المتحجر
04-03-2002, 02:23 AM
كانت تجمعنا زمالة العمل ..وكان قد سبقني إلى ذلم المكان .. محبوب بين زملاءه وله صديق لا يفارقه .. كانوا يسمونهم التوأمين .... حين قدمت إلى هذا المكان لم يكن من السهل الانسجام مع كل الزملاء .. فالظروف تحكم عليك أن تكون صداقتك مع فئة معينة تكون أقرب إلى أفكارك .. ولم يبق بيني وبين ذلك الزميل سوى الزمالة السطحية ..
خلقت هذه العلاقة السطحية تباعد في الفهم .. وسوء الظن .. فقد كنت أرى فيه الشخص المغرور المتكبر تماما كما كان يرى في ذلك ..
شاركه في ذلك بالطبع زميله التوأم .. فقد كانا لا يتمنيان رؤيتي مطلقا ..
.بقي هذا الحال ما يقارب الاربع سنوات .. كان يضمر في داخله حقد لم يبح به إلا في وقت لاحق .. حين حانت ساعة الفراق ..
حين تقرر نقلي إلى قسم آخر في مدينة أخرى ..وكان علي أن أوع الزملاء والأصدقاء وبطبيعة الحال لم أستثن التوأمين من التوديع وكانت لحظة البوح بالمشاعر القديمة .. البوح بمشاعر الحقد ..
لقد قالها لي كلمة صريحة : لقد كنت أكثر واحد في هذا المكان أكرهك .. واليوم اكتشفت أنك الأفضل بين الموجودين .. لذا أرجوك أن تبقى ولا تنتقل ..
كادت عيني أن ترسل مدامعها .. لم اكن اتوقع منه هذا الكلام .. كنت اظن على الاقل سيتظاهر بالتوديع وهو أشد الناس فرحا برحيلي ..
لكن الامر كان مختلفا حين كانت الصراحة مبدأ لكشف الاوهام .. فلو استمرت المجاملة لاستمر الحقد الذي لم يكن له اساس إلا الوهم وعدم المعرفة بهذا الشخص .,.
.لهذا لم أكن أملك إلا أن اهديته هده الأبيات :
حل الفراق فادمى من مآقينا *** وصار يغرف احزانا ويسقينا
من كنت احسبهم اهلي أودعهم *** حكما سعينا له من صنع أيدينا
ما كنت أعلم ترحيلي سيحزنهم *** أو يفقد البعض خلانا موالينا
الحزن يلبس من يرثي احبته *** والدهر يأخذ احيانا ويعطينا ..
.إن هذا الموقف يتكرر اليوم بين اعضاء سوالف .. فحين تتشكل احزابا ويصبح التناوش بالكلام والتلميحات الجارحة مشاهدة كعناوين رئيسية .. أو في الردود تبدأ الأحقاد تنبت في القلوب .. وهي لا تقوم على حقائق .. إنما الوهم وسوء الظن .. ولو أعطينا أنفسنا فرصة للتصارح .. وليسأل كل واحد نفسه .. ماالذي عندي وليس عند فلان حتى ارى نفسي أفضل منه ؟؟
او ما الذي يعيب فلان حتى يكون بتلك الصورة التي أراها فيه ؟؟
هل هو فعلا سيئا أم أن نظري السيء ؟؟
وإن كان سيئا حقيقة أليس هذا السوء قابلا للمحو والإزالة ؟؟؟
إن الحقيقة التي نعصب عنها اعيننا هي ان فلان وانا سيان وليس أحد افضل من أحد ..
أأسف على الإطالة ..
ولكم مني أرق التحيات ..
أخوكم / المتحجر
خلقت هذه العلاقة السطحية تباعد في الفهم .. وسوء الظن .. فقد كنت أرى فيه الشخص المغرور المتكبر تماما كما كان يرى في ذلك ..
شاركه في ذلك بالطبع زميله التوأم .. فقد كانا لا يتمنيان رؤيتي مطلقا ..
.بقي هذا الحال ما يقارب الاربع سنوات .. كان يضمر في داخله حقد لم يبح به إلا في وقت لاحق .. حين حانت ساعة الفراق ..
حين تقرر نقلي إلى قسم آخر في مدينة أخرى ..وكان علي أن أوع الزملاء والأصدقاء وبطبيعة الحال لم أستثن التوأمين من التوديع وكانت لحظة البوح بالمشاعر القديمة .. البوح بمشاعر الحقد ..
لقد قالها لي كلمة صريحة : لقد كنت أكثر واحد في هذا المكان أكرهك .. واليوم اكتشفت أنك الأفضل بين الموجودين .. لذا أرجوك أن تبقى ولا تنتقل ..
كادت عيني أن ترسل مدامعها .. لم اكن اتوقع منه هذا الكلام .. كنت اظن على الاقل سيتظاهر بالتوديع وهو أشد الناس فرحا برحيلي ..
لكن الامر كان مختلفا حين كانت الصراحة مبدأ لكشف الاوهام .. فلو استمرت المجاملة لاستمر الحقد الذي لم يكن له اساس إلا الوهم وعدم المعرفة بهذا الشخص .,.
.لهذا لم أكن أملك إلا أن اهديته هده الأبيات :
حل الفراق فادمى من مآقينا *** وصار يغرف احزانا ويسقينا
من كنت احسبهم اهلي أودعهم *** حكما سعينا له من صنع أيدينا
ما كنت أعلم ترحيلي سيحزنهم *** أو يفقد البعض خلانا موالينا
الحزن يلبس من يرثي احبته *** والدهر يأخذ احيانا ويعطينا ..
.إن هذا الموقف يتكرر اليوم بين اعضاء سوالف .. فحين تتشكل احزابا ويصبح التناوش بالكلام والتلميحات الجارحة مشاهدة كعناوين رئيسية .. أو في الردود تبدأ الأحقاد تنبت في القلوب .. وهي لا تقوم على حقائق .. إنما الوهم وسوء الظن .. ولو أعطينا أنفسنا فرصة للتصارح .. وليسأل كل واحد نفسه .. ماالذي عندي وليس عند فلان حتى ارى نفسي أفضل منه ؟؟
او ما الذي يعيب فلان حتى يكون بتلك الصورة التي أراها فيه ؟؟
هل هو فعلا سيئا أم أن نظري السيء ؟؟
وإن كان سيئا حقيقة أليس هذا السوء قابلا للمحو والإزالة ؟؟؟
إن الحقيقة التي نعصب عنها اعيننا هي ان فلان وانا سيان وليس أحد افضل من أحد ..
أأسف على الإطالة ..
ولكم مني أرق التحيات ..
أخوكم / المتحجر