PDA

View Full Version : أنا وهو .. والثابت والمتغير !


الطارق
30-01-2002, 02:37 AM
ما أن وصلت يدي لصحيفة الشرق الأوسط في أحد السوبر ماركات حتى لاحظت اقتراب أحدهم فنظرت إليه وبدأ منظره ليس بالغريب علي !
فستقبل نظرتي هذه بابتسامه وقال : يبدوا أنك نسيت ملمحي ؟!

مرت عدة سنين ولم نلتقي ببعض ، أذكره كان عنيفا في انتقاده للسياسة العربية ..
ناقد للوضع الذي حدث بعد حرب الخليج ، ساخطا على كل ما حدث ..
تعلمت منه الكثير في تلك الفترة وأخذت منه ذلك السخط وحتى الآن ..
وهو الآن أمامي بعد فراق دام أكثر من ثماني سنين !

[ وقد بدأ أمامي وشعور ما يسيطر علي أن هناك تغيرا ما قد ظهر لي لا أدريه كنهه ! ]

لم ننتهي من عناقنا وسلامنا حتى بدا هذا الحوار بيننا :

أنا : لقد مضت عدة سنين ولم نلتقي !

هو : لقد فرقتنا الأيام ، والظروف ..

أنا : نعم ، فقد قيل لي أنك انتقلت لمدينة أخرى بسبب الوظيفة !

هو : نعم .. وقد انتقلت منذ مدة إلى مدينتي من جديد ..

أنا : مبارك عليك ..

هو : بار ك الله فيك .. ( ثم نظر إلى ما تحمله يمناي ، وابتسم )

وقال : لازلت تطلع على هذه الصحيفة !

أنا ( وبمرارة ) : لازلت .. وليت أن الأخبار جيدة !

هو : يفرجها الله ..

أنا : لكن الوضع أزداد تدهورا ومنذ حرب الخليج ؟! وكما كنت تتنبأ من قبل !

هو : ربما ...

[ بدأت اقتنع أن هناك تغير ما في شخصية صديقي ]

( ورغم فقد قلت بغضب ) : وكل هذا من سياسة الحكام والأخطاء التي حدثت ؟!

هو : الحقيقة أن الوضع أكبر منهم .. وليس باستطاعتهم فعل أي شيء ..

أنا : حسنا .. لكن .. لكن .. الحقيقة أن الحكام العرب كانوا سببا في كل هذا !!!

هو : دعنا نكون واقعيين .. ماذا باستطاعتهم أن يفعلوا ! أمريكا والغرب تملك كل الأوراق
الرابحة ، الزمن ليس زماننا ..

[ لم يكن هذا رأيه من قبل ،، لقد تغير كثيرا ]

أنا : ربما .. ربما .. لكن لنا كرامة .. لا يصل الأمر أن نتوسل لكي تغفر لنا أمريكا والغرب ! لا يصل الأمر أن نفتخر بعلاقتنا بأمريكا بينما يقتل أبناءنا وتغتصب أرضنا !!

هو : فلنكن واقعيين .. الحقيقة أننا أضعف من نقف حتى أمام إسرائيل ، و ليس الأمر في الحكام ولكن هو الوضع العربي عامة ..

أنا : لكن للحكام دور لا يخفى عليك ؟!

هو : كما تكونوا يولى عليكم ..

أنا : الحقيقة أنك تغيرت كثيرا ..

هو : حسنا .. كنت في الماضي عاطفي أم الآن فأنا واقعي ..

أنا : والواقع أن نبلع الذل !!

هو : الواقع أن نقنع بالواقع حتى يأتي اليوم الذي نغيره !

أنا : وكيف نغيره ونحن لا حق لنا حتى في ابدأ رأينا !!

هو ( مبتسم ) : فلنصبر ..

أنا ( بسخرية ) : إلى متى !!!!

هو : إلى أن يفرجها الله ..ويأتي اليوم الذي نستطيع أن نقارع غيرنا ..

أنا : ومتى هذا ؟!

هو : قد يطول الأمر ! لذا وإن أردت نصيحتي فلا تهتم بالأمر !

أنا : ( !! )

هو : حسنا .. عليك أن تهتم بنفسك ! ولتكن مثلي و أسعى لرزقك ودعك من الشعارات والخطب !


أنا : ( !! )

هو : حسنا فلتعذرني فلدي موعد مهم ..

[ ثم مد يده ، وسحب مجلة سيدتي ، ووضعها في كيس يحمل عدة قوارير من الكوكا كولا وبعض المنتجات الأمريكية الأخرى ]

ثم قال ( وبعد أن رأى علامات الاستنكار على وجهي وهو يبتسم ) : ألم أقل لك أني أصبحت واقعي وحتى في منزلي ، وأمن بسطوة الزوجة كما أمن بسطوة أمريكا ..
كما أني لا أخف عليك أني لا أمن بجدوى أي مقاطعة !

no one
30-01-2002, 03:35 AM
خسارة والله انو الانسان يغير قناعاته:(

الطارق
30-01-2002, 11:18 AM
حياك نو ون ،،،

اي والله خساره :( لكن الوضع في هذا الوقت يجعل الكثير
يغير من قناعاته !!! :(


تحياتي ،،

البحاري
30-01-2002, 12:14 PM
ياهلا بموسوعة سوالف ..

لم تكن تلك الآراء .. قناعات .. فالقناعات لا يمحوها الزمن وإن خفت حدتها :)

لكنها كانت أمنيات وحماس .. إننا إذا فكرنا في الواقع ..
نعمل كما عمل صديق الطارق ..

والزمن يدور ولا يبقى على حال هكذا علمنا التاريخ .. فلننتظر دورة الزمن .. وسيأتي اليوم الذي يتغير فيه كل شئ ..

تحياتي لك .. مبدع سوالف :)

وردة العين
30-01-2002, 01:39 PM
أظن أن طول الحلم والسبات العربي ... وانتظار الصحوة العربية التي لم تأتي .. ولن تأتي في القريب الآجل ... هي التي دفعت المواطن العربي للهبوط من حلمه العاجي إلى أرض الواقع المظلم .... :(

تحياتي

aziz2000
30-01-2002, 03:21 PM
هي انتكاسة .. وليست واقعية ..

رؤوس الدول لاإيمان لها بنصر الله .. لأنهم أصلا لم ينصروه ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ )(محمد:7)

الواقعية !! .. يالها من كلمة انهزامية في أغلب الأحيان!

موضوعك قريب ممن يتكلمون الآن بملء فيهم أن الإسلام دين السماحة ووالتآخي ..

نعم إن الإسلام دين السماحة والعدل .. ونسوا أو تناسوا أنه دين ( العزة )

سماحة بين المسلمين .. سماحة مع أهل الذمة .. ولكن غليظ جدا على الكفار والمنافقين المعتدين ..

ربما أنهم نسوا الآية الكريمة ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ )(التوبة:73)

يريدون منا أن ننهزم في أنفسنا .. يريدون أن يأكلون حقنا ويقتلوننا ونحن صامتين .. يريدون أن يعتدوا إلينا ونحن صامتين .. نعم إننا ذوو سماحة وتآخي !! .. إنها حرب نفسية والله .. يساعد الكفار فيها منافقون من بني جلدتنا يتكلمون بألسنتنا .. ولايعي ذلك إلا المسلمون الصادقون

للأسف أصبح الخنوع والذل ديدن رؤوس الدول الإسلامية ..

والله إن الشعوب فيها من الحماس الشئ الكبير .. ولكن ماذا في أيديهم إلا الدعاء ..

تقبل تحياتي أخي الطارق

دانا
30-01-2002, 04:07 PM
ما أخفي عليك لما شفت الثابت والمتغير طرأ على بالي الرياضيات والفيزياء مباشرة :)

وصحيح والله الواحد يخاف على نفسه هالأيام من الانتكاسات ......

ومشكور على الموضوع :)


تحيـــــــــــاتي لك

peregrine
30-01-2002, 07:32 PM
أهو الأحباط الذي أصابه؟

أهو قناعته بأنه مهما صرخ فلن يستمع اليه احد؟

أم هي صدمة هزت أركانه؟

ربما هي جميعها...

لكننا مطالبون بالمقاومة...بالتطلع نحو الأفضل بل والسعى له

أتمنى أن تكون حالة "يأس" عابرة

الطارق
30-01-2002, 10:56 PM
حياك البحاري ،،

ومرحبا بك ،،

لا أدري أن كانت تلك قناعات أو مجرد حماسة !
كثيرا من الأشخاص يحتفضون بثوابت لا تتغير ، بينما
هناك بعض الأفكار التي تتغير ومع مرور الأيام وتتطور
ومع تقادم العمر ، لذا ليس من العجيب أن تكون لكل
مرحلة عمرية من حياة الإنسان لها خصائصها ...
.
.

اعتقد اختلف معك أخي الكريم حول انتظر دورة الزمن :)
لن دورة الزمن لن تتم إن أنتظرناها فقط ،،
إن لم تبذل الأمة مجهود وإن لم يدافع حكامنا عن قضايانا
فتأكد أن الأيام ستأتي بأحداث اسوء من ما يحدث لنا الآن ،،


تحياتي عزيزي ،،

شعنونة سوالف
30-01-2002, 11:02 PM
الانسان يمر بمواقف او ممكن بسبب قراءه شئ ما يجعله يقتنع بمبدا ما و يؤمن به ويبدا بالقتال من اجله و لكن قد يتعرض لموقف اخر يجعله يغير افكاره السابقه...

اؤمن ان الانسان اذا كان مقتنع بشئ ما وتعرض الى شئ يثبت له ان اعتقداته خاطئه فان هذه المعتقدات قد تتغير اما قولك يا البحاري ان الانسان مستحيل يغر معتقداته فانا لا اوفقك فيها فليس كل المعتقداتنا صحيحه.

وقد ياتي يوم يثبت لك ان ماتعتقد فيه غلط فتكف عنه

:) :)

البحاري
31-01-2002, 12:35 AM
القناعات في نظري .. كالشجرة كلما كبرت صعب تشكيلها ..
قد تتغير لكن التغير يبقى واضح والاصل ثايت ..

مس لبنان ..

القناعة تختلف عن المعتقد ..:):)
واتفق معك ليس كل قناعتنا صحيحة لكن صعب تغييرها
وتحتاج لزمن طويل ..

الطارق
31-01-2002, 07:07 AM
أهلا أختي وردة العين ،،

((أظن أن طول الحلم والسبات العربي ... وانتظار الصحوة العربية التي لم تأتي .. ولن تأتي في القريب الآجل ... هي التي دفعت المواطن العربي للهبوط من حلمه العاجي إلى أرض الواقع المظلم .... ))

كلام منطقي ،، عندما حدثت الإنتفاضة نتيجة محاولة اقتحام شارون المسجد الأقصى تحمس الكثير وظهرت المظاهرات وانتقد البعض علننا تقاعس الحكام وظهرت أشكال المقاطعة ،،

ولكن سريعا ما خبأت تلك الحماسة وللأسف الشديد وكأننا مللنا أو ضجرنا ! من الواقع السيء الذي يحدث دون أن يكون لنا القدرة على تغييره !!!!

تحياتي ،،

شعنونة سوالف
31-01-2002, 08:23 AM
واش الفرق؟؟ اعطيني امثله علشان افهم :) :)

الطارق
01-02-2002, 01:46 AM
حياك أخي عزيز ،،

مو غريبة على الحكام أخوي ،،

ما أروع والله العزة التي زرعها الإسلام في قلوب العرب وخير شاهد أخي الكريم تلك القصة التي حدثت في غزوة الخندق وقد حصر المسلمين في مدينتهم من أحزاب الكفر وما بلغ بهم من الخوف ما ذكر في القرأن الكريم من سورة الأحزاب :

((ِذْ جَاؤُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ
مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتْ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ
وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا )) :

فـ ( ( بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى عبيدة بن حصن وطلب منه أن يرجع بمن معه على أن يعطيه كل سنة ثلث ثمار المدينة فأبى إلا النصف، فلما حضر رسله ليكتبوا الصلح بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قام سيد الأنصار سعد بن معاذ بن عبادة - رضي الله عنهما - وقالا يا رسول الله - إن كان هذا عن وحي فامض لما أمرت به وإن كان رأياً رأيته فقد كنا نحن وهم في الجاهلية لم يكن لنا ولا لهم دين فكانوا لا يطمعون في ثمار المدينة إلا بشراء أو قري فإذا أعزنا الله بالدين وبعث فينا رسوله نعطيهم الدينة لا نعطيهم إلا السيف فقال - صلى الله عليه وسلم - إني رأيت العرب رمتكم عن قوس واحد فأحببت أن أصرفهم عنكم فإذا أبيتم ذلك فأنتم وأولئك اذهبوا فلا نعطيكم إلا السيف ))

أنظر أخي إلى العزة التي زرعها هذا الدين في أولئك العظماء ، والإسلام لم يبلغ انتشاره في زماننا هذا ، وأنظر إلى حالنا مع الحكام العرب وطغينهم علينا مع ذلتهم وخنوعهم لإعداء هذا الدين ، ودعواهم
التي يدعوها من خوفهم على الإسلام ووالله ما هو إلا خوفهم على عروشهم وملكهم ورعبهم من من يحميهم ..

أما هذا الدين العظيم فقد بقى شامخا منصورا من الله عز وجل ورغم معادات من يعاديه منذ كفار قريش مرورا بالروم والفرس والصليبيين والمستعمرين وحتى زماننا هذا وقد زال هؤلاء جميعا وستزول الدولة الطاغية في عصرنا هذا وأذنابها وسيبقى الإسلام شامخا لا يزول ..

تحياتي أخي الكريم ،،

الطارق
01-02-2002, 02:53 AM
حياك دانا ،،

وشكرا على الرد ،،
والله يبعد عنا النكسات ،،

تحياتي :D

الطارق
01-02-2002, 04:55 PM
(( أهو الأحباط الذي أصابه؟

أهو قناعته بأنه مهما صرخ فلن يستمع اليه احد؟

أم هي صدمة هزت أركانه؟

ربما هي جميعها...

لكننا مطالبون بالمقاومة...بالتطلع نحو الأفضل بل والسعى له

أتمنى أن تكون حالة "يأس" عابرة ))

جميل جدا ،،

هي أحباط مما يحدث في عالمنا وصدمة من خنوعنا واستسلامنا
ويأسه من وضعنا وعلمه أنه ومهما صرخ فلن يستمع إليه أحد !

( لكن مطالبون بالمقاومة .. بالتطلع نحو الأفضل بل والسعي له )
وأتمنا أن نكون هكذا ،، وأتمنا ان تكون حالة " يأس " عابرة !

تحياتي أختي ،،

الطارق
01-02-2002, 06:05 PM
حياك الله أختي شعنونة سوالف ،،
ويسعدني تعقيبك أختي :)


قبل مدة كتبت موضوع عن (( الثابت والمتغير في نظرة الإنسان ))
وللأسف الشديد أخترب جهاز الكمبيوتر وأضاع علي هذا
الموضوع وقبل أن أضعه في السوالف :)

راح أقولك قصة حدثت وأنا صغير لأضرب لك مثلا عن هذا التغير فقبل عشرين سنة سؤلت وأنا طفل أيهما أحب إلي والدي أم الرسول صلى الله عليه وسلم ، فقلت وكطفل لا يفقه شيء من هذه الأمور ومن أمر عقيدتي : والدي !

فضحك أخوتي لذلك وقالوا لي : أن الرسول صلى الله عليه وسلم أحب للمسلم من والديه لإنه سبب من أسباب هدايتنا .. ومحبة الرسول صلى الله عليه وسلم مقدمة على جميع الخلق ..

ثم سألوني أخوتي عن أيهما أحب إلى والدي أم أحد المسؤوليين الكبار جدا جدا :) فقلت وأنا أخاف ضحك أخوتي علي مرة أخرى : المسؤول الكبير جدا جدا :) ، فضحك مني الجميع مرة أخرى وقالوا : وكيف تفضل شخص ليس لنا علاقة به على والدك الذي أنجبك ورباك !!

هذه القصة حدثت وأنا في الخامسة أو السادسة من عمري ،،
واستمرت الحياة وفهمي لها ،، كان الخط البياني في البداية لتقديري ومحبتي للشخصيتان شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم وشخصية المسؤال يرتفع - مع فارق بين طبعا - وكلما أزداد عمري ونتيجة المؤثرات التعليمية ووسائل الإعلام ..

ولكن وكما ذكرتي (( الانسان يمر بمواقف او ممكن بسبب قراءه شئ ما يجعله يقتنع بمبدا ما و يؤمن به ويبدا بالقتال من اجله و لكن قد يتعرض لموقف اخر يجعله يغير افكاره السابقه )) ..

ولو سألتيني إلان مقدار ما وصل تقديري ومحبتي للرسول صلى الله عليه وسلم لقلت لك أن وصل لأعلى تقطة ، ولو سألتيني عن ما وصل تقديري للمسؤول لقلت لك أنه في أسفل سافلين !!!

هناك في حياة الإنسان متغيرات ،، نعم لا شك في ذلك ،، لكن هناك ثوابت لا يمكن الحياد عنها أبدا أبدا ..

وهناك ثوابت أو أعمدة لا يمكن أن يحيد عنها أي مسلم عربي ، وهناك متغيرات لا بأس بها أن حدثت ..

كمثل المنزل بالأمكان أن نغير من أثاثه أو نجدد طلاءه ولكن لا يمكن أن نزيل جدرانه أو أعمدته وإلا أنهار على صاحبه :)

تحياتي أختي ،،