متشيم
25-01-2002, 05:03 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
بعض أقاربي قرروا القيام برحلة إلى السلطنة ، فامتدت الرحلة من ظهر الثلاثاء إلى ما قبل صلاة الجمعة اليوم ، وعدت ومعي الكثير من القصص الطيبة التي أتمنى أن أتفرغ فيها لكتابة موضوع قيم.
وجدت الأخت "بنت زايد الخير" تكتب رسالة هذا مضمونها:
======================
أدخل الفرحة لقلبي .. خصوصاً الأخ متشيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أشكرك على رغبتك في إدخال الفرحة لقلبي ..
و أتمنى أن يتسع صدرك لما تقرأ ..
ثم تُكْرمني بردك مهما كان ..
ــــــــــــــــــــــــــــ
كثيراً ما يؤرقني هذه الأسئلة
" ماذا أريد ممن حولي ؟؟؟ "
" لِمَ يستلذون بسماع آهاتي ؟؟؟ "
" لِمَ أنهي يومي باكيةً ؟؟؟ "
" لِمَ يضعون العثرات في طريقي كلما
انتهيت من تمهيده ؟؟؟ "
" لِمَ يرغبون في تضييع آمالي و أحلامي ؟؟؟ "
لِمَ ؟؟ و لِمَ ؟؟ و لِمَ ؟؟ و . . . . .
بالرغم من أنهم أقرب الناس لي .
ــــــــــــــــــــــــــــ
أتمنى أن يخفف الجميع عني و لو بكلمة
و خصوصاً الأخ متشيم .
مع تحياتي :
بنت زايد الخير .
==================
بداية لا أعرف سبب شكرك لي في قولك "أشكرك على رغبتك في إدخال الفرحة إلى قلبي" ... ثم أقول لك "لقد حجرتي واسعا" فلست مختصا في القضايا النفسية ، أحب أن أساهم في حل المشكلات وأرد بعض فضل الله علي ، أحب أن أدخل السعادة إلى قلوب البشر ، ولكن المنتدى يعج بمن هم أكثر أهلية ، ولكن أساهم بالقليل وأسأل الله أن يعينني ويأجرني ، مع العلم أن موضوعك وضعت له أطرا عامة لن نستطيع أنجاو بعليه سوى إجابات عامة وأما الجزئيات التفصيلية فلا يحلها إلا أصحاب التجارب المشابهة أو ممن عاين مثل هذه المشكلات.
أرد على جزئيات كلامك يا أختي الفاضلة:
" ماذا أريد ممن حولي ؟؟؟ "
" لِمَ يستلذون بسماع آهاتي ؟؟؟ "
" لِمَ أنهي يومي باكيةً ؟؟؟ "
" لِمَ يضعون العثرات في طريقي كلما
انتهيت من تمهيده ؟؟؟ "
" لِمَ يرغبون في تضييع آمالي و أحلامي ؟؟؟ "
يجب أن نضع أختي الفاضلة أساسا نمشي عليه:
1) أنك إنسانه عاقلة ولو كنت غير عاقلة فلن تستطيعي أن تثيري موضوعكي بهذه الجرأة ، وكونك إنسانه عاقلة ينبغي أن تستجيبي لبعض الأمور التي فيها شيء من المثالية الواقعية التي يصعب على الإنسان العادي تقبلها ، ولكن الإنسان العاقل يقبلها.
2) الأصل أن البشر متعرضين للابتلاءات والفتن.
- "أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب".
- "أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون، ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين"
3) أن الأجر على قدر المشقة ، وأبلغ منه قو النبي صلى الله عليه وسلم "عجبا لأمر المؤمن. إن أمره كله خير وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له".
4) أن ما من مشكلة إلا وتقتضي الصبر كعنصر أساسي نحتاجه لحل المشكلات.
