الخير
16-02-2003, 08:36 AM
سُئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين " رحمه الله " :"
فضيلة الشيخ : بالنسبة للمصيبة التي تصيب المسلم ، كيف يفرق فيها أن تكون مكفرة للذنوب ورفعة للدرجات ، وبين أن تكون نذيراً من الله سبحانه وتعالى للإنسان ؟
***********
الجواب :
أولاً – يجب أن نعلم أن الله قال في الكتاب : { وَمَا أصابَكُم مِن مُّصيبةٍ فبِما كَسَبَت أيديكُم ويَعفُوا عن كثير } 0
فالمصائب التي تصيب المسلمين كثيرة مما كسبت أيديهم ، والمصائب الخاصة التي تصيب الإنسان تقع على وجوه :
** إما أنها بما كسبت يده فيعاقب في الدنيا على المعصية وعقوبة الدنيا أهون من عقوبة الآخرة 0
** وإما أن تكون من أجل امتحانه حتى يصل إلى درجة الكمال في الصبر ، لأن الإنسان بين حالين إما سراء فوظيفته الشكر ، أو ضراء فوظيفته الصبر ، فلا يصل الإنسان إلى درجة الصبر إلا بشيء يصبر عليه ، ولهذا كان الرسول – صلى الله عليه وسلم – يُبتلى أكثر مما يُبتلى غيره ، حتى إنه يوعك بالمرض كما يوعك الرجلان منا 0 وشدد عليه – صلى الله عليه وسلم – عند الموت من أجل رفعة درجته بمقام الصبر 0
فالإنسان يبتلى ابتلاءًُ خاصاً ، إما بسبب ذنوب ارتكبها فيكفر الله عنه بهذه المصيبة ، وعذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة 0
ولهذا كان بعض الناس إذا فعل ذنوباً ثم حصل عليه مصائب وبلايا 0 يشكر الله على هذا لأنه يقول : ( علم الله بذنبي فعاقبني في الدنيا قبل الآخرة ) ، وعقوبة الدنيا أهون من عقوبة الآخرة 0 فيجعل ذلك نعمة يشكر الله عزَّ وجلَّ عليها
والإنسان إذا أصيب ببلاء فله أربع حالات :
الأولى : إما أن يتسخط بقلبه أو جوارحه فيشق الجيب ويحلق الشعر ويلطم الخد ويرى في قلبه أنه ساخط على ربه ، والعياذ بالله ، فهذا في أدنى الدرجات ، وهذا تبرأ منه الرسول – صلى الله عليه وسلم – حيث قال : " ليس منا من لطم الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية " 0
الثانية : أن يصبر ويحتسب مع كراهته لما حصل ، فهذا قام بالواجب وله أجر الصابرين 0 إذا احتسب الأجر على الله قال تعالى : { إنما يُوفى الصَّابرونَ أجرَهُم بِغيرِ حِساب } 0
والثالثة : حالة أكمل من الصبر وهي الرضا ، الرضا أكمل من الصبر ، فالصابر ساخط للبلاء لكنه صابر ، والراضي متساوٍ عنده الأمران لقضاء الله عز وجل ويقول في نفسه ما قضى الله لي إلا خيراً ، فيرضى تماماً ويكون حاله غير متأثر إطلاقاً لا بقلبه ولا بجوارحه 0
الرابعة : أن يكون في مقام الشكر ، كيف يشكر الله ؟؟
نقول : وجهه ما ذكرت لكم قبل قليل أنه يعلم أنه قد فعل ذنوباً وأن هذه عقوبة لذنوبه ، فيشكر الله أن عجل له العقوبة في الدنيا ، وذلك أهون من كونها في الآخرة ، ثم يشكر الله على أنه رضي وصبر كانت خيراً له فيشكر الله على ذلك 0
**********************
من كتاب " لقاءات الباب المفتوح " الجزء الثاني " لفضيلة الشيخ ( محمد بن صالح بن عثيمين ) رحمه الله 0
