PDA

View Full Version : انا و زوجتي دويتو غنائي


المزوحي
09-02-2003, 11:05 AM
بسم الله الرحمن الرحيم



الجنون فنون، و جنون زنوبيا (زوجتي) ليس له في هذه الدنيا مثيل، اليوم أتت بفكرة لم تخطر لي على البال، فاجأتني هذا الصباح كعادتها بعد انتهائي من إعداد البلاليط بالبيض لها، اقتربت مني قائلة: يا بعلي المسكين، اكتشفت أن لدي مواهب عديدة كان الأولى أن تكتشفها بنفسك، أخذت تعدد لي هذه المواهب، تجيد لعب الكونغ فو و التايكواندو، امرأة قيادية تستطيع قيادة الرجال، و مواهب أخرى دفينة لم تذكرها لي، لكن آخر موهبة أفقدتني صوابي، عندما صرحت بنيتها الغناء.

لا حول و لا قوة إلا بالله، هززت رأس من الضيق و التعاسة، هل تريد أن تغني تلك المجنونة؟، من تراه ضحك عليها و أوهمها أن صوتها يصلح للغناء، يا إلهي ألا تكفينا المغنيات من فصيلة المتردية و النطيحة اللواتي نسمعهن في التلفاز و المذياع، كيف سنضيف صوتا حموريا إلى القائمة الطويلة من الأصوات الحميرية التي تجيد النهيق.


بدأت المجنونة تغني بصوت عالي، تأثرت بالأوبرا التي شاهدتها البارحة في القناة الإيطالية، الزجاج أوشك أن ينكسر، طبلة أذني لعنت اليوم الذي اقترنت فيه من زنوبيا، ثم غنت لي مقطع من الأغنية يا نواخذ خذوني معاكم، انا اقول في قرارة نفسي، دخيلكم خذوها و خلوني وحدي.

حاولت أن اعرف كيف خطرت لها فكرة الغناء، فقالت: سمعت يوما أحد المطربين في حوار تلفزيوني يذكر انه اكتشف نفسه في الحمام، و عندما كنت اعمل حمام مغربي دندنت بصوتي العذب الأغنية الشهيرة يانا الهوى من زنجبار، فسمعت صدى صوتي في ارجاء الحمام، صوت من المؤسف أن لا يسمعه الجمهور، حينها قررت طرق هذا الباب و اقتحام النجومية مادامت الفرصة موجودة.

اعترضت في البداية على فكرة الغناء، لا يمكن السماح لها بهذا، كيف سأواجه الأهل و الأصدقاء و جميع معارفي، صحيح إتيان المناكر و الصرمعة في الشوارع من قبل بعض بنات العائلات اصبح عاديا لكني لا يمكن مطلقا أن اسمح لها بذلك، يا للعار تخيلوا امشي في الشارع و الناس تشير لي هذا زوج المطربة، راح زوج المطربة، داوم زوج المطربة، جاء حرم سعادة المطربة، تسافر زنوبيا بدعوى من برنامج معين فيطلب مني المذيع تقبيل زنوبيا أمام الشاشات، و يمكن توجه لنا دعوة في الملاهي و يطلبون منا الشرب، لا و ألف لا، هزلت لا يمكن القبول بهذا الأمر، يا عيب الشوم على هيك ناس.

لما رأت تصلب موقفي و إصراري الشديد على موقفي أتتني من جانبي الضعيف، شرحت لي أن الغناء من ضمن الوسائل السريعة للثراء و الشهرة، ذكرت لي كيف أهدى رئيس مجلس إدارة شركة أزعجونا جميع المطربين الذين عنوا للشركة سيارات ألمانية جديدة، و هذه فرصة لنا لتغيير سيارتنا الكورية موديل ألف و خشبة، ثم عددت لي المطربات اللواتي خرجن في السنوات الأخيرة، الفنانة أقلام كانت تعيش في بيت مثل قن الدجاج، شعرها كان يسقط أثناء تمشيطه، الآن تسكن في قصر كبير، شعرها صار انعم من البلاليط، حتى لون بشرتها بدأ يفتح اكثر من قبل، الفنانة ازلام كانت بدون صارت تملك الآن ورقة البلدية، و لهجتها تغيرت و تحسنت مع دروس اللهجة المحلية، مشكلتها الوحيدة عضة اللسان أثناء الحديث، و المطرب فايز مستانس استفاد من النقود التي جناها و أجرى عملية تجميل، و أخيرا و ليس آخرا المطربة سحر جمر عملت تغييرا كاملا لديكور الوجه و الأسنان والجسم.

