مسدد
14-07-2003, 03:38 PM
وصلنا مطار هيثرو ومنه انطلقنا إلى مدينة ماركفيلد ، وقبيل وصولنا بمدة توقف السير لمدة نصف ساعة ، بدأنا نسمع صوت الموسيقى (الناس أصيبت بالملل) وبدأ البعض ينسل من سيارته ، بعد مرور النصف ساعة تحرك السير لمسافة 100 متر ينقص او يزيد ، بعدها توقفنا لمدة ساعة ونصف ، العجيب من هذا كله أننا لم نسمع أصوات منبهات السيارات ولا تلك الشتائم ولا شاهدنا من يشذ بسيارته ويمشي بها فوق جنبات الشارع ، راجعت في تلك اللحظة صورة نفس الوضع في بلداننا ، تذكرت أني في بعض الأحيان أسمع صوت منبه السيارة التي خلفي قبل أن تضيء الإشارة باللون الأخضر ، وكأن من خلفي ينبهني إلى أن الإشارة قاربت أن تتلون من الحمراء إلى الخضراء فينبغي أن اكون مستعدا لتلك اللحظة ، أكملنا ساعتين بالتمام والكمال ، قضيناها بين تناول بعض الحلويات أو الاستماع للشعر أو النوم (أو الشخير) ولا أخفيكم أني لم أكن أسمع الشخير الذي كان يتحدث عنه زملائي (ولعلكم علمتم السر).
هنا أتسائل عن المجتمعات الفوضوية ، مجتمعات تأصل فيها الدين على شكل طقوس تؤدى بينما طرحت الجوانب الأخلاقية والتعاملية وراء ظهورها ، تسائلت ، لماذا لم أسمع صوت منبه سيارة لمرة واحدة على الأقل طوال ساعتين؟ بينما في مجتمعاتنا أسمع السب والشتم ، فكرت قليلا ، قلت في نفسي :
لعل الإنجليز استوعبوا الوضع وعلموا أن الصراخ والعويل والشتم والسب لن يقدم ولن يؤخر وأنها لا تؤدي سوى إلى المزيد من الاضطراب والتوتر النفسي ، وأما جماعتنا فهم متعودون على الصريخ والعويل منذ سقوط فلسطين وحتى يومنا هذا ، كحد أدنى.
ثم سألت نفسي ، لماذا لم أرى من يتجاوز من على جانبي الشارع؟؟ ، فكرت مليا ، ما المانع؟ هذا الأمر نشاهده دائما في بلادنا ، لماذا لم أشاهده هنا؟ هل لأنهم لا يملكون سيارات الدفع الرباعي؟ لا طبعا ، السبب أن كل واحد منهم محترم لنفسه وعارف لقدره ، وأنه يعلم أن مثل هذا التصرف يعطي انطباعا بأنه يحاول أن يأخذ مزية على هذه الصفوف التي سبقته ، فبأي حق اكتسب هذا الحق؟ فهذا الحق لو كان له لكان للجميع ، وهذا يعني أن أي تصرف يقوم به هو حق للجميع ، مما سيؤدي بهم إلى الفوضى ، كذلك فرق آخر ، هناك لا يوجد "وطني" و "مواطن" كما هو موجود في دول الخليج عندنا ، في تلك البلاد كلمة مواطن تعني "المزيد من احترام القانون للبلد التي انتمي لها" أما في بلادنا نحن فمعنى "مواطن" أي القفز فوق القوانين بدون خوف.
هنا أتسائل عن المجتمعات الفوضوية ، مجتمعات تأصل فيها الدين على شكل طقوس تؤدى بينما طرحت الجوانب الأخلاقية والتعاملية وراء ظهورها ، تسائلت ، لماذا لم أسمع صوت منبه سيارة لمرة واحدة على الأقل طوال ساعتين؟ بينما في مجتمعاتنا أسمع السب والشتم ، فكرت قليلا ، قلت في نفسي :
لعل الإنجليز استوعبوا الوضع وعلموا أن الصراخ والعويل والشتم والسب لن يقدم ولن يؤخر وأنها لا تؤدي سوى إلى المزيد من الاضطراب والتوتر النفسي ، وأما جماعتنا فهم متعودون على الصريخ والعويل منذ سقوط فلسطين وحتى يومنا هذا ، كحد أدنى.
ثم سألت نفسي ، لماذا لم أرى من يتجاوز من على جانبي الشارع؟؟ ، فكرت مليا ، ما المانع؟ هذا الأمر نشاهده دائما في بلادنا ، لماذا لم أشاهده هنا؟ هل لأنهم لا يملكون سيارات الدفع الرباعي؟ لا طبعا ، السبب أن كل واحد منهم محترم لنفسه وعارف لقدره ، وأنه يعلم أن مثل هذا التصرف يعطي انطباعا بأنه يحاول أن يأخذ مزية على هذه الصفوف التي سبقته ، فبأي حق اكتسب هذا الحق؟ فهذا الحق لو كان له لكان للجميع ، وهذا يعني أن أي تصرف يقوم به هو حق للجميع ، مما سيؤدي بهم إلى الفوضى ، كذلك فرق آخر ، هناك لا يوجد "وطني" و "مواطن" كما هو موجود في دول الخليج عندنا ، في تلك البلاد كلمة مواطن تعني "المزيد من احترام القانون للبلد التي انتمي لها" أما في بلادنا نحن فمعنى "مواطن" أي القفز فوق القوانين بدون خوف.