(+_+)
04-07-2003, 10:07 AM
بسم الله الرحمن الحيم
مشاركة ارى اخوتي انها مهمة أقل مايمكن من ناحية موضوعها وان ضعف مضمونها وهي تتعلق بقضية العدل والانصاف مع الذات ومع الاخر المخالف والموافق
ان قضية العدل والانصاف وروح التسامح والتجاوز مع الاخر ايا كان اتجاهه لهي من ابرز القضايا التي يحرص عليها كل مجتمع متمدن متحضر يسعى للنضج والسمو سواء على المستوى الجمعي او المستوى الفردي
وقد وقف الفكر الانساني موقفا مثاليا طموحا من هذه القضية فتنوعت النظريات والاطروحات لاجل التسامي بهذه المسألة واختلفت مستوى النجاحات سواء على الجانب الكلي او الجزئي ناهيك عن الفشل والأخفاق الذريع الذي اصيبت به اكثرها وخاصة في الشق العملي وهو الجانب الاهم من وجهة نظر المجتمعات عموما
والذي يعنينا في هذه العجالة هو نؤكد دائما على أن ديننا وتراثنا الاسلامي قد قدمت روائع الأمثلة سواء تنظيرا أو تطبيقا في هذه القضايا المهمة فهذا كتاب الله تزخر آياته بروح العدل والحب والتسامح وهذا رسوله صلى الله عليه وسلم يقدم بمقاله وسلوكه أعظم تربية لأصحابة واتباعه من جهه ولمخافيه وأعدائه من جهه اخرى فيرفق بالكافر رغبة في هدايته ويحاور المخالف سعيا لدعوته ويتجاوز عن المخطئ رحمة به ويعامل الصغير والكبير والذكر والأنثى في مثالية يعجز معها الراصد والمتابع عن الإحصاء والإلمام ولعلي انطلق الىالجانب التمثيلي لعله يفي بالمقصود الذي اريده
روى البخاري رحمه الله في صحيحة (8/284) عن عمر بن الخطاب في الرجل الذي اسمه عبدالله وكان يلقب حمارا وكان يضحك الرسول صلى الله عليه وسلم وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد جلده في الشراب , فاتي به يوما فجلد . فقال رجل من القوم : اللهم العنه , ما أكثر ما يؤتى به . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لا تلعنوه ، فوالله ما علمت الا أنه يحب الله ورسوله
فقال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله معلقا على هذا ( فنهى عن لعنه مع اصراره على الشرب ، لكونه يحب الله ورسوله ، مع انه صلى الله عليه وسلم لعن في الخمر عشرة : " لعن الخمر وعاصرها ومعتصرها وشاربها وساقيها وحاملها والمحمولة اليه وبائعها ومبتاعها وآكل ثمنها " ولكن لعن المطلق لا يستلزم لعن المعين ، الذي قام به ما يمنع لحوق اللعنة به . وكذلك التكفير المطلق والوعيد المطلق ، ولهذا كان الوعيد المطلق في الكتاب والسنة مشروطا بثبوت شروط ، وانتفاء موانع ) الفتاوى 10/329_330
وفي هذا النص وهذا التعليق ما يغني عن العبارات المنمقه والمزخرفة بالانشائيات والمحسنات اللفظيه فروعة النص النبوي اضافة لهذ التقعيد المهم تجعلك مندهشا لهذا الدين العظيم وتزداد اعجابا بروعة الفهم السليم لنصوص الدين ولهذه النظرة الشموليه الواعية التي لا تجعلك حبيسا لبعض الاشكالات والمحارات النصية التي لها ما يفسرها من نصوص اخرى او ثوابت وضرورات عقلية تستدعي اتساع الافق قبل اصدار أي حكم
ولكن بقدر هذا الاعجاب الشديد بهذه المثل وهذه التربية العظيمة تنقلب النظرة تماما عند نزولنا الى الجانب الواقعي الميداني من جوانب مجتمعنا المتعددة
بنظرة الى واقعنا الدعوي ولخطابنا الثقافي الداخلي والخارجي الذي يفترض ان يكون امتدادا لهذا الجمال والسمو ويفترض أن نكون أولى من يمثل هذا المنهج الرباني الخالد ولكننا وللأسف الشديد نرى الكثير من المغالطات والتجنيات التي وحتى لا نتهم بالجور فهي ليست عامه ولكنها في نفس الوقت ليست قليلة ومنزوية بل انك تعجب أن تجد بعض من ينظر لهذه الأخطاء وهذه التراكمات ويلوي لها اعناق النصوص والمأثورات السلفية أو ينزلها في غير منزلها الشرعي أو يحملها ما لا تحتمل حينها يبدأ الخلل في المنهج الدعوي ويلبس الباطل والظلم لباس العدل والانصاف وتبدأ سلسلة لا تنتهي أبدا من الجدليات والقراءات والتحليلات الخاطئة والمتجنية.