بصراحة اقتنعت بفكرة زنوبيا، هذا النهار مر بطيئا، في العمل كنت مشتت الذهن، مرة أفكر في البنك الذي سيقدم لي أعلى الفوائد على النقود التي ستجنيها من الغناء، و مرة في اختيار الاسم الفني لها، زنوبيا لا يليق أبدا بمغنية، زوزو اسم تكرر كثيرا، هناك زوزو نبيل، زوزو الحكيم، زوزو ماضي، لكن في المطاف اقتنعت باسم زيزي الصغيرة، لكن اكثر شيء اتعبني هو البحث عن الشخص الذي يمكن أن يساعدنا في هذا الموضوع و انتهى الدوام و العبدلله على هذا المنوال.
رجعت إلى المنزل بعد نهاية الدوام، زنوبيا تدندن بأغنية (جوزي فين)، دندنت معها الاغنية، الانسجام بدا واضحا بيننا، ليس هي فقط من يمكنها الغناء، حتى انا اصلح للغناء، يا سلام، يمكن أن نكون دويتو غنائي و ستفوق شهرتنا شهرة وائل كفوري و نوال الزغبي، زنوبيا نفسها انبهرت بصوتي و طريقتي غنائي، صحيح ياما في الدنيا فنانين.

بعد الظهر تابعت برنامج فني استضاف الملحن الشهير برهوم سمعة، على الفور تذكرت صديقي سعيد الذي له علاقة و معرفة بالملحن حيث يعقاران البيرة و الويسكي في نفس البار، حاولت الاتصال به عدة مرات أثناء النهار لكن هاتفه ظل مغلقا، بعد العشاء رن هاتفه حيث يذهب إلى البار بعد أن يصلي العشاء، رد على الهاتف بعد أن ظل يرن لمدة طويلة، أخبرته أني أريده في خدمة خاصة جدا، أخبرته بالفكرة، وطلبت منه أن يكلم الملحن برهوم سمعة بخصوص زنوبيا، و كان بالفعل عند حسن الظن به ورتب لنا لقاء معه في اليم التالي مباشرة، علمت أن الملحن تردد في البداية حينما علم أن زنوبيا متزوجة إذ انهم يفضلون العزباء و العانس لكنه لم يذكر لي السبب مطلقا، لا ادري أرجعت هذا الى حرص الملحنين و شركات الإنتاج على الترابط الأسرى و المحافظة على العلاقة بين الزوجين.

ذهبنا إلى الموعد في شركة التسجيلات، استقبلنا برهوم سمعة بكل ود و ترحاب، بدأ يتحدث عن الفن و الغناء، و ذكر لنا اكتشافاته و آخر مشاريعه، كان يتكلم بصراحة و شفافية، أحسست أني اعرفه لكن لم يضايقني سوى الأصوات الغريبة التي تخرج من أمعاءه و رائحة الخمر البايتة التي خنقتني.

طلب مني الغناء فغنيت اغنية (كداب يا خيشة، كداب أوي)، نهض من مكانه محييا اياي على طريقة ادائي المذهلة ثم سأل زنوبيا عن اللون الذي تفضله، فقالت: اللون الأحمر، ضحك، و قال لها: اقصد لون الغناء الذي تجيدينه، ضحكت من أعماق قلبي، نظرت لي نظرة كانت كفيلة بخنق هذه الضحكة، لم تعرف ماذا تقول؟ و لا بماذا تغني و تدندن؟، طلب من زنوبيا غناء أي أغنية تحفظها و التي تعتقد أنها تناسبها.

