View Full Version : قصص مؤثرة...
زهرة الكركديه
22-10-2002, 02:39 PM
http://www.khayma.com/ftat/G/story.htm
قراءة ممتعة للجميع:cool:
المبتسم
22-10-2002, 03:55 PM
يا هلا زهرة الكركديه...
مشكوره علي القصص وان شالله ساقرأها لاحقا:)....
شكرا لك:)..
زهرة الكركديه
24-10-2002, 11:41 PM
لوبيز أنا متأكدة إنك ما قريت شى:mad:
حياك:mad:
المبتسم
25-10-2002, 02:31 AM
بالله عليكي ايش اسوي:(...
عندي كويز (اختبار) يوم السبت:(...
وكويزين يوم الاحد...
و major exam يوم الاثنين في الليل!!!...
من فين الحق علي الوقتhttp://www.alqmah.com/vb/images/icons/cry3.gif
بس ان شالله ان شالله....انتي بس قولي ان شالله ....
بقراء القصص بعد اختبار يوم الاثنين اذا كنت مازلت علي قيد الحياه:(:(..
وما جاني ضغط!!..
زمردة
25-10-2002, 03:20 AM
حاولت مرتين الدخول إلى موقع القصص ..
وكلما أدخل يتعطل التصفح فأضطر إلى إعادة تشغيل الجهاز :(
معذرة .. لعل هناك خلل في الموقع ..
ولكن تأكدي أنك حصلت على أجر الدال على الخير بإذن الله :)
المبتسم
25-10-2002, 04:09 AM
زمرده...
انا عادي الصفحه تفتح معايا بشكل عادي..
عموما هذه احدى القصص الجيده سبق لي قرأءتها:)
توبة حداثية لماذا وكيف ؟؟
أرسلت إحدى التائبات - ثبتنا الله وإياها على الحق - – أرسلت برسالة تكشف فيها عن الخير التي صارت إليه بعد أن خلصها الله من فتنة أولئك القطاع – وسأكتفي ببعض ما جاء فيها لعل فيها عبرة .
تقول فيها : الحمد لله حمدا يليق بأنعمه الحمد لك ربي حتى ترضى والحمد لك إذا رضيت والحمد لك بعد الرضا وصلى الله وسلم على نبينا وحبيبينا محمد بن عبد الله عدد قطرات المطر وبعد
اليوم أقلد قلمي شرف هتك الأسرار , أسرار الضياع لم تكن توبتي نتيجة ظروف قاسية , أو محنة عارضة , بل كنت أنعم بكل أشكال الترف , وحرية في كل شيء , وكنت أجسد العلمنة بمعناها الصحيح , وكانت أفكار الحداثيين وخططهم نهجي ودستوري , وكتبهم مرصوصة في مكتبتي , وقلمي تتلمذ على أشعار نزار قباني , ورمي الحجاب حلم يداعب خيالي , وقيادة السيارة قضيتي الأولى أنادي بها في كل مناسبة , واستغل ظروف من هم حولي لإقناعهم بضرورتها , تمنيت أن أكون أول من تترجم فكرة القيادة إلى واقع ملموس , ولطالما سهرت الليالي أخطط فيها لتحقيق الحلم , أما تحرير المرأة السعودية من معتقدات وأفكار القرون البالية وتثقيفها وزرع مقاومة الرجل في ذاتها فلقد تشربتها وتشربتها خلايا عقلي , وسعيت جاهدة لتسليط الضوء على جبروت الرجل السعودي وأنانيته , وقدمت الرجل المتحرر على طبق من ذهب على أنه يفهم المرأة وقد استخرج كنوز أنوثتها وقدمها معه جنبا إلى جنب , وشوهت صورة الرجل المتدين على أنه اكتسب الخشونة والرعونة من الصحراء وتعامل مع الأنثى كما تعامل مع نوقه وهو يسوقها بين القفار , كانت الموسيقى غذاء الروح كما كنت أسميها هي نديمي من الصباح إلى الفجر , أما الرقص بكل أنواعه فقد جعلته رياضة تعالج تخمة الهموم , ونظريات فرويد كنت أدعمها في كل حين بأمثلة واقعية , وأنسب المشاكل الزوجية إلى الكبت , والعقد من آثار أساليب التربية القديمة التي استعملها أهلنا معنا , وكانت أفكاري تجد بين المجتمع النسائي صيتا عاليا ومميزا ؛ سرت على هذا النمط سنين عديدة , وفي يوم من الأيام وأنا في إحدى الأسواق كنت جالسة في ساحته لفت نظري شاب متدين بهيئته التي تدل على التدين , ثوب قصير وسير هاديء وعيون مغضوضة أظنه في سن ما بعد العشرين وبدأعقلي الضال يعمل أعجبني هدوؤه وراودتني بعدها أفكار غريبة – غريبة علي جدا , علامات الرضا بادية على محياه خطواته ثابته رغم أن قضيته في نظري خاسرة هو والقلة التي ينتمي إليها يتحدون ماردا جبارا تقدم وحضارة , ولا يزالون يناضلون سخرت بداخلي منه ومنهم , لكني لم أنكر إعجابي بثباتهم , فقد كنت أحترم من يعتنق الفكرة ويثبت عليها رغم الجهود المتواضعة وقلة العدد وصعوبة إقناع البشر بالكبت كما كنت أسميه حاولت أن أحلل الموضوع فقلت في نفسي ربما هؤلاء الملتزمين تدينوا نتيجة الفشل فأخذوا الدين شعارات ليشار إليهم بالبنان , لكن منهم العلماء والدكاترة وماضي عريق قد ملكوا الدنيا حينا من أقصى الشرق إلى أقصى المغرب أو ربماهو الترفع عن الرغبات ؛ وعند هذه النقطة بالذات اختلطت علي الأمور – الترفع عن الرغبات معناه الكبت – والكبت لاينتج حضارة حاولت أن أتناسى هذا الحوار مع نفسي لكن عقلي أبى علي ولم يصمت ومنذ ذلك الوقت وأنا في حيرة فقدت معها اللذة التي كنت أجدها بين كتبي ومع أنواع الموسيقى والرقص ومع الناس كافة علمت أنني فقدت شيئا , لكن ماهو؟؟ لست أدري اختليت بنفسي لأعرف علتي وطرقت أبواب الطب النفسي دون جدوى فقدت الإحساس السابق بل لا أشعر بأي شيء كل شيء بلا طعم وبلا لون ورجعت مرة أخرى لنقطة البداية متى كان التغير ؟؟ إنه بعد ذلك الحوار تساءلت كل ما أتمنى أستطيع أخذه ما الذي يحدث لي إذاً أين ضحكاتي المجلجلة ؟؟ وحواراتي التي ما خسرت فيها يوما ؟؟ جلسات السمر والرقص ؟؟ كيف ثقل جسدي بهذا الشكل ؟؟ وكلما حاولت أن أكتب أجدني أسير بقلمي بشكل عشوائي لأملأ الصفحة البيضاء بخطوط وأشكال لا معنى لها غير أن بداخلي إعصاراً من حيرة بدأت أتساءل هذه الموسيقى المنسابة إلى مسمعي لم أعد أشعر بروعتها لو كانت غذاء الروح لكانت روحي الآن روضة خضراء , أو تلك الكتب التي احترمت كتابها وصدقتهم لِمَ تخذلني الآن كلماتهم ولا تشعل حماسي كما كانت , وهنا لاح سؤال صاعق هل هم فعلا أفضل منا - –تقصد الغربيين –- ؟؟ هل هم فعلا أفضل منا ؟؟ وبماذا أفضل ؟؟ تكنلوجيا ؟؟ وبماذا خدمت التكنلوجيا المرأة عندهم ؟؟ خدمة الرجل الغربي , والمرأة أين مكانها ؟؟ معه في العمل !! وأخرى في المرقص تتراقص على أنغام الآلات التي اخترعها الرجل !! وأخرى ساقية للخمر الذي صنعه الرجل ونوع في أسمائه !! اكتشفت حقيقة أمرّ من العلقم الرجل تقدم وضمن رفاهيته وتملص من الحقوق والواجبات , حتى في جنونه جعل المرأة صالة عرض لكل ما يطرأ على خياله , اخترع لها رقصات بكل الأشكال , رقصت وهي واقفة , جالسة , نائمة , مقلوبة كمارقصت الراقصة كما اشتهاها العازف , اشتهاها ممثلة ؛ مثلت كل الأدوار التي تحاكي رغباته من اغتصاب , إجرام , حب , شذوذ , أي دور وكل دور !! اشتهاها عارية على الشاطيء تعرت !! اكتشفت الخديعة الكبرى في شعار حرية المرأة , فإن نادى بها رجل فهو ينادي بحرية الوصول إلى المرأة , ثم من ماذا يريدون تحرير المرأة , من الحجاب ؟؟ لماذا ؟؟ ماهو الحجاب ؟؟ إنه عبادة كالصلاة والصوم ؛ كنت سأحرم نفسي منه لولا أن تداركتني رحمة الله , يريدون أن يحرروني من طاعة الأب والزوج إنهم حماتي بعد الله , الأب والزوج حماتي بعد الله يريدون أن يحرروني من الكبت , كيف سميتم العفة والطهارة كبتا ؟؟ كيف ؟؟ ما الذي جنوه من الحرية الجنسية ؟؟ أمراض ضياع !! حرروا المرأة كما يزعمون أخرجوها من بيتها تكدح كالرجل وضاع الأطفال !! واليوم اليوم يتدارسون ضياع الأطفال تباً لهم وتباً لعقلي الصغير كيف صدقهم ؟؟ كيف لم أرَ تقدمنا والمرأة متمسكة بحجابها ؟؟ كيف كنت أنادي بالقيادة ؟؟ فمع قيادة المرأة للسيارة يسقط الحجاب ةتسقط المرأة بعده عرفت علتي وعلة الشباب جميعا أولا : مشكلتنا الأساسية أننا لانعرف عن الإسلام إلا اسمه وعادات ورثناها عن أهلنا كأنه واقع فرض علينا وثانيا : لم ندرك طريقة الغزو الحقيقية خدرونا بالرغبات شغلونا عن القرآن وعلوم الدين , فهي خطة محكمة تخدير ثم بتر , ونحن لانعلم ؛ اتجهت إلى الإسلام من أول نقطة من كتب التوحيد إلى الفقه ومع كلمات ابن القيم عدت إلى الله , ومع إعجاز القرآن اللغوي والتصويري والعلمي والفلكي ووو .. ندمت على كل لحظة ضيعتها أقلب فيها ناظري في كتب كتبتها عقول مسخها الله وطمس بصيرتها كانت معجزة أمامي هو القرآن الكريم لم أحاول يوما أن أفهم ما فيه أو أبحث في تفسيره ؛ أخرجت من منزلي ومن قلبي كل آلات الضياع والغفلة , وعندها خرج اللحن من قلبي , ووجدت حلاوة الشهد تنبع مع قراءة آيات القرآن , وعرفت أعظم حب : أحببت الله تعالى , أحببت الله لبست الحجاب الإسلامي الصحيح بخشوع وطمأنينة واقتناع بعد تسليم أشعر معه رضا الله عني , وعرفت معنى قوله تعالى ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) في سكناتي وحركاتي وطعامي وشرابي استشعر معناها العظيم بت أنتظر الليل بشوق إلى مناجاة الحبيب أشكو إليه أشكو إليه شدة شوقي إلى لقائه , وإلى لقاء رسول الله المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم , وحنينا إلى صحابته الكرام ، ونسائه الطاهرات وأخيرا كلمة إلى كل من سمع قصتي لاترفضوا دينكم قبل أن تتعرفوا عليه جيدا لإنكم إذا عرفتموه لن تتخلوا عنه فداه الأهل والمال والبنون والنفس لاتنسوني ووالدي من صالح دعائكم
أختكم في الله المشتاقة إلى الله
اخوكم في الله لوبيز افندي:D
لوبيا قدامي أشوف ...:mad:
قدامي على الكتب والمذاكره ...
قال إيه كويز .... كوز الله راسك ..:D
المبتسم
25-10-2002, 04:41 AM
زازا ...
ما راح ارد عليك:p
المبتسم
25-10-2002, 05:04 AM
اقول زازا ترانا مسخناها:D
مره زمان قريت احد الردود لزهره الكركديه...
تقول انها لمن تعصب...تخبط الابواب وتكسر الدنيا وتسوي اشياء ظريفه:D
So, i'll collect myself and leave u alone here
to face your DESTINY:D
A FRIEND IN NEED IS A FRIEND INDEED
:( :( :(
to face your destination
BETTER TO SAY:
TO FACE YOUR DESTINY
DESTINATION هنا تأتي بمعنى الوجهه . والله أعلم ..
:rolleyes: :rolleyes: :rolleyes:
المبتسم
25-10-2002, 05:17 AM
Have you said something???:D ;)
A'm talking to my silf :mad:
المبتسم
25-10-2002, 05:34 AM
اقول يا زازا.....انت شكلك فاضي ورايق علي الصبح:D
انا رايح اصلي وانخمد!!,<<<<نوم الظالمين عباده;)
زمردة
25-10-2002, 01:10 PM
على إيرادك هذه القصة القيمة .. من الموقع الذي تعثر وصولي إليه للاطلاع على ما فيه من قصص مؤثرة ..
والشكر موصول للأخت زهرة الكركديه ..
وأرجو ممن يدخل الموضوع أن يختار لنا قصة أخرى نستفيد منها ..
-----------------------------------------------------------
الأخ عبدالعزيز ..
لقد حولتوا الموضوع إلى شات .. وتناسيتم أن هناك ماسينجرات ..
زهرة الكركديه
25-10-2002, 06:42 PM
أرفض..أن يقلب اى موضوع لى مهما كانت درجته ..إلى موضوع للمحادثة والشات...هذا لا يعجبنى بتاتا...ممنوع..الا اذا كان الحوار مفيد وهادف.. :mad:
مثل ما قالت لكم أختى الغالية زمردة...الماسنجر موجود...الله يهديكم بس واشكركم على كل حال بالنسبة لأختى زمردة مادري والله ليش جذى يصير عندج على كل حال بختار لكم قصة وبحطها ..ان شاء الله تنال اعجابكم
تحياتى لكم مع كل الود:)
زهرة الكركديه
25-10-2002, 06:44 PM
ذهب فلان إلى أوروبا وما ننكر من أمره شيئا، فلبث فيها بضع سنين، ثم عاد وما بقي مما كنا نعرفه منه شيء.
كنت أرى أن هذه الصورة الغريبة التي يتراءى فيها هؤلاء الضعفاء من الفتيان العائدين من تلك الديار إلى أوطانهم إنما هي أصباغ مفرغة على أجسامهم إفراغا لا تلبث أن تطلع عليها شمس المشرق حتى تتطاير ذراتها في أجواء السماء، فلم أشأ أن أفارق ذلك الصديق رجاء لغده المنتظر، محتملا في سبيل ذلك حمقه وفساد تصوراته وغرابة أطواره، حتى جاءني ذات ليلة بداهية الدواهي.. ومصيبة المصائب، فكانت آخر عهدي به.