وليت الضرر والأذى اقتصر عند هذا الحد بل ان مشكلتنا الأخطر من وجهة نظري هو هذا الإنفصام التام بين جانب القول والعمل أو بين التنظير والتطبيق فنحن لدينا هذا الكم الهائل من الآيات والأحاديث وكلام السلف الصالح الذي يهدي للحياة الكريمة والاخلاق الفاضلة ، وعلى الطرف الآخر هناك تعاملات ومواقف مظلمة هي أبعد ما تكون عن منهج ديننا العظيم ونحن في واقعنا مبتلون بأننا نقول ما لا نعمل ونعمل ما لا نقول فنعيش ارتباكا كبيرا ومريعا بين سهولة التنظير وروعته وجماله وبين صعوبة الواقع ورهبة الموقف فهذا الجانب النظري يكتنفه في كثير من الأحيان روح المثالية والشفافية وقمة الروعة سواء من أديان السماء او قوانين الأرض التي تحمل روح التحضر والتمدن ولكن الواقع ولا شئ غير الواقع هو الذي يصدق كل هذا أو يكذبه لا شك ان الناس بحاجة للفعال دون القوال وبحاجه للتعامل الإسلامي الراقي المثالي الذي تكون لغته أعلى من أي لغة وتأثيره أعظم من أي تأثير خطابي أجوف تموت كلماته ومفرداته عند أول سقوط ميداني عملي ولنتذكر دائما أننا أصحاب رسالة عظيمة واصحاب هوية حضارية عميقة الجذور وأن الكون في حاجة الينا والى ما عندنا فلنبدأ ببيتنا من الداخل فلنحسن ترتيبة و تنظيمه ولنربط هذا التراث الخالد بواقع زاه مشرف ولنكن رحماء منصفين عادلين مستشعرين دورنا وأهميتنا وتأثيرنا
ولعلي أختم بعبارة قالها الامام مالك عن اهل زمانه ( ما في زماننا شئ أقل من الإنصاف ) جامع بيان العلم 1/132 فماذا نقول نحن عن أهل زماننا ؟؟؟
مشاركة ارى اخوتي انها مهمة أقل مايمكن من ناحية موضوعها وان ضعف مضمونها وهي تتعلق بقضية العدل والانصاف مع الذات ومع الاخر المخالف والموافق
ان قضية العدل والانصاف وروح التسامح والتجاوز مع الاخر ايا كان اتجاهه لهي من ابرز القضايا التي يحرص عليها كل مجتمع متمدن متحضر يسعى للنضج والسمو سواء على المستوى الجمعي او المستوى الفردي
وقد وقف الفكر الانساني موقفا مثاليا طموحا من هذه القضية فتنوعت النظريات والاطروحات لاجل التسامي بهذه المسألة واختلفت مستوى النجاحات سواء على الجانب الكلي او الجزئي ناهيك عن الفشل والأخفاق الذريع الذي اصيبت به اكثرها وخاصة في الشق العملي وهو الجانب الاهم من وجهة نظر المجتمعات عموما
والذي يعنينا في هذه العجالة هو نؤكد دائما على أن ديننا وتراثنا الاسلامي قد قدمت روائع الأمثلة سواء تنظيرا أو تطبيقا في هذه القضايا المهمة فهذا كتاب الله تزخر آياته بروح العدل والحب والتسامح وهذا رسوله صلى الله عليه وسلم يقدم بمقاله وسلوكه أعظم تربية لأصحابة واتباعه من جهه ولمخافيه وأعدائه من جهه اخرى فيرفق بالكافر رغبة في هدايته ويحاور المخالف سعيا لدعوته ويتجاوز عن المخطئ رحمة به ويعامل الصغير والكبير والذكر والأنثى في مثالية يعجز معها الراصد والمتابع عن الإحصاء والإلمام ولعلي انطلق الىالجانب التمثيلي لعله يفي بالمقصود الذي اريده
روى البخاري رحمه الله في صحيحة (8/284) عن عمر بن الخطاب في الرجل الذي اسمه عبدالله وكان يلقب حمارا وكان يضحك الرسول صلى الله عليه وسلم وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد جلده في الشراب , فاتي به يوما فجلد . فقال رجل من القوم : اللهم العنه , ما أكثر ما يؤتى به . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لا تلعنوه ، فوالله ما علمت الا أنه يحب الله ورسوله
