MUSLIMAH
23-10-2001, 08:12 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،،
أسعد الله مساءكم بكل خير و طاعة اخوة الايمان :)
هذه قصة من انتاجي :) أرجو أن تنال اعجابكم :)
خَرَجَتْ من الفصل قاصدةًً ساحة المدرسة بخطوات هادئة و نفس مطمئنة ، و لكن نظرة خاطفة في الفصل المجاور لفصلها قلب الموازين و عكر المزاج ، فهذه مدرسة الكيمياء تلتف حولها الطالبات ، فعَلِمَتْ أنها توزع اختبارات الأسبوع الماضي ، بدأ قلبها يخفق و جوارحها ترتعش و نفسها المطمئنة تتوتر ـ ترى ما هي نتيجتها ؟ دخلت الفصل لترى حال الطالبات أينبئ بخير أم لا ؟ ، نظرة سريعة في وجوههن أنبأها بحال لا يسر ! تجاذبتها الأهواء و تملَّكها الشك ، زاد ذلك من رغبتها في معرفة نتيجتها ، سألت زميلاتها الطالبات فقلن لها : بأن عددًا كبيرًا من طالبات فصلها راسبات !!! فتحت فاهها عجبًا مما تسمع ! ترى هل هي منهن ؟؟؟ ترى ما نتيجتها ؟؟؟ هل أبليت بلاءً حسنًا أم لا ؟؟؟ ظلت متوترة الأعصاب ، مشغولة البال ، خافقة القلب إلى أن نادت المدرسة باسمها ، و قبل أن تتسلم ورقتها نظرت إليها المدرسة بنظرة لا تسر ! أخذت الورقة و هي مستغربة نظرة المدرسة ، لماذا تنظر إليها هكذا ؟؟؟ أإلى هذه الدرجة نتيجتها سيئة ! أمسكت الورقة و أطرافها ترتعش ، نظرت إلى الدرجة في أعلاها ، لم تستوعب ما رأت ، ترى هل هناك رقم نسيت المدرسة وضعه ؟ أم أن هذه الدرجة هي نتيجتها ، هل ما تراه صحيحًا أم أنها لا ترى جيدًا ؟؟؟ لا ، الدرجة صحيحة و نظرها جيد ، فعاينت الورقة قبل أن تصدق ما ترى بأم عينيها ، فأكدت لها المعاينة ما تراه ، إنــــهــــا راســــبــــة !!!!! تنهدت دبّ الهم في نفسها لولا أن أنزل الله سكينته عليها ،
طبقت الورقة و قالت في نفسها : الحمد لله ، لقد ذاكرت و اجتهدت و توكلت على الله و فعلت كل ما بوسعي و كل شيء بيده سبحانه و الخير فيما اختاره لي و هذه الدرجة قضاء و قدر فالحمد لله الذي لا يحمد على مكره سواه .
رغم أنها راضية بنتيجتها الا انها لا تزال مصدومة منها ، فهي لم تخرج بنتيجة مماثلة لها قط ! لكم أن تتصوروا مقدار الصدمة التي تعرضت لها .
لم تكن ترغب في البكاء لأنها مؤمنة بقضاء الله و قدره و لكن ردت فعل صدقتها حالت دون ذلك ، عاجلتها بالسؤال : هاه كيف هي نتيجتك ؟ بشري .. نظرت إليها و لم ترد و في عينيها جواب سؤالها ، و ظلت تلح و تلح إلى أن انفجرت قائلةً : راســـبـــة هل أنت مسرورة ؟؟؟؟؟!!!!!! كادت أن تخرج عيون صديقتها من مكانها لما سمعت ! فأخذت تصرخ : ما الذي تقولينه ؟!!!!! كاااااذبة كاذبة ! لم تتحمل صراخها و ردت فعلها فأجهشت في البكاء ، قالت لها : اذهبي و راجعي المدرسة ربما تجدين درجة لم تضعها لكِ ، فردت بعصبية : فيم أراجعها و أنا راسبة ؟؟؟؟ و بسرعة مدت يدها في حقيبتها لتخرج ورقتها و ألقتها أمام صديقتها و أكملت بكاءها ، جاءتها إحدى الزميلات لتخفف من حزنها ، و كم كانت كلماتها رائعة و كافية لأن تخفف من حزنها ، كانت كالماء البارد على الظمأ و كالبلسم للجروح " لا تبكِ أختي ، لا تبكِ على درجة اختبار ، ستعوضينها إن شاء الله في الاختبار الثاني لا بأس عليكِ حتى أنا أخطأت في سؤال " فتوقفت عن البكاء و هي تردد : استغفر الله العظيم استغفر الله العظيم استغفر الله العظيم اللهم لك الحمد اللهم لك الحمد اللهم لك الحمد ، ثم نهضت لتغسل وجهها لتزيل علامات الحزن و السخط على درجتها ، و عندما عادت لم تجد صديقتها ، فعلمت أنها أخذت ورقتها و ذهبت بها إلى المدرسة فقالت في نفسها : يا لها من صديقة ! بارك الله فيها .