دخلت عليه فرأيته واجماً مكتئباً، فحييته فأومأ إلي بالتحية إيماء، فسألته ما باله
فقال: مازلت منذ الليلة من هذه المرأة في عناء لا أعرف السبيل إلى الخلاص منه، ولا أدري مصير أمري فيه.
قلت: وأي امرأة تريد؟
قال: تلك التي يسميها الناس زوجتي، وأسميها الصخرة العاتية في طريق مطالبي وآمالي. قلت: إنك كثير الآمال ، فعن أي آمالك تتحدث؟ قال: ليس لي في الحياة إلا أمل واحد هو أن أغمض عيني ثم أفتحهما فلا أرى برقعاً على وجه امرأة في هذا البلد.
قلت: ذلك ما لا تملكه ولا رأي لك فيه.
قال: إن في الناس من يرى في الحجاب رأيي، ويتمنى في أمره ما أتمنى، ولا يحول بينه وبين نزعه عن وجه زوجته وإبرازها إلى الرجال تجالسهم كما تجالس النساء إلا العجز والضعف ، فرأيت أن أكون أول هادم لهذا البناءّ القديم الذي وقف سداً دون سعادة الأمة وارتقائها دهراً طويلاً، وأن يتم على يدي ما لم يتم على يد أحد غيري من دعاة الحرية ، فعرضت الأمر على زوجتي فأكبرَته وأعظمته , ولا خجل هناك ولا حياء، ولكنه الموت والجمود والذل الذي ضربه الله على هؤلاء النساء في هذا البلد أن يعشن في قبور مظلمة من خدورهن وخمرهن ، فلا بد لي أن أبلغ أمنيتي، وأن أعالج هذا الرأس القاسي المتحجر علاجاً ينتهي بإحدى الحسنيين إما بكسره أو بشفائه!.. فورد علي من حديثه ما ملأ نفسي هماً وحزناً، ونظرت إليه نظرة الراحم الراثي
وقلت: أعالمٌ أنت أيها الصديق ما تقول؟
قال: نعم أقول الحقيقة .
قلت: هل تأذن لي أن أقول لك إنك عشتَ فترة طويلة في ديار قوم لا حجاب بين رجالهم ونسائهم، فهل تذكر أن نفسك حدثتك يوماً من الأيام وأنت فيهم بالطمع في شيء مما لا تملك يمينك من أعراض نسائهم فنلتَ ما تطمح فيه من حيث لايشعر مالكه؟
قال: ربما وقع لي شيء من ذلك فماذا تريد؟
قلت: أريد أن أقول لك إني أخاف على عرضك أن يلمّ به من الناس ما ألم بأعراض الناس منك.
قال: إن المرأة الشريفة تستطيع أن تعيش بين الرجال من شرفها وعفتها في حصن حصين لا تمتد إليه المطامع .
قلت له: تلك هي الخدعة التي يخدعكم بها الشيطان , فالشرف كلمة لا وجود لها إلا في قواميس اللغة ومعاجمها، فإن أردنا أن نفتش عنها في قلوب الناس وأفئدتهم قلما نجدها، والنفس الإنسانية كالغدير الراكد لا يزال صافياً رائقاً حتى يسقط فيه حجر فإذا هو مستنقعٌ كَدِر. والعفة لون من ألوان النفس لا جوهر من جواهرها، وقلّما تثبت الألوان على أشعة الشمس المتساقطة.
قال: أتنكر وجود العفة بين الناس؟
قلت: لا أنكرها لأني أعلم أنها موجودة ، ولكني أنكر وجودها عند الرجل القادر المختلب والمرأة الحاذقة المترفقة إذا سقط بينهما الحجاب وخلا وجه كل منهما لصاحبه.
في أي جو من أجواء هذا البلد تريدون أن تبرز نساؤكم لرجالكم؟
أفي جو المتعلمين، وفيهم من سئل مرة: لِم لَمْ يتزوج؟ فأجاب: نساء البلد جميعاً نسائي.
أم في جو الطلبة، وفيهم من يتوارى عن أعين خلانه وأترابه خجلا إن خلت محفظته يوماً من الأيام من صور عشيقاته وخليلاته، أو أقفرت من رسائل الحب والغرام؟
وبعد، فما هذا الولع بقصة المرأة، والتمطّق بحديثها، والقيام والقعود بأمرها وأمر حجابها وسفورها، وحريتها وأسرها، كأنما قد قمتم بكل واجب للأمة عليكم في أنفسكم، فلم يبق إلا أن تفيضوا من تلك النعم على غيركم؟!..
هذبوا رجالكم قبل أن تهذبوا نساءكم، فإن عجزتم عن الرجال، فأنتم عن النساء أعجز.
أبواب الفخر أمامكم كثيرة، فاطرقوا أيها شئتم، ودعوا هذا الباب موصداً، فإنكم إن فتحتموه فتحتم على أنفسكم ويلاً عظيماً.. وشقاء طويلا.
