الخمشي
27-09-2002, 12:15 AM
قابلتها في ساحات المحادثة في ياهوو، قبل هجمات الحادي عشر من سبتمبر، و قد كانت متعاطفة مع الفلسطينيين، و في بداية الصيف الماضي قابلتها مرة أخرى، فأخبرتني بأنها أسلمت، لذا طلبت منها أن تكتب قصتها، لكي أترجمها إلى العربية.
قصتها مليئة بالأخطاء النحوية والإملائية، و لكن حاولت أن أترجمها حرفيا قدر المستطاع. محاولة مني ألا أبتعد كثيراً عن النص الأصلي.
نص الرسالة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرحبا، أنا سيدة ألمانية أبلغ من العمر 39 عاما وأم لطفلين جميلين.
بدأت طريقي إلى الإسلام، في يناير من السنة الماضية. و كان زوجي قد تركني وأطفالي منذ سنتين وذهب مع صديقته.
وفي تلك الأيام من يناير عام 2001، كان احتكاكي الأول بالعرب من خلال ساحات المحادثة (التشات)، وقد التقيت ببعض الأصدقاء من المغرب، وقد دعوني إلى زيارتهم، وأجبت تلك الدعوة في مارس من نفس العام.
وقد كانت زيارتي تلك هي أول زيارة لي لبلد عربي، وقد استمتعت بالفعل بمعيشتي مع عائلة عربية. كما كانت أول مرة أرى فيها مسجداً، وأسمع النداء للصلاة، وأستمع فيها لتلاوة القرآن الكريم. كما رأيت أول مرة المسلمين وهم يؤدون صلاتهم.
وقد جلبت كل هذه الأشياء لي ولقلبي الطمأنينة. ولأول مرة في حياتي أصبحت فعلا سعيدة، و وجدت الطمأنينة.
الحمد لله، إنها أول خطوة لي إلى الإسلام، وعندما عدت إلى ألمانيا، بدأت البحث عن المواقع الإسلامية على الشبكة، ووجدت العديد منها، وقرأتها بكثير من الاهتمام.
ولكن أروعها بالنسبة لي كان www.reciter.org حيث كنت أستطيع الاستماع إلى تلاوة القرآن الكريم. التي داومت عليها ولازلت مداومة عليها حيث أشعر بأني مطمأنة ومرتاحة،فقط حينما استمع إليه. الحمد لله.
حسنا. يجب أن أخبركم أن طريقي إلى الإسلام كان يسير جنبا إلى جنب مع طريقي إلى فلسطين. وبعد عودتي من المغرب إلى ألمانيا. دخلت عرضا إلى ساحات المحادثة العربية في ياهوو، وهناك ولأول مرة في حياتي، احتككت مع شخص فلسطيني، حيث طفق يخبرني عن التاريخ الفلسطيني، والقضية الفلسطينية. عندها بدأت أرى حقيقة ما يجري هناك. وقد تعلمت الكثير، ورأيت العديد من الصور، و تحدثت مع كثير من الفلسطينيين، لكي أتعرف على كل الجوانب لهذه القضية. وأيضا بدأت في قراءة القرآن الكريم، وقد كانت سورة بني إسرائيل، هي أول ما قرأته فيه. واليوم أنا لدي الكثير من المعرفة عن القضية الفلسطينية، وأبذل أقصى ما يمكنني ، هنا في ألمانيا لأساعد الشعب الفلسطيني. إن شاء الله.
وكذلك بعد رحلتي للمغرب، تمكنت من زيارة دبي في يونيو من عام 2001، وقد منحتني هذه الزيارة الفرصة لأرى وأتعلم الكثير عن الإسلام. وقد سكنا هناك في فندق يوجد بالقرب منه مسجد. وقد كان هذا رائعا بالنسبة لي إذ شعرت بنفس الأحاسيس التي كنت أشعر بها في المغرب. الحمد لله.
ومنذ تلك اللحظة، اهتمامي بالإسلام والقضية الفلسطينية بدأ ينمو، وفي أحد الأيام وعدت نفسي إن تمكنت من زيارة الأرض المقدسة، سأنظر في أمر تحولي إلى الإسلام. والآن الحمد لله، سُمِح لي بزيارة الأرض المقدسة، إذ كنت في فلسطين وذهبت إلى شريط غزة، بنية رؤية المستشفيات، والجمعيات النسائية، وأماكن أخرى، لأرى كيف يمكنني أن أساعدهم من ألمانيا.إن شاء الله.
ولم يكن في نيتي سوى زيارة شريط غزة ولكن الأوضاع تردت، واضطررت للمغادرة لأجل سلامتي الشخصية. ولكن لم أستطع تغيير تذكرة الإياب لألمانيا، فقد كانت كل الرحلات ممتلئة. ولم أعرف إلى أين أذهب، حتى سهل لي صديقان فلسطيينيان (أحدهما في ألمانيا والآخر في القدس، و لم أعرفهما إلا في التشات) زيارة مدينة بيت المقدس. وأمضيت هناك 4 أيام، تمكنت خلالها من زيارة أحد المستشفيات، وهناك قابلت أربعة رجال كانوا قد أصيبوا في المعارك التي حدثت في جنين و رام الله . أما بقية الوقت فقد أمضيته في الجزء القديم من المدينة، وفي أحد الليالي كنت جالسة مع صديقي و زوجته وابنته، في شرفة منزله، الذي يبعد تقريبا 200 مترا من المسجد الأقصى. وكان ذلك هو الوقت الذي قررت فيه أن أصبح مسلمة، لقد سمح لي بزيارة الأرض المقدسة كما سمح لي بزيارة المدينة المقدسة (القدس) الحمد لله.
لذلك طلبت من أصدقائي أن يساعدوني في ذلك، فساعدتني ابنة صديقي في تعلم الشهادة في تلك الليلة، أما صديقي فقد اتصل بمفتي الأقصى وضرب لي موعدا معه، في اليوم التالي، و زوجته أعطتني حجابا جميلا وساعدتني لأكون جاهزة لزيارة الأقصى.
وفي يوم موعدي، ذهبت معي ابنة صديقي إلى الأقصى. حسنا، يجب علي أن أواجه أول صخرة في طريقي إلى الإسلام في هيئة رجل أمن إسرائيلي، لم يسمح لي بالدخول إلى الأقصى. حيث استوقفني عند البوابة وسألني إلى أين تريدين أن تذهبي؟ فشرحت له ابنة صديقي الأمر، فأخذ جواز سفري. وقال: أوه أنت ألمانية؟ فأجبته بنعم. فبدأ بالضحك علي وسألني: كيف استطعت قراءة القرآن؟ فقلت له : بالألمانية، طبعا. فأخذ يضحك علي مرة أخرى. وقال لي: متأكدة؟!!!!
حينها سألني أن أقول الشهادة له. فقلتها ولله الحمد، تخيلوا قلتها لرجل الأمن الإسرائيلي.
وبعد ذلك سألني مرة أخرى من هو أشهر تلميذ للنبي محمد صلى الله عليه وسلم؟ فلم أستطع إجابة سؤاله، ولذلك قلت له:
خمن، من هذا اليوم سيكون أنا، وابتسمت له.
وبعد ذلك طُلب مني أن أغادر ولم يسمحوا لي بدخول الأقصى. فحاولنا الدخول من بوابة أخرى، ولكن لم نتمكن.
لذلك أخذني صديقي إلى المحكمة في اليوم التالي، و نطقت الشاهدتين أما القاضي و أصدقائي، الحمد لله، أصبحت مسلمة. وأخيراً في ذلك اليوم، سكرتيرة صديقي أحضرتني إلى الأقصى، وقد سُمح لنا بالدخول بعد بعض الأسئلة من ضابط البوليس عند البوابة.
الأقصى، إني بداخله. الحمد لله.
ومشينا ببطء خلال الباحة باتجاه المسجد. إنه مكان مطمئن، ستنسى كل شيء حولك.
كنت أتفحص ما حولي وآخذ أنفاسا عميقة. و كنت أردد كلمة الحمد لله. الكلمة الوحيدة التي أعرفها من العربية. حسناً، فقد أخذتني إلى قبة الصخرة، حيث تصلي النساء عادة.
لا أستطيع وصف ما أشعر به، عندما لامست قدماي أرضيتها من الداخل.
عندما رأيت النساء والأطفال، و الجزء الداخلي الرائع للقبة، شعرت كأني أحلم، عندئذ جعلتني صاحبتي أرى الصخرة المقدسة، وألمسها، فلم أستطع الحراك أو التنفس.
للحظات شعرت كما لو أني شخص آخر.
وبعد ذلك جلسنا مع النساء الأخريات على الأرض، فتذكرت أن أحد أصدقائي الفلسطينيين الذي يعيشون خارج فلسطين، قد طلب مني أن أقبل أرض فلسطين عنه، عندما أصل إليها، ففعلت ذلك فوراً داخل قبة الصخرة. حيث انحنيت و لامست شفتاي الأرض، و أحسست بأني مشوشة التفكير، إذ كنت أفكر بعائلتي وأصدقائي، وكل أصدقائي الفلسطينيين الذين هم خارج أرضهم، ولم يُسمح لهم برؤية ما أراه الآن.
عن الشعب الفلسطيني في غزة و جنين و رام الله، وعن كل الشعوب في العالم، قبلتُ أرض فلسطين في قبة الصخرة. و بعد ذلك مشيت أنا و صديقتي إلى المسجد، و لكنه كان وقت صلاة، و كان كل الرجال قد اجتمعوا هناك، لذلك فقد تمكنا فقط من رؤية الجزء الذي تحت المسجد ( الجزء القديم من المسجد). فجلسنا فيه على الأرض مرة أخرى، و في الوقت الذي كانت فيه صديقتي تصلي، كنت جالسة إلى جانبها، و شعرت بدوار في رأسي مرة أخرى، ولم أستطع أن أفكر في أي شيء. فقط كنت أردد الحمد لله.
و سالت دموعي على خدي فشعرت بالطمأنينة و السعادة في داخلي.
وعندما غادرنا المكان شعرت بالحرية و الراحة، لقد وجدت ما كنت أتطلع إليه طوال حياتي.
لقد و جدت الله سبحانه وتعالى، و وجدت موطني، نعم أنا في موطني، و أخيرا عرفت إلى أين وإلى من أنتمي. الحمد لله.
و الآن عدت إلى موطني ألمانيا. لقد وجدت مسجدا هنا، حيث أتلقى دروسي في الإسلام و العربية، و قد قابلت أصدقاء جدد. وأنا عضوة في مجموعة من النساء المسلمات الألمانيات. و قد بدأت ألبس الحجاب، كما أني أساعد أطفالي للتحول إلى الإسلام بالتدريج.إن شاء الله. و لازال لدي الكثير لأتعلمه.
و الآن حينما أجلس و أعود بالذاكرة لآخر سنتين من حياتي، زوجي الذي تركني، و لقائي بالعرب و الفلسطينيين في التشات، و زيارتي للمغرب، و دبي، ثم فلسطين، و حبي لفلسطين، كانت كلها أسبابا دفعتني للطريق الصحيح والإسلام.
الآن أنا أعرف أن الله هو الذي قدر كل هذا لي، لأجده و أجد السعادة و الطمأنينة. الحمد لله. لقد وجدت حبه في نفسي، و حب أطفالي، و حب أصدقائي، و حب فلسطين، و الشعب الفلسطيني، و حب أحمد زوج المستقبل، إن شاء الله.
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أختكم في الإسلام
أمل الزهراء
أود أن أشكر كل أصدقائي الذي ساروا معي و لازالوا يسيرون في هذا الطريق من حياتي، لأجد فلسطين و الإسلام. و أود أن أهدي شكرا خاصا لصديقي و أخي سامي.
و ليباركهم الله كلهم.
قصتها مليئة بالأخطاء النحوية والإملائية، و لكن حاولت أن أترجمها حرفيا قدر المستطاع. محاولة مني ألا أبتعد كثيراً عن النص الأصلي.
نص الرسالة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرحبا، أنا سيدة ألمانية أبلغ من العمر 39 عاما وأم لطفلين جميلين.
بدأت طريقي إلى الإسلام، في يناير من السنة الماضية. و كان زوجي قد تركني وأطفالي منذ سنتين وذهب مع صديقته.
وفي تلك الأيام من يناير عام 2001، كان احتكاكي الأول بالعرب من خلال ساحات المحادثة (التشات)، وقد التقيت ببعض الأصدقاء من المغرب، وقد دعوني إلى زيارتهم، وأجبت تلك الدعوة في مارس من نفس العام.
وقد كانت زيارتي تلك هي أول زيارة لي لبلد عربي، وقد استمتعت بالفعل بمعيشتي مع عائلة عربية. كما كانت أول مرة أرى فيها مسجداً، وأسمع النداء للصلاة، وأستمع فيها لتلاوة القرآن الكريم. كما رأيت أول مرة المسلمين وهم يؤدون صلاتهم.
وقد جلبت كل هذه الأشياء لي ولقلبي الطمأنينة. ولأول مرة في حياتي أصبحت فعلا سعيدة، و وجدت الطمأنينة.
الحمد لله، إنها أول خطوة لي إلى الإسلام، وعندما عدت إلى ألمانيا، بدأت البحث عن المواقع الإسلامية على الشبكة، ووجدت العديد منها، وقرأتها بكثير من الاهتمام.
ولكن أروعها بالنسبة لي كان www.reciter.org حيث كنت أستطيع الاستماع إلى تلاوة القرآن الكريم. التي داومت عليها ولازلت مداومة عليها حيث أشعر بأني مطمأنة ومرتاحة،فقط حينما استمع إليه. الحمد لله.
حسنا. يجب أن أخبركم أن طريقي إلى الإسلام كان يسير جنبا إلى جنب مع طريقي إلى فلسطين. وبعد عودتي من المغرب إلى ألمانيا. دخلت عرضا إلى ساحات المحادثة العربية في ياهوو، وهناك ولأول مرة في حياتي، احتككت مع شخص فلسطيني، حيث طفق يخبرني عن التاريخ الفلسطيني، والقضية الفلسطينية. عندها بدأت أرى حقيقة ما يجري هناك. وقد تعلمت الكثير، ورأيت العديد من الصور، و تحدثت مع كثير من الفلسطينيين، لكي أتعرف على كل الجوانب لهذه القضية. وأيضا بدأت في قراءة القرآن الكريم، وقد كانت سورة بني إسرائيل، هي أول ما قرأته فيه. واليوم أنا لدي الكثير من المعرفة عن القضية الفلسطينية، وأبذل أقصى ما يمكنني ، هنا في ألمانيا لأساعد الشعب الفلسطيني. إن شاء الله.
وكذلك بعد رحلتي للمغرب، تمكنت من زيارة دبي في يونيو من عام 2001، وقد منحتني هذه الزيارة الفرصة لأرى وأتعلم الكثير عن الإسلام. وقد سكنا هناك في فندق يوجد بالقرب منه مسجد. وقد كان هذا رائعا بالنسبة لي إذ شعرت بنفس الأحاسيس التي كنت أشعر بها في المغرب. الحمد لله.
ومنذ تلك اللحظة، اهتمامي بالإسلام والقضية الفلسطينية بدأ ينمو، وفي أحد الأيام وعدت نفسي إن تمكنت من زيارة الأرض المقدسة، سأنظر في أمر تحولي إلى الإسلام. والآن الحمد لله، سُمِح لي بزيارة الأرض المقدسة، إذ كنت في فلسطين وذهبت إلى شريط غزة، بنية رؤية المستشفيات، والجمعيات النسائية، وأماكن أخرى، لأرى كيف يمكنني أن أساعدهم من ألمانيا.إن شاء الله.
ولم يكن في نيتي سوى زيارة شريط غزة ولكن الأوضاع تردت، واضطررت للمغادرة لأجل سلامتي الشخصية. ولكن لم أستطع تغيير تذكرة الإياب لألمانيا، فقد كانت كل الرحلات ممتلئة. ولم أعرف إلى أين أذهب، حتى سهل لي صديقان فلسطيينيان (أحدهما في ألمانيا والآخر في القدس، و لم أعرفهما إلا في التشات) زيارة مدينة بيت المقدس. وأمضيت هناك 4 أيام، تمكنت خلالها من زيارة أحد المستشفيات، وهناك قابلت أربعة رجال كانوا قد أصيبوا في المعارك التي حدثت في جنين و رام الله . أما بقية الوقت فقد أمضيته في الجزء القديم من المدينة، وفي أحد الليالي كنت جالسة مع صديقي و زوجته وابنته، في شرفة منزله، الذي يبعد تقريبا 200 مترا من المسجد الأقصى. وكان ذلك هو الوقت الذي قررت فيه أن أصبح مسلمة، لقد سمح لي بزيارة الأرض المقدسة كما سمح لي بزيارة المدينة المقدسة (القدس) الحمد لله.
لذلك طلبت من أصدقائي أن يساعدوني في ذلك، فساعدتني ابنة صديقي في تعلم الشهادة في تلك الليلة، أما صديقي فقد اتصل بمفتي الأقصى وضرب لي موعدا معه، في اليوم التالي، و زوجته أعطتني حجابا جميلا وساعدتني لأكون جاهزة لزيارة الأقصى.
وفي يوم موعدي، ذهبت معي ابنة صديقي إلى الأقصى. حسنا، يجب علي أن أواجه أول صخرة في طريقي إلى الإسلام في هيئة رجل أمن إسرائيلي، لم يسمح لي بالدخول إلى الأقصى. حيث استوقفني عند البوابة وسألني إلى أين تريدين أن تذهبي؟ فشرحت له ابنة صديقي الأمر، فأخذ جواز سفري. وقال: أوه أنت ألمانية؟ فأجبته بنعم. فبدأ بالضحك علي وسألني: كيف استطعت قراءة القرآن؟ فقلت له : بالألمانية، طبعا. فأخذ يضحك علي مرة أخرى. وقال لي: متأكدة؟!!!!
حينها سألني أن أقول الشهادة له. فقلتها ولله الحمد، تخيلوا قلتها لرجل الأمن الإسرائيلي.
وبعد ذلك سألني مرة أخرى من هو أشهر تلميذ للنبي محمد صلى الله عليه وسلم؟ فلم أستطع إجابة سؤاله، ولذلك قلت له:
خمن، من هذا اليوم سيكون أنا، وابتسمت له.
وبعد ذلك طُلب مني أن أغادر ولم يسمحوا لي بدخول الأقصى. فحاولنا الدخول من بوابة أخرى، ولكن لم نتمكن.
لذلك أخذني صديقي إلى المحكمة في اليوم التالي، و نطقت الشاهدتين أما القاضي و أصدقائي، الحمد لله، أصبحت مسلمة. وأخيراً في ذلك اليوم، سكرتيرة صديقي أحضرتني إلى الأقصى، وقد سُمح لنا بالدخول بعد بعض الأسئلة من ضابط البوليس عند البوابة.
الأقصى، إني بداخله. الحمد لله.
ومشينا ببطء خلال الباحة باتجاه المسجد. إنه مكان مطمئن، ستنسى كل شيء حولك.
كنت أتفحص ما حولي وآخذ أنفاسا عميقة. و كنت أردد كلمة الحمد لله. الكلمة الوحيدة التي أعرفها من العربية. حسناً، فقد أخذتني إلى قبة الصخرة، حيث تصلي النساء عادة.
لا أستطيع وصف ما أشعر به، عندما لامست قدماي أرضيتها من الداخل.
عندما رأيت النساء والأطفال، و الجزء الداخلي الرائع للقبة، شعرت كأني أحلم، عندئذ جعلتني صاحبتي أرى الصخرة المقدسة، وألمسها، فلم أستطع الحراك أو التنفس.
للحظات شعرت كما لو أني شخص آخر.
وبعد ذلك جلسنا مع النساء الأخريات على الأرض، فتذكرت أن أحد أصدقائي الفلسطينيين الذي يعيشون خارج فلسطين، قد طلب مني أن أقبل أرض فلسطين عنه، عندما أصل إليها، ففعلت ذلك فوراً داخل قبة الصخرة. حيث انحنيت و لامست شفتاي الأرض، و أحسست بأني مشوشة التفكير، إذ كنت أفكر بعائلتي وأصدقائي، وكل أصدقائي الفلسطينيين الذين هم خارج أرضهم، ولم يُسمح لهم برؤية ما أراه الآن.
عن الشعب الفلسطيني في غزة و جنين و رام الله، وعن كل الشعوب في العالم، قبلتُ أرض فلسطين في قبة الصخرة. و بعد ذلك مشيت أنا و صديقتي إلى المسجد، و لكنه كان وقت صلاة، و كان كل الرجال قد اجتمعوا هناك، لذلك فقد تمكنا فقط من رؤية الجزء الذي تحت المسجد ( الجزء القديم من المسجد). فجلسنا فيه على الأرض مرة أخرى، و في الوقت الذي كانت فيه صديقتي تصلي، كنت جالسة إلى جانبها، و شعرت بدوار في رأسي مرة أخرى، ولم أستطع أن أفكر في أي شيء. فقط كنت أردد الحمد لله.
و سالت دموعي على خدي فشعرت بالطمأنينة و السعادة في داخلي.
وعندما غادرنا المكان شعرت بالحرية و الراحة، لقد وجدت ما كنت أتطلع إليه طوال حياتي.
لقد و جدت الله سبحانه وتعالى، و وجدت موطني، نعم أنا في موطني، و أخيرا عرفت إلى أين وإلى من أنتمي. الحمد لله.
و الآن عدت إلى موطني ألمانيا. لقد وجدت مسجدا هنا، حيث أتلقى دروسي في الإسلام و العربية، و قد قابلت أصدقاء جدد. وأنا عضوة في مجموعة من النساء المسلمات الألمانيات. و قد بدأت ألبس الحجاب، كما أني أساعد أطفالي للتحول إلى الإسلام بالتدريج.إن شاء الله. و لازال لدي الكثير لأتعلمه.
و الآن حينما أجلس و أعود بالذاكرة لآخر سنتين من حياتي، زوجي الذي تركني، و لقائي بالعرب و الفلسطينيين في التشات، و زيارتي للمغرب، و دبي، ثم فلسطين، و حبي لفلسطين، كانت كلها أسبابا دفعتني للطريق الصحيح والإسلام.
الآن أنا أعرف أن الله هو الذي قدر كل هذا لي، لأجده و أجد السعادة و الطمأنينة. الحمد لله. لقد وجدت حبه في نفسي، و حب أطفالي، و حب أصدقائي، و حب فلسطين، و الشعب الفلسطيني، و حب أحمد زوج المستقبل، إن شاء الله.
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أختكم في الإسلام
أمل الزهراء
أود أن أشكر كل أصدقائي الذي ساروا معي و لازالوا يسيرون في هذا الطريق من حياتي، لأجد فلسطين و الإسلام. و أود أن أهدي شكرا خاصا لصديقي و أخي سامي.
و ليباركهم الله كلهم.