PDA

View Full Version : (*·.¸(`·.¸( الزواج ) ¸.·´)¸.·*)


أبو هتان
24-07-2003, 05:08 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد ..

بعد التحيات لجميع الأخوة والأخوات

وبما إننا في إجازات .. والعديد من الإخوة والأخوات مقبلين على الزواج .

إرتأيت في نفسي أن هذا الموضوع يشتمل على العديد من النقاط الواجب الأخذ بها والإنتباه لها .. فالعلاقة الزوجية علاقة ذات قدسية خاصة أوضحها لنا رب العباد عز وجل .. وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم بينت الطريق السليم الذي إذا سرنا عليه .. سنكون خير أمة أخرجت ما دام البيت مبني على الأساس الصحيح .

قبل الزواج .. تثار العديد من التسائلات حول هذا المشروع ( الزواج ) ومن هذه التسائلات وأهمها ..!


هل بالزواج يموت الحب ؟


نقول هنا .. أن الزواج لا يقتل الحب، بل لعله يزيده عمقأ وأصالة ، كل ما فى الأمر أن الحب لا يعود بحاجة إلى التعبير عن نفسه ما دام الزواج يشهد بوجوده ويحميه.

لكن من الناس من لا يشعر بذاته وبعواطفه فيظل بحاجة إلى أن نقول له أننا نحبه، و ان نكرر ذلك فى كل حين وإلا شعر بالألم والتعاسة، وهذا شأن المرأة والرجل أيضأ.

وفى الحياة المشتركة يجد الحب أشكالأ جديدة يعبر بها عن وجوده ويؤكد بها أصالته وعمقه، وبالتالى تصبح عبارات الحب بلا فائدة ولا جدوى .

......... فالأعمال والمواقف فيها الكفاية، بل أنها هي وحدها التى تثبت وجود الحب وتعبر عنه حقا.والواقع أن الحب تعبر عنه محاولات الزوجة الجادة لتحقيق مزيد من التفاهم والانسجام، وكذا الرغبة المشتركة في إنجاب طفل وآمالهما المشتركة.

كل هذا صحيح فى حد ذاته، لكنه لا يحول دون إحساس المرأة بالألم ما دام الزوج لا يعبر لها عن حبه ولا يبدى نحوها مزيدا من الرقة واللطافة ، وكثيرا ما تلحظ المرأة أن إقبالها على الزوج وزيادة رقتها تجاهه، كثيرا ما تزيده توترا .

فبعض النساء تشعرن بأنهن كلما أبدين مزيدا من الرقة واللطف شعرن بابتعاد أزواجهن عنهن. ولا يستطيع الزوجان فى الحقيقة أن يتجنبا لحظات الفتور التي تنتاب حياتهما من آن لآخر، وخير لهما أن يعترفا بالواقع وأن يواجهاه فى هدوء وشجاعة، وهما واثقان بأن السحب لا تلبث أن تزول، فتوتر أحدهما وغضبه ليس حتما أن يكون تابعا لهدوء الآخر وابتسامته، بل قد يزداد التوتر كلما بالغ الآخر فى اصطناع الهدوء والمرح الزائف.

عادة المحبان أنهما يتباهيان بأنهما وحدة متكاملة لا فرق بينهما ولا تكليف، وهذا خطأ ..!!!! فمهما كانت الروابط بينهما قوية وثيقة، ومهما كان الانسجام بينهما كاملا فسوف تظل لكل منهما ذاته ومزاجه وميوله وقدراته وطباعه وأفكاره .

ومن هنا لابد من وجود الكلفة بينهما حتى يتجنبا الصدمة حين يكتشفا أنهما غير متفقين فى كل شىء بعكس ما كانا يتوهمان.

ثم إن كل منهما قد يخشى على حريته من ظغيان الحب لا شك ينأى عن المحبوب كلما اقترب هذا منه .

إن طغيان الحب يخيف أحيانآ.
إن عبارة " قل لى أنك تحبنى " قد تعنى " قل لى أنك تحبنى ما دمت بالفعل تحبنى..
قل لى إنك فعلا تحبنى بصرف النظر عن حقيقة عواطفك نحوى ".