لأول مرة أرى علامات الحياء ترتسم على وجه زنوبيا، اخيرا ظهر الوجه الأنثوي لها، أين اختفت هذه الأنوثة طوال المدة الماضية، بعد لحظات من التفكير غنت لنا أغنية دان دانه و دانتين، قاطعها الملحن طلب منها أغنية أخرى، أدت مقطع من أغنية الأطلال لام كلثوم، قاطعها مرة أخرى و طلب منها أن تغني من جميرا روح الغالي، فشلت فشلا ذريعا في الغناء، لأنه لا يستطيع أحد أن يغني أغاني عبدالله بالخير إلا إذا توفرت له مؤهلات بالكاد تجدها في حالة واحد من بين 100 مليون حالة.

نظر إلينا و هو يضحك، ظل عدة دقائق يتحدث بتهكم، هذا الصوت لا يصلح للغناء، روحي شوفي شغلة أخرى، أنت من ضحك عليك و قال لك انك تصلحين للغناء، أنت لا يمكنك الغناء مطلقا و لكن أتعلمين لماذا؟، لأن طبقة صوتك من اصعب الطبقات و لا يناسبها سوى السلم الموسيقي للنهيق الذي لا يتقنه أحد.

جن جنون زنوبيا، لم تتمالك أعصابها و أنا احاول تهدئتها، اقتربت من مكتب برهوم سمعة و قلبت الطاولة عليه و لولا تدخل العقلاء من موظفي الشركة لكانت زنوبيا تقضي الآن عقوبة السجن المؤبد.

زهرة الكركديه
09-02-2003, 02:42 PM
مشكلة القراء عندنا أنهم لما يشوفون الموضوع طويل يكتفون بالقاء نظرة سريعة مقتضبة وفي خواطرهم ( هذا منو الفاضى اللى عنده وقت ومتعبل وكاتب موضوع بها الطول.. هذى مشكلة القراء عندنا واحيانا مشكلتهم القراءة على نمط القفزات الطويلة.. يعنى بقدرة قادر ينط لك من السطر الأول الى السطر الخمسطعش..!! ( بالنظر مب بالزانة )

اخى المزوحى والله هذا الموضوع مع انه مضحك الا أن شر البلية ما يضحك بالفعل..فكيف يقبل الرجل على نفسه ان تغنى زوجته أمام الناس وترقص وتتنطط وتضحك وتتحدث كأنها تتحادث مع اعز صديقاتها.. أين الغيرة .........أين الرجولة !

خاطرى اتصل مرة ببرنامج يستضيف فنان أو زوج فنانة وأتفضل وأطرح عليه سؤال أمووووووووووووت وأطرح هذا السؤال على انسان يقبل بان تعمل زوجته امام الرجال ومع الرجال دون خجل ولا وجل مع انى عارفة انهم بيسكرون فى ويهى بس بطرح السؤال بسرعة وبسكر..
بساله.
أخى.. أليس عندك غيرة على محارمك..!

ودمت اخى المزوحى..موضوع متميز كالعادة:)

زمردة
09-02-2003, 03:57 PM
أبشر بالغنى من أوسع أبوابه .. وكذلك الشهرة ..

فهذا زمن الفلوووووس والشهرة .. وإلا فأنت آخر من يلتفت إليك أو يهتم بأمرك ..

كنا مرة بصدد عمل بوابة جديدة للبيت .. وحتى يقنعنا التاجر ببضاعته وقيمتها وجودتها وأهميتها قال أنا الآن أشتغل في بيت المطربة الفلانية أعمل لها كل أبواب فيلتها .. ومن يطول ؟ :)

دانا
10-02-2003, 02:39 AM
أقل ما يمكن أن أقول عنه... بأنه رااائع

بالفعل مقال راائع ..مع أني بصراحة وأنا أقرأه قعدت أضحك :D

فعلا شر البلية ما يضحك ....

وبالفعل استطعت تسليط الضوء على أجواء العفن الفني بأسلوب ساخر وجميل .........

وسبحان الله وأنا الليلة قاعدة أفرفر في القنوات شفت اعلانات حق قوم السوبر ستار والمواهب الغنائية الجديدة في قناتين وليس واحدة !!!

فقلت في نفسي سبحان الله يمكن بعدين ما يكون هناك جمهور يستمع .....!!!:confused: كله بيغني :OO:


تحياتي