************
فضيلة الشيخ : بالنسبة للمصيبة التي تصيب المسلم ، كيف يفرق فيها أن تكون مكفرة للذنوب ورفعة للدرجات ، وبين أن تكون نذيراً من الله سبحانه وتعالى للإنسان ؟
***********
الجواب :
أولاً – يجب أن نعلم أن الله قال في الكتاب : { وَمَا أصابَكُم مِن مُّصيبةٍ فبِما كَسَبَت أيديكُم ويَعفُوا عن كثير } 0
فالمصائب التي تصيب المسلمين كثيرة مما كسبت أيديهم ، والمصائب الخاصة التي تصيب الإنسان تقع على وجوه :
** إما أنها بما كسبت يده فيعاقب في الدنيا على المعصية وعقوبة الدنيا أهون من عقوبة الآخرة 0
** وإما أن تكون من أجل امتحانه حتى يصل إلى درجة الكمال في الصبر ، لأن الإنسان بين حالين إما سراء فوظيفته الشكر ، أو ضراء فوظيفته الصبر ، فلا يصل الإنسان إلى درجة الصبر إلا بشيء يصبر عليه ، ولهذا كان الرسول – صلى الله عليه وسلم – يُبتلى أكثر مما يُبتلى غيره ، حتى إنه يوعك بالمرض كما يوعك الرجلان منا 0 وشدد عليه – صلى الله عليه وسلم – عند الموت من أجل رفعة درجته بمقام الصبر 0
فالإنسان يبتلى ابتلاءًُ خاصاً ، إما بسبب ذنوب ارتكبها فيكفر الله عنه بهذه المصيبة ، وعذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة 0
ولهذا كان بعض الناس إذا فعل ذنوباً ثم حصل عليه مصائب وبلايا 0 يشكر الله على هذا لأنه يقول : ( علم الله بذنبي فعاقبني في الدنيا قبل الآخرة ) ، وعقوبة الدنيا أهون من عقوبة الآخرة 0 فيجعل ذلك نعمة يشكر الله عزَّ وجلَّ عليها
والإنسان إذا أصيب ببلاء فله أربع حالات :
الأولى : إما أن يتسخط بقلبه أو جوارحه فيشق الجيب ويحلق الشعر ويلطم الخد ويرى في قلبه أنه ساخط على ربه ، والعياذ بالله ، فهذا في أدنى الدرجات ، وهذا تبرأ منه الرسول – صلى الله عليه وسلم – حيث قال : " ليس منا من لطم الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية " 0
الثانية : أن يصبر ويحتسب مع كراهته لما حصل ، فهذا قام بالواجب وله أجر الصابرين 0 إذا احتسب الأجر على الله قال تعالى : { إنما يُوفى الصَّابرونَ أجرَهُم بِغيرِ حِساب } 0
والثالثة : حالة أكمل من الصبر وهي الرضا ، الرضا أكمل من الصبر ، فالصابر ساخط للبلاء لكنه صابر ، والراضي متساوٍ عنده الأمران لقضاء الله عز وجل ويقول في نفسه ما قضى الله لي إلا خيراً ، فيرضى تماماً ويكون حاله غير متأثر إطلاقاً لا بقلبه ولا بجوارحه 0
الرابعة : أن يكون في مقام الشكر ، كيف يشكر الله ؟؟
نقول : وجهه ما ذكرت لكم قبل قليل أنه يعلم أنه قد فعل ذنوباً وأن هذه عقوبة لذنوبه ، فيشكر الله أن عجل له العقوبة في الدنيا ، وذلك أهون من كونها في الآخرة ، ثم يشكر الله على أنه رضي وصبر كانت خيراً له فيشكر الله على ذلك 0
**********************
من كتاب " لقاءات الباب المفتوح " الجزء الثاني " لفضيلة الشيخ ( محمد بن صالح بن عثيمين ) رحمه الله 0
************