إن رد الفعل التلقائى قد تكون الصمت أو إجابة قصيرة مثل " طبعا أحبك كما تعلمين " والحقيقة أن الحب لا يقتله الزواج . وتكفى التصرفات والأفعال للدلالة على الحب وقوته.

==== وليست المرأة وحدها هى التى تود أن يعبر لها زوجها عن حبه، فالرجل أيضا يستبد به أيضا نفس الإحساس...!

والحقيقة أن الحب لا يقتله الزواج إنما يتم التعبير عنه بأشياء أخرى تلحظها وتشعر بها المرأة الذكية، ويدركه ويلمس حرارته الزوج النبيه، وكل يعبر عن حبه بأسلوب أو بآخر.


إن الزواج ليس تنفيسًا عن ميل بدني فقط ! إنه شركة مادية وأدبية واجتماعية تتطلب مؤهلات شتى، وإلى أن يتم استكمال هذه المؤهلات وضع الإسلام أسس حياة تكفل الطهر والأدب للفتيان والفتيات على سواء.

وأرى أن شغل الناس بالصلوات الخمس طول اليوم له أثر عميق في إبعاد الوساوس الهابطة، ينضم إلى ذلك منع كل الإثارات التي يمكن أن تفجّر الرغبات الكامنة.

إن الحجاب المشروع، وغَضّ البصر، وإخفاء الزينات، والمباعدة بين أنفاس الرجال وأنفاس النساء في أي اختلاط فوضويّ، وملء أوقات الفراغ بضروب الجهاد العلمي والاجتماعي .. كل ذلك يؤتي ثمارًا طيبة في بناء المجتمع على الفضائل.

ثم يجيء الزواج الذي يحسن التبكير به، كما يحسن تجريده من تقاليد الرياء والسرف والتكلف، التي برع الناس في ابتداعها فكانت وبالا عليهم.

إن من غرائب السلوك الإنساني أنه هو الذي يصنع لنفسه القيود المؤذية، وهو الذي يخلق الخرافة ثم يقدسها!!

إن الإسلام الحق هو الدواء الناجع، والعناصر التي يقدمها لقيام مجتمع طاهر، تصان فيه الأعراض، وتسود أرجاءه العفّة وتبدأ من البيت .

فالصلوات تنتظم أفراده كلهم الصبية والرجال، ويُراقَب أداؤها بتلطف وصرامة، وتراعي شعائر الإسلام في الطعام واللباس والمبيت والاستئذان، واستضافة الأقارب والأصدقاء..

إن جوانب الحياة العامة كثيرة، وهي مسئولة عن صون البيت وإشاعة الطهر، وإنشاء أجيال أدنى إلى الاستقامة.

هناك معالم ثلاثة ينبغي أن تتوفر في البيت المسلم، أو أن تظهر في كيانه المعنوي ليؤدي رسالته ويحقق وظيفته.. هذه الثلاثة هي:

السكينة

والمودة

والتراحم..

وأعني بالسكينة الاستقرار النفسي، فتكون الزوجة قرة عين لرجلها، لا يعدوها إلى أخرى، كما يكون الزوج قرة عين لامرأته، لا تفكر في غيره..

أما المودة فهي شعور متبادل بالحب يجعل العلاقة قائمة على الرضا والسعادة.. ويجيء دور الرحمة لنعلم أن هذه الصفة أساس الأخلاق العظيمة في الرجال والنساء على سواء، فالله سبحانه يقول لنبيه "فبما رحمة من الله لنت لهم، ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك.."(آل عمران:159)، فليست الرحمة لونا من الشفقة العارضة، وإنما هي نبع للرقة الدائمة ودماثة الخلاق وشرف السيرة..

وعندما تقوم البيوت على السكن المستقر، والود المتصل، والتراحم الحاني فإن الزواج يكون أشرف النعم، وأبركها أثرا…

وسوف يتغلب على عقبات كثيرة، وما تكون منه إلا الذُّريات الجيدة، أن أغلب ما يكون بين الأولاد من عُقَد وتناحر يرجع إلى اعتلال العلاقة الزوجية، وفساد ذات البين.

إن الدين لا يكبت مطالب الفطرة، ولا يصادر أشواق النفس إلى الرضا والراحة والبشاشة، وللإنسان عندما يقرر الزواج أن يتحرّى عن وجود الخصال التي ينشدها و ذلك حق المرأة أيضا فيمن تختاره بعلاً.

