طيور الشوق
14-05-2003, 04:20 AM
وقف (المجاهد) على عتبة منزله مع زوجته الحنون، مرتديا بدلته العسكرية، معتمراً عمامته الخضراء، والشهادتان، وعبارة الله تزينها فوق جبينه.
نظر إلى وجهها القمري طويلاً، فراعه تلك الدموع الغزيرة الصامتة، ورعشة شفتيها فأحس بالدموع تتحجر في عينيه، وبالأسى يعتصر جوانحه، لفراق حبيبته التي لم يمض على زواجه منها سوى أيام قلائل.
كان جو الوداع مؤلماً غاية الألم، وأخذت أصابعهما تتشابك بقوة، بينما ريح يناير تنخر العظام نخراً، وشجرة اللوز التي طالما تسامرا تحتها منذ طفولتهما، تتمايل أوراقها يمنة ويسرة، كأنما هي حزينة لفراق هذين المحبين.
أمسك برأسها ثم ضمه إلى صدره، ودموعها الحارة تسقط على بزته فتحيلها إلى قطعة من جمر-أو هكذا أحس.
تعانقا طويلاً، فربما يكون هذا لقائهما الأخير، ودون أن يدري تهاوت الدموع منه كالمطر، بينما صوت قارئ القرآن يجلجل في أذنه: (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر، وما بدلوا تبديلا).
حينئذٍ طبع على جبينها قبلة دافئة، أودعها كل ما يختزنه قلبه من الحب نحوها.، ثم همّ بالمغادرة لولا أنها أمسكت بيده، وقالت في صوت يغالبه البكاء: (إلى لقاء قريب أيها الحبيب الحنون) فأسرع بالخروج، وقال في صوت أشبه بالهمس: (إلى لقاء قريب في مقعد صدقٍ عند مليكٍ مقتدر).
وأخذ يمشي في الشارع للقاء إخوانه المجاهدين، وأخذت هي تودعه بدموعها التي لم تتوقف، وودّ لو أنه التفت نحوها، ولكنه لم يفعل، فنداء الشهادة والحنين إلى الجنة كانا أكبر وأسمى من أي نداء، حتى لو كان هذا النداء: نداء الحب!
الدوحة في 7 أيلول (سبتمبر)1996م
نظر إلى وجهها القمري طويلاً، فراعه تلك الدموع الغزيرة الصامتة، ورعشة شفتيها فأحس بالدموع تتحجر في عينيه، وبالأسى يعتصر جوانحه، لفراق حبيبته التي لم يمض على زواجه منها سوى أيام قلائل.
كان جو الوداع مؤلماً غاية الألم، وأخذت أصابعهما تتشابك بقوة، بينما ريح يناير تنخر العظام نخراً، وشجرة اللوز التي طالما تسامرا تحتها منذ طفولتهما، تتمايل أوراقها يمنة ويسرة، كأنما هي حزينة لفراق هذين المحبين.
أمسك برأسها ثم ضمه إلى صدره، ودموعها الحارة تسقط على بزته فتحيلها إلى قطعة من جمر-أو هكذا أحس.
تعانقا طويلاً، فربما يكون هذا لقائهما الأخير، ودون أن يدري تهاوت الدموع منه كالمطر، بينما صوت قارئ القرآن يجلجل في أذنه: (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر، وما بدلوا تبديلا).
حينئذٍ طبع على جبينها قبلة دافئة، أودعها كل ما يختزنه قلبه من الحب نحوها.، ثم همّ بالمغادرة لولا أنها أمسكت بيده، وقالت في صوت يغالبه البكاء: (إلى لقاء قريب أيها الحبيب الحنون) فأسرع بالخروج، وقال في صوت أشبه بالهمس: (إلى لقاء قريب في مقعد صدقٍ عند مليكٍ مقتدر).
وأخذ يمشي في الشارع للقاء إخوانه المجاهدين، وأخذت هي تودعه بدموعها التي لم تتوقف، وودّ لو أنه التفت نحوها، ولكنه لم يفعل، فنداء الشهادة والحنين إلى الجنة كانا أكبر وأسمى من أي نداء، حتى لو كان هذا النداء: نداء الحب!
الدوحة في 7 أيلول (سبتمبر)1996م