5) عنصر الوقت عنصر رئيسي لحل المشكلات ، وكلما مر الوقت فإن المشكلة إما أن تتعقد (بسبب نقص الصبر ونقص استحضار الأجر وتركها سائبة بدون محاول للحل) وإما أن تنحل (بالصبر واليقين واستحضار الثواب ومحاولة الحل بالطرق الصحيحة). فينبغي أن تعلمي أنه لا توجد عصى سحرية تحل المشكلة بتحريكها والتمتمة بلفظ "آبركا دابركا".
==================
أما ماذا تريدين ممن حولك فأنت من يحدده إلا إذا كنت تعنين "ما هي أهداف وجودي وسط الناس"؟ ... وجودك وسط الناس ومخالطتهم ضرورة اجتماعية نفسية شرعية ، ضرورة لا يمكن أن ينكرها أي إنسان "المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أعظم أجرا من الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم." وبصرف النظر عن نوع المشكلات التي نواجهها في حياتنا فنحن في أمس الحاجة أن نعيش كجماعة.
وأما تلذذ البعض بآهات البعض فليس لها سبب سوى الحقد الذي يملأ قلوبهم ، ويكفيك يا أختي الفاضلة أن يكون الحقد الذي يملأ قلوب البعض بحجم نجاحك ، النجاح نور في الطريق ، والحقد نار تلتهب في القلب ، فلتدعي الحسود يحترق بنفسه ، ويقول ابن المعتز:
ما عابني إلا الحسود ... وتلك من إحدى المناقب
وقال آخر: أرى الحسود الدهر في بلاء ... ما دام من يحسد في رخاء
وقال آخر : ذوب المعادن بالظى لكنما ... ذوب الحسود بحر نيران الحسد
وأروع من هذا كله قول ابن المعتز
اصبر على كيد الحسود ... فإن صبرك قاتله
فالنار تأكل بعضها .. إن لم تجد ما تأكله
والحسود لا نستطيع أن نعالجه... بل هو يعالج نفسه بإحراقها.
وكل ما أوردت بعد ذلك مبني على هذا ...
ولكن هذه ليست مشكلة ، ومن يعتبرها مشكلة ففيه المشكلة ، ولكن الظاهر أن ما تطرحينه يا أخت يشرحه قولك "ممن حولي" وكأنك هذه الأذية تأتي من أقاربك أو أقرب الناس إليك ، وهذه مصيبة عظمى يحار العقل في إيجاد تفسير لها.
شاب يضرب أخته ويجرح وجنتيها وينتف شعرها (منتهى الرجولة)
أب يربط ابنه الصغير (لأنه زار أخاه الأكبر الذي ترك المنزل بسبب سوء خلق الأب) ثم يضربه وهو عار الظهر ، وبعد أن يتجرح جسم الولد يقوم الأب بتضميد هذه الجراح بملح.
أم تكره بنتها وتحاول تغطية نجاحاتها المتواصلة ، وتمنعها من كل خير يصل إليها وتسلط عليها إخوانها الفتوات فقط لتشفي غليلها من هذه البنت المسكينة.
شاب يساهم في إدخال إدمان المخدرات إلى جميع أفراد أسرته.
وظلم أولي القرب أشد مضاضة ... على النفس من وقع الحسام المهند
هناك لن يحتاج الفرد إلى طبيب يعالجه بل سيحتاج إلى ونيس يجالسه وصاحب يسأل عنه ويتواصل معه يحكي له همومه ويفضفض له.
عليك أختي الفاضلة بالتواصل مع أخت صاحبة تجربة في مثل هذه المشكلات ومصاحبتها فهي الأقدر على الاستماع لك بحيث تستطيعين أن تشرحي لها جزئيات مشكلتك وتفضفضي لها ، عندها سيخف عليك الضغط النفسي الذي تعانين منه. وستجدين متسعا من الراحة للتفكير وتدارك الأمور... وقبل هذا ضع ما ذكرته لك من أساسات لحل المشكلات أمام عينيك.
واعتذر أني لم أقدم شيئا فالمشكلة التي لديك يعاني منها الكثيرون ولكن يصعب عليهم بحث تفصيلاتها مع الآخرين (وبخاصة الفتيات) ولا يمكن حل مثل هذه المشكلات من دون الخوض في التفاصيل الدقيقة لها.