أروني رجلا واحدا منكم يستطيع أن يزعم في نفسه أنه يمتلك هواه بين يدي امرأة يرضاها، فأصدق أن امرأة تستطيع أن تملك هواها بين يدي رجل ترضاه.
...يتبع
زهرة الكركديه
25-10-2002, 06:49 PM
إنكم تكلفون المرأة ما تعلمون أنكم تعجزون عنه وتطلبون عندها ما لا تعرفونه عند أنفسكم، فأنتم تخاطرون بها في معركة أحسبكم إلا خاسرين.
ما شكت المرأة إليكم ظلما، ولا تقدمت إليكم في أن تحلوا قيدها وتطلقوها من أسرها، فما دخولكم بينها وبين نفسها؟ وما تمضغكم ليلكم ونهاركم بقصصها وأحاديثها؟!..
إنكم لا ترثون لها، بل ترثون لأنفسكم، ولا تبكون عليها، بل على أيام قضيتموها في ديار يسيل جوها تبرّجاً وسفورا، ويتدفق خلاعة واستهتارا، وتودون بجدع الأنف لو ظفرتم هنا بذلك العيش الذي خلفتموه هناك.
لقد كنا، وكانت العفة في سقاء من الحجاب موكوء ، فما زلتم به تثقبون في جوانبه، كل يوم ثقبا، والعفة تتسلل منه قطرة قطرة حتى تقبض وتكرّش ، ثم لم يكفكم ذلك منه حتى جئتم اليوم تريدون أن تحلّوا وكاءه حتى لا تبقى فيه قطرة واحدة.
عاشت المرأة المصرية حقبة من دهرها مطمئنة في بيتها، راضية عن نفسها وعن عيشها، ترى السعادة كل السعادة في واجب تؤديه لنفسها، أو وقفة تقفها بين يدي ربها، أو عطفة تعطفها على ولدها، أو جلسة تجلسها إلى جارتها ، وترى الشرف كل الشرف في خضوعها لأبيها وائتمارها بأمر زوجها، ونزولها عند رضاهما.
وكانت تفهم معنى الحب، وتجهل معنى الغرام، فتحب زوجها لأنه زوجها، كما تحب ولدها لأنه ولدها، فإن رأى غيرها من النساء أن الحب أساس الزواج، رأت هي أن الزواج أساس الحب. فقلتم لها إنَّ هؤلاء الذين يستبدون بأمرك من أهلك، ليسوا بأوفر منك عقلاً ولا أفضل رأياً ، ولا أقدر على النظر لك من نظرك لنفسك، فلاحق لهم في هذا السلطان الذي يزعمونه لأنفسهم عليك، فازدرت أباها، وتمرّدت على زوجها، وأصبح البيت الذي كان بالأمس عرساً من الأعراس الضاحكة، مناحة قائمة، لا تهدأ نارها، ولا يخبو أوارها .
وقلتم لها لا بد لك أن تختاري زوجك بنفسك حتى لا يخدعك أهلك عن سعادة مستقبلك، فاختارت لنفسها أسوأ مما اختار لها أهلها، فلم يزد عمر سعادتها على يوم وليلة، ثم الشقاء الطويل بعد ذلك، والعذاب الأليم.
قلتم لها إن الحب أساس الزواج فما زالت تقلب عينيها في وجوه الرجال مصعدة مصوبة، حتى شغلها الحب عن الزواج فعنيت به عنه.
وقلتم لها إن سعادة المرأة في حياتها أن يكون زوجها عشيقها ، وما كانت تعرف إلا أن الزواج غير العشيق، فأصبحت تطلب في كل يوم زوجاً جديداً يحيي من لوعة الحب ما أمات الزوج القديم.. فلا قديما استبقت ولا جديداً أفادت .
وقلتم لها لا بد أن تتعلمي لتحسني تربية ولدك، والقيام على شؤون بيتك، فتعلمت كل شيء إلا تربية ولدها، والقيام على شؤون بيتها.
وقلتم لها نحن لا نتزوج من النساء إلا من نحبها ونرضاها، ويلائم ذوقُها ذوقَنا، وشعورُها شعورَنا، فرأت أن لا بد لها أن تعرف مواقع أهوائكم، ومباهج أنظاركم، لتتجمل لكم بما تحبون، فراجعت فهرس حياتكم، صفحة صفحة، فلم تر فيه غير أسماء الخليعات المستهترات، والضاحكات اللاعبات، والإعجاب بهن والثناء على ذكائهن وفطنتهن، فتخلعت، واستهترت لتبلغ رضاكم، وتنزل عند محبتكم، ثم مشت إليكم بهذا الثوب الرقيق الشفاف، تعرض نفسها عليكم عرضاً، كما تُعرض الأَمَةُ في سوق الرقيق ، فأعرضتم عنها ونَبَوتُم بها، وقلتم لها:
- إنا لا نتزوج النساء العاهرات، كأنكم لا تبالون أن يكون نساء الأمة جميعاً ساقطات، إذا سلمت لكم نساؤكم، فرجعت أدراجها خائبة منكسرة، وقد أباها الخليع ، وتَرَفَّع عنها المحتشم ، فلم تجد بين يديها غير باب السقوط فسقطت.