و ظلت تردد في نفسها : الحمد لله الحمد لله الحمد لله ، إلى أن هدأت نفسها ، ثم جاءت صديقتها و أخبرتها بأن المدرسة لديها الكثير من الطالبات و لم تتفرغ لها فقالت لها : لا بأس ، فاقترحت أن تطلب من المدرسة إعادة الاختبار لأنها ليست الوحيدة الراسبة بل عدد كبير من الطالبات ، و لكنها أبت و رفضت و رضيت بما رزقها الله و عزاؤها بأن الله ادخر لها أجرها في الآخرة .
ختـــــامًـــــا ..
ما أريد أن أوصله لكم ..
هو أن الله تعالى يختبر العبد ليعلم مدى صبره و قوة إيمانه و رضائه بما قسمه الله له ، فالمؤمن القوي يطمئن إلى قضاء الله و قدره ؛ لأنه يعلم أنه الحكيم العليم الخبير المدبر المصرف الرحمن الرحيم و ما يأتي منه فهو الخير بعينه و إن رآه شرًا و له في ذلك سبحانه حكمة عظيمة لا يعلمها إلا هو فيحمده على جميع أحواله ، كما يعلم يقينًا أن الله تعالى لا يبتلي إلا المؤمن فلا يقول سوى الحمد لله على كل حال و عزاءه أن يُكتب له أجر اجتهاده و صبره و احتسابه و يا له من أجر عظيمة ! و لا يعبأ بالدنيا لأنها لا تساوي عند الله جناح بعوضة ، و أنه يقول لملائكته " صبوا على عبدي البلاء صبًا فإني أحب أن أسمع صوته " .
أما المؤمن الضعيف فيسخط و يعترض على قضاء الله و يشتكيه سبحانه عند عباده ! ألا ساء ما يزر !
ثبت الله قلوبنا على دينه و صرفها إلى طاعته و كتب لنا الخير حيثما كان ثم أرضانا به برحمته التي وسعت كل شيء و فضله العظيم إنه سميع مجيب .. و صلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين :)
أسعد الله مساءكم بكل خير و طاعة اخوة الايمان :)
هذه قصة من انتاجي :) أرجو أن تنال اعجابكم :)
خَرَجَتْ من الفصل قاصدةًً ساحة المدرسة بخطوات هادئة و نفس مطمئنة ، و لكن نظرة خاطفة في الفصل المجاور لفصلها قلب الموازين و عكر المزاج ، فهذه مدرسة الكيمياء تلتف حولها الطالبات ، فعَلِمَتْ أنها توزع اختبارات الأسبوع الماضي ، بدأ قلبها يخفق و جوارحها ترتعش و نفسها المطمئنة تتوتر ـ ترى ما هي نتيجتها ؟ دخلت الفصل لترى حال الطالبات أينبئ بخير أم لا ؟ ، نظرة سريعة في وجوههن أنبأها بحال لا يسر ! تجاذبتها الأهواء و تملَّكها الشك ، زاد ذلك من رغبتها في معرفة نتيجتها ، سألت زميلاتها الطالبات فقلن لها : بأن عددًا كبيرًا من طالبات فصلها راسبات !!! فتحت فاهها عجبًا مما تسمع ! ترى هل هي منهن ؟؟؟ ترى ما نتيجتها ؟؟؟ هل أبليت بلاءً حسنًا أم لا ؟؟؟ ظلت متوترة الأعصاب ، مشغولة البال ، خافقة القلب إلى أن نادت المدرسة باسمها ، و قبل أن تتسلم ورقتها نظرت إليها المدرسة بنظرة لا تسر ! أخذت الورقة و هي مستغربة نظرة المدرسة ، لماذا تنظر إليها هكذا ؟؟؟ أإلى هذه الدرجة نتيجتها سيئة ! أمسكت الورقة و أطرافها ترتعش ، نظرت إلى الدرجة في أعلاها ، لم تستوعب ما رأت ، ترى هل هناك رقم نسيت المدرسة وضعه ؟ أم أن هذه الدرجة هي نتيجتها ، هل ما تراه صحيحًا أم أنها لا ترى جيدًا ؟؟؟ لا ، الدرجة صحيحة و نظرها جيد ، فعاينت الورقة قبل أن تصدق ما ترى بأم عينيها ، فأكدت لها المعاينة ما تراه ، إنــــهــــا راســــبــــة !!!!! تنهدت دبّ الهم في نفسها لولا أن أنزل الله سكينته عليها ،
طبقت الورقة و قالت في نفسها : الحمد لله ، لقد ذاكرت و اجتهدت و توكلت على الله و فعلت كل ما بوسعي و كل شيء بيده سبحانه و الخير فيما اختاره لي و هذه الدرجة قضاء و قدر فالحمد لله الذي لا يحمد على مكره سواه .
