورها متخوفة من ردة فعل ابنها عندما يرى عروسه لكنها لم تستطع أن تمنع دموعها من الانهمار عندما رأت ملامح البهجة و السرور على وجه ابنهاالذي شكرها على اختيارها و دعا لها بطول العمر و دوام الصحة و العافية..و حمدت الله على أنها وفقت في اختيار العروس المناسبة و أخذ لسانها يلهج بالدعاء لابنها بأن يوفقه في حياته الجديدة...
جلس العريس إلى جوار عروسه التي أطرقت براسها في الأرض حياء و خجلا دون أن يقوى على قول أي كلمة بعد أن حاول جاهدا أن يحرك لسانه الذي أصيب بالشلل من هول الموقف ..لكنه تشجع بعد أن رأى أن من واجبه أن يبادر بالكلام مع عروسه و يهمس في أذنها بععض الكلمات يكسر به الحاجز النفسي الموجود بينهما..و فعلا نجح في ذلك بعد عدة محاولات فاشلة و استطاع في النهاية أن يبدأ بكل حنكة و دبلوماسية حوارا جميلا معها و ساعده ي ذلك إخلاء الحجرة من الموجودين..
مرت هذه اللحظات الجميلة سريعة كلمح البصر هذه المرة و حان وقت الرحيل بعد أن وصلت الساعة إلى الثانية بعد منتصف الليل فودع عروسه بكل حزن و اسى لأنه يعلم علم اليقين أنه لن يتمكن من رؤيتها مرة أخرى إلا في ليلة الزفاف .. ودعها و لسان حاله يقول :-
((أمست سعاد بارض لا يبلغها ... إلا العتاق النجيبات المراسيل))
و عاد من جديد إلى نقطة الصفر حيث بدا يتحين خلالها فرصة مناسبة كي (يختلس) نظرة سريعة إلى عروسه و أخذ يلتمس أحوالها و أخبارها بعد أن تم فرض حصار جائر على العروسين منعا خلاله من مجالسة بعضهما أو حتى مجرد الحديث عبر الهاتف بالرغم من أنهما يعدان زوجان رسميا و إن كان مع وقف التنفيذ.. و السبب في ذلك يرجع إلى>>>>>>>>>>>>>>>>>>العادات و التقاليد!!
فأي عادات و تقاليد هذه.. و كيف نوفق بينها و بين تعاليم الشرع؟!
تحياتي
مدردش متقاعد
[تم تعديل الموضوع بواسطة مدردش متقاعد يوم 13-09-2001 في 11:49 AM]