هيونه
08-07-2003, 09:04 AM
كنت معهم ·· بين أياديهم·· أجوب الدنيا بقلوبهم·· وأفتح لهم الآفاق الواسعة مع ترديدهم لاسمي ومكانتي··· كنت أفرح كلما رأيت طفلاً يريد التقرب مني ··· وشيخاً ما زلت أعيش معه حياته المضنية والتي لا يخففها سوى وجودي بين جوانبه·
كنت أمسح هم المغترب·· وضيق الحزين·· وروع الخائف·· بلمسة·· وهمسة·· وكلمة·· وحرف·· وأفتح لهم عوالم مختلفة لم يعرفونها إلا من خلالي ·· ولم يسمعوا عنها إلا عن طريقي ·· فسجلت بأمانة تعاقب العصور·· وتدهور الأمور·· وعاقبة النفور·· وبلاء النفوس والصدور·
وعرضت بسعادة الوفاء·· والنقاء·· والجزاء الذي يستحقه بعضهم ممن مسكني في لحظة استراحة ·· وفراغ ·· وشرود·· ومن جلس معي في دجى الليالي يقرأ ما عندي·· ويتعلم مما لديّ··ويستفسر عما يحتويه صدري·
أتيت إليهم ضيفاً عزيزاً·· مُرحباً به من الجميع·· ومقبولاً لدى الصغير قبل الكبير·· لكن الدنيا -كما يقولون عنها - دائرةٌ بأصحابها··· أزاحتهم عن الطريق الذي أحبوه·· وزيّنت لهم ما اجتنبوه·· وحللّت لهم بعض ( بل كل) ما حُرم عليهم ونهوه·· فتغافلوا عني ·· ونسوني·· ثم عن دربهم أبعدوني··· وتركوني فوق ذلك الدرج الخشبي المُهمل الذي يعلوه الغبار ·· وإن سألهم أحدٌ عني ·· يصمتون·· ويبدأون يتذكرون عن آخر مرةٍ رأوني فيها·· فيكتشفون أنهم نسوا ملامح شكلي ·· وحركات حرفي·· ولذة وجودي·· ويتفاخرون بكل ألم أنني كنت عائقاً في وجوههم ·· وأنني حرمتهم مما يُمتِّع حياتهم ودنياهم·
صمتّ·· فلا أملك الآن إلا الصمت والسكوت على أمل أن يعودوا إلى رشدهم ·· ويهتدوا إلى طريقهم·· لكن لصمتي آخر··· وللمصير نهاية·· فإن تركوني الآن بإهمال سأبتعد عنهم وقت الحاجة بالإهمال نفسه·· ولن أنقذهم حتى لو كان بيدي نجاتهم·· ( إلا من رحم ربي) لأنهم لم يعرفوا قدري ··· ولم يعظموا أجري··فلهم ما يستحقون ·· وما بأيديهم يعملون··· وأنا هنا ··· على هذا الدرج الخشبي أنتظر النهاية··· فمتى ستكون؟ وكيف ستؤول؟ لا أملك الإجابة·· ولكني أحمل بين طيّات صفحاتي بعض الشفاعة لمن قرأني لساعة··· وبعض الدعاء لمن حملني ·· وتضرع من خلالي لرب السماء والأرض والجنة والنار والقيامة·· آملاً أن يعود الكل إليّ قبل أن يفوت الفوت··ويأتي اليوم الذي لا توبة بعده·· ولا رجاء·· ولا عودة لتلك الأيام الراحلة التي كشفت عن زيف الصدور·· وسواد القلوب·
فلاش:
تكفون لا تهجروني······لو بصفحة واصلوني······· بعد الرحيل بتتمنوني······· (القرآن الكريم)
أعجبتني المناجاة فنقلتها لكم
كنت أمسح هم المغترب·· وضيق الحزين·· وروع الخائف·· بلمسة·· وهمسة·· وكلمة·· وحرف·· وأفتح لهم عوالم مختلفة لم يعرفونها إلا من خلالي ·· ولم يسمعوا عنها إلا عن طريقي ·· فسجلت بأمانة تعاقب العصور·· وتدهور الأمور·· وعاقبة النفور·· وبلاء النفوس والصدور·
وعرضت بسعادة الوفاء·· والنقاء·· والجزاء الذي يستحقه بعضهم ممن مسكني في لحظة استراحة ·· وفراغ ·· وشرود·· ومن جلس معي في دجى الليالي يقرأ ما عندي·· ويتعلم مما لديّ··ويستفسر عما يحتويه صدري·
أتيت إليهم ضيفاً عزيزاً·· مُرحباً به من الجميع·· ومقبولاً لدى الصغير قبل الكبير·· لكن الدنيا -كما يقولون عنها - دائرةٌ بأصحابها··· أزاحتهم عن الطريق الذي أحبوه·· وزيّنت لهم ما اجتنبوه·· وحللّت لهم بعض ( بل كل) ما حُرم عليهم ونهوه·· فتغافلوا عني ·· ونسوني·· ثم عن دربهم أبعدوني··· وتركوني فوق ذلك الدرج الخشبي المُهمل الذي يعلوه الغبار ·· وإن سألهم أحدٌ عني ·· يصمتون·· ويبدأون يتذكرون عن آخر مرةٍ رأوني فيها·· فيكتشفون أنهم نسوا ملامح شكلي ·· وحركات حرفي·· ولذة وجودي·· ويتفاخرون بكل ألم أنني كنت عائقاً في وجوههم ·· وأنني حرمتهم مما يُمتِّع حياتهم ودنياهم·
صمتّ·· فلا أملك الآن إلا الصمت والسكوت على أمل أن يعودوا إلى رشدهم ·· ويهتدوا إلى طريقهم·· لكن لصمتي آخر··· وللمصير نهاية·· فإن تركوني الآن بإهمال سأبتعد عنهم وقت الحاجة بالإهمال نفسه·· ولن أنقذهم حتى لو كان بيدي نجاتهم·· ( إلا من رحم ربي) لأنهم لم يعرفوا قدري ··· ولم يعظموا أجري··فلهم ما يستحقون ·· وما بأيديهم يعملون··· وأنا هنا ··· على هذا الدرج الخشبي أنتظر النهاية··· فمتى ستكون؟ وكيف ستؤول؟ لا أملك الإجابة·· ولكني أحمل بين طيّات صفحاتي بعض الشفاعة لمن قرأني لساعة··· وبعض الدعاء لمن حملني ·· وتضرع من خلالي لرب السماء والأرض والجنة والنار والقيامة·· آملاً أن يعود الكل إليّ قبل أن يفوت الفوت··ويأتي اليوم الذي لا توبة بعده·· ولا رجاء·· ولا عودة لتلك الأيام الراحلة التي كشفت عن زيف الصدور·· وسواد القلوب·
فلاش:
تكفون لا تهجروني······لو بصفحة واصلوني······· بعد الرحيل بتتمنوني······· (القرآن الكريم)
أعجبتني المناجاة فنقلتها لكم