هديل الحمام
27-10-2002, 10:56 PM
يقول الراوي...
جبر الحمادي من سكان مكة المكرمة في الزمن السابق , كان تاجرا يبيع ويشتري يفد عليه الناس فيشتري منهم ويبيعهم ,وعنده سمعة طيبة لكرمه الكبير الذي تعدى الامانه في تعامله واستضافته لهم في بيته كلما قدموا عليه ...
وكان له ولد بلغ سن الشباب وقد طلق امه وله زوجة ثانيه عنده ,وقد لاحظ على ولده الكسل وكثرة النوم , فلم يعجبه ذلك وفي احد الايام اوصى زوجته , اذا عاد الولد وقت الطعام فلا تفتحي له الباب , كان قصده ان يحس الولد ويبدأ في الاعتماد على نفسه ويبحث عن عمل بدلا من اتكاليته خاصة ان والده لن يدوم له .
لما عاد الولد طرق الباب , فلم تفتح له زوجة ابيه وهي مرغمة على ذلك ولا حيلة لها , فلما انتصف النهار فتحت له الباب وكان والده قد حضر فانشد على مسامع ابنه هذه الابيات...
يا عاشقين النوم ما فيه ثابه
ماسر في المسعى كلاب رقودي
ترقد لو ان الناس تمشي ضبابه
و مطعومهن من الوسخ والجلودي
ان كان ما جاك الولد في شبابه
فالمرجله مثل الحطب في الجلودي
حتيش لو هو ولدي ويش ابا به؟
لا نافع نفسه ولا فيه فودي
اراد الوالد ان يحث ابنه على نفع نفسه ...لكن الولد تضايق بشدة وبدأ من ساعته يبحث عمن يرافقه في الاغتراب طلبا للرزق حتى وجد امثاله فترافقوا , واثناء مسيرهم عندما بلغوا منطقة المستجدة , صادفهم ركب في طريقة الى مكة وهو يعرفهم فحملهم رسالة الى والده ضمنها هذه الابيات ...
ياهل الركاب مصرخات الاشده
مربعات ويكسرن اللواحي
تكفون جبر اللي علومه مسده
ذاباح كبش مدورين الرباحي
قله تراني واطي المستجده
ومن لا نشدني مادرا عن مراحي
لزوم يذكرني اذا جاه ضده
لا رددوا عقب اللقا للسلاحي
لا من كل وصل بالضيق حده
والمر من كبدي تدريق وفاحي
عندما وصلت القصيدة ندم الوالد اشد الندم , لانه السبب في تغرب ابنه وهو لم يظن ان الغضب يبلغ في ابنه ذلك ...وهكذا اهمل تجارته وترك عائلته وركب مع مرافقين وراء ابنه , فقد احزنه الشعور بالذنب وما جناه على ابنه ولم يدركه وقد يأس منه وارهقه المسير لكبر سنه اضافه للهم والحزن فاشرف على الموت وهو في طريق عودته لمكة وعندما احس بدنو اجله وانه ميت لا محاله قال هذه الابات يخاطب احد المرافقين واسمه زرفيل ...
اقول يا زرفيل قم ولع النار
في ماقع توه من السيل طاحي
في ماقع ماطب من عقب الامطار
ياكود غزلان تبوج البراحي
ثم سولي فنجال يوم انت بيطار
اشقر كما زهم النعامي الضراحي
ما همني الا كان جا البيت خطار
متذكرين فعولنا يا فلاحي
انا وعبد الله و زرفيل والكار
غبنا على مثل النعام المداحي
غبنا على هجن من الدوعبار
يشدن سفن مقتفيها الرياحي
عندما فجأه الموت لم يتذكر سوى بيته حين ياتيه الضيوف فلا يجدونه مثلما هي العادة وقد مات بعد هذه القصيدة
رحمة الله عليه :(
جبر الحمادي من سكان مكة المكرمة في الزمن السابق , كان تاجرا يبيع ويشتري يفد عليه الناس فيشتري منهم ويبيعهم ,وعنده سمعة طيبة لكرمه الكبير الذي تعدى الامانه في تعامله واستضافته لهم في بيته كلما قدموا عليه ...
وكان له ولد بلغ سن الشباب وقد طلق امه وله زوجة ثانيه عنده ,وقد لاحظ على ولده الكسل وكثرة النوم , فلم يعجبه ذلك وفي احد الايام اوصى زوجته , اذا عاد الولد وقت الطعام فلا تفتحي له الباب , كان قصده ان يحس الولد ويبدأ في الاعتماد على نفسه ويبحث عن عمل بدلا من اتكاليته خاصة ان والده لن يدوم له .
لما عاد الولد طرق الباب , فلم تفتح له زوجة ابيه وهي مرغمة على ذلك ولا حيلة لها , فلما انتصف النهار فتحت له الباب وكان والده قد حضر فانشد على مسامع ابنه هذه الابيات...
يا عاشقين النوم ما فيه ثابه
ماسر في المسعى كلاب رقودي
ترقد لو ان الناس تمشي ضبابه
و مطعومهن من الوسخ والجلودي
ان كان ما جاك الولد في شبابه
فالمرجله مثل الحطب في الجلودي
حتيش لو هو ولدي ويش ابا به؟
لا نافع نفسه ولا فيه فودي
اراد الوالد ان يحث ابنه على نفع نفسه ...لكن الولد تضايق بشدة وبدأ من ساعته يبحث عمن يرافقه في الاغتراب طلبا للرزق حتى وجد امثاله فترافقوا , واثناء مسيرهم عندما بلغوا منطقة المستجدة , صادفهم ركب في طريقة الى مكة وهو يعرفهم فحملهم رسالة الى والده ضمنها هذه الابيات ...
ياهل الركاب مصرخات الاشده
مربعات ويكسرن اللواحي
تكفون جبر اللي علومه مسده
ذاباح كبش مدورين الرباحي
قله تراني واطي المستجده
ومن لا نشدني مادرا عن مراحي
لزوم يذكرني اذا جاه ضده
لا رددوا عقب اللقا للسلاحي
لا من كل وصل بالضيق حده
والمر من كبدي تدريق وفاحي
عندما وصلت القصيدة ندم الوالد اشد الندم , لانه السبب في تغرب ابنه وهو لم يظن ان الغضب يبلغ في ابنه ذلك ...وهكذا اهمل تجارته وترك عائلته وركب مع مرافقين وراء ابنه , فقد احزنه الشعور بالذنب وما جناه على ابنه ولم يدركه وقد يأس منه وارهقه المسير لكبر سنه اضافه للهم والحزن فاشرف على الموت وهو في طريق عودته لمكة وعندما احس بدنو اجله وانه ميت لا محاله قال هذه الابات يخاطب احد المرافقين واسمه زرفيل ...
اقول يا زرفيل قم ولع النار
في ماقع توه من السيل طاحي
في ماقع ماطب من عقب الامطار
ياكود غزلان تبوج البراحي
ثم سولي فنجال يوم انت بيطار
اشقر كما زهم النعامي الضراحي
ما همني الا كان جا البيت خطار
متذكرين فعولنا يا فلاحي
انا وعبد الله و زرفيل والكار
غبنا على مثل النعام المداحي
غبنا على هجن من الدوعبار
يشدن سفن مقتفيها الرياحي
عندما فجأه الموت لم يتذكر سوى بيته حين ياتيه الضيوف فلا يجدونه مثلما هي العادة وقد مات بعد هذه القصيدة
رحمة الله عليه :(