فإذا صدَّق الخُبْر الخَبر صحَّ الزواج وبقى، وإلا تعرض مستقبله للغيوم.

==== وهناك رجال يحسبون أن لهم حقوقًا، وليست عليهم واجبات، فهو يعيش في قوقعة من أنانيته ومآربه وحدها، غير شاعر بالطرف الآخر، وما ينبغي له.

والبيت المسلم يقوم على قاعدة عادلة "ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة"(البقرة:228)، وهي درجة القوامة أو رياسة هذه الشركة الحيّة.. ! وما تصلح شركة بدون رئيس.

وبديهي ألا تكون هذه الرئاسة ملغية لرأي الزوجة، ومصالحها المشروعة أدبية كانت أو مادية..

إن الوظيفة الاجتماعية للبيت المسلم تتطلب مؤهلات معينة، فإذا عَزَّ وجودها فلا معنى لعقد الزواج.

وهذه المؤهلات مفروضة على الرجل وعلى المرأة معًا، فمن شعر بالعجز عنها فلا حقَّ له في الزواج..

إذا كانت المرأة ناضبة الحنان قاسية الفؤاد قوية الشعور بمآربها بليدة الإحساس بمطالب غيرها فخير لها أن تظل وحيدة، فلن تصلح ربة بيت، إن الزوج قد يمرض، وقد تبرّح به العلّة فتضيق به الممرضة المستأجرة. المفروض أن تكون زوجته أصبر من غيرها وأظهر بشاشة وأملاً ودعاء له..

ولن نفهم أطراف هذه القضية إلا إذا علمنا بأن البيوت تبنى على الحب المتبادل ، كما قال تعالى ...:

"هن لباس لكم وأنتم لباس لهن"(البقرة:187) . صدق الله العظيم

أتمنى لكم أحبيتي أن تهنئوا بحياة زوجية وأسرية سعيدة مغطاة بلحاف الحب مبنية على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .

وفي النهاية ...
يسرني أن أستغل الموضوع لأبارك لأخونا..... فتى الإيمان ... وبارفاه والبنين إن شاء الله .. وألف مبروك .

تحياتي لكم ..

أبو هتان

حروف سوالف
24-07-2003, 05:22 AM
مجهود تشكر عليه ..

اخوك حروف سوالف

أبو هتان
24-07-2003, 05:33 AM
أهلاً وسهلاً .. حروف الحب

سعدت بتواجدك أخي الكريم

وأدري إن الموضوع طويل شوية :p

بس يمكن كل ما طال الموضوع كل ما استمرت العلاقة الزوجية فترة أطول :p .

أعتذر عن طول الموضوع .. ولكن الموضوع يستحق ذلك :)

شكراً لك مرة أخرى .

أبو هتان

دانا
24-07-2003, 04:59 PM
السلام عليكم

موضوع مهم جدا ...

و فعلا مجهود تشكر عليه


تحياتي :)

aziz2000
27-07-2003, 02:15 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

حياك الله أخي أبو هتان :)

شكرا على هذا الموضوع المهم في هذا الوقت مع كثرة المتزوجين والمتزوجات ;)

ونتمنى لكل الأزواج العيشة الهنيئة والذرية الصالحة

تقبل تحياتي أخي الكريم

أبو هتان
27-07-2003, 02:28 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

أهلاً أختي الكريمة ..

كلماتك بثابة الإهداء

وتمنياتي لكي بالسعادة الخالصة وتحقيق كل أمنياتك بإذن الله

دمتي بخير ..

أبو هتان

أبو هتان
27-07-2003, 02:44 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ياهلا عزيز

اسمحلي بداية ابارك لك وابارك للمنتدى رجوعك للإشراف .. يمكن تكون متأخرة .. بس أعتقد بإنك الشخص المناسب في المكان المناسب .

أشكر مشاركتك وثنائك على الموضوع ..

وأثمنى منك تصحيح عنوان الموضوع الى العنوان اللذي في اسفل بدايته .. حتى يكون أكثر مثالية .

كل التقدير لك أخوي عزيز .. مع أحلى المنى.

أبو هتان

الحور
28-07-2003, 11:04 AM
وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته

جزاك الله خير الجزاء :)