بعض أقاربي قرروا القيام برحلة إلى السلطنة ، فامتدت الرحلة من ظهر الثلاثاء إلى ما قبل صلاة الجمعة اليوم ، وعدت ومعي الكثير من القصص الطيبة التي أتمنى أن أتفرغ فيها لكتابة موضوع قيم.
وجدت الأخت "بنت زايد الخير" تكتب رسالة هذا مضمونها:
======================
أدخل الفرحة لقلبي .. خصوصاً الأخ متشيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أشكرك على رغبتك في إدخال الفرحة لقلبي ..
و أتمنى أن يتسع صدرك لما تقرأ ..
ثم تُكْرمني بردك مهما كان ..
ــــــــــــــــــــــــــــ
كثيراً ما يؤرقني هذه الأسئلة
" ماذا أريد ممن حولي ؟؟؟ "
" لِمَ يستلذون بسماع آهاتي ؟؟؟ "
" لِمَ أنهي يومي باكيةً ؟؟؟ "
" لِمَ يضعون العثرات في طريقي كلما
انتهيت من تمهيده ؟؟؟ "
" لِمَ يرغبون في تضييع آمالي و أحلامي ؟؟؟ "
لِمَ ؟؟ و لِمَ ؟؟ و لِمَ ؟؟ و . . . . .
بالرغم من أنهم أقرب الناس لي .
ــــــــــــــــــــــــــــ
أتمنى أن يخفف الجميع عني و لو بكلمة
و خصوصاً الأخ متشيم .
مع تحياتي :
بنت زايد الخير .
==================
بداية لا أعرف سبب شكرك لي في قولك "أشكرك على رغبتك في إدخال الفرحة إلى قلبي" ... ثم أقول لك "لقد حجرتي واسعا" فلست مختصا في القضايا النفسية ، أحب أن أساهم في حل المشكلات وأرد بعض فضل الله علي ، أحب أن أدخل السعادة إلى قلوب البشر ، ولكن المنتدى يعج بمن هم أكثر أهلية ، ولكن أساهم بالقليل وأسأل الله أن يعينني ويأجرني ، مع العلم أن موضوعك وضعت له أطرا عامة لن نستطيع أنجاو بعليه سوى إجابات عامة وأما الجزئيات التفصيلية فلا يحلها إلا أصحاب التجارب المشابهة أو ممن عاين مثل هذه المشكلات.
أرد على جزئيات كلامك يا أختي الفاضلة:
" ماذا أريد ممن حولي ؟؟؟ "
" لِمَ يستلذون بسماع آهاتي ؟؟؟ "
" لِمَ أنهي يومي باكيةً ؟؟؟ "
" لِمَ يضعون العثرات في طريقي كلما
انتهيت من تمهيده ؟؟؟ "
" لِمَ يرغبون في تضييع آمالي و أحلامي ؟؟؟ "
يجب أن نضع أختي الفاضلة أساسا نمشي عليه:
1) أنك إنسانه عاقلة ولو كنت غير عاقلة فلن تستطيعي أن تثيري موضوعكي بهذه الجرأة ، وكونك إنسانه عاقلة ينبغي أن تستجيبي لبعض الأمور التي فيها شيء من المثالية الواقعية التي يصعب على الإنسان العادي تقبلها ، ولكن الإنسان العاقل يقبلها.
2) الأصل أن البشر متعرضين للابتلاءات والفتن.
- "أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب".
- "أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون، ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين"
3) أن الأجر على قدر المشقة ، وأبلغ منه قو النبي صلى الله عليه وسلم "عجبا لأمر المؤمن. إن أمره كله خير وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له".
4) أن ما من مشكلة إلا وتقتضي الصبر كعنصر أساسي نحتاجه لحل المشكلات.
5) عنصر الوقت عنصر رئيسي لحل المشكلات ، وكلما مر الوقت فإن المشكلة إما أن تتعقد (بسبب نقص الصبر ونقص استحضار الأجر وتركها سائبة بدون محاول للحل) وإما أن تنحل (بالصبر واليقين واستحضار الثواب ومحاولة الحل بالطرق الصحيحة). فينبغي أن تعلمي أنه لا توجد عصى سحرية تحل المشكلة بتحريكها والتمتمة بلفظ "آبركا دابركا".