فقال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله معلقا على هذا ( فنهى عن لعنه مع اصراره على الشرب ، لكونه يحب الله ورسوله ، مع انه صلى الله عليه وسلم لعن في الخمر عشرة : " لعن الخمر وعاصرها ومعتصرها وشاربها وساقيها وحاملها والمحمولة اليه وبائعها ومبتاعها وآكل ثمنها " ولكن لعن المطلق لا يستلزم لعن المعين ، الذي قام به ما يمنع لحوق اللعنة به . وكذلك التكفير المطلق والوعيد المطلق ، ولهذا كان الوعيد المطلق في الكتاب والسنة مشروطا بثبوت شروط ، وانتفاء موانع ) الفتاوى 10/329_330
وفي هذا النص وهذا التعليق ما يغني عن العبارات المنمقه والمزخرفة بالانشائيات والمحسنات اللفظيه فروعة النص النبوي اضافة لهذ التقعيد المهم تجعلك مندهشا لهذا الدين العظيم وتزداد اعجابا بروعة الفهم السليم لنصوص الدين ولهذه النظرة الشموليه الواعية التي لا تجعلك حبيسا لبعض الاشكالات والمحارات النصية التي لها ما يفسرها من نصوص اخرى او ثوابت وضرورات عقلية تستدعي اتساع الافق قبل اصدار أي حكم
ولكن بقدر هذا الاعجاب الشديد بهذه المثل وهذه التربية العظيمة تنقلب النظرة تماما عند نزولنا الى الجانب الواقعي الميداني من جوانب مجتمعنا المتعددة
بنظرة الى واقعنا الدعوي ولخطابنا الثقافي الداخلي والخارجي الذي يفترض ان يكون امتدادا لهذا الجمال والسمو ويفترض أن نكون أولى من يمثل هذا المنهج الرباني الخالد ولكننا وللأسف الشديد نرى الكثير من المغالطات والتجنيات التي وحتى لا نتهم بالجور فهي ليست عامه ولكنها في نفس الوقت ليست قليلة ومنزوية بل انك تعجب أن تجد بعض من ينظر لهذه الأخطاء وهذه التراكمات ويلوي لها اعناق النصوص والمأثورات السلفية أو ينزلها في غير منزلها الشرعي أو يحملها ما لا تحتمل حينها يبدأ الخلل في المنهج الدعوي ويلبس الباطل والظلم لباس العدل والانصاف وتبدأ سلسلة لا تنتهي أبدا من الجدليات والقراءات والتحليلات الخاطئة والمتجنية.
وليت الضرر والأذى اقتصر عند هذا الحد بل ان مشكلتنا الأخطر من وجهة نظري هو هذا الإنفصام التام بين جانب القول والعمل أو بين التنظير والتطبيق فنحن لدينا هذا الكم الهائل من الآيات والأحاديث وكلام السلف الصالح الذي يهدي للحياة الكريمة والاخلاق الفاضلة ، وعلى الطرف الآخر هناك تعاملات ومواقف مظلمة هي أبعد ما تكون عن منهج ديننا العظيم ونحن في واقعنا مبتلون بأننا نقول ما لا نعمل ونعمل ما لا نقول فنعيش ارتباكا كبيرا ومريعا بين سهولة التنظير وروعته وجماله وبين صعوبة الواقع ورهبة الموقف فهذا الجانب النظري يكتنفه في كثير من الأحيان روح المثالية والشفافية وقمة الروعة سواء من أديان السماء او قوانين الأرض التي تحمل روح التحضر والتمدن ولكن الواقع ولا شئ غير الواقع هو الذي يصدق كل هذا أو يكذبه لا شك ان الناس بحاجة للفعال دون القوال وبحاجه للتعامل الإسلامي الراقي المثالي الذي تكون لغته أعلى من أي لغة وتأثيره أعظم من أي تأثير خطابي أجوف تموت كلماته ومفرداته عند أول سقوط ميداني عملي ولنتذكر دائما أننا أصحاب رسالة عظيمة واصحاب هوية حضارية عميقة الجذور وأن الكون في حاجة الينا والى ما عندنا فلنبدأ ببيتنا من الداخل فلنحسن ترتيبة و تنظيمه ولنربط هذا التراث الخالد بواقع زاه مشرف ولنكن رحماء منصفين عادلين مستشعرين دورنا وأهميتنا وتأثيرنا
ولعلي أختم بعبارة قالها الامام مالك عن اهل زمانه ( ما في زماننا شئ أقل من الإنصاف ) جامع بيان العلم 1/132 فماذا نقول نحن عن أهل زماننا ؟؟؟