رغم أنها راضية بنتيجتها الا انها لا تزال مصدومة منها ، فهي لم تخرج بنتيجة مماثلة لها قط ! لكم أن تتصوروا مقدار الصدمة التي تعرضت لها .
لم تكن ترغب في البكاء لأنها مؤمنة بقضاء الله و قدره و لكن ردت فعل صدقتها حالت دون ذلك ، عاجلتها بالسؤال : هاه كيف هي نتيجتك ؟ بشري .. نظرت إليها و لم ترد و في عينيها جواب سؤالها ، و ظلت تلح و تلح إلى أن انفجرت قائلةً : راســـبـــة هل أنت مسرورة ؟؟؟؟؟!!!!!! كادت أن تخرج عيون صديقتها من مكانها لما سمعت ! فأخذت تصرخ : ما الذي تقولينه ؟!!!!! كاااااذبة كاذبة ! لم تتحمل صراخها و ردت فعلها فأجهشت في البكاء ، قالت لها : اذهبي و راجعي المدرسة ربما تجدين درجة لم تضعها لكِ ، فردت بعصبية : فيم أراجعها و أنا راسبة ؟؟؟؟ و بسرعة مدت يدها في حقيبتها لتخرج ورقتها و ألقتها أمام صديقتها و أكملت بكاءها ، جاءتها إحدى الزميلات لتخفف من حزنها ، و كم كانت كلماتها رائعة و كافية لأن تخفف من حزنها ، كانت كالماء البارد على الظمأ و كالبلسم للجروح " لا تبكِ أختي ، لا تبكِ على درجة اختبار ، ستعوضينها إن شاء الله في الاختبار الثاني لا بأس عليكِ حتى أنا أخطأت في سؤال " فتوقفت عن البكاء و هي تردد : استغفر الله العظيم استغفر الله العظيم استغفر الله العظيم اللهم لك الحمد اللهم لك الحمد اللهم لك الحمد ، ثم نهضت لتغسل وجهها لتزيل علامات الحزن و السخط على درجتها ، و عندما عادت لم تجد صديقتها ، فعلمت أنها أخذت ورقتها و ذهبت بها إلى المدرسة فقالت في نفسها : يا لها من صديقة ! بارك الله فيها .
و ظلت تردد في نفسها : الحمد لله الحمد لله الحمد لله ، إلى أن هدأت نفسها ، ثم جاءت صديقتها و أخبرتها بأن المدرسة لديها الكثير من الطالبات و لم تتفرغ لها فقالت لها : لا بأس ، فاقترحت أن تطلب من المدرسة إعادة الاختبار لأنها ليست الوحيدة الراسبة بل عدد كبير من الطالبات ، و لكنها أبت و رفضت و رضيت بما رزقها الله و عزاؤها بأن الله ادخر لها أجرها في الآخرة .
ختـــــامًـــــا ..
ما أريد أن أوصله لكم ..
هو أن الله تعالى يختبر العبد ليعلم مدى صبره و قوة إيمانه و رضائه بما قسمه الله له ، فالمؤمن القوي يطمئن إلى قضاء الله و قدره ؛ لأنه يعلم أنه الحكيم العليم الخبير المدبر المصرف الرحمن الرحيم و ما يأتي منه فهو الخير بعينه و إن رآه شرًا و له في ذلك سبحانه حكمة عظيمة لا يعلمها إلا هو فيحمده على جميع أحواله ، كما يعلم يقينًا أن الله تعالى لا يبتلي إلا المؤمن فلا يقول سوى الحمد لله على كل حال و عزاءه أن يُكتب له أجر اجتهاده و صبره و احتسابه و يا له من أجر عظيمة ! و لا يعبأ بالدنيا لأنها لا تساوي عند الله جناح بعوضة ، و أنه يقول لملائكته " صبوا على عبدي البلاء صبًا فإني أحب أن أسمع صوته " .
أما المؤمن الضعيف فيسخط و يعترض على قضاء الله و يشتكيه سبحانه عند عباده ! ألا ساء ما يزر !
ثبت الله قلوبنا على دينه و صرفها إلى طاعته و كتب لنا الخير حيثما كان ثم أرضانا به برحمته التي وسعت كل شيء و فضله العظيم إنه سميع مجيب .. و صلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين :)