PDA

View Full Version : ( أفراح العيـد . كيف تكون أفراحاً .؟ ) ( بو عبد الرحمن )


MUSLIMAH
15-12-2001, 04:50 PM
السلام عليكم ..

أفراح العيد .. كيف تكون أفراحًا ؟؟؟

بقلم / بو عبد الرحمن :)

((الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر .. لا إله إلا الله...الله أكبر..و لله الحمد..))

و تنتهي عبادة جليلة حافلة بالخيرات والبركات ،

لتبدأ أفراح الناس بالعيد، يهنئ بعضهم بعضاً و قد تلألأت وجوههم بالبشر، و طفحت قلوبهم بالسرور..

غير أن أصحاب القلوب المتصلة بالله، يستشفّون ببصائرهم التي صقلها القرب من الله.. يستشفّون أن أفراح الناس في يوم عيدهم، ليست سوى نموذج مصغر يريد الله أن يقرب به إلى الناس تلك الأفراح العظيمة التي تقوم الآن في قلوب المقّربين من عباده و هم في أوج فرحتهم، و احتفالات أرواحهم بتمام صيامهم، و توفيق الله لهم في طاعاتهم، و بتوزيع الجوائز التي وعدهم الله على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم في يوم عيدهم، و هل مع الجوائز إلاّ أفراح تهتز لها النفس..؟!

يأتي يوم العيد، في أعقاب تلك العبادة الرائعة التي ربطت القلوب بخالقها ربطاً كانت له بركاته و آثاره و أنواره، فيأتي العيد ليكون يوم فرحة لأهل الأرض يشاركهم أهل السماء ابتهاجهم و سعادتهم فلا تزال الملائكة منشغلة بالدعاء و الاستغفار للذين آمنوا، و اتقوا، و أروا الله من أنفسهم جهداً يرضى الله به عنهم.

و يتضح لدى عامة الخلق أنه لا أحلى من نهار يوم العيد،

فكأنما لبست السماء ثياباً جديدة و ازيّنت، و كست الأرض بكرمها المعهود، فتلألأت روابيها، و نواحيها حتى فاض جمالها على وجوه سائر الخلق، فاهتزت نفوس الناس و هي تكبر الله في أرجاء كل جامع حتى تهتز جدرانه:

الله أكبر.. الله اكبر.. لا إله إلا الله ..الله اكبر.. الله أكبر و لله الحمد.

و يتردد صدى الصوت في أرجاء السماء لينفض عن الأرض رعونات أهلها..!

يالها من لحظات روحية صافية، يشعر الإنسان أنه قد نفض روحه خلال رمضان ثلاثين نفضة حتى أشرقت، و يأتي هذا التكبير لينفضها نفضة خاصة يذكرها بأن الله أكبر من كل قوى الكون ، فلا ينبغي للمسلم أن يخشى إلا الكبير المتعال.

و كذلك يذكرّها أن الله اكبر من طاعتها مهما اجتهدت في تلك الطاعة..

و من ثم تعمل هذه المعاني عملها، فتتزين القلوب المؤمنة أشد مما يتزين الصغار بثيابهم الجديدة المبرقشة.. و تطرب الأرواح العارفة طرباً خاصاً بها، أعظم مما يطرب الأطفال بدراهمهم و ألعابهم و زيناتهم و ضحكاتهم التي تصيب الناس بعدوى الفرح..


إنه العيد الذي تهتز فيه الحياة في عيون الناس، غير أن كثيرين -للأسف - تشدهم هذه الزينات و البهارج إلى منعطفات الطريق فينسابون في التيار، فإذا هم ينسون الله، و قد كان ملء سمعهم و أبصارهم، و إذا هم يعرضون عنه سبحانه، و قد كانوا في ذروة إقبالهم عليه..!!


تلهيهم هذه الأفراح و الزينات و الاحتفالات، فينسون كثيراً..

و قد كان الأصل الأصيل أن هذه السعادة الغامرة التي تطفو على الوجوه،

و هذه الثغور المتلألئة بالابتسام المملوءة بالضحكات و البهجة..

كان الأصل الأصيل : أن تزيدهم قرباً على قرب ، و نوراً على نور، ذلك حين تقفز إلى قلوبهم – و هم يرون هذه المشاهد الرائعة- تقفز إلى قلوبهم مباشرة أفراح يوم القيامة، و كيف سيكون الابتهاج و السرور و الانتشاء الحقيقي :

حين ينادي المنادي على رؤوس الخلائق : لقد فاز فلان بن فلان فإلى الجنة!!