==================
أما ماذا تريدين ممن حولك فأنت من يحدده إلا إذا كنت تعنين "ما هي أهداف وجودي وسط الناس"؟ ... وجودك وسط الناس ومخالطتهم ضرورة اجتماعية نفسية شرعية ، ضرورة لا يمكن أن ينكرها أي إنسان "المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أعظم أجرا من الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم." وبصرف النظر عن نوع المشكلات التي نواجهها في حياتنا فنحن في أمس الحاجة أن نعيش كجماعة.
وأما تلذذ البعض بآهات البعض فليس لها سبب سوى الحقد الذي يملأ قلوبهم ، ويكفيك يا أختي الفاضلة أن يكون الحقد الذي يملأ قلوب البعض بحجم نجاحك ، النجاح نور في الطريق ، والحقد نار تلتهب في القلب ، فلتدعي الحسود يحترق بنفسه ، ويقول ابن المعتز:
ما عابني إلا الحسود ... وتلك من إحدى المناقب
وقال آخر: أرى الحسود الدهر في بلاء ... ما دام من يحسد في رخاء
وقال آخر : ذوب المعادن بالظى لكنما ... ذوب الحسود بحر نيران الحسد
وأروع من هذا كله قول ابن المعتز
اصبر على كيد الحسود ... فإن صبرك قاتله
فالنار تأكل بعضها .. إن لم تجد ما تأكله
والحسود لا نستطيع أن نعالجه... بل هو يعالج نفسه بإحراقها.
وكل ما أوردت بعد ذلك مبني على هذا ...
ولكن هذه ليست مشكلة ، ومن يعتبرها مشكلة ففيه المشكلة ، ولكن الظاهر أن ما تطرحينه يا أخت يشرحه قولك "ممن حولي" وكأنك هذه الأذية تأتي من أقاربك أو أقرب الناس إليك ، وهذه مصيبة عظمى يحار العقل في إيجاد تفسير لها.
شاب يضرب أخته ويجرح وجنتيها وينتف شعرها (منتهى الرجولة)
أب يربط ابنه الصغير (لأنه زار أخاه الأكبر الذي ترك المنزل بسبب سوء خلق الأب) ثم يضربه وهو عار الظهر ، وبعد أن يتجرح جسم الولد يقوم الأب بتضميد هذه الجراح بملح.
أم تكره بنتها وتحاول تغطية نجاحاتها المتواصلة ، وتمنعها من كل خير يصل إليها وتسلط عليها إخوانها الفتوات فقط لتشفي غليلها من هذه البنت المسكينة.
شاب يساهم في إدخال إدمان المخدرات إلى جميع أفراد أسرته.
وظلم أولي القرب أشد مضاضة ... على النفس من وقع الحسام المهند
هناك لن يحتاج الفرد إلى طبيب يعالجه بل سيحتاج إلى ونيس يجالسه وصاحب يسأل عنه ويتواصل معه يحكي له همومه ويفضفض له.
عليك أختي الفاضلة بالتواصل مع أخت صاحبة تجربة في مثل هذه المشكلات ومصاحبتها فهي الأقدر على الاستماع لك بحيث تستطيعين أن تشرحي لها جزئيات مشكلتك وتفضفضي لها ، عندها سيخف عليك الضغط النفسي الذي تعانين منه. وستجدين متسعا من الراحة للتفكير وتدارك الأمور... وقبل هذا ضع ما ذكرته لك من أساسات لحل المشكلات أمام عينيك.
واعتذر أني لم أقدم شيئا فالمشكلة التي لديك يعاني منها الكثيرون ولكن يصعب عليهم بحث تفصيلاتها مع الآخرين (وبخاصة الفتيات) ولا يمكن حل مثل هذه المشكلات من دون الخوض في التفاصيل الدقيقة لها.