وكذلك انتشرت الريبة في نفوس الأمة وتمشّت الظنون بين رجالها ونسائها، فتعاجز الفريقان، وأظلم الفضاء بينهما، وأصبحت البيوت كالأديرة لا يرى فيها الرائي إلا رجالاً مترهبين، ونساءً عانسات.
ذلك بكاؤكم على المرأة أيها الراحمون.. وهذا رثاؤكم لها وعطفكم عليها!..
نحن نعلم كما تعلمون أن المرأة في حاجة إلى العلم، فليهذبها أبوها أو أخوها، فالتهذيب أنفع لها من العلم، وإلى اختيار الزوج العادل الرحيم، فليحسن الآباء اختيار الأزواج لبناتهم وليجمل الأزواج عِشرَةَ نسائهم. وإلى النور والهواء تبرز إليهما، وتتمتع فيهما بنعمة الحياة، فليأذن لها أولياؤها بذلك، وليرافقها رفيق منهم في غدواتها وروحاتها، كما يرافق الشاةَ راعيها، خوفاً عليها من الذئاب، فإن عجزنا عن أن نأخذ الآباء والأخوة والأزواج بذلك، فلننفض أيدينا من الأمّة جميعها نسائها ورجالها، فليست المرأة بأقدر على إصلاح نفسها من الرجل على إصلاحها.
أعجب ما أعجب له في شؤونكم أنكم تعلمتم كل شيء، إلا شيئاً واحداً هو أدنى إلى مدارككم أن تعلموه قبل كل شيء، وهو أن لكل تربة نباتاً ينبت فيها، ولكل نبات زمناً ينمو فيه.
رأيتم العلماء في أوروبا يشتغلون بكماليات العلوم بين أمم قد فرغت من ضرورياتها، فاشتغلتم بها مثلهم في أمة لا يزال سوادها الأعظم في حاجة إلى معرفة حروف الهجاء.
يتبع
زهرة الكركديه
25-10-2002, 06:50 PM
ورأيتم الزوج الأوروبي الذي أطفأت البيئة غيرته.. وأزالت خشونة نفسه وحُرْشَتَهَا ، يستطيع أن يرى زوجته تخاصر من تشاء، وتصاحب من تشاء، وتخلو بمن تشاء، فيقف أمام ذلك المشهد موقف الجامد المتلبد. فأردتم الرجل الشرقي الغيور الملتهب أن يقف موقفه، ويستمسك استمساكه!..
وائذن لي أن أقول لك إني لا أستطيع أن أختلف إلى بيتك بعد اليوم ثم انصرفت.. وكان هذا فراق ما بيني وبينه.
وما هي إلا أيام قلائل حتى سمعت الناس يتحدثون أن فلاناً هتك الستر في منزله بين نسائه ورجاله، وأن بيته أصبح مغشياً ، لا تزال النعال خافقة ببابه، فذرفت عيني دمعة، لا أعلم هل هي دمعة الغيرة على العرض المذال ، أو الحزن على الصديق المفقود!..مرت على تلك الحادثة ثلاثة أعوام لا أزوره فيها، ولا يزورني .
وفي ليلة أمس كنت عائدا إلى منزلي ، وقد مضى الشطر الأول من الليل، إذ رأيته خارجا من منزله يمشي مشية الذاهل الحائر وبجانبه جندي من جنود الشرطة كأنما هو يحرسه أو يقتاده فأهمّني أمره، ودنوت منه فسألته عن شأنه
فقال: - لا علم لي بشيء سوى أن هذا الجندي قد طرق الساعة بابي يدعوني إلى مخفر الشرطة، ولا أعلم لمثل هذه الدعوة في مثل هذه الساعة سببا، وما أنا بالرجل المذنب، ولا المريب . فهل أستطيع أن أرجوك يا صديقي بعد الذي كان بيني وبينك أن تصحبني الليلة في وجهي هذا علّني أحتاج إلى بعض المعونة فيما قد يعرض لي هناك من الشؤون؟
قلت: لا أَحبَ إليّ من ذلك. ومشيت معه صامتا لا أحدثه ولا يقول لي شيئا، ثم شعرت كأنه يُزَوِّرُ في نفسه كلاما يريد أن يفضي به إلي فيمنعه الخجل والحياء، ففاتحته الحديث وقلت له:
- ألا تستطيع أن تتذكر لهذه الدعوة سببا؟ فنظر إليّ نظرة حائرة،
وقال: إن أخوف ما أخافه أن يكون قد حدث لزوجتي الليلة حادث، فقد رابني من أمرها أنها لم تعد إلى المنزل حتى الساعة، وما كان ذلك شأنها من قبل.
قلت: أما كان يصحبها أحد؟
قال: لا.
قلت: ألا تعلم المكان الذي ذهبت إليه؟
قال: لا.
قلت: وممّ تخاف عليها؟
قال: لا أخاف شيئاً ، سوى أني أعلم أنها امرأة غيور حمقاء، فلعل بعض الناس حاول العبث بها في طريقها فشرست عليه.. فوقعت بينهما واقعة انتهى أمرها إلى مخفر الشرطة.
وكنا قد وصلنا إلى المخفر فاقتادنا الجندي إلى قاعة المأمور فوقفنا بين يديه، فأشار إلى جندي أمامه إشارة لم نفهمها، ثم استدنى الفتى إليه وقال له:
يسوؤني أن أقول لك إن رجال الشرطة قد عثروا الليلة في مكان من أمكنة الريبة رجل وامرأة في حال غير صالحة، فاقتادوهما إلى المخفر، فزعمت المرأة أن لها بك صلة، فدعوناك لتكشف لنا الحقيقة في أمرها، فإن كانت صادقة أذنّا لها بالانصراف معك إكراماً لك، وإبقاء على شرفك، وإلا فهي امرأة عاهرة لا نجاة لها من عقاب الفاجرات.. وها هما وراءك فانظرهما. وكان الجندي قد جاء بهما من غرفة أخرى، فالتفت وراءه فإذا المرأة زوجته، وإذا الرجل أحد أصدقائه..
فصرخ صرخة رجفت لها جوانب المخفر، وملأت نوافذه وأبوابه عيوناً وآذاناً، ثم سقط في مكانه مغشياً عليه، فأشرت على المأمور أن يرسل المرأة إلى منزل أبيها ففعل، وأطلق سبيل صاحبها، ثم حملنا الفتى في مركبة إلى منزله، ودعونا له الطبيب فقرر أنه مصاب بحمى دماغية شديدة.. ولبث ساهراً بجانبه بقية الليل يعالجه حتى دنا الصبح، فانصرف على أن يعود متى دعوناه، وعهد إليّ بأمره فلبثت بجانبه أرثي لحاله.. وأنتظر قضاء الله فيه، حتى رأيته يتحرك في مضجعه، ثم فتح عينيه فرآني، فلبث شاخصاً إليَّ هنيهة كأنما يحاول أن يقول لي شيئاً فلا يستطيعه، فدنوتُ منه وقلت له:
- هل من حاجه ؟
فأجاب بصوت ضعيف خافت: حاجتي ألا يدخل عليَّ أحد من الناس.
قلت: لن يدخل عليك إلا من تريد.
فأطرق هنيهة، ثم رفع رأسه فإذا عيناه مخضلتان بالدموع..
فقلت: ما بكاؤك ؟
قال: أتعلم أين زوجتي الآن؟
قلت: وماذا تريد منها؟
قال: لا شيء، سوى أن أقول لها إني قد عفوت عنها.
قلت: إنها في بيت أبيها.
قال: وارحمتاه لها ولأبيها ولجميع قومها! فقد كانوا قبل أن يتصلوا بي شرفاء أمجاداً فألبستُهم مذ عرفوني ثوبا من العار لا تبلوه الأيام. مَن لي بمن يبلغهم عني جميعاً أنني مريض مشرف ، وأنني أخشى لقاء الله إن لقيتُه بدمائهم، وأنني أضرع إليهم أن يصفحوا عني ويغتفروا زلتي، قبل أن يسبق إليّ الأجل؟!.. لقد كنتُ أقسمت لأبيها يوم اهتديتها أن أصون عِرضها صيانتي لحياتي، وأن أمنعها مما أمنع منه نفسي، فحنثت في يميني . نعم إنها قتلتني!.. ولكنني أنا الذي وضعت في يدها الخنجر الذي أغمدَته في صدري، فلا يسألها أحد عن ذنبي. البيت بيتي، والزوجة زوجتي، والصديق صديقي، وأنا الذي فتحت باب بيتي لصديقي إلى زوجتي، فلم يذنب إلي أحد سواي.
ثم أمسك عن الكلام هنيهة، فنظرت إليه فإذا سحابة سوداء تنتشر فوق جبينه شيئاً فشيئاً، حتى لبست وجهه، فزفر زفرة خِلتُ أنها خرقت حجاب قلبه، ثم أنشأ يقول:
- آه ما أشد الظلام أمام عيني!.. وما أضيق الدنيا في وجهي!.. في هذه الغرفة على هذا المقعد تحت هذا السقف كنت أراهما جالسين يتحدثان فتملأ نفسي غبطة وسروراً، وأحمد الله على أن رزقني بصديق وفيّ يؤنس زوجتي في وحدتها، وزوجة سمحة كريمة تكرم صديقي في غيبتي ، فقولوا للناس جميعاً: إن ذلك الرجل الذي كان يفخر بالأمس بذكائه وفطنته، ويزعم أنه أكْيَسُ الناس وأحزمهم، قد أصبح يعترف اليوم أنه أبله إلى الغاية من البلاهة، وغبي إلى الغاية التي لا غاية وراءها.
- لعل الناس كانوا يعلمون من أمري ما كنت أجهل، ولعلهم كانوا إذا مررت بهم يتناظرون ويتغامزون ويبتسم بعضهم إلى بعض، أو يحدقون إليّ ويطيلون النظر في وجهي ليروا كيف تتمثل البلاهة في وجوه البُله.. والغباوة في وجوه الأغبياء!..