فترحب به الملائكة، و تهتز له الجنان، و تطرب له الحور، و يخرج لاستقباله الوالدان كأنهم اللؤلؤ المنثور...في أبهى مشهد و أعجب منظر رأته عينان..!


و هل بعد تلك الفرحة فرحة؟! و هل يمكن أن نسمي أفراح الناس مهما عظمت أفراحاً إذا قارناها بأفراح ذلك الإنسان و هو يكاد يخرج من إطار عقله و نفسه لشدة اهتزاز روحه و قلبه بالفرحة العامرة التي لا تسعها سماء و لا أرض..!؟


يقيناً إن أفراح الناس في دنياهم ليست سوى لعب أطفال بالنسبة لتلك الفرحة الكبرى..

فعلى الإنسان أن يجعل كل فرح من أفراح الدنيا، يراه أو يمر به أن يسمع عنه،

مجرد نموذج مصغر، و مُذكّر بتلك الأفراح التي لا توصف ،

يوم تزفه الملائكة زفتها الخاصة إلى جنان و نعيم و خلود لا موت، و سعادة بلا حزن..

غير أن ذلك لا يمنعه أن يشارك الناس أفراحهم و سعادتهم و سرورهم

بل أن أمثال هذه القلوب هم وحدهم الذين يستطيعون أن يشيعوا في أجوائهم سعادة حقيقة لا تكلف فيها، و حبوراً صادقاً لا غبش عليه، و بهجة خاصة لا غبار فيها، و لا خداع معها..

ألا فاستعدوا أيها الصغار يثيابكم، و هداياكم، و دراهمكم، و ألعابكم،

و أشيعوا حيثما تحركتكم عدوى السعادة، و ليبارك الله قلوبكم الغضة حتى تشب على الإيمان العميق و المعرفة الجيدة بالله،

فتعرفوا عندئذ أن أفراح القلوب المقبلة على الله لا تساويها أفراح في الدنيا،

و لكنها قد تشبه أفراح أهل الجنة ..(!!)

افرحوا أيها الناس في أيام عيدكم هذه ، غير أن عليكم أن لا تنسوا أن لكم أخوة و أخوات يريدون منكم مواساة

فلا تنسوهم في غمار فرحتكم وبهجتكم ، لا تنسوا أن تواسوهم بقليل أو كثير ..

بل لا تنسوا ما يمرون به من محن وبلاء .. فاحمدوا الله على العافية ، واعرفوا كيف تؤدون شكر نعمة العافية .

ثم ان عليكم أن تحذروا كل الحذر : فلا تجعلوا من أفراحكم مركباً إلى سخط الله و غضبه، فان الشيطان يتربص بكم، ليغريكم بالانحراف اليسير ثم يعقبه الانحراف الكبير و العياذ بالله..

و أخيرا لا يسعنا إلى أن نقول للجميع :

تقبل الله منا و منكم صالح الأعمال،

و كل عام و أنتم في موفور الصحة وكمال العافية ، مع زيادة إيمان

وكل ساعة ولحظة وأنتم إلى الله أقرب وأحب .

من صندوق بريدي :)

توتة
15-12-2001, 04:59 PM
تقبل الله منا و منكم صالح الأعمال،

و كل عام و أنتم في موفور الصحة وكمال العافية ، مع زيادة إيمان

وكل ساعة ولحظة وأنتم إلى الله أقرب وأحب .


لقد افتقدنا مواضع الأخر الكريم بوعبد الرحمن ....

و كم هو جميل ان تنقلي لنا ما يكتب :)

جزاكِ الله خيرا ....

Huda76
15-12-2001, 05:02 PM
أختي الحبيبـة مسلمة

هلا والله حبيبتي :)

كل عام وأنت إلى الله أقرب ..

مشكورة على نقلك لهذه الدرر لأخونا الكريم الفاضل بو عبد الرحمن عسى الله يحفظه ويبارك فيه ويطول عمره في الطاعات والصالحات ..

كلام رائع جدا ..

عسى الله يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال ..

جزاكم الله خيـرا ووفقكم الله لما يحب ويرضى ..

تحياتي

البحاري
15-12-2001, 07:12 PM
كل عام وانت بخير ..

شكرا لك هذا اإختيار الجميل .. لأخونا العزيز أبو عبد الرحمن

الذي أختفنا عنا .. ونسأل الله أن يكون معنا في العيد ..

تحياتي لكم :)

MUSLIMAH
15-12-2001, 07:43 PM
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته ،،،

الله الله .. حين ينادي المنادي على رؤوس الخلائق : لقد فاز فلان بن فلان فإلى الجنة!!
فترحب به الملائكة، و تهتز له الجنان، و تطرب له الحور، و يخرج لاستقباله الوالدان كأنهم اللؤلؤ المنثور...في أبهى مشهد و أعجب منظر رأته عينان..!
يـــــــا الله ما أشد فرحته و ما أسعد قلبه ، فعلا فرحة غامرة لا تسعها سماء و أرض !!!
جعلنا الله و إياك منهم أخي الفاضل ..

بارك الله فيك أخي الكريم و في قلمك و أسعد قلبك يوم لا ينفع مال و لا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ..
وكل ساعة ولحظة وأنت إلى الله أقرب وأحب .

بنت العين
15-12-2001, 08:26 PM
رد مقتبس من توتة
تقبل الله منا و منكم صالح الأعمال،

و كل عام و أنتم في موفور الصحة وكمال العافية ، مع زيادة إيمان

وكل ساعة ولحظة وأنتم إلى الله أقرب وأحب .


لقد افتقدنا مواضع الأخر الكريم بوعبد الرحمن ....

و كم هو جميل ان تنقلي لنا ما يكتب :)

جزاكِ الله خيرا ....

Shamma
15-12-2001, 10:46 PM
مفاجئة رائعة أختي العزيزة مسلمة وجزاك الله خيرا
على ما قدمت لنا من درر وخاصة في هذه الايام الكريمة

افتقدنا كتابات الأستاذ الفاضل بو عبدالرحمن كثيرا

وكالعادة مقال يسمو بالروح .. و يهز النفس .. فتتخذ من تلك المناسبة فرصة عظيمة للتقرب من الله تعالى أولا بالشكر والحمد والثناء
على ما هي عليه من فرحة وسرور .... ثم التفكر بمن حولها من صغير وكبير من قريب وبعيد ...

جزاه الله عنا خيرا الجزاء
وجعل ما يكتب نورا ساطعا في موازين حسناته :)

الطارق
16-12-2001, 01:27 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..


جزاك الله خيرا أختي مسلمة على نقلك
هذا الموضوع لأخونا الفضل بو عبد الرحمن ..

وبارك الله في أخونا الفاضل وجزاه خيرا
على هذا المقال ..

وجعلنا اللهم من الذين يفرحون في الدنيا والأخرة ..
وإن لا ينسينا أخواننا الذين هم بحاجة لنا ..
وأن يتقبل منا صالح أعمالنا ..

تحياتي للجميع
وكل عام وأنتم بخير

كتشب
18-12-2001, 06:21 AM
لوووووول

aziz2000
18-12-2001, 05:24 PM
جزاكِ الله خيرا أختي مسلمة على نقلكِ لهذا الموضوع لأخينا الفاضل بوعبدالرحمن

ونسأل الله أن يتم حل مشكلته التقنية في منتدى سوالف بأسرع وقت

بو عبدالرحمن
22-12-2001, 04:19 PM
-
أثناء غيابي بسبب تعطل جهازي
بادرت الأخت الفاضلة / مسلمة إلى إنزال هذا الموضوع
الي كنت أرسلته إلى عدد كبير عبر البريد ..
فلا يسعني إلا أن أرد التحية بمثلها إن لم استطع أن أردها بأحسن منها :
جزاك الله خير الجزاء أيتها الفاضلة
وأغدق عليك من شآبيب رحمته وكرمه
وغمر قلبك كله بشوارق محبته ، واليقين به ، والتوكل عليه
وزادك حرصا على الخير .. ويسر لك عمل الخيرات اينما كنت ..
حياك الله وبياك وجعل الفردوس مأوانا ومأواك ..
لله درك ، ولله در والديك الكريمين ..
اسأل الله أن تجدي أجر هذا الجهد الطيب :
حسنات كأمثال الجبال يوم القيامة ..
اللهم آمين ..
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

MUSLIMAH
22-12-2001, 06:54 PM
الله يحييك و يفجيك ، ما سويت الا الواجب :)

اللهم آمين ، و ايـــــــــــاك يا رب العالمين ..

و لله درك من أخ فاضل :)

تحياتي و خالص دعواتي :)