ولعل الذين كانوا يتوددون إليّ ويتمسحون بي من أصدقائي، إنما كانوا يفعلون ذلك من أجلها لا من أجلي!.. ولعلهم كانوا يسمونني فيما بينهم قواداً ويسمون زوجتي مومساً!.. وبيتي ماخوراً .. وأنا عند نفسي أشرف الناس وأنبلهم.
فوارحمتاه لي إن بقيت على ظهر الأرض بعد اليوم ساعة واحدة، ووالهفا على زاوية منفردة في قبر موحش يطويني ويطوي عاري معي. ثم أغمض عينيه وعاد إلى ذهوله واستغراقه.
وهنا دخلت الحجرة مرضع ولده تحمله على يدها حتى وضعته بجانب فراشه، ثم تركَته وانصرفت، فما زال الطفل يدب على أطرافه حتى علا صدر أبيه فأحس به، ففتح عينيه فرآه فابتسم لمرآه وضمَّه إلى صدره ضمّة الرفق والحنان، وأدنى فمه من وجهه ليقبله، ثم انتفض فجأة واستسرَّ بِشْرُهُ ، ودفعه عنه بيده دفعة شديدة وأخذ يَصيح:
- أبعِدوه عني لا أعرفه!.. ليس لي أولاد ولا نساء، سلوا أمه عن أبيه من هو واذهبوا به إليه، لا ألبس العار في حياتي وأتركه أثراً خالداً ورائي بعد مماتي.
وكانت المرضع قد سمعت صياح الطفل فعادت إليه وحملته وذهبت به، فسمع صوته وهو يبتعد عنه شيئاً فشيئاً فأنصت إليه واستعبر باكياً وصاح :
- أرجعوه إليّ، فعادت به المرضع، فتناوله من يدها وأنشأ يقلب نظره في وجهه ويقول:
سواءً أكنتَ ولدي يا بني، أم ولد الجريمة، فإني قد سعدت بك حقبة من الدهر فلا أنسى يدك عندي حياً أو ميتاً، ثم احتضنه إليه، وقبله، في جبينه قبلة لا أعلم هل هي قبلة الأب الرحيم، أو المحسن الكريم!..
وكان قد بلغ منه الجهد فعاودته الحمّى، وغلت نارها في رأسه، وما زال يثقل شيئاً فشيئاً حتى خِفْتُ عليه التلف، فأرسلت وراء الطبيب، فجاء وألقى عليه نظره طويلة ثم استردها مملوءة يأساً وحزناً.
ثم بدأ ينزع نزعاً شديداً، ويئن أنيناً مؤلماً، فلم تبق عين من العيون المحيطة به إلا ارْفَضَّت عن كل ما تستطيع أن تجود به من مدامعها.
فإنا لجلوسٌ حوله وقد بدأ الموت يسبل أستاره السوداء على سريره، وإذا امرأة مؤتزرة بإزار أسود قد دخلت الحجرة، وتقدمت نحوه ببطء، حتى أكبّت على يده الموضوعة فوق صدره فقبلتها وأخذت تقول له:
- لا تخرج من الدنيا وأنت مرتاب في ولدك، فإن أمه تعترف بين يديك وأنت ذاهب إلى ربك، أنها وإن كانت قد دنت من الجريمة، ولكنها لم ترتكبها، فاعف عني يا والد ولدي، واسأل الله عندما تقف بين يديه أن يلحقني بك، فلا خير لي في الحياة من بعدك.
ثم انفجرت باكية، ففتح عينيه، وألقى على وجهها نظرة باسمة، كانت هي آخر عهده بالحياة وقضى .
الآن عدتُ من المقبرة بعدما دفنتُ صديقي بيدي وأودعت حفرة القبر ذلك الشباب الناضر، والروض الزاهر، وجلست لكتابة هذه السطور وأنا لا أكاد أملك مدامعي وزفراتي، فلا يهوّن وجدي عليه إلا أنَّ الأمّة كانت على باب خطر عظيم من أخطارها، فتقدم هو أمامها إلى ذلك الخطر وحده، فاقتحمه...
زمردة
25-10-2002, 07:21 PM
ونفع بما اخترت من موقع .. أو قصة ..
نسأل الله أن يجعلنا من المعتبرين بغيرنا .. وأن يرزقنا الاستقامة على شرعه .. وأن يمكننا إلى الدعوة إليه .. وجهاد من يعترض سبيل المؤمنين ..
وقد ذكرتني ما أوردته من قصة .. بقصة توبة الشيخ الفاضل : أحمد القطان .. وإليك رابط القصة :
http://www.khayma.com/dalele/katan-3.htm
زهرة الكركديه
25-10-2002, 09:08 PM
جزاك الله خيرا على هذه القصة الرائعة بالفعل..نعم أنت لا تهدى من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء نعم سبحانه بقدرته يخرج الحى من الميت ويخرج الميت من الحي ..أى ورب العزة والجلال ...سبحان الله..اللهم اجعلنا من المهتدين غير المضلين وارزقنا الاستقامة والمضى فى درب نورك ..اللهم امين وشكرا لك يا زمردة..جزاك الله خيرا
زهرة الكركديه
25-10-2002, 09:08 PM
حدث خطأ لم